الشيخ الخميس ظلم نفسه قبل أن يظلم حماس!
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
كل عام وأنتم بخير أعزائي.. مبارك عليكم الشهر الكريم..
ثلاثة مواضيع تستحق التناول، غير أن المجال لا يتسع إلا لواحد منها:
الموضوع الأول: وصف الداعية الكويتي الشيخ عثمان الخميس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بـ"الفرقة المنحرفة"!
الموضوع الثاني: "مقهى بَعْرَة" فرع واشنطن دي سي!
الموضوع الثالث: طلب المنقلب ياسر جلال إلى حماس تسليم سلاحها، لـ"تخزينه" حتى قيام الدولة الفلسطينية التي يعلم ويدرك ويوقن بأنها لن تقوم ما بقي الاحتلال الصهيوني لفلسطين!
ولأن معركتنا مع هذه المنقلب ممتدة؛ باعتباره شريكا أصيلا لنتنياهو في الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة وحصارهم، ولأن "قعر الزبالة" الذي يغرف منه (بحسب وصف الرئيس الشهيد محمد مرسي) لا يزال به الكثير من الخيانات والوقاحات، والكوميديا السوداء، ولأن دوره لم ينته بعد؛ لأنه قاعد معانا شوية، إلا إذا أراد الله بمصر وأهلها خيرا فقبضه إليه بأي صورة من الصور؛ ليوفيه حسابه.
أما "مقهى بعرة" فرع واشنطن دي سي، أو "قهوة بعرة"، فأعني بها البيت الأبيض الذي حوله ترامب (باستهتار بالغ) من مقر رئاسي للقوى الأعظم في العالم، إلى ما يشبه "قهوة بعرة" التي يجتمع فيها الممثلون "الكومبارس" أملا في أن يعرض عليهم أي "ريجيسير" لأي مخرج، دورا صغيرا، في أي فيلم، مقابل أي مبلغ من المال!
صحيح أن زيلينسكي كان ممثلا، لكنه كان مشهورا، ولم يكن كومبارسا، لكن أوروبا وأمريكا جعلوا منه كومبارسا سياسيا، في مسرحية عبثية تقاسموا بطولتها مع روسيا.. وصحيح أن ترامب سمسار عقارات؛ لكنه تعامل مع زيلينسكي مثلما يتعامل ريجيسير وقح لم يعجبه تعليق الكومبارس على "الأتعاب"، ونسبة الريجيسير منها، فصرخ فيه بأعلى صوته: انت فاكر نفسك ممثل بجد وللا إيه؟ ولا تكون فاكر نفسك بطل وإحنا مش واخدين بالنا؟ وفي نهاية "الطوشة" التي نقلتها وسائل الإعلام على الهواء، طرد الريجيسير الكومبارس من "القهوة" دون أن يتناول الشاي! إننا أمام صورة من صور الانحطاط الحضاري والأخلاقي والسياسي لم نشهد لها مثيلا!
وأما ما قاله الشيخ عثمان الخميس بحق حماس، فهو قول منكر، غليظ، غير مسؤول، من حيث الألفاظ والتوقيت، وأحسبه عند الله عظيم، وإن حسبه هو هينا!
"حماس فرقة منحرفة"!
"حماس فرقة سياسية منحرفة سلكت طريقا سيئا، وألقت نفسها في أحضان إيران"!
ساق الشيخ هذه الجملة في حديثه، كما تُساق المُسَّلمات التي لا تحتاج إلى دليل أو برهان، وهذا ما أسفت له أشد الأسف!
"ألقت حماس بنفسها في أحضان إيران".. هذا هو "الانحراف"، وهذا هو "الطريق السيئ" الذي سلكته حماس، كما يبدو من ظاهر كلام الشيخ..
قال الشيخ ما قال وهو يعلم علم اليقين أن حماس لجأت إلى إيران، وطلبت مساعدتها، بعد أن خذلها الحكام العرب؛ كونها تنتمي فكريا للإخوان المسلمين، ولأنها تتبنى "الجهاد" وسيلة وحيدة لتحرير فلسطين ومقدسات الأمة، ولأنها "كفرت" بالحل السياسي الذي ثبت أنه ليس حلا، وإنما مخدر للاسترخاء، حتى ينتهي الاحتلال الصهيوني من الاستيلاء التام على الضفة الغربية (يهودا والسامرة حسب تسمية العدو)، ويُهجِّر أهلها، بما في ذلك السلطة التي أبرمت معه اتفاقية أوسلو!
قال الشيخ ما قال وهو يعلم علم اليقين أن كلا من السعودية والإمارات ومصر قد صنفوا جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، وكذلك المؤسسات التي ترتبط بها فكريا أو عضويا، أو يوجد بين كوادرها العليا أفراد معروفون بميولهم "الإخوانية".
قال الشيخ ما قال وهو يعلم علم اليقين، أنه بات من المعلوم بالضرورة أن الدول العربية (بوضعها الحالي) لن تدخل في حرب مع العدو الصهيوني، من أجل فلسطين والأقصى، ولن تمد حماس، أو أي حركة "مقاومة"، بدينار ولا درهم ولا ريال.. بل هناك من الدول العربية من بات "حليفا استراتيجيا" للكيان الصهيوني، وليس مجرد مُطبِّع معه (الإمارات مثالا)!
عجيب ألا يرى الشيخ في كل ذلك أي مظهر من مظاهر "الاضطرار" الذي يُعذر به صاحبُه!
ماذا كان على حماس أن تفعل، كي تبدو (في نظر الشيخ الخميس) فرقة سياسية مستقيمة، سلكت طريق الرشاد، ولم ترتمِ في أحضان إيران؟!
هل كان على حماس أن تنخرط في عملية عبثية (نراها اليوم بأم العين) إلى جانب السلطة الفلسطينية، حتى تصبح فلسطين وطنا خالصا لليهود الصهاينة، ثم يعمدوا إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه؟!
أم كان يجب ألا تنشأ حماس من الأساس، أو تصحح خطأ إنشائها فتحل نفسها، ويذهب رجالاتها إلى دول الخليج؛ بحثا عن عقود عمل، فيصبحوا "وافدين" غير مرغوب فيهم، بعد أن كانوا مقاومين يسعون إلى إفشال المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي في المنطقة؟!
قليل من التواضع ينفع ولا يضر!
أكثر ما يزعجني في المتحدث أن يتكلم (بكل ثقة، وبصيغة الجزم) في مسألة "ظنيّة"، لا "يقينيّة"!
فمن اللياقة (ولا أقول من الواجب) عند الخوض في "الأمور الظنية"، أن يعرض المتحدث (بقليل من التواضع) رأيه في المسألة، مع تنبيه المستمع إلى أن رأيه هذا مجرد اجتهاد يصيب ويخطئ.. لا أن يتكلم بصيغة "الجزم" التي تُشعر المستمع بأن "رأي" المتحدث صواب "مطلق" لا شبهة خطأ فيه!
قال الشيخ الخميس: "إن حماس ارتمت في أحضان إيران"، غير أنه لم يبيّن لنا ما أوجه هذا الارتماء أو مظاهره.. وطبيعي ألا يبيّن؛ لأن هذا "الانطباع" بات عنده من الحقائق البديهية التي لا تحتاج إلى دليل، كما أسلفنا..
وكأي إنسان طبيعي سوي عادي، أفهم "الارتماء في أحضان جهة ما" بأنه "ولاء مطلق" للمُرتَمى في أحضانه.. أرى كل أفعاله حسنة.. كل ما يصدر عنه عين الصواب.. لا أخالفه في أمر.. لا آمره بمعروف، ولا أنهاه عن منكر.. إلخ.. فهل رأي الشيخ من حماس أيا من هذه السلوكيات الشائنة؟ لم يخبرنا الشيخ!
ألم يسمع الشيخ ما قاله القيادي خالد مشعل: "إن شكرنا لإيران على مساعدتها لنا، لا يعني (أبدا) تأييدها فيما نخالفها فيه"؟ هل هذا "ارتماء" أم "ندية"، مع الإقرار بالفضل؟!
هل سمع الشيخ (يوما) بأن حماس بررت جرائم إيران في سوريا؟ أو صدر عنها تأييد لجرائم بشار الأسد، بحق الشعب السوري؟ مطلقا.. لم يحدث!
هل أعلنت حماس أنها تابعة لإيران وامتداد لها، كما وصف السيد حسن نصر الله علاقة حزبه بإيران؟ كلا.. لم يحدث!
هل سمع الشيخ أيا من قياديي حماس يعلن وقوف الحركة إلى جانب إيران في تحرشها بدول الخليج؟ أو استباحتها للعراق؟ أبدا.. لم يحدث!
كل ما في الأمر، أن حماس قدمت واجب العزاء في قيادات إيرانية، ودعت لهم بالرحمة، وأثنت على دورهم في دعم الحركة، وهذا سلوك "سياسي" طبيعي، لا علاقة له بالولاء والبراء، ومسائل العقيدة!
ماذا لو أن طبيبا مجوسيا أنقذ الشيخ الخميس من هلاك محقق.. ألن يشكر الشيخ هذا المجوسي عابد النار؟ ألن يعزيه في ابنه لو مات؟ أديننا ينهى الشيخ الخميس عن هذا السلوك الإنساني الطبيعي، بل الإسلامي في نظري؟ ألن يوصف سلوك الشيخ بـ"الجلافة" إذا لم يشكر الطبيب المجوسي الذي أنقذه من الموت، وإذا لم يعزِّه في ابنه؟
تساؤلات!
حسنا يا شيخ خميس.. إليك هذه التساؤلات:
لماذا لم تتناول في حديثك أولئك الذين وضعوا حماس في خانة الإكراه والاضطرار؟ أم أنك ترى حماس غير مكرهة وغير مضطرة؟
برأيك، ماذا كان يجب على حماس أن تفعل؟ تسكت مثلا؟ أم تنخرط في عملية سياسية مهينة لا جدوى منها، إلى جانب محمود عباس، وتكون بمثابة شرطة للاحتلال في غزة؟
لماذا لا تعتبر حماس في موقف مشابه لموقف الكويت عندما تعرض لغزو العراق؟! مع الفارق الهائل، بين الكويت وفلسطين، وبين العراق والكيان الصهيوني؛ فغزاة الكويت مسلمون، وليسوا يهودا ولا صهاينة.. والكويت ليس فيها مقدسات إسلامية كما في فلسطين.. ولم يقتل صدَّام من الكويتيين مثلما قتل الصهاينة من الفلسطينيين.. ولا أريد مقارنة الكويت بفلسطين من منظور تاريخي؛ لأن ذلك لن يكون في صالح الكويت، وهذا لا ينقص (مطلقا) من احترامنا للكويت، وللأشقاء الكويتيين الذين يضعون فلسطين ومقدساتها في مكانة عالية..
هل لك أن تخبرنا (بهذه الثقة التي تتكلم بها) عن "انحراف أولي الأمر" الذين استعانوا بالداعم الأول للكيان الصهيوني، أمريكا "الكافرة بنت الكَفرَة"؛ لـ"تحرير" الكويت؟ ويشكرونها ويبالغون في شكرها، بالقول والفعل؟
هل ترى "أولي الأمر" الذين استعانوا بالأمريكان "منحرفين"، قياسا على "انحراف" حماس التي استعانت بإيران؟ أم تراهم "مستقيمين"؟ إذا كنت تعتقد بأنهم منحرفون، فهل أعلنت ذلك في حينه؟ وإذا لم تكن قد أعلنت ذلك في حينه، فهل تجرؤ على إعلانه اليوم؟ أم أنه لا يجوز لغيرك ما يجوز لك؟ أم أن مشكلتك الأساس مع حماس تكمن في كونها ابنة الإخوان المسلمين ليس إلا؟
هل تقول بـ"انحراف" الأمير محمد بن سلمان في بلاد الحرمين؟ أم تعتبره ملهما ومسددا ومحدثا، كما وصفه السديس من قبل؟ ما رأيك في مهرجاناته التي لا تنقطع، وتكلف الدولة ملايين الدولارات، بينما يعيش بعض المواطنين في "عِشش"؟!
كل عام وأنتم بخير..
x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عثمان الخميس حماس إيران إيران حماس عثمان الخميس مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشیخ الخمیس الشیخ ما قال قال الشیخ حماس أن
إقرأ أيضاً:
بين صواريخ إيران وملف الأسرى.. نتنياهو يدفع نحو إنجاز سياسي داخلي
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن محادثات “راكدة” بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة أسرى ووقف إطلاق النار شهدت مؤخرًا تطورات إيجابية، وسط جهود دبلوماسية مشتركة تقودها الولايات المتحدة ودول الخليج وقطر.
وأفادت الصحيفة بأن عائلات الرهائن تلقّت إخطارات من مسؤولين عرب وأجانب تفيد باقتراب إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة لتحريك المفاوضات، رغم أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفضوا التعليق.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، وجود “فجوة” في المفاوضات لكنه أصدر تعليمات للمضي قدماً، قائلاً: “لن أتخلى عن أحد.. أطلقنا سراح أكثر من 200 رهينة ولن نستسلم حتى نطلق سراح الجميع.. سنكمل المهمة تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن”.
وردت هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين برسالة قاسية، منتقدة الوعود والتصريحات التي لا ترافقها أفعال، محذرة من نفاد الوقت للمختطفين.
وفي سياق متصل، أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد أهداف إسرائيلية، حيث استهدفت الأولى مستوطنة بصواريخ قصيرة المدى، بينما استهدفت الثانية قوة إسرائيلية في خانيونس بقطاع غزة.
وجاء في بيان للكتائب: “قصفنا مستوطنة ماجين بمنظومة صواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 مليمتراً”.
أما العملية الثانية، فاستهدفت قوة مشاة إسرائيلية مكونة من 11 جندياً بقذيفة مضادة للأفراد في بلدة عبسان شرق خانيونس، وأسفرت عن إصابات بين القتلى والجرحى في صفوفهم.
حماس تنفي محاولة اغتيال رئيس مكتبها السياسي خليل الحية في قطرنفت حركة حماس، الأحد، بشكل قاطع الأنباء التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي حول محاولة اغتيال رئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة، خليل الحية، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وجاء في بيان مقتضب صادر عن الحركة: “تنفي قناة ‘تبيّن’ ما تناقلته بعض مجموعات السوشيال ميديا من إشاعات حول محاولة اغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة الأخ المجاهد الدكتور خليل الحية في العاصمة القطرية الدوحة”.
ودعت حماس وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل إلى تحري الدقة وعدم الانجرار وراء الإعلام العبري، مؤكدة أن الأخبار المتداولة لا أساس لها من الصحة.
يأتي هذا النفي بعد أن تداولت منصات عبرية خبراً حول إحباط محاولة اغتيال استهدفت القيادي البارز خليل الحية في قطر.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد هدد في الأول من يونيو باغتيال خليل الحية والقيادي في كتائب القسام عز الدين الحداد، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً. ويشغل الحية منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس منذ أغسطس 2024، ويقيم حالياً خارج الأراضي الفلسطينية، بينما الحداد يشغل منصب قائد لواء مدينة غزة وعضواً في المجلس العسكري المصغّر.
الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويعزز انتشاره على حدود مصر والأردن
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين سحب الفرقة 98 من قطاع غزة، في خطوة تأتي بالتزامن مع تعزيز انتشار قواته على الحدود مع مصر والأردن، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الفرقة 98، التي تضم وحدات النخبة من المظليين وقوات الكوماندوز، أنهت مهمتها في غزة، حيث كانت تشارك في العمليات البرية حتى انطلاق الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وبحسب الإذاعة، لا تزال أربع فرق عسكرية متمركزة داخل القطاع، بقوات بحجم مخفض، وتواصل تنفيذ المهام القتالية هناك.
وأشارت الإذاعة إلى أن لواء “ناحال” انسحب أيضًا من غزة وتوجّه لتعزيز مواقع الجيش في الضفة الغربية، بعد أن تم سحب قوات من قيادة الجبهة الداخلية للمشاركة في مهام الإنقاذ والإغاثة في مناطق متعددة داخل إسرائيل.
في السياق ذاته، وسّع الجيش الإسرائيلي من وجوده على الحدود مع مصر والأردن، حيث تم نشر فرقة عسكرية جديدة على الحدود الشرقية، كما جرى مضاعفة عدد الجنود هناك بنحو ثلاثة أضعاف تحسبًا لمحاولات تسلل محتملة.
يأتي هذا التحرك في ظل استمرار التوتر الأمني في المنطقة، وتزايد المؤشرات على إعادة تموضع عسكري إسرائيلي على أكثر من جبهة.