هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقضي عليك؟
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
لا يخفى على أحد اليوم أن الثقوب السوداء لها سلوك عنيف عندما تتعامل مع المادة حولها، فهي قادرة على تمزيق وتفتيت أي جسم أو جرم سماوي قريب منها مهما بلغت كتلته وضخامته، فبمجرّد اجتياز حدود أفق الحدث، لن يكون بمقدور أي ذرّة الهروب من الجاذبية الشديدة للثقب الأسود.
غير أن هذا القول ينطبق على الثقوب السوداء الكبيرة الحجم والهائلة، فماذا عن الثقوب السوداء الصغيرة التي بالكاد يمكن قياس قطرها، هل يمكن أن تخلق الاضطراب ذاته في النسيج الكوني؟ وهل يمكن أن تنجو إذا ما مررت بها؟
دفعت هذه التساؤلات مجموعة من الباحثين للتحقق من الإجابة التي بدت بديهية للوهلة الأولى.
وقد ركّزت الدراسة في البداية على نوع خاص منها، وهي الثقوب السوداء البدائية، التي يُعتقد أنها أصغر بكثير من الثقوب السوداء التي تشكلت بفعل انهيار النجوم الكبيرة. ويعتبر هذا النوع قد نشأ في اللحظات الأولى من عمر الكون، ويفترض العلماء بأن كتلتها تتراوح من كتلة ذرة الهيدروجين الواحدة إلى عدة مرات من كتلة الأرض. وبينما لم يُلاحظ أي ثقب أسود بدائي بشكل مباشر، فإن وجودها مقرونا بالحسابات الرياضية.
إعلانويشير الفيزيائيون إلى أن الثقوب السوداء التي تقل كتلتها عن تريليون كيلوغرام، فإنها قد تبخرت بفعل تأثير إشعاع هوكينغ، وأي ثقب أسود تفوق كتلته 10 كوينتيليونات كيلوغرام (عشرة مرفوع للأس 20)، فإنه قادر على إحداث تأثير عدسة الجاذبية. وهذا ما يدفع الباحثين إلى تقليص نطاق بحثهم على كلّ ما هو بين هذين الحدين في حساباتهم، وهو نطاق مماثل لكتلة الكويكبات الموجودة حولنا.
مخاطر الثقوب السوداء البدائيةما يجعل الثقب الأسود خطيرا هو قوى المد بفعل الجاذبية الشديدة، فكلما اقتربنا من الثقب الأسود، تزداد شدة الجاذبية على نحو متسارع، مما يخلق نوع من عدم الاستقرار بين طرفي الجسم -الطرف المقابل والطرف البعيد- فتحدث استطالة شديدة في العظام والأنسجة حتى تتفتت تماما.
ويطرح العلماء السؤال المهم، هل يمكن لمثل هذه الثقوب التي تبلغ كتلتها كتلة الكويكبات، أن تولد مثل هذه الجاذبية الشديدة، هذا إذا ما علمنا أن هذه الثقوب السوداء بهذه الكتلة الضئيلة لن يتجاوز قطرها ميكرومتر واحد، وعليه، فإن مدى الأثر سيكون محدودا للغاية.
فلو مرر أحدهم يده على مثل هذا الثقب الأسود، سيلاحظ ضررا طفيفا نسبيا، ولكن يصبح الأمر أسوأ إذا تعرضت مناطق حساسة في الجسم للثقب الأسود، مثل الرأس، فمن المحتمل أن تتسبب قوى الجاذبية في تمزيق خلايا الدماغ الدقيقة وإتلافها، مما يسبب إصابة قاتلة.
ثم إن التأثير الآخر الأساسي للثقوب السوداء البدائية هو الموجات الصدمية التي تولدها. فعند مرور ثقب أسود عبر جسم ما، يولد موجة كثافة تنتشر عبر الجسم، محدثة صدمة جسدية وناقلة للطاقة الحرارية. وبذلك، فإنها تسبب ضررًا مشابهًا لذلك الناتج عن رصاصة تخترق الجسم. ويمكن لهذه الموجات الصدمية أن تكون مميتة من خلال إلحاق الضرر بالخلايا والأنسجة.
ورغم أن هناك احتمالا علميا منطقيا بأن الثقوب السوداء البدائية قد تكون قاتلة في ظل ظروف معينة، فإن مثل هذا الحدث سيكون نادرا للغاية في واقع الأمر، نظرا إلى اتساع الفضاء الهائل، حتى لو كانت هناك ثقوب سوداء بدائية بحجم الكويكبات، فإن فرص تداخلها مع مسار شخص ما ستكون ضئيلة للغاية.
إعلانووفقا لتقديرات الدراسة، فإن احتمالات حدوث هذا في حياة فرد هي أقل من واحد في 10 تريليونات، وهو سيناريو يكاد يكون مستحيلا في عمر الفرد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان السوداء البدائیة الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
علامات تدل على التجسس عليك عبر جهازك الذكي
أصبحت الأجهزة الذكية مشهدا معتادا في جميع المنازل حول العالم، بدءا من الهواتف الذكية وحتى الأجهزة المنزلية الذكية التي تستطيع التعرف على الأصوات والاستجابة للأوامر الصوتية المختلفة.
ورغم أن هذه الأجهزة تعد محورية للعديد من المستخدمين حول العالم وسهلت حياتهم بشكل كبير، فإنها في الحقيقة تمثل تهديدا أمنيا غير مسبوق لاحتوائها على مجموعة من المستشعرات والميكروفونات التي يمكن استخدامها في أي لحظة للتجسس على المستخدم.
ولا يعني هذا بالضرورة أن الشركات تتجسس على المستخدمين، إذ يمكن اختراق هذه الأجهزة بكل سهولة والوصول إلى المستشعرات الموجودة بها وإلى الميكروفون وأجهزة الكاميرا إن كانت تضمها.
لحسن الحظ توجد مجموعة من العلامات التي تثبت أن هناك مخترقا يستخدم جهازك الذكي للتنصت عليك وسماع ما لا يجب أن يسمعه، وربما تختلف هذه العلامات قليلا بين الأجهزة الذكية المختلفة، ولكن في المجمل تكون متشابهة.
علامات تدل على التنصت في الهاتف الذكيتمتلك الهواتف الذكية العديد من القطع التي يمكن استخدامها للتنصت على المستخدمين، وربما تعد أجهزة الميكروفون أحد أبسط الأشياء التي يمكن استخدامها للتنصت على المستخدمين.
ويمكن للمخترقين الوصول إلى الميكروفونات عبر استخدام التطبيقات الخبيثة وتثبيتها في هاتف المستخدم، ثم تطلب هذه التطبيقات صلاحيات الوصول إلى الميكروفون والكاميرا وغيرها من المستشعرات.
بعد ذلك يمكن للمخترق الوصول إلى كافة التفاصيل والبيانات التي يرغب بها، ولا يقتصر الأمر هنا على الميكروفون وأجهزة الاستشعار فقط، بل يمكن للمخترق الوصول إلى الملفات المخزنة في الهاتف.
ولأن مثل هذه التطبيقات عادة تخفي نفسها في شكل تطبيقات آمنة، كان على مصنعي الهواتف إيجاد آلية جديدة تخبر المستخدم أن الميكروفون يتم استخدامه.
إعلانوفي هواتف "أندرويد" تجد تنبيها مستمرا بأن الميكروفون يتم استخدامه، وقد تجد نقطة صغيرة تظهر أعلى الشاشة، أما في هواتف "آيفون" فإنك تجد نقطة برتقالية مضيئة تظهر في نتوء الشاشة.
في الحواسيب المحمولةيختلف الأمر قليلا في حواسيب "مايكروسوفت ويندوز"، ويعد الأمر أكثر صعوبة من الهواتف وحتى حواسيب "ماك بوك" الشهيرة، فبينما يمكن في الأخيرة البحث عن النقطة البرتقالية ذاتها التي تخبرك أن الميكروفون يتم استخدامه، فإن أجهزة "ويندوز" لا تملك هذا.
ويعد الخيار الأمثل لاكتشاف التنصت والتجسس عبر أجهزة "ويندوز" هو التوجه إلى إعدادات الحاسوب ثم اختيار الخصوصية وصلاحيات التطبيقات، وهناك تجد جميع الصلاحيات الممنوحة لكافة التطبيقات الموجودة في جهازك.
ويمكنك عبر هذا فحص قائمة الصلاحيات واكتشاف التطبيق الذي يستخدم الميكروفون وهو لا يحتاج إليه، وتعتمد هذه الخطوة على المعلومات العامة بعض الشيء والمنطق، فمثلا ماذا يفعل تطبيق آلة حاسبة بالوصول إلى الكاميرا والميكروفون؟
في أجهزة المنزل الذكيةتمتلك بعض أجهزة المنزل الذكية مؤشرات تخبرك إن كان الميكروفون يعمل أم لا، فمثلا جهاز "أمازون أليكسا" الذكي يملك ضوءا أزرق يخبرك أن الجهاز يستمع إليك.
وفي مكبرات الصوت الذكية من "غوغل" يصبح الضوء أبيض ونابضا بالحياة، وفي أجهزة "آبل" يصبح الضوء مليئا بالألوان المتنوعة.
وتستطيع بالطبع التأكد من صلاحيات الوصول إلى الجهاز والميكروفون عبر قائمة الإعدادات الخاصة بكل مكبر صوت ذكي على حدة، إذ تظهر كافة التفاصيل فيها.