توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة – 3 – شكل الصراع القادم
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
كتب.. الدكتور بلال الخليفة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلال لقاءة مع مجموعة من طلبة المدارس في 1 أيلول سبتمبر عام 2017 (ان الدول الرائدة في الذكاء الصناعي هي من تحكم العالم) وقال ايلون ماسك في نفس الموضوع وفي معرض الرد عليه (ان المنافسة على الذكاء الصناعي هي التي ستكون سبب في اشتعال حرب عالمية ثالثة).
ان التنافس العالمي والى اليوم يتخذ شكل المنافسة من اجل السيطرة على مصدر الطاقة حتى قيل ان من يمتلك مصادر الطاقة يسيطر على العالم، لكن العالم الان اتخذ منحى اخر في التنافس الاقتصادي العالمي وهو التنافس فيمن يمتلك الذكاء الصناعي هو من يسيطر على العالم، ومن يمتلك صناعة الرقاقات (جبس) هو من يمتلك الذكاء الاصطناعي.
ظهرت أهمية برامج الذكاء الصناعي جليا بعد ان أعلنت الصين عن برنامجا للذكاء الصناعي (Deep seek) الذي كان موازي لبرنامج الذكاء الصناعي الأمريكي (ChatGPT) وحيث كانت الفروق كبيرة بين الاثنين وهما ان كلفة الأول 6 مليون دولار بينما كان الثاني 100 مليار دولار وان الأول ذو كفاءة عالية وهو أيضا مجاني.
ان الذكاء الصناعي ومن احدى ميزاته انه يختصر الزمن في حل كثير من المسائل التي تحتاج سنوات الى حلها في ساعات ومن الممكن أيضا ان يتم تسخيره في الصناعات الالكترونية والحربية وغيرها وكما قلنا سابقا ان امتلاك الذكاء الصناعي يحتاج الى الرقاقات المتطورة (المعالجات CPU) وان الدول التي تمتلك إمكانية صناعة تلك الرقاقات هي أمريكا وكوريا الجنوبية وتايوان فقط.
ومن هذا نعرف أهمية وخطورة التحرك الصيني من اجل إعادة تايوان الى الصين وخطر ذلك بالنسبة لأمريكا والعالم من الامر كونها تمتلك تلك التقنية.
ان صناعة تلك الرقاقات تكون عن طريق الات خاصة وتصنع في مكان ومعمل واحد في العالم وهو مصنع (ASML) الهولندي وان أمريكا هي من تتحكم بالمصنع ومن له الحق في شراء تلك الآلات لان امتلاك الات صنع الرقاقات يهدد امنها القومي مع العلم ان العالم كلة يوجد فيه 42 اله لصناعة الرقاقات فقط وان سعر الالة الواحدة بحدود 180 مليون دولار.
أمريكا تتحسس خطورة التقدم الصيني وخطورة ان تضم الصين تايوان الدولة المتقدمة في صناعة الرقاقات ولذلك أمريكا الان تحاول ان تجد بديل عن تايوان والبديل هو اليابان والتي أسست في عام 2023 شركة كبرى اسمها (RAPIDUS) لصناعة الرقاقات أي المعالجات ومن المخطط له ان يتم الانتهاء من انشاء المصنع والبدء بالعمل في أواسط عام 2025 والذي سيصنع اصغر رقاقة في العالم وبحجم 2 نانومتر مع العالم ان الشركات القديمة بحجم اكثر من 5 نانومتر .
واجهت اليابان تحدي وهو الموارد البشرية التي ستدير هذا المصنع المتخصص جدا بل المتفوق عالميا، ولهذا السبب ابتعثت شركة رابيدوس 150 مهندسا الى شركة IBM الامريكية للتدريب على تلك الآلات وعلى أبحاث الرقاقات أيضا.
للعلم كانت اليابان اكبر دولة مصنعة ومصدرة للرقاقات والتكنلوجيا سابقا وتمثلت في الشركتين اليابانيتين وهما HITACHI وشركة TOSHIBA من نهايات عام 1960 والى بدايات 2000 حيث كانت اليابان تمتلك نصف 50% من تجارة الرقاقات عالميا، بعد ذلك تدخلت السياسة الامريكية في صناعة الرقاقات من اجل افساح مجال امام الشركات الامريكية وبالفعل وبطلب امريكي تناقص حجم الإنتاج العالمي من النصف الى 9% من انتاج الرقاقات اليابانية.
ان العراقيل الامريكية لكل الدول ومنها الصين في سبيل منعها من امتلاك الذكاء الصناعي وكذلك صناعة الرقاقات وجعات الامر جزء من امنها القومي لذلك منعت أمريكا العديد من الدول من تصدير أي رقاقات متطورة أي أي شيء يتعلق بهذا الامر.
وخلاصة الامر ان أصحاب مراكز ومصانع الرقاقات وبرامج الذكاء الصناعي هم من يتحكمون بالحكومات وان ايلون ماسك وحكومة ترامب خير دليل حتى قيل ان الرئيس الفعلي لأمريكا هو ترامب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الذکاء الصناعی من یمتلک
إقرأ أيضاً:
كومان ينتقد بشدة النسخة الجديدة من مونديال الأندية: بطولة سخيفة تدمر اللاعبين
شن رونالد كومان، المدير الفني لمنتخب هولندا، هجومًا لاذعًا على الشكل الجديد لبطولة كأس العالم للأندية، معتبرًا أن توسيعها إلى 32 فريقًا يمثل عبئًا مفرطًا على اللاعبين ويهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
جاءت تصريحات كومان خلال مؤتمر صحفي عُقد قبل مباراة "الطواحين" المرتقبة ضد فنلندا ضمن تصفيات كأس العالم 2026، حيث تطرق إلى عدة موضوعات تتعلق بمنتخب بلاده، من بينها الضغوط الهائلة الناتجة عن تضخم روزنامة المباريات.
أبدى كومان انزعاجه من الأجندة الدولية المزدحمة، قائلًا:
"من السخف أن نستمر في توسيع البطولات بهذا الشكل. صحيح أن الأندية تستفيد ماليًا من المشاركة، لكن من غير المعقول مقارنة التتويج بمونديال الأندية بلقب مثل دوري أبطال أوروبا أو اليورو أو كأس العالم. من يهتم حقًا؟"
وأشار المدرب الهولندي إلى أن بعض لاعبيه الأساسيين، مثل دومفريس ودي فري، لن ينالوا سوى أيام معدودة من الراحة بعد انتهاء دوري أبطال أوروبا، قبل السفر مباشرة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مونديال الأندية، الأمر الذي وصفه بـ"الجنوني وغير الإنساني".
واعتبر كومان أن هذه الروزنامة المزدحمة تُعد تهديدًا صريحًا لصحة اللاعبين، مؤكدًا:
"نحن الآن في مرحلة ندفع فيها اللاعبين إلى أقصى حدودهم، لا يمكن لجسد اللاعب أن يتحمل هذا الضغط المستمر، مونديال الأندية بهذه الصيغة لا يُعالج الأزمة، بل يفاقمها."
وفي ختام حديثه، طالب كومان بإعادة هيكلة منظومة البطولات الدولية، محذرًا من تداعيات كارثية إذا استمر هذا النهج:"إذا لم تتم مراجعة الأمر بجدية، فإننا سنفقد لاعبين بسبب الإجهاد والإصابات. هناك حاجة ملحة إلى وقفة حقيقية."
وتأتي تصريحات كومان في ظل الجدل المستمر حول قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإقامة نسخة موسعة من كأس العالم للأندية في صيف 2025، وسط موجة انتقادات من العديد من المدربين واللاعبين حول العالم.