يواجه الفضاء تهديداً متزايداً بسبب التراكم المستمر للحطام المداري، مثل الصواريخ المستهلكة والأقمار الصناعية المعطلة، والتي يُطلق عليها "الصواريخ الميتة".

يشكل هذا الحطام خطراً كبيراً على البعثات الفضائية النشطة، ومع استمرار هذه الفوضى دون تدخل، قد يؤدي ذلك إلى تصادمات كارثية تتسبب في تلف الأقمار الصناعية الحالية وتهدد استكشاف الفضاء في المستقبل.

لكن فريقاً يابانياً اتخذ خطوة عملاقة نحو مواجهة هذا التحدي وتنظيف المدار من هذه الفوضى.

وأطلقت Astroscale، وهي شركة تركز على إزالة الحطام الفضائي، مهمة ADRAS-J لاختبار تقنيتها من خلال الاقتراب من مرحلة صاروخية مهملة.

وتعني ADRAS-J إزالة الحطام النشط بواسطة Astroscale-Japan  وهذه أول محاولة من نوعها لمركبة فضائية للاقتراب من الحطام الفضائي في مدار أرضي منخفض، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".

وابتكرت Astroscale مركبة فضائية مصممة لالتقاط الحطام الفضائي، ثم توجيهه مرة أخرى إلى الأرض، إما لتحطمه في المحيط، أو احتراقه في الغلاف الجوي.

وفي أحدث اختبار لها، أرسلت الشركة الناشئة مركبة فضائية للالتقاء بمرحلة علوية مهملة من صاروخ ياباني من طراز H-IIA، والذي كان يطفو في المدار منذ عام 2009.

ولم تكن المهمة بسيطة كما كان متوقعاً، حيث إن الاقتراب من حطام فضائي غير متحكم فيه مثل صاروخ H-IIA أصعب بكثير من مجرد الالتحام بأجسام خاضعة للتحكم مثل محطة الفضاء.

وتفتقر هذه الأجسام المعطلة إلى مساعدات الملاحة والاتصالات للالتحام في بيئة الفضاء الصعبة، ومن المثير للاهتمام أن الشركة تمكنت بنجاح من توجيه مركبتها الفضائية إلى مسافة 50 قدماً من مرحلة الصاروخ المهملة هذه.
ولبدء مطاردة صاروخ H-IIA، تم إطلاق المهمة في فبراير (شباط) 2024، وإرسالها إلى مدار قطبي على ارتفاع يتجاوز 350 ميلاً (560 كيلومتراً)، وفي 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، أكمل ADRAS-J اقترابه النهائي من مرحلة الصاروخ، حيث وصل إلى مسافة 15 متراً، وقد استخدم الكاميرات والليزر للملاحة قبل التراجع.
وستستكمل مهمة Astroscale التالية، ADRAS-J2، الاقتراب النهائي لمسافة 15 متراً من الصاروخ H-IIA والالتحام به فعلياً، وكانت مهمة ADRAS-J السابقة عبارة عن تشغيل تجريبي وتفتقر إلى المعدات اللازمة للالتحام.
وأكسب اقتراب Astroscale الناجح من مرحلة الصاروخ تمويلاً إضافياً من وكالة الفضاء اليابانية، حيث منحت الشركة 88 مليون دولار لبناء وإطلاق ADRAS-J2.

ومن المتوقع أن تستخدم هذه المهمة الثانية ذراعاً آلية لالتقاط مرحلة الصاروخ H-IIA وإخراجها من المدار، مما يتسبب في احتراقها في الغلاف الجوي للأرض.
ومن المرجح أن تنطلق هذه المهمة لالتقاط مرحلة الصاروخ H-IIA المستهلكة وإخراجها من المدار في عام 2027.
ولا يتوقف طموح Astroscale عند هذا الحد، فهم يطورون تقنيات مختلفة للتعامل مع أنواع مختلفة من الحطام الفضائي، فإن أحد التحديات الرئيسية القادمة هو إخراج قمر صناعي أوروبي من مداره باستخدام لوحة مغناطيسية للاتصال بمركبة فضائية خارجة من المدار.
وإن مدار الأرض مزدحم بأكثر من 2000 مرحلة صاروخية ملقاة و32000 قطعة أخرى من الحطام المعدني أكبر من 4 بوصات، وتعد إزالة هذه الكمية الكبيرة من الحطام مهمة معقدة ومكلفة.
وتكشف توقعات ناسا عن الالتزام المالي الكبير المطلوب لإزالة الحطام الفضائي، والذي يقدر بحوالي 8 ملايين دولار لكل قطعة بمجرد وضع الإجراءات الموحدة، لكن تكلفة التقاعس قد تكون أكبر بكثير، حيث أن خطر الاصطدام بالأقمار الصناعية العاملة يشكل مصدر قلق كبير، لأنه قد يؤدي إلى تعطيل الاتصالات المهمة والملاحة والعمليات العلمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اليابان الفضاء استكشاف الفضاء الحطام الفضائی من الحطام من مرحلة

إقرأ أيضاً:

ستُحقق اكتشافات رائدة.. الصين تطلق مركبة فضائية لكويكب قريب من المريخ

أطلقت الصين مركبة فضائية تَعِد بجلب عينات من كويكب قريب من المريخ، وتحقيق اكتشافات رائدة وتوسيع نطاق معرفة البشرية بالكون، وفقًا لوكالة الفضاء الصينية.

الصين: المركبة الفضائية ستعيد عينات وتُحقق اكتشافات رائدة

انطلق المسبار تيانوين-2 صباح الخميس من جنوب الصين على متن الصاروخ لونج مارش 3-بي عالي الأداء، حيث سيجمع المسبار عينات من الكويكب 2016HO3، ويستكشف حزام المذنبات الرئيسي 311P، الذي يقع أبعد عن الأرض من المريخ، وفقًا للإدارة الوطنية الصينية للفضاء.

ونُقل عن شان تشونجده، رئيس الإدارة الوطنية الصينية للفضاء، قوله إن مهمة تيانوين-2 تُمثل "خطوة مهمة في رحلة الصين الجديدة لاستكشاف الكواكب، وستُحقق خلال مهمتها التي ستستمر عقدًا من الزمن اكتشافات رائدة وتوسع نطاق معرفة البشرية بالكون.

ومن المقرر إعادة عينات من الكويكب 2016HO3 خلال عامين تقريبًا، ويُؤمل أن تُقدم هذه الكويكبات، التي اختيرت لمداراتها المستقرة نسبيًا، أدلةً على تكوين الأرض، مثل أصول الماء.

وكانت أعادت الصين سابقًا عينات صخرية من الجانب البعيد من القمر إلى الأرض في مهمة تاريخية، ورحبت بالتعاون الدولي، ومع ذلك، فإن أي تعاون مع الولايات المتحدة يتوقف على إلغاء قانون أمريكي يحظر التعاون الثنائي المباشر مع ناسا.

ويشار إلى أن الصين تشغّل أيضًا محطة تيانجونج الفضائية، أو القصر السماوي، المأهولة بثلاثة أشخاص، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في عصر جديد لاستكشاف الفضاء واستخدام المحطات الدائمة لإجراء التجارب الفضائية، لاسيما وأن المحطة بُنيت بالكامل في الصين بعد استبعاد البلاد من محطة الفضاء الدولية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.

اقرأ أيضاًتحطم مركبة فضائية على سطح القمر قبل وقت قصير من هبوطها

فاروق الباز في ندوة «المهندسين»: أنتم أهم عنصر في رحلة أي مركبة فضائية

تزيد ارتفاع القفز لـ100 كيلو.. روسيا تصمم مركبة فضائية «سياحية»

مقالات مشابهة

  • الصين تطلق مركبة فضائية تقول إنها ستجمع عينات من كويكب بالقرب من المريخ
  • الجامعة المصرية اليابانية تطلق أول ورشة دولية للطاقة الخضراء بين اليابان وإفريقيا
  • ستُحقق اكتشافات رائدة.. الصين تطلق مركبة فضائية لكويكب قريب من المريخ
  • انتكاسة جديدة لبرنامج صواريخ ستارشيب الخاص بإيلون ماسك
  • الصين تطلق مهمة لدراسة الكويكبات
  • الصين تطلق مهمة فضائية لكويكب قريب من الأرض
  • الصين تطلق مهمة فضائية لجمع عينات من كويكب قريب من الأرض
  • الصين تطلق مهمة فضائية لجمع عينات من كويكب
  • إخفاق جديد لصاروخ ستارشيب يعقّد مهمة ماسك إلى المريخ
  • صاروخ "ستارشيب" يختفى في الفضاء خلال رحلته التاسعة.. ما القصة؟