بالتاريخ الميلادي|اليوم ذكرى وفاة سيدنا أبوبكر الصديق.. لم يذق الخمر قبل الإسلام
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
حلّت علينا اليوم، الذكرى العطرة، لوفاة الصحابي الجليل صاحب رسول الله، سيدنا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - الذي توفي يوم الإثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ، الموافق 23 أغسطس لعام 634 ميلادى وكان عمره ثلاثاً وستين سنة.
نزل في سيدنا أبي الصديق، قول الله تعالى ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة التوبة: الآية 40].
أبو بكر الصديق هو أول من آمن بالرسالة المحمدية من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، أنزل الله - سبحانه وتعالى- فيه هذه الآية، التي تدل على المكانةِ الساميةِ التي حظي بها سيدنا أبو بكر، وتكريمِ الله – تعالى- له بذكر موقفه الخالد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة.
وصفه النبي بأنه صاحبه على الحوض وفي الغار؛ فعن ابن عُمر - رَضِيَ اللَّهُ عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -لِأَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: «أَنْتَ صَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ»، رواه الترمذي.
وورد أن سيدنا أبي بكر الصديق، لم يشرب الخمر قبل الإسلام، فقيل له: يا أبا بكر هل شربت الخمر في الجاهلية، قال : لا .. كنت أريد أن أحفظ عرضي وأن أصون مروءتي، لأن من شرب الخمر فقد عقله وغُيب عن الوعي، وكان لمروءته وعرضه مُضيعًا ، فلما بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: « صدق أبو بكر».
حياة أبو بكر الصديق
كانت الأوضاع في مكة غير ملائمة لبقاء المسلمين فيها وقد هاجر بعضهم للحبشة، حتى إن أبا بكر عقد العزم على الهجرة إليها أيضًا، واللحاق بمن هاجروا، كما يروي الإمام البخاري في صحيحه، وبالفعل أثناء رحلته إلى الحبشة التقى رجلًا يُدْعَى ابن الدَّغِنَةِ فقال: "أين تريد يا أبا بكر؟"، فقال أبو بكر: "أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي"، قال ابنُ الدَّغِنَةِ: "فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخرج ولا يُخرج، إنك تَكْسِبُ المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتَقْرِي الضيف وتُعين على نوائب الحق" ورحل معه إلى مكة بعد أن كان قد وصل إلى قرب اليمن فطاف في أشراف قريش فقال لهم: "إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج، أتُخرجون رجلًا يَكْسِبُ المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويَقْرِي الضيف ويعين على نوائب الحق" فأنفذت قريش جوار ابن الدَّغِنَةِ (أي منع إيذائهم لأبي بكر)، وقالوا له: "مُرْ أبا بكر فليعبُد ربَّه في داره فليُصَلِّ فيها ولْيَقْرَأْ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يسْتَعْلِنْ به، فإنا نخْشَى أن يفتن نساءنا وأبناءنا"، فقال ذلك ابنُ الدَّغِنَةِ لأبي بكر، فصار أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يؤدي صلاته علانية ولا يقرأ القرآن في غير داره.
وبعد مدة قرر أبو بكر أن يخصص مسجدًا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فكان نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه ويتدافعون لرؤيته وسماعه حتى يسقط بعضهم على بعض، وكان أبو بكر رجلًا بكَّاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدَّغِنَةِ، فقالوا: "إنا كنا أجَرْنَا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانْهَهُ، فإنْ أَحَبَّ أنْ يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبَى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يَرُدَّ إليك ذمتك" فأتى ابن الدَّغِنَةِ إلى أبي بكر فأخبره بما كان من أمر أشراف قريش وزعمائها، فقال أبو بكر: "فإني أردُّ إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل".
بعد ذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين: «قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ» وهما الحَرَّتَان (الحَرَّة: الأرض السوداء)، فهاجر من هاجر قِبَلَ المدينة، وتجهَّز أبو بكر مهاجرًا، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» قال أبو بكر: "هل ترجو ذلك بأبي أنت؟" قال: «نعم»، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصحبه، وعلف راحلتين (ناقتيْن) كانتا عنده أربعة أشهر، تقول السيدة عائشة: "فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا (أي مغطيًا رأسه)، في ساعة لم يكن يأتينا فيها"، فقال أبو بكر: "فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر".
