التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بالرئيس اللبناني جوزاف عون، وذلك على هامش أعمال القمة العربية غير العادية التي عقدت بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على دعم مصر الدائم والثابت للبنان الشقيق، ولجهود الرئيس اللبناني نحو تحقيق الاستقرار والأمان للشعب اللبناني.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ولبنان في جميع المجالات، لاسيما في الجوانب الاقتصادية. 

الشركات المصرية

وأوضح الرئيس السيسي استعداد الشركات المصرية للانخراط بفعالية وكفاءة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في لبنان، فضلًا عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لرفع كفاءة وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي أكد أيضًا على دعم مصر لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، كما شدد الرئيسان على ضرورة الإنسحاب الفوري الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس اللبناني أعرب عن اعتزازه بلقاء السيد الرئيس، مثمّنًا العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع مصر ولبنان، ومقدّرًا الدعم المصري المستمر للبنان وشعبه، كما أكد الرئيسان على تطلعهما لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دعم مصر السيسي القمة العربية التعاون الثنائي جوزاف عون المزيد المتحدث الرسمی

إقرأ أيضاً:

عيد فوق الركام.. فعاليات لإعادة الفرح لأطفال الجنوب اللبناني

جنوب لبنان- في زاوية ساحة بلدة كفرشوبا، التي ازدانت بالألوان وضحكات الأطفال، وقف أبو علي يتأمل أبناءه وهم يركضون بين الألعاب، تغمر وجوههم بهجة غابت طويلا، بفعل حرب سلبتهم طفولتهم وأبسط أشيائهم.

وبصوت اختلطت فيه الدموع بالفرح، يقول أبو علي للجزيرة نت "منذ شهور لم أرهم بهذه السعادة، الحرب سرقت من وجوههم ملامح الطفولة، وجعلتنا نعدّ الأيام بين القصف والخوف، واليوم كأنهم يستعيدون حقهم في اللعب والحياة".

وحين رأيتهم يضحكون ويشاركون في المسرح يضيف أبو علي "شعرت وكأنني أتنفّس من جديد، هذه الفعاليات ليست لأطفالنا فقط بل شفاء لنا نحن أيضا كآباء، رأينا أبناءنا يكبرون على وقع الرعب بدلا من الأغاني"، ثم ينظر إليهم مبتسما ويواصل "العيد الحقيقي أن تراهم فرحين وآمنين، وهذا ما منحه لنا هذا اليوم".

فقرات ترفيهية تحاول إدخال السعادة للأطفال الذين أنهكتهم الحرب (الجزيرة) حياة رغم الجراح

وسط البلدة الجنوبية المنكوبة، وبين بقايا منازل هدمتها القذائف والصواريخ الإسرائيلية وقلوب أنهكها الخوف، بدأت الحياة تدب من جديد، فأطفال كفرشوبا، الذين خطفت الحرب ضحكاتهم، استعادوا شيئا من طفولتهم على وقع الموسيقى والألعاب ضمن فعالية مسرحية متنقلة جابت عددا من القرى الحدودية بمناسبة عيد الأضحى.

تقول ميرال القادري من سكان بلدة كفرشوبا للجزيرة نت "جميل رؤية مثل هذه الأنشطة في بلدتي بعد كل ما مرت به من محن ودمار، والأطفال هنا بحاجة إلى مساحات آمنة يعيشون فيها لحظات من الفرح والطمأنينة، ويسترجعون شيئا من الطفولة التي سرقتها الحرب".

وتضيف بحزن "الحرب تركت جروحا عميقة في نفوس الصغار، ومثل هذه المبادرات تُسهم في تضميد بعض تلك الجراح، لحظات بسيطة كهذه قد تترك في قلوبهم أثرا لا يُمحى، وتُعيد لهم ثقة بالحياة".

إعلان

أما آلاء الغربي، فتؤكد أهمية الأنشطة التي نُظّمت خلال العيد، وتقول إنها لم تكن مجرد ترفيه، بل حاجة نفسية لأطفال أنهكتهم أصوات الانفجارات ومشاهد الدمار، والكل يعرف كم اختفت الابتسامة عن وجوههم، وكم عاشوا من الخوف ما لا يحتمله قلب طفل.

وتضيف للجزيرة نت "اليوم تعود البهجة إلى قلوبهم، نراها في أعينهم وهم يركضون ويلهون وكأنهم يعلنون انتصار الحياة على الموت والأمل على الألم".

وختمت الغربي آملة "أن يعمّ السلام هذه الأرض، ويحمل الغد طمأنينة لكل قلب موجوع، عسى أن تكون هذه الفعاليات فاتحة خير، وهدية ربانية تعيدنا جميعا إلى الحياة من جديد".

وعلى مقربة من الغربي، كان الأب محمد يقف يتأمل أطفاله الثلاثة وهم يضحكون ويلهون بين الزينة والهدايا، ويقول للجزيرة نت إن أبناءه عاشوا لحظات قاسية خلال الأشهر الماضية، بين أصوات الانفجارات والسهر ليالي طويلة بفعل الرعب والخوف، حتى من صوت إغلاق الأبواب بالمنزل، واليوم لأول مرة أراهم يضحكون من القلب في عيد الأضحى، وهذا وحده كاف ليملأ قلبي بالرضا".

فعاليات العيد أعادت للأطفال في قرى الجنوب اللبناني طفولتهم التي افتقدوها بفعل الحرب (الجزيرة) رسالة صمود

ومن قلب الحدث، توضح ديما القادري من جمعية "أوردا"، التي نظّمت سلسلة من الأنشطة الترفيهية والمسرحية في 5 قرى حدودية تضررت بشدة خلال الحرب، من بينها كفرشوبا، وتقول إنهم أعدوا عرضا مسرحيا متنقلا تخلله توزيع هدايا وحلوى وألعاب على الأطفال.

وتضيف أن "الفعالية ليست ترفا بل رسالة حياة تعكس روح الجنوب المقاوم الذي لا ينكسر، نحن هنا لنقول إننا رغم كل ما مررنا به ننهض من تحت الركام ونمنح أطفالنا حقهم بالفرح".

ولأن "الطفولة لا تنتظر، والوجع لا يُؤجل"، حسب قادري، فهم يسعون عبر هذه المبادرات إلى دعم الأطفال نفسيا، وتخفيف الآثار التي تركتها الحرب عليهم، وتردف "نريدهم أن يعيشوا طفولتهم كأي طفل في العالم".

إعلان

وتؤكد أن ما لمسوه من تفاعل الناس كان مؤثرا للغاية، حيث استقبلوا بالورود في كل قرية دخلوها، "كانت لحظة صادقة تختصر كل شيء، رغم الألم، لا يزال في هذه الأرض من يزرع الفرح ويؤمن بالغد".

فعاليات عيد الأضحى أدخلت الفرح والسرور على أطفال قرى الجنوب في لبنان (الجزيرة) فوق الركام

وأمام استمرار القصف والخروقات الإسرائيلية، لم تغب مظاهر العيد كليا عن قرى وبلدات الجنوب اللبناني، إذ يصرّ الأهالي، كلما سنحت الفرصة، على العودة إلى بلداتهم ولو لساعات لزيارة منازلهم وإحياء ما تيسّر من تقاليد العيد.

ورغم الدمار الواسع الذي لحق بمعظم القرى الحدودية، لا سيما بعد واحدة من أعنف الليالي التي شهدتها الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت عشية العيد بفعل القصف الصاروخي الإسرائيلي، لم يمنع ذلك عشرات العائلات التوجه إلى بلداتها لتبادل التهاني، وإقامة صلوات العيد الجماعية التي تحمل رمزية خاصة في بثّ الحياة من جديد وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية.

يحلّ عيد الأضحى هذا العام ولبنان لا يزال تحت وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وبين مشاهد الركام والأزمات الاقتصادية الخانقة المتواصلة منذ 2019، يتمسك كثيرون بإرادة الحياة، ويحتفلون بما تيسّر من مظاهر الفرح، كأنهم يواجهون الموت بمزيد من الحياة، والخسارة بصمود وتماسك أكبر.

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون يشيد بالدعم الأردني للبنان ويؤكد أهمية تطبيق قرار 1701 في الجنوب
  • الشوبكي .. زيارة الرئيس اللبناني إلى الأردن فرصة استراتيجية لتفعيل تصدير الطاقة إلى لبنان
  • الملك الأردني والرئيس اللبناني يؤكدان ضرورة الحفاظ على استقرار سوريا
  • مبادرات شبابية وفردية تضمد جراح الجنوب اللبناني
  • «اليونيفيل»: يجب انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة في الجنوب اللبناني
  • تيننتي: الوجود الإسرائيلي جنوباً يقيّد مهام اليونيفيل ومهام الجيش اللبناني
  • المنتخب الوطني لكرة القدم يلتقي نظيره العراقي غدا
  • واشنطن تدرس وقف دعم يونيفيل.. وتوترات الجنوب اللبناني تزداد حدة
  • واشنطن تربط انسحاب إسرائيل من الجنوب بسحب سلاححزب الله
  • عيد فوق الركام.. فعاليات لإعادة الفرح لأطفال الجنوب اللبناني