الخطة المصرية لغزة: رؤية سياسية لمواجهة مقترح ترامب ولا مكان فيها لحماس
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تطرح القاهرة خطة بديلة لمقترح ترامب حول غزة، تهدف -بحسب رويترز- إلى إقصاء حماس واستبدالها بحكومة انتقالية تحت إشراف دول عربية وإسلامية وغربية، إلى جانب قوة استقرار دولية لتولي الأمن. ومع ذلك، لا تحدد المسودة مصدر تمويل إعادة الإعمار أو كيفية إخراج حماس من المشهد.
في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، تبرزالخطة المصرية كأحد البدائل المطروحة لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي سعى إلى تحويل غزة إلى وجهة سياحية فاخرة عبر مخطط "غزة ريفييرا".
وتتضمن المسودة، التي حصلت عليها رويترز، إنشاء بعثة مساعدة للحكم تتولى إدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية غير محددة، إضافة إلى قوة استقرار دولية تتولى مسؤولية الأمن، مع إشارة صريحة إلى أن تمويل إعادة إعمار غزة لن يكون متاحًا دوليًا ما دامت حماس تحتفظ بسيطرتها السياسية والعسكرية.
ومن المقرر أن تُعرض الرؤية المصرية خلال قمة جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء، إلا أن الوثيقة لا تحدد ما إذا كان تنفيذها سيتم قبل أو بعد التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب التي اندلعت إثر هجمات 7 أكتوبر 2023.
إخلاء غزة أم إعادة هيكلتها؟تعكس خطة ترامب انحرافًا واضحًا عن السياسة الأمريكية التقليدية الداعمة لـ حل الدولتين، إذ تقوم فكرته على إخلاء غزة من سكانها، وهو ما قوبل بغضب واسع بين الفلسطينيين والدول العربية.
في المقابل، تسعى الخطة المصرية إلى إعادة هيكلة القطاع عبر حكومة انتقالية، لكنها تتجنب معالجة القضايا الحساسة، مثل تمويل إعادة الإعمار أو كيفية إقصاء حماس، التي لا تزال قوة سياسية وعسكرية رئيسية من الصعب تجاوزها دون استراتيجية واضحة.
تحركات دبلوماسية عربية لمواجهة رؤية ترامبعلى مدى شهر كامل، تعمل مصر، والأردن، ودول الخليج على صياغة مبادرة دبلوماسية مضادة لمواجهة خطة ترامب. وبينما طُرحت عدة أفكار، تعتبر الخطة المصرية الأكثر تقدمًا، رغم أن الموقف العربي الرسمي لا يزال غير محسوم.
وتؤكد مصادر مطلعة أن المسودة، التي حصلت عليها رويترز من مسؤول مشارك في مفاوضات غزة، تنص على الاستفادة من الخبرات الفلسطينية داخل وخارج القطاع لتسريع عملية إعادة الإعمار. لكنها في الوقت ذاته ترفض بشكل قاطع مقترح التهجير الجماعي للفلسطينيين، الذي تراه دول مثل مصر والأردن تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
موقف حماس والولايات المتحدة من الخطة المصريةأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريان هيوز، أن ترامب يصر على استبعاد حماس من حكم غزة، لكنه يرحب بمقترحات الدول العربية حول مستقبل القطاع.
أما من جانب حماس، فقد نفى القيادي سامي أبو زهري علم الحركة بأي مقترح مصري، مشددًا على أن مستقبل غزة يجب أن يقرره الفلسطينيون وحدهم، ورافضًا أي إدارة أجنبية أو وجود قوات غير فلسطينية في القطاع.
Relatedنتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنيةغزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"رغم قرار المحكمة الجنائية.. ميرتس يدعو نتنياهو لزيارة برلينوتتجنب المسودة المصرية الإشارة إلى انتخابات مستقبلية أو تحديد كيفية التعامل مع حماس في حال رفضها نزع السلاح أو التنحي عن الحكم. ومع ذلك، تتضمن الخطة تصورًا لإنشاء قوة استقرار دولية، قوامها دول عربية، تتولى الأمن بدلاً من الفصائل المسلحة، مع التوجه لاحقًا نحو تأسيس قوة شرطة محلية.
أما على مستوى الحوكمة والإشراف الأمني، فتقترح المسودة إنشاء مجلس توجيهي يضم دولاً عربية رئيسية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، إضافة إلى أطراف أخرى.
ملف إعادة إعمار غزةمنذ 2007، عززت حماس قبضتها على غزة عبر جهاز أمني وعسكري قوي مدعوم من إيران، يستند إلى شبكة أنفاق واسعة، تقول إسرائيل إنها دمرتها بشكل كبير خلال الحرب الأخيرة.
لكن الخطة المصرية لا تحدد كيفية تمويل إعادة إعمار غزة، رغم أن الأمم المتحدة تقدر التكلفة بأكثر من 53 مليار دولار. ووفق مصادر مطلعة، فإن دول الخليج والدول العربية ستحتاج إلى تقديم 20 مليار دولار على الأقل في المرحلة الأولى من إعادة الإعمار.
