الجامع الأزهر يقيم التراويح بحضور آلاف المصلين في الليلة الخامسة من رمضان
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أجواء عامرة بالسكينة والخشوع، اصطفَّ آلاف المصلين في رحاب الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، في الليلة الخامسة من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، يؤدّون صلاتي العشاء والتراويح، خاشعين متضرعين، يرجون رحمة الله ويبتغون فضله، وقد توافدوا من مختلف المحافظات، إضافة إلى الطلاب الوافدين من دول عدة، ليلتقوا في بيت من بيوت الله، تحفّهم الملائكة، وتغمرهم نفحات الشهر الكريم.
وتقدَّم المصلين فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، والشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ونخبة من علماء وقيادات الأزهر.
ورفع أذان العشاء الشيخ محمد فوزي البربري، إمام القبلة بالجامع الأزهر، وأقيمت صلاة العشاء من سورة المائدة، بإمامة الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الذي قرأ برواية الإمام حفص عن الإمام عاصم.
وتقام صلاة التراويح من سورة المائدة، ويؤم المصلين فيها: الشيخ محمد سالم عامر، إمام القبلة بالجامع، قارئًا برواية ابن وردان عن الإمام أبي جعفر المدني، والشيخ أحمد سعد فتوح، الواعظ بالأزهر الشريف، قارئًا برواية هشام عن الإمام ابن عامر الشامي، والشيخ رضا رمضان عبد الموجود، مدرس القراءات بمنطقة المنيا الأزهرية، قارئًا برواية روح عن الإمام يعقوب البصري. أما صلاة الشفع والوتر، فيتقدم لإمامة المصلين الشيخ محمد فوزي البربري، ويؤم المصلين في صلاة الفجر الشيخ أحمد سعد فتوح.
وينقل المركز الإعلامي للأزهر الشريف صلاتي العشاء والتراويح طوال أيام الشهر الفضيل عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك صفحة الجامع الأزهر، كما تُبث على عدد من القنوات الفضائية، أبرزها القناة الأولى، القناة الفضائية المصرية، قناة الناس، إضافة إلى إذاعة القرآن الكريم على الراديو.
ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.
1000072952 1000072943 1000072949 1000072940 1000072946 1000072969 1000072937 1000072967 1000072934 1000072965 1000072925 1000072928 1000072931 1000072963 1000072919 1000072922 1000072913 1000072916 1000072961 1000072901 1000072904 1000072907 1000072910 1000072898المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأزهر الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبد المنعم فؤاد الدكتور هاني عودة الدكتور محمد الضويني الدكتور محمد الجندي الجامع الأزهر المصلین فی عن الإمام
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: عيد الأضحى نفحة ربانية وهبة إلهية ومناسبة لذكر الله وشكره
ألقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، خطبة الجمعة اليوم من منبر الجامع الأزهر الشريف، في أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ، مؤكّدًا أنّ العيد نفحة ربانية، وهبة إلهية، تهلّ على المسلمين بعطايا من الرحمن، يفيض بها على عباده الذاكرين الشاكرين.
وأوضح فضيلته أنّ العيد في الإسلام عبادة يُذكر فيها الله تعالى، ويُشكَر على نعمه، مستشهدًا بقول نبينا محمد ﷺ: «العيد وأيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر»، مشيرًا إلى أنّ هذه الأيام المباركة هي أيام ذكر لله بعد إتمام عبادة عظيمة، هي فريضة الحج.
وبيّن الدكتور هاني عودة أنّ الله تعالى يربّي عباده على أن يختموا العبادات بالشكر والتكبير، كما قال في ختام آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وكرّرها سبحانه بقوله: ﴿كَذَ ٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾، دلالةً على أنّ العبادة الحقة لا تكتمل إلا بذكر الله وشكره.
وأضاف أنّ حال العبد المؤمن لا ينفكّ عن حالين اثنين: صبرٌ وشكر، فإذا بدأ العبادة صابرًا محتسبًا، فإنه يختمها شاكرًا ذاكرًا. فالذي يمتنع عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان، إنما يتجرد من شهوات النفس ليحقق القرب من الله، أما من انغمس في الشهوات المحرمة، فإنّه يتقلب من معصية إلى معصية، ويغرق في ظلمات الضلال فينتقل من ضلال إلى ضلال، حتى يستلذّ الضلال ويدعو إلى ذلك الضلال، ويريد أن يلتف الناس حوله.
وتطرّق خطيب الجامع الأزهر إلى معاني الأضحية ومناسك الحج، مشيرًا إلى أنّ هذه الشعائر تعود بالمؤمن إلى مِلّة الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾. وبيّن أنّ الأضحية إنما كانت من الفداء العظيم لسيدنا إسماعيل عليه السلام، فقال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، وما كان ذلك إلّا بعد أن امتثل الأب والابن معًا لأمر الله، فقال الابن لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾، وقال الابنُ الصابر: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾، فكان الفداء الإلهي تتويجًا لتلك الطاعة الخالصة.
وبيّن فضيلته أنّ مناسك الحج كلّها متجذّرة في هذا التاريخ الإيماني العظيم، فما كان تفجّرُ ماء زمزم إلّا بعد أن تُرِكت أمّنا هاجر ورضيعُها إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع، إيمانًا ويقينًا بوعد الله، وما كان السعي بين الصفا والمروة إلّا بعد أن سعت أمّنا هاجر بين الجبلين تبحث عن الماء بثقةٍ في رحمة الله، وما كان رفعُ القواعد من البيت الحرام إلّا بعد أن عاون إسماعيلُ أباه إبراهيم في البناء، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾. وكان نبينا محمد ﷺ ثمرة دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين قال: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
وتابع خطيب الجامع الأزهر أن الله سبحانه وتعالى بدأ سورة إبراهيم بقوله: ﴿الۤرۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰطِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ﴾، موضحًا أن الظلمات التي تعني المعاصي والشهوات المحرمة هنا جمع وكثيرة، بينما النور واحد، وهو طريق الله المستقيم الذي لا عوج فيه، والذي يكتسبه الإنسان المسلم بالعبادة وترك المعاصي والتحلي بالطاعات.
وأشار إلى أن الصيام حالة تجرد وامتثال لعمر الله، تجعل الصائم أهلاً لأن يُستجاب دعاؤه، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ...﴾، ومبيّنًا أهمية التقوى والتزام حدود الله خاصة في مناسك الحج، حيث قال: ﴿فَلَا رَفْسَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.
وأكد مدير عام الجامع الأزهر أن فلسفة الحج تقتضي تخلي الإنسان عن كل ما هو مخيط في لباسه، وهو استعداد للمشهد العظيم في يوم العرض على الله، مستشهدًا بآيات الذكر بعد أركان الحج: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾، وكأن ذكر الله هنا غاية العبادات، ودعا إلى تعايش المسلم مع العبادات بروحها وفلسفتها، مع الإقبال على الله بالحب والذكر الذي يطمئن القلوب ويقوي الصبر والشكر.
وفي ختام كلمته، تطرّق خطيب الجامع الأزهر إلى ما تعيشه فلسطين وغزة من عدوان وإبادة، مؤكّدًا أن عاقبة الظلم وخيمة، وأن الله سبحانه وتعالى ليس غافلاً عما يعمل الظالمون من قتل الأطفال وسفك الدماء وارتكاب إبادة جماعية، محذّرًا هؤلاء من أن الجزاء من الله آت لا محالة، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾، داعيا المولى -عز وجل- أن يثبت أقدام أهل غزة ويرحم شهداءهم وينصرهم على عدوهم.