عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
يحيى دبوق
لم تكتفِ إسرائيل بإعادة فرض الحصار على غزة، بل أتبعت ذلك بتحشيد عسكري على طول حدود القطاع.
كثّفت إسرائيل هجمتها السياسية والعسكرية على قطاع غزة، معلنةً إعادة فرض الحصار عليه ووقف دخول المساعدات الإنسانية إليه، وفق ما تقتضيه التفاهمات السابقة، جنباً إلى جنب تعزيز الحشد العسكري حول القطاع، وشنّ غارات على بيت حانون ورفح، أدّت إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين.
وجاءت الخطوة التصعيدية الإسرائيلية بعد رفض «حماس» خطة المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، والتي تنص على وقف إطلاق نار مؤقت خلال فترة شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، والإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثامين في اليوم الأول من دخول الهدنة الممدَّدة حيز التنفيذ، على أن يتم إطلاق البقية في حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. على أن هذه الخطة، التي لقيت ترحيب الجانب الإسرائيلي الرسمي، لم تلبّ أياً من شروط المقاومة الرئيسية للإفراج عمّا تبقّى لديها من أسرى، من مثل إنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة أو بدء عملية إعادة الإعمار.
ولم تكتفِ إسرائيل بإعادة فرض الحصار على غزة، بل أتبعت ذلك بتحشيد عسكري على طول حدود القطاع. وهو تحشيد لا يقتصر الهدف منه، على الأرجح، على مجرد التهويل، بل يبتغي الإيحاء بأنّ الجيش «مستعد» للتحرك، في حال طُلب منه ذلك. وبصورة أعمّ، يحمل التصعيد الأخير رسالة واضحة مفادها أنّ تبعات عدة ستترتب على رفض «حماس» لخطة ويتكوف، وهو ما تمّ التعبير عنه بوضوح في البيان الصادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
على هذا النحو، تحاول حكومة العدو إعادة المفاوضات إلى المربع الأول، عبر التركيز حصراً على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من دون التعامل مع القضايا الجوهرية التي تطالب بها «حماس». وهي تريد، بذلك، التخفيف من أهمية ورقة الأسرى، وإرجاء تقديم أي تنازلات استراتيجية طويلة الأمد، إلى حين سحب أي ورقة ضغط ذات قيمة من يد «حماس». وعلى الضفة المقابلة، يعكس موقف المقاومة الرافض للخطة الأمريكية تمسّكها بالحصول على ضمانات أكبر في ما يتعلق بمستقبل القطاع، بالإضافة إلى رفضها التخلي عن الأسرى مقابل فوائد «آنية» فحسب.
وعلى الرغم من أنّ النص العبري الصادر عن مكتب رئاسة الحكومة في تل أبيب، حول خطة ويتكوف، يتضمن مواقف من مثل «عدم وجود إمكانية حالية للتقريب بين مواقف الطرفين»، إلا أنّه يعكس انحيازاً أمريكياً واضحاً إلى المطالب الإسرائيلية. ويشي ذلك بأن إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، تتطلعان إلى تقليص تأثير ورقة الأسرى إلى حدوده الدنيا، بل إنهائه إن أمكن، على أن يُصار لاحقاً إلى تحقيق الهدف النهائي المتفق عليه بين واشنطن وتل أبيب: أي التوصل إلى ترتيب سياسي وأمني في قطاع غزة، يؤدي إلى تفكيك قدرة «حماس» العسكرية ومنعها من التعافي مستقبلاً، ليتم لاحقاً الإعلان عن إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع.
وعلى الرغم ممّا تقدم، فإنّ رفض المقاومة للخطة لا يعني، بالضرورة، عودة الحرب تلقائياً، إذ إنّه، وفي حين أمهلت إسرائيل الوسطاء، طبقاً لمصادر إسرائيلية مطّلعة، أسبوعاً للحصول على موقف حاسم من «حماس»، قبل أن يباشر الاحتلال في تطبيق «خياراته»، فإنّ استئناف القتال لن يكون قراراً سهلاً على تل أبيب أو واشنطن، ما يدفع الأخيرتين إلى التمسك بورقة التهديدات، بهدف تحقيق مكاسب عبر التفاوض المظلّل بالابتزاز.
صحافي لبناني.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ستجبر نشطاء مادلين على مشاهدة لقطات من هجوم 7 أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيجبر جميع النشطاء المحتجزين الذين كانوا على سفينة مادلين على مشاهدة لقطات مصورة لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووصفهم بداعمي حماس والمعادين للسامية.
وأبحرت السفينة مادلين، من جزيرة صقلية في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنها كانت جزءا من مبادرة نظمها "تحالف أسطول الحرية"، وهي مجموعة مؤيدة للقضية الفلسطينية تسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"النجاة من سجون سوريا" فيلم وثائقي يكشف فظائع سجون الأسدlist 2 of 2تفاصيل مثيرة عن هجوم إسرائيلي على سفينة أميركية عام 67 خلف 34 قتيلاend of listوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف النشطاء بأنهم "داعمون لحماس" و"معادون للسامية"، وشدد على وجوب إطلاعهم على "فظائع الهجوم الإرهابي"، على حد وصفه.
اختطافوذكرت الإندبندنت أن الناشطة الغربية البارزة غريتا تونبرغ في بيان مقتضب عبر حساباتها على مواقع التواصل: "تم اختطافي في المياه الدولية أثناء محاولتي إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة"، داعية أصدقاءها وعائلتها وحكومتها السويدية إلى التحرك العاجل من أجل إطلاق سراحها ومن معها.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أن احتجاز السفينة لا يجب أن يُثني الناشطين، قائلة: "رحلة مادلين انتهت، لكن المهمة مستمرة. يجب على كل ميناء في المتوسط أن يرسل سفن تضامن إلى غزة".
إعلانمن جهتها، قالت صحيفة هآرتس إن وزير الدفاع كاتس أعطى تعليمات للجيش بعرض فيديو يوثق ما ارتكبته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، على حد تعبيره.
وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفينة "مادلين" فجرا، وسحبها إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل، وعلى متنها الناشطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية.
وكان النشطاء قد أكدوا أن رحلة مادلين تمثل فعلا سلميا من المقاومة المدنية، مشيرين إلى أن جميع المتطوعين على متن السفينة توحدهم قناعة مشتركة بأن الشعب الفلسطيني يستحق نفس الحقوق والحرية والكرامة التي تتمتع بها شعوب العالم، داعين إلى وقف الحرب التي خلفت مآسي بالجملة في القطاع المحاصر.
مجازر بغزةوأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء في غزة بلغ حتى اليوم 54 ألفا و418 شهيدا، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألفا و400 امرأة، في حين بلغ عدد شهداء الطواقم الطبية 1411، والصحفيين أكثر من 219، ودمر القطاع المحاصر بشكل شبه كامل، بما في ذلك المؤسسات الاستشفائية ومراكز الإيواء، وحتى خيام النازحين.
وسبق لحنان بلخي -المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط- أن قالت قبل أيام إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية.
وأضافت أن المجاعة في غزة بلغت مستويات مرتفعة للغاية، والناس في أمسّ الحاجة إلى التغذية الأساسية.
وبحسب المسؤولين في غزة، تواصل إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار الماضي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بالقطاع المحاصر، عبر إغلاق المعابر لمدة 90 يوما في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع المدمر مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
يذكر أن "مادلين" هي السفينة رقم 36 في إطار محاولات تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007.
إعلان