وتقترح المسودة المصرية أن تقوم الدول المشاركة في مجلس التوجيه بإنشاء صندوق لدعم الحكومة الانتقالية، وتنظيم مؤتمرات للمانحين لحشد التمويل اللازم، لكنها لم تتضمن أي التزامات مالية واضحة حتى الآن.
وتبرز السعودية، وقطر، والإمارات كمصادر تمويل رئيسية محتملة، لكن الموقف الإماراتي يربط أي مساهمة مالية باستبعاد حماس تمامًا من المشهد السياسي في غزة.
حتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من وزارتي الخارجية القطرية والإماراتية أو المكتب الإعلامي الدولي للسعودية بشأن الخطة المصرية أو استعدادهم للمشاركة في إعادة إعمار غزة.
Relatedتعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزةإسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضانحماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزةوتدعو المسودة المصرية أيضًا إلى تشكيل مجلس استشاري للمجتمع المدني يتألف من أكاديميين وقادة منظمات غير حكومية وشخصيات بارزة، بحيث يكون دوره التنسيق مع مجلس التوجيه بشأن مستقبل غزة.
هل تمهد الخطة المصرية لخارطة طريق دولية في غزة؟تبدو الخطة المصرية بمثابة مقترح انتقالي يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في غزة، لكنه يترك العديد من الأسئلة دون إجابة، أبرزها:
كيف سيتم إقصاء حماس فعليًا دون تصعيد عسكري جديد؟ ومن سيقدم التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة في ظل غياب التزامات واضحة؟ وكيف ستتم إدارة القطاع خلال الفترة الانتقالية دون توافق فلسطيني داخلي؟
في ظل هذه التعقيدات، يبقى مستقبل قطاع غزة معلقًا بين الرؤى الدولية والإقليمية، بينما لا تزال الأطراف الفاعلة تسعى لترسيخ مصالحها في مرحلة ما بعد الحرب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة "هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟ غزةمصر- سياسةجامعة الدول العربيةدونالد ترامبإعادة إعمارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا فولوديمير زيلينسكي غزة مصر سياسة جامعة الدول العربية دونالد ترامب إعادة إعمار دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا فولوديمير زيلينسكي غزة ألمانيا روسيا الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروبا إعادة إعمار غزة الدول العربیة الخطة المصریة إعادة الإعمار یعرض الآنNext تمویل إعادة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: زيلينسكي ليس مستعداً لقبول مقترح السلام
كييف (وكالات)
أخبار ذات صلةأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن خيبة أمل من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لافتاً إلى أنه لم يقرأ المقترح الذي توصلت إليه المحادثات الأخيرة بشأن خطة السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وعقد المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، محادثات على مدى يومين مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف في ميامي بولاية فلوريدا، الأسبوع الماضي، وصفها الجانبان بأنها مناقشات بناءة حول دفع مسار موثوق به نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة أن مفاوضيها اتفقوا مع كييف على إطار عمل للترتيبات الأمنية، وناقشوا قدرات الردع اللازمة كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا. ومع ذلك، لم تكن هناك مؤشرات تذكر على تحقيق تقدم كبير.
وأضاف ترامب للصحافيين، خلال حفل التكريم بمركز كينيدي في مقر وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة الأوكرانيين، بمن فيهم زيلينسكي، معرباً عن خيبة أمله بعض الشيء؛ لأن الرئيس الأوكراني لم يقرأ الاقتراح بعد.
وتابع الرئيس الأميركي أن الوفد الأوكراني الذي وُجد في فلوريدا أعجب بالمقترح الذي تم التوصل إليه لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن موسكو وافقت على المقترح، أما زيلينسكي فلست متأكداً من موقفه، فريقه أعجب بالمقترح، لكنه لم يقرأه.
وخلال لقاء في العاصمة البريطانية لندن جمع زعماء دول الترويكا الأوروبية «بريطانيا وألمانيا وفرنسا» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس تشككاً إزاء بعض التفاصيل الواردة في المقترحات الأميركية بشأن إبرام اتفاق سلام في أوكرانيا.
وعلى غرار ما فعل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد ميرتس دعم بلاده لكييف، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في ذلك.
من جانبه، قال زيلينسكي إنه ينبغي اتخاذ قرارات مهمة، مضيفاً أن المشاورات في لندن تدور حول أمور عدة من بينها الوحدة بين أوروبا وأوكرانيا، وكذلك الوحدة بين أوروبا وأوكرانيا والولايات المتحدة، ولفت إلى أن هناك أموراً لا يمكننا تحقيقها من دون الأميركيين.
وقال «الإليزيه»: إن الاجتماع بين قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، سمح بمواصلة العمل المشترك على خطة السلام الأميركية الرامية لإنهاء حرب أوكرانيا، مضيفاً أنه سيجري تكثيف العمل لتوفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا والتخطيط لتدابير إعادة إعمار البلاد.
ميدانياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها أمس: إن قواتها سيطرت على قريتي شيرفوني في منطقة دونيتسك الأوكرانية ونوفودانيليفكا في منطقة زابوريجيا المجاورة.