ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
غزةـ يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قطع إمدادات الغذاء والوقود عن قطاع غزة ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستجابة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأسرى، والتهرب من التزامه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي الوقت الذي لاقت إجراءات نتنياهو رفضا من قبل حركة حماس التي دعت الوسطاء للضغط عليه لتنفيذ مراحل الاتفاق بكل تفاصيله، إلا أن ذلك يفتح التساؤل حول خياراتها للتعامل مع تهديدات الحكومة الإسرائيلية لفرض المزيد من العقوبات ضد غزة.
سحب الذرائعومع تواتر الأخبار التي يتداولها الإعلام العبري عن أن إسرائيل تبحث إمكانية وقف إمداد غزة بالمياه كجزء من إجراءات إضافية ضد القطاع، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن حركته وقعت اتفاقا واضحا من 3 مراحل.
وأضاف أن الحركة التزمت بتنفيذ جميع بنود المرحلة الأولى، في الوقت الذي تهربت فيه حكومة الاحتلال من الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وأخلّت بمواعيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولم تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية لتيسير الحياة في قطاع غزة.
إعلانوأوضح مرداوي، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي رعاه الوسطاء بكل مراحله والذي يقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى.
وطالب الوسطاءَ الضامنين للاتفاق بالضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ووضع حدا لتهديدات الاحتلال، لأنه من حق الشعب الفلسطيني الوصول لمرحلة من الاستقرار.
وشدد مرداوي على أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح أيٍّ من أسرى الاحتلال لديها.. إلا من خلال المفاوضات، وكل الشواهد تدلل على أن جميع وسائل القتل التي استخدمتها إسرائيل لن تمكنها من الحصول عليهم دون اتفاق.
اتفاق شاملوأضاف القيادي في حماس: "لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا وفق اتفاق شامل، تتم بموجبه صفقة تبادل أسرى ويحقق الاستقرار ويعيد بناء قطاع غزة".
وجدد مرداوي تأكيده على أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على موقفه، ولن يبرر للعدو الإسرائيلي العودة للحرب كونها لن تحقق له شيئا.
وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن حركته استجابت بمسؤولية لكل المبادرات التي طرحت بشأن تحمل الكل الفلسطيني مسؤولية إدارة غزة وإعادة الحياة للقطاع الذي دمرته قوات الاحتلال من جديد.
وأوضح المصري، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس خاضت حوارات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، وقبلت بالطرح المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي وذلك من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وكشف المصري عن حرص حماس على نزع أي مبرر يتخذه البعض لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء وصولا إلى إعادة إعمار قطاع غزة.
وأشار القيادي في حركة حماس إلى أنهم معنيون بالتعامل وتعزيز الشراكة مع كل القوى العربية والدولية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء.
إعلانأما على صعيد التحدي العسكري فقال المصري "واثقون أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي بنت نفسها من الصفر ووجّهت ضربة مؤلمة وقاتلة لأقوى قوة في المنطقة، قادرة على أن تستعيد قدراتها وكفاءتها العسكرية والأمنية".
ويعتقد المصري أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يأتي في إطار محاولته البحث عن نصر مزعوم، والهروب من فشله في قطاع غزة، لافتا إلى أن الضفة قادرة كما كل مرة على الخروج من القبضة الأمنية، وإيلام المحتل.
ضغط سياسي وميدانيمن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن حماس تدرك جيدا أن نتنياهو يناور سياسيا ويحاول كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب داخلية، ولا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها، وبالتالي قد تعتمد الحركة على نهج متعدد الأبعاد يجمع بين التلويح بالتصعيد الميداني، والضغط السياسي، والمناورة التفاوضية لإجبار الاحتلال على العودة إلى الطاولة بشروط أكثر توازنا.
ويعتقد عفيفة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن خيارات حماس تكمن بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية لزيادة الضغط الدولي على الاحتلال، واستثمار ذلك في معركة الرأي العام، بالإضافة إلى تكثيف الدور القطري والمصري لكسر الجمود الحالي.
وذهب عفيفة إلى احتمالية أن تلجأ حماس للتهديد بوقف التفاوض تماما حال استمر التعنت الإسرائيلي، مما قد يشكل ضغطا داخليا على حكومة الاحتلال، خاصة مع تزايد الضغوط عليها من عائلات الأسرى الإسرائيليين.
ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن تستغل حماس الانقسامات الإسرائيلية حول استمرار الحرب وملف الأسرى، وتمارس ضغطا على عائلات الأسرى الإسرائيليين للتأثير على القرار السياسي، لأن خيار العودة إلى الحرب الذي يلوّح به الاحتلال لن يحقق أهدافا جديدة رغم خطورته.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القیادی فی حرکة حماس قطاع غزة على أن
إقرأ أيضاً:
حماس: نتنياهو وحكومته يتحملان مسؤولية تعثر التوصل لاتفاق
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية يتحملان كامل المسؤولية عن تعثر التوصل لاتفاق حتى الآن، مشيرة إلى أن استمرار عمليات المقاومة في غزة يؤكد فشل الاحتلال كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وأكدت حماس -في بيان- أنها تتعامل بإيجابية مع أي أفكار تفضي لاتفاق يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن نتنياهو وحكومته يواصلان المماطلة لكسب الوقت.
وأوضحت الحركة أن استمرار عمليات كتائب القسام وسرايا القدس في القطاع ضد قوات الاحتلال "يؤكد فشل العدو الصهيوني في كسر إرادة شعبنا ومقاومته".
وأضافت حركة حماس أن "عمليات التصدي البطولي التي يخوضها مجاهدونا تبرهن على قوة وبأس مقاومتنا الباسلة وامتلاكها زمام المبادرة".
وقد أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للجزيرة نت في وقت سابق، أن الاتصالات بالوسطاء لم تتوقف، قائلا "لكن لم نتلق أي مؤشرات على أن هناك تغيرا جديا في موقف نتنياهو الذي لا إرادة سياسية لديه لوقف الحرب وإنهاء العدوان على شعبنا".
وشدد النونو على أن حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن شروطا واضحة عن وقف العدوان، يتضمن 4 نقاط أساسية، هي: وقف العدوان كاملا، والانسحاب الشامل من القطاع، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل.
وعن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "أخبار جيدة" بشأن غزة، قال النونو إن الحركة لا تكتفي بالتصريحات، مضيفا "نحن ندرك أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة لديهم القدرة على أن يفرضوا على نتنياهو إنهاء العدوان ووقف الحرب، لذلك الأمر لا يحتاج تصريحات، وإنما إلى فعل حقيقي".
وفي حين أبدت حماس مرارا استعدادها لصفقة، تطلق فيها الأسرى مع وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من غزة، فإن نتنياهو يضع عراقيل عدة، منها مطالبته بنزع سلاح الحركة، وألّا يكون لها أي دور في القطاع مستقبلا.
إعلانويتعرض نتنياهو للضغوط الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى وزعماء المعارضة، وسط اتهامات له بإفشال إبرام صفقة تعيد الأسرى، وإصراره على مواصلة الحرب "لأغراض تتعلق بمصالحه ومستقبله السياسي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة، خلفت نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة متفاقمة.