البوابة نيوز:
2025-06-19@06:06:30 GMT

شواطئ.. مكاوي سعيد والقصة القصيرة في مصر (2)

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع الباحث مصطفى ربيع في كتاب "تقنيات السرد في القصة القصيرة عند مكاوي سعيد"، والصادر عن الهية المصرية العامة للكتاب 2023، بقوله: تتعدد أنماط المكان عند مكاوي سعيد ما بين البيت كما في قصص وداع، غرفة لم يدخلها رجل، الهابطون من السماء، المتلصص، سرى للغاية، والمقهى كما في قصة المتحول، والجامعة كما في قصة الشال الأبيض الحرير وشال الصوف الأسود، والمستشفى كما في قصص ليكن في علم الجميع سأظل هكذا، انفلات، عالمي وعالمها، وقسم الشرطة كما في قصة شاطئ لم أكن اعرفه، والميدان كما في قصة اللامرئيون، والشارع كما في قصص شكرا يا باولو، لم يحدث مطلقا، الدنيا بتلف، والأتوبيس كما في قصة المهرج، وقصة الركوب فوق حمار مقلوب، والمطعم كما في قصة أحيانا تغادرنا الدهشة، ومكان العمل كما في قصص ابتسامة عم حسن الذى لا يبيع ولا يشترى، تنهيدة، والفندق كما في قصة ابتسامة.

 

في قصة "شكرا يا باولو" من مجموعة "غرفة لم يدخلها رجل" كان الشارع عاملا أساسيا من عوامل حيوية القصة، ونمطا من أنماط المكان فيها، حيث كانت البداية الفعلية للقصة في الشارع، بعد ان انتهى المهندس وخطيبته من ترتيب شقتهما التي ستزوجان فيها بعد شهر، كان الشارع جامعها، يقول: "الشارع مظلم وكئيب، وأصوات الصبية وهم يلعبون خبت تمامًا، التصقت بي وأنفاسها الحارة تغمرني، وخوفها الغريزي يقويني، ويشغل في جسدي أحاسيس الرجولة.. يشعرني انى رجلها.. أنى شيخ القبيلة في هذا الشارع سيحدث كل شيء، وستتغير كل الترتيبات التي كانا يعدانها، في هذا الشارع، سيحاول أولا أن يغتصب منها قبلة، وسيفعل، ثم يصالحها، ويسيطر على غضها يقول: " كان لابد ان أغتصب القبلة مهما غضبت وتعصبت، وبالفعل تركت يدي، ومشت غاضبة خطوات، اعتذرت لها، عاتبتني بتحذير مملوء بالدلال، رويت لها نكتة، سرقت منها ابتسامة، رويت لها الثانية، ضحكت بصوت منخفض، رويت الثالثة ضحكت بماء فيها، وكان الكون يضحك معها، ثم جذبت ذراعي، وهي تحلفني بحبها ألا أفعلها".

في قصة "عم حسن الذي لا يبيع ولا يشترى" كان مكان عمله "الدكان" هو النمط الذي تمحورت حوله القصة، والذي منه وقفنا على حياته الاجتماعية والنفسية. كان الدكان عتيقا لا يسمح بالبيع، ولا يسمح بالشراء، مما جعل من عم حسن رجل لا فائدة منه، فلا هو يبيع ولا هو يشترى. 

وقد تعددت أنماط المكان في قصص مكاوي سعيد، لتشمل أنماطا مختلفة تنتمي كلها إلى الشعب المصري، وتنبع من داخل الإنسان المصري البسيط. كما أعتمد مكاوي سعيد في تقنية المكان على الأبعاد التي تحيطه، بدءا من البعد الجغرافي الذي يحدد أطراف المكان، ومرورًا بالبعد النفسي الذي يوضح العلاقة بين المكان وصاحبة. 

وقد استخدم مكاوي سعيد تقنية تيار الوعي في قصصه بصورة قليلة، أو لنقل نادرة، وذلك أمر طبيعي، لان القصة تكون مكثفة ومركزة، ولا تسمح بتدفق مشاعر النفس الدفينة، على عكس الرواية المطولة، التي تأخذ مساحة أكبر للتعبير عن دواخل النفوس. من ذلك ما جاء في قصة الشال الأبيض الحرير وشال الصوف الأسود من مجموعة "سرى للغاية"، حيث جاءت تقنية تيار الوعي في القصة عندما بدأ الراوي في تذكر سحر وأبيها وأمها. 

