يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في وجدان المسلمين، حيث تتجلى فيه قيم العبادة، والتأمل، والتواصل الروحي، ولم يكن الشعراء بمنأى عن هذا التأثير، فقد تغنوا بجمال الشهر الكريم، ورصدوا أجواءه الروحانية وأثره في النفوس، معبرين عن معاني الصوم والطاعة والصفاء الروحي.

رمضان في الشعر العربي القديم

في العصر العباسي والأندلسي، أبدع الشعراء في وصف رمضان باعتباره شهر العبادة والتقوى.

يقول أبو تمام في قصيدة مشهورة: (والصوم مروضة النفوس لفطْرها.. عن لذةِ الإثم الذي هو ملتذ).

ويرى أن الصوم يروض النفس، ويبعدها عن الذنوب والشهوات، ليكون وسيلة للتطهير والتقرب من الله.

أما الشاعر الأندلسي ابن العريف، فقد صور رمضان ببهجة خاصة، واعتبره موسماً للتوبة والمغفرة، حيث يقول: (وشهر الصوم منتصف تجلى
ينادي بالتقى في كل واد).

رمضان في الشعر الصوفي

أما في الشعر الصوفي، فقد تميز رمضان بوصفه فرصة للوصول إلى الصفاء الروحي والانقطاع عن الدنيا للتركيز على الله، وكان جلال الدين الرومي وابن الفارض من أكثر الشعراء الذين مجدوا هذا الشهر بطريقة رمزية، حيث شبهوا الجوع بالصيام عن كل ما يشغل القلب عن الله، يقول ابن الفارض: (إن لم يكن فِي معادي آخِذِي بيدي.. فما صيامي وما صومي وما سنني)، ويعني هنا أن الصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تقرب روحي إلى الله، وتطهير للقلب والنفس.

رمضان في الشعر الحديث

في العصر الحديث، استمر الشعراء في الاحتفاء برمضان، ولكن بأساليب أكثر بساطة وأقرب إلى الحياة اليومية، فقد صور أحمد شوقي رمضان بكونه شهر الخير والرحمة، حيث يقول: (رمضان ولى هاتها يا ساقي.. مشتاقة تسعى إلى مشتاق)، ورغم أن البيت يتحدث عن انقضاء رمضان، إلا أنه يعكس اشتياق الناس لهذا الشهر بكل تفاصيله.

 أما محمود حسن إسماعيل، فقد صوّر مشاهد رمضان في الريف المصري، حيث تحدث عن صوت المسحراتي، وعن تجمع الأسر حول موائد الإفطار في أجواء مليئة بالدفء.

ويظل رمضان ملهمًا للشعراء في كل العصور، حيث يجسد معاني الطهر والتأمل والتقرب من الله، وبينما ركز القدماء على الجوانب الروحانية والتعبدية، تناول المحدثون أجواءه الاجتماعية وتأثيره في الناس. ورغم اختلاف الأساليب، يبقى رمضان مصدر إلهام متجدد في الشعر العربي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر رمضان معاني الصوم الشعر العربي وجدان المسلمين التواصل الروحي المزيد رمضان فی الشعر

إقرأ أيضاً:

لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل

إسرائيل –  زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، مساء الأحد، إن خطة الحكومة لاحتلال كامل قطاع غزة تعني “موت الأسرى وجنود الجيش” في القطاع و”انهيار” اقتصاد إسرائيل.

جاء ذلك في كلمة متلفزة بثها لابيد، على حسابه بمنصة “إكس”، تعقيبا على مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام وسائل إعلام أجنبية في تل أبيب، مساء الأحد، تحدث فيه عن خطة أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) لاحتلال كامل قطاع غزة.

وقال نتنياهو، في المؤتمر الصحفي: “هدفنا ليس احتلال غزة بل إيجاد إدارة مدنية في القطاع لا تتبع حركة الفصائل ولا السلطة الفلسطينية”.

وتعقيبا على المؤتمر، قال لابيد: “معنى ما اقترحه نتنياهو هذا المساء؛ أن الأسرى سيموتون، والجنود سيموتون، والاقتصاد سينهار، ومكانتنا الدولية ستتداعى”.

وأضاف: “ما شاهدناه هذا المساء ليس مؤتمرا صحفيا، بل مشهدا مأساويا لرئيس وزراء فاشل استبدل الواقع بعرض تقديمي”.

كما حذّر لابيد، من أن خطوة توسيع الحرب في غزة “تشكل خطرا على إسرائيل وأمنها وليس لها أي جدوى”.

وتابع: “بدلا من ذلك، يجب إبرام صفقة، وإعادة جميع الأسرى، وإنهاء الحرب، وجلب مصر لتدير غزة”، وفق تصوره.

والجمعة، أقر “الكابينت” خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة (شمال)، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، والتي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نتنياهو، بأنه يريد إطالة أمد الحرب من أجل ضمان بقاء حكومته والحفاظ على مستقبله السياسي.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وحول الخطة التي أقرها الكابينت، زعم نتنياهو أنه “يفترض أن تكون العملية العسكرية المقبلة قصيرة لإنهاء الحرب، ولا يمكنني إعطاء جدول زمني أو تفاصيل دقيقة”.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

مقالات مشابهة

  • “الشعر الحديث بين فضاء الخلق وإبداع التلقي”، محاضرة في دار الكتب الوطنية بمدينة حلب
  • لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل
  • محاضرة نقدية حول الشعر الحديث في حلب
  • هل يستجاب الدعاء بين العصر والمغرب؟.. اغتنمه بهذه الصيغة لـ5 أسباب
  • الحديث عن حرب أهلية مجرد حكي صالونات
  • الصلاة على العميد حسين القحطاني.. عصر غد
  • مختصون لـ"الرؤية": أدوات العصر الحديث تُفاقم حالات الانفصال الزوجي
  • هل تأخير صلاة الظهر إلى قبل أذان العصر بسبب العمل فيه إثم؟
  • وزائرتي كأن بها حياء… تجليات المرض في الشعر العربي
  • هل أؤدي الصلاة الفائتة أم الحاضرة عند ضيق الوقت؟ .. دار الإفتاء تجيب