قالت: "فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستأذن، فأذن له، فدخل".. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإني قد أُذن لي في الخروج»، فقال أبو بكر: "الصحابة بأبي أنت يا رسول الله" (أي أريد المصاحَبة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ»، قال أبو بكر: "فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتيَّ هاتيْن"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالثَّمَنِ» (فاشترط النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع ثمن ناقته التي هاجر عليها)، قالت عائشة : "فجهزناهما أحَثَّ الجَهَاز وصنعنا لهما سُفْرَةً (أي زادًا وطعامًا) في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين"، قالت: "ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكَمَنَا فيه ثلاث ليالٍ (أي اختفيا فيه)، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر"... إلى آخر ما ورد في قصة الهجرة المباركة.
وتحدث العلماء عن الحزن الذي أصاب أبا بكر الوارد في الآية، فقالوا إنه لم يكن جُبْنًا منه، وإنما كان إشفاقًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: "إنْ أُقتل فأنا رجل واحد وإن قُتِلْتَ هلكت الأمَّة".
كما كانت معيَّة الله تعالى هي الحافظة لرسول الله وأبي بكر، فعن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثهم، قال: "نظرت إلى أقدام المشركين فوق رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: "يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميْه أبصرنا تحت قدميه"، فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» رواه مسلم.
وتبدو واضحة جلية بعض معالم شخصية أبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- المخلص في الدفاع عن قائده ومعلمه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمحب له، والمفتدي له بروحه وماله، رضي الله عنه وأرضاه.
وفاة أبو بكر الصديقوروت السيدة عائشة خبر وفاة أبيها أبي بكر فقالت: «أول ما بُدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل وكان يومًا باردًا، فحم خمسة عشر يومًا لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه»، وقالت السيدة عائشة: قال أبو بكر: «انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي»، فنظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح (البعير الذي يُستقى عليه) كان يسقي بستانًا له، فبعثنا بهما إلى عمر، فبكى عمر، وقال: «رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله علیه وسلم أبو بکر الصدیق رضی الله عنه ه فی داره أبی بکر
إقرأ أيضاً:
هل انتشار النمل والحشرات له علاقة بالحسد؟.. دار الإفتاء تجيب
تسأل الكثير من ربات البيوت عن انتشار النمل والحشرات في المنزل هل له علاقة بالحسد ؟، لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا التعوذ بالمعوذتين وكثرة ذكر الله وقراءة الفاتحة واية الكرسي كل يوم صباحاً ومساءً، فمن شعر بأنه أصابه الحسد أو أصاب منزله الحسد عليه أن يفعل مثلما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم.
هل انتشار النمل في البيت حسد ؟وأوضحت أنه يجب على المسلم أن يحصن نفسه دوماً، والاهتمام بذكر الله أمر عظيم، فعلى الإنسان إذا شك أنه محسود فى أمر ما فى حياته أن يرقي نفسه بالمعوذتين والفاتحة وآية الكرسي، فإن استمر وجود النمل والحشرات فى منزله فقد يرجع هذا الأمر إلى نظافة البيت.
ربما هذه اجتهادات من بعض الناس، فهذه المسألة ليس فيها نصوص شرعية، فإذا أحس الإنسان بالحسد فعليه أن يقرأ سورة الفاتحة التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي وما أدراك أنها رقية ويرقى نفسه بسورتى الناس والفلق هذا إذا شك فى أنه محسود أو حتى يرقي نفسه وبيته أما كثرة النمل ليس له دليل على وجود الحسد.
كذلك لا يجوز حرق النمل لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صحابي يحرق النمل فقال من فعل هذا فقال الصحابي انا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لا يعذب بالنار إلا رب النار”.
هل وجود النمل في البيت له علاقة بالحسد؟
وأجاب أيضًا الشيخ محمود السيد صابر عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: "هل وجود النمل في البيت بشكل كبير دليل على شيء؟".
ورد صابر قائلًا: "وجود النمل في البيت ليس دليلا على شيء، فإذا كان ظن السائلة أن وجود النمل فى البيت دليل على سحر أو جسد أو ما شابه ذلك؛ فعليك أختي الكريمة المحافظة على الصلاة على وقتها، وكذلك قراءة سورة البقرة فى البيت وهي التي قال عنها النبي الكريم: "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة".. رواه مسلم.
وأكد أن وجود النمل فى البيت من الأمور الطبيعية التى تتعرض لها جميع البيوت فى مثل هذا التوقيت من العام، ويمكن التغلب عليه برش المكان بمبيد حشرى وتنظيف المكان.