وأهمية تيار الوعي هنا تكمن في التعريف بالأسباب التي جعلته من البداية يكره سحر، ويكره كل غنى، ويغضب على فقرة، فقد عاد إلى السبب الأول لحالة الكراهية لديه، وهو الفقر، والذي يشاركه في سبب الكرة والعدائية عزة النفس. كذلك جاء تقنية تيار الوعي في قصة "الرجل الرومانسي" من مجموعة "الركض وراء الضوء" حيث تداعت الأفكار على الرجل الرومانسي المتهم بسرقة الأساور من يد الفتاة، والتي نعرف في نهاية سرده للحكاية من خلال تيار الوعي انها حبيبته، وأنه كان يحاول جذبها من يدها كما شاهد ذلك في أوبريت أغنية بالتلفزيون، يقول: "عرض علينا التلفزيون أمس أوبريت لا أذكر اسمه، لكن سأحكى لك عنه، أنا لا أهذى ولكن اسمعني يا سيدي هل ترضى أن أظلم؟ كان الأوبريت يحكى عن علاقة حب بين فتاة وشاب تدخل القدر بينهما فافترقا بعد خلاف، وفى أحد الأيام بعد ثلاث سنوات بينما الفتى يسترجع ذكرياته في مكان لقائهما رأها، تدللت ثم التقيا بقبلة عريضة وأنتهي الأوبريت بعد ان أثار في قلبي العواطف".     

هذا التذكر كله الذي اعتمد فيه على تقنية تيار الوعي من خلال سرد حكايته من بدايتها ليبرئ نفسه من تهمة سرقة الأساور من يد الفتاة، وأنه كان يريد أن يفعل كما فعل الرجل في الأوبريت عندما وقف امام المصلحة التي كانت تعمل فيها وبدأ في تعقبها، يقول: "وقفت أمام المصلحة تعقبها فلم ترنى، جذبت يدها كما فعل الرجل في الأوبريت، صرخت، فجاء هذا الثور ليحطمني بقبضته ويقول إني سارق، هل ما زلت تصدق يا حضرة الضابط أن أسرق؟". وكأنه بتيار الوعي هذا أراد مكاوي سعيد أن يؤكد حقيقة مفادها ان كلام الأغاني شيء، والواقع شيء آخر، فالواقع ليس بهذا التساهل، وليس بهذه السهولة التي نراها في اوبريت الأغاني. 

وفى خاتمة الكتاب يقول الباحث مصطفى ربيع: لقد نجح مكاوي سعيد في جعل شخصياته تعبر عن واقع المجتمع المصري بكل أطيافه المتشابكة في فترة زمنية معينة، وفى مكان محدد، (وسط البلد) بمدينة القاهرة، حيث تقع أعلب احداث القصص. وقد كانت القصة عند مكاوي سعيد متألفة حتى أننا لنشعر أن القصة الأولى تقود إلى القصة التالية، وتكملها، فالنص القصصي عبارة عن "بنية منسجمة تتآلف عناصرها فيما بينها، ولابد من معالجته على انه وحدة واحدة لا تتجزأ إلا ليعاد تركيبها. وتبقى القصة التي حاول أن يكتبها مكاوي سعيد من خلال نصة القصصي هي قصة حياته، تلك القصة التي نستطيع أن نستخرجها من وراء النص القصصي، فهو تارة طفل صغير، وهو تارة شاب له أحلام وأمنيات، وهو تارة كهل يبحث في الحياة، وهو رجل يستقبل الموت بكل رحابة، وهو تارة عائد على الماضي آخذا منه العبرة، وهو تارة عائش في الحاضر ساعيًا إلى تغييره، وهو خائف من المستقبل متأملًا فيه الخير.   

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شواطئ کما فی قصص کما فی قصة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مدينتين خفيتين تحت الأرض في مصر.. ما القصة؟

أعلن علماء مختصون في الآثار عن اكتشاف ثاني "مدينة خفية" تحت الأرض في مصر، وهذا بعد فترة قصيرة من إعلانهم اكتشاف المدينة الأولى. 

تُعتبر هذه الاكتشافات بمثابة اختراق كبير في مجال الآثار، حيث قد تعيد كتابة تاريخ مصر القديم بشكل كامل.

إخماد حريق بمطعم بافلو برجر بجوار مسرح الزعيم بالهرم| صورإزالة 3 أدوار مخالفة بعقارات في حي الهرم بالجيزةملقاش كابينة الأسانسير .. التحقيق في سقوط مسن من الطابق العاشر بالهرمأمن الجيزة يكشف لغز بيع أدوية مستشفى الهرم أون لاينتشريح وتحريات.. قرارات عاجلة بشأن مقـ.تل حارس عقار في خناقة مع ضابط بالهرمزيت غير متوقع يزود هرمون السعادة ويعالج الأرق .. لن يخطر ببالكالمدينة الخفية الثانية في مصر

وفقًا لتقرير نشرته جريدة "دايلي ميل" البريطانية، تمكن العلماء من اكتشاف مدينة ثانية مخفية في نفس الموقع الذي تم فيه اكتشاف المدينة الأولى. 

ويُعتقد أن هذه المدينة الثانية تُثبت وجود مجمع جوفي ضخم يربط أهرامات الجيزة في القاهرة، وذلك على عمق يصل إلى ألفي قدم تحت سطح الأرض.

هؤلاء العلماء يؤكدون أن هذه الاكتشافات قد تغير قواعد اللعبة في فهم تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

جدل بين العلماء حول الاكتشاف 

هذه الاكتشافات أثارت جدلًا بين العلماء. فقد اعتبر عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس هذه النتائج "غير صحيحة" ويفتقر إلى الأساس العلمي. فهو يراهن على استحالة قدرة تقنية الرادار المخترق للأرض على الرؤية في أعماق بعيدة جدًا تحت السطح. 

ومع ذلك، تابع فريق الباحثين العمل، ووفق التقارير الأخيرة، اكتشفوا أعمدة مماثلة تحت هرم منقرع بعد أشهر من اكتشافاتهم الأولى أسفل هرم خفرع.

عالَم الجيزة الغامض

يُعتبر مجمع الجيزة، الذي يحتوي على أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع، محورًا للغموض والجدل منذ آلاف السنين. حيث أن طرق البناء والدقة الفلكية لهذه الأهرامات لا تزال موضع تساؤل، ولم يُعرف الغرض من بنائها بعد. 

العلماء يعتقدون أن تلك المجمعات مترابطة وأن الأهرامات ليست سوى قمة جبل الجليد لمجمع بنية تحتية هائل تحت الأرض.

النظرية وراء الاكتشافات

فريق البحث، بقيادة الخبير الإيطالي فيليبو بيوندي، يؤكد أن البيانات تشير بوضوح إلى احتمالية كبيرة بأن هرم منقرع يشارك الأعمدة نفسها مع خفرع. ويدعي بيوندي أنهم على يقين بأن الهياكل التي تم تحديدها تحت هرم خفرع موجودة أيضًا أسفل هرم منقرع، مما يعزز فرضية أن هذه الهياكل تحت الأرض تُشكل نظامًا معقدًا من الأنفاق.

يتناول الدكتور بيوندي وفريقه فرضية مثيرة للجدل، حيث يزعمون أن هذه الهياكل تعود لحضارة قديمة مفقودة قد تكون عمرها حوالي 38 ألف عام، رغم أن العلماء يقدرون عمر الأهرامات بثلاثة آلاف و500 عام فقط.

وتستند هذه النظرية إلى قصة مروية حول كارثة كونية قد تكون نتجت عن اصطدام مذنب، مما أدى إلى انهيار حضارة متقدمة.

الأساطير والروايات القديمة

القصص المحيطة بطوفان ضخم تدعم الجدول الزمني للفريق الإيطالي. يقترح عالم الآثار أندرو كولينز أن النقوش القديمة على جدران معبد إدفو قد تشير إلى حضارة غامضة دُمرت في كوارث طبيعية. 

تنص هذه النقوش على وجود "ثعبان عدو" أغرق الحضارة في الظلام، ويُعتقد أن هذا الثعبان قد يكون استعارة لمذنب.

وعلى الرغم من الجدل العلمي المحيط بالاكتشافات الحديثة، فإنها تفتح آفاق جديدة في فهم التاريخ المصري القديم. إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فإنها قد تعيد تشكيل تصورنا لأصول حضارتنا وقدراتنا. 

طباعة شارك اكتشاف مدينة خفية مدينة خفية في مصر الأهرامات زاهي حواس اكتشاف مدينة خفية تحت الأرض

مقالات مشابهة

  • شواطئ باليكسير وتشاناق قلعة ويالوا.. وجهات صيفية تركية تجمع بين النظافة والجمال
  • “عميل على ظهر صاروخ إلى تل أبيب”.. القصة الكاملة وراء الصورة التي أربكت مواقع التواصل
  • الرائحة في القصة القصيرة جلسة حوارية في النادي الثقافي
  • محترف الاتحاد أوناي هيرنانديز في شواطئ مايوري الاسبانية.. صورة
  • اكتشاف مدينتين خفيتين تحت الأرض في مصر.. ما القصة؟
  • الكنزاري سعيد بالشخصية التي قدمها لاعبو الترجي
  • شواطئ عنابة 2025.. الوالي يصدر قرارات صارمة لضمان أمن وراحة المصطافين
  • الشعاب المرجانية ظهرت.. انحسار مياه البحر على شواطئ طور سيناء
  • شواطئ الشمال تتخلص من مظاهر احتلال الملك العام
  • الدخول بـ5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين