هل تصبح #الأغوار #منطقة_عازلة
#زعزعة #استقرار #الأردن على قائمة #بنك_الأهداف_الإسرائيلية ، هل تصبح الأغوار منطقة عازلة .
بقلم احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم .
في مقالة سابقة لي قبل عدة سنوات تحت عنوان ” دعوة لفهم الأطماع الصهيونية ، إسرائيل باقية وتتمدد ” ، كُنت قد أشرت فيها إلى أن إسرائيل كدولة مصطنعة لا تؤمن بحدود أو عهود ومواثيق ، لأنها قامت على فكر استعماري استيطاني بدعم من دول الإستعمار الغربي وأمريكا ، وبموجب هذا الدعم أللامحدود من قوى العَدَاء التقليدي لمنطقتنا العربية ، إسرائيل تعتبر نفسها فوق كل القوانين الدولية وتستطيع فعل ما تريد وقت ما تشاء ، وفي سبيل تحقيق أهدافها التوسعية المرسومة مُسبقاً ، تخلق من الذرائع ما يؤهلها لتنفيذ مخططاتها على حساب دول الجامعة العربية التى أصابها الوهن والضعف والتشرذم ، ويرى هذا الكيان الصهيوني الغاصب في وجود الدول العربية ” القُطرية ” بجواره ، لُقْمَةً سَائِغَةً سهلة الهضم أولاً بأول ، وتحت بند ما سيكون بمفهوم الدعاية ” البروباغندا ” الإعلامية الصهيونية ” الطاغية عالمياً ” شعوب الدول العربية مشاريع ” إرهاب ” !!! لا تستحق الحياة ، لأنها تُهدد أمن واستقرار دول العالم الحر ومنها بالطبع الكيان اللقيط .
فكرة توطين اليهود على أرض فلسطين التاريخية ضمن إطار الدولة العبرية واعتبارها مَوْطِئ قدم أولوية صهيونية غربية لتحقيق أحلامهم الرامية إلى إنجاز مشروع دولة إسرائيل الكبرى ” من النيل إلى الفرات ” ، التي بدأ السعي لتشكيل ملامح نواتها الأولى في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد في مدينة ” بازل ” بسويسرا نهاية القرن التاسع عشر ، وما زال العمل جارٍ على قدمٍ وساق لاِستكمال مسلسل طمس ” معالم الهوية ” العربية والإسلامية في ما تبقى من أراضي الضفة الغربية ، بعدما قطعت أوصالها الحواجز والثكنات العسكرية وابتلعت أراضيها المستعمرات .
بعد أكثر من 30 عاماً من مكتسبات التنسيق الأمني للجانب الإسرائيلي ، ومشاغلة سياسية عبثية مع السلطة الفلسطينية ضمن أُُطر إتفاقية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ، لم يلتزم الكيان الصهيوني بتطبيق بنودها ولم يحترم الحبر المراق على محاضرها وملاحقها ، بالعكس تبخر حلم الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وأصبح في ” حكم المنتهي ” على الأقل في هذه المرحلة ، رغم قرارات الشرعية الدولية الصادرة في هذا الشأن قبل إتفاقية أوسلو ، وفي هذه الأثناء تسعى الحكومة الإسرائيلية بتأييد من الإدارة الأمريكية الحالية إلى تغيير إسم الضفة الغربية ليصبح ” يهودا والسامرة ” ، بعدما تم بنجاح مهمة تهويد الجولان السوري المحتل ، ومناطق فلسطين 48 .
وها هو الكيان الصهيوني يضرب ويتمدد بشكل يومي داخل الأراضي السورية ، مُستخدماً حجج وذرائع مختلفة ” والهدف واحد ” خلق بيئة وواقع جديد يسهل عليه لاحقاً ضم أراضي عربية ” جديدة ” لزيادة مساحة الكيان كما عبر عنها بكل وضوح الرئيس الأمريكي ” ترامب ” ، ضارباً بعرض الحائط إتفاق فك الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في العام 1974 ، حيث اِستولت إسرائيل قبل أشهر قليلة على المنطقة العازلة لدواعي أمنية !!! ، وأضافت لها مناطق أخرى من محافظتي درعا والقنيطرة و باتت قواتها قريبة من دمشق ، وآخر ذرائع الكيان الصهيوني التي تصل حد ” السخافة ” التهديد بشن هجمات على القيادة السورية الجديدة لحماية طائفة عربية أصيلة من مكونات النسيج الإجتماعي السوري ، بهدف خلق فتنة داخل سوريا وتشجيع التقسيم ، و على الجانب اللبناني خرق الكيان الصهيوني بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 آلاف المرات ، وأقام مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية ، أما على الجانب المصري وفي محور فيلادلفيا تحديداً قامت القوات الإسرائيلية بالسيطرة علية بعد هجومها الإجرامي على ” غزة ” خلال معركة طوفان الأقصى ، حيث اعتبره البعض خرقاً لبنود معاهدة ” كامب ديفيد ” للسلام مع جمهورية مصر العربية .
” رباط السالفة “
مؤشرات مرحلة العَدَاء القادمة تجاه الأردن أصبحت واضحة المعالم ” الأردن مستهدف من المسافة صفر ” إتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والأردن لن تمنع الكيان الصهيوني من الاستدارة شرقاً تجاه ” الاردن ” بعدما أشبع الجهات الثلاث ” شمال ، غرب ، جنوب ” ضرب وتدمير بحجة حماية حدود إسرائيل من ” الإرهابيين ” على حد زعمه ، وبعدما توغلت القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية شمال الأردن أصبحت لإسرائيل السيطرة الكاملة على منابع نهر الأردن ، وعبر العقود الثلاث الماضية تجاهلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في أكثر من مناسبة الدور الأردني في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بحسب إتفاقية وادي عربة ، وفي الآونة الأخيرة سعت حكومة الإحتلال إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأردن ، مما استدعى استنفاراً للدبلوماسية الأردنية على كافة المستويات للتأكيد على الثوابت الأردنية في التعاطي مع القضية الفلسطينية على قاعدة أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ، والحل العادل ” للصراع العربي الإسرائيلي ” يكمن في حل الدولتين ، وأن التهجير خطر وجودي على الشعبين الأردني والفلسطيني يرقى إلى إعلان حرب ، وقبل أشهر قامت دولة الكيان المحتل بتعزيز قواتها على الجانب الغربي من غور الأردن ، والإعلان عن تشكيل فرقة عسكرية وبناء جدار عازل لحماية حدوده من عمليات تهريب الأسلحة والمسلحين القادمة من الأردن على حد زعمهم المعتاد ، وبشكل استفزازي مؤخراً ” أيضاً ” نشر أكثر من مسؤول إسرائيلي خرائط جديدة لإسرائيل الكبرى تظهر فيها أجزاء واسعة من الأراضي الأردنية وأراضي عدد من الدول العربية ضمن دولة ” إسرائيل الكبرى ” .
كما هو معلوم وكما أسلفنا سابقاً ، الكيان الصهيوني في سبيل تحقيق مخططاته لأ يحتاج إلى ذرائع بل هو من ” يفبركها ” لتُنفذ بكل عنجهية وحقد وكراهية في أوقاتها ، وأرض الأردن بالنسبة لهم بوابة النصر والفتح المبين ” لشعب الله المختار ” !!! وآخر حصون الدفاع العربي عن الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام ، وإعلان مناطق عازلة داخل الأغوار والمرتفعات الشرقية الأردنية خطوة قد تكون على أجندتهم يوماً ما .
بسبب موقع الأردن الجيوسياسي وبسبب انخراطة التام في القضية الفلسطينية باعتباره جزء أصيل من دائرة الاستهداف الصهيوني والغربي التي لم يخرج منها لحظة منذ وعد بلفور المشؤوم ، يتعرض دائماً إلى ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية لكي يتماشى مع المشروع الصهيوني ويتخلى عن دوره القومي والديني ، ولكن بهمة قيادته وشعبه وأشقاءه ، سيبقى الحصن الحصين والدرع المكين ، وأرض الحشد والرباط على طريق النصر وتحرير فلسطين ، وستتكسر أحلام الصهاينة في التوسع شرقاً كما كُسرت إرادتهم يوم معركة الكرامة وعلى أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد و وادي التفاح والسموع وتل الذخيرة وغيرها من مواطن الرجولة والشهادة ، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين بإذن الله .
حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
كاتب أردني
ناشط سياسي و إجتماعي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأغوار منطقة عازلة زعزعة استقرار الأردن بنك الأهداف الإسرائيلية الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
الحصار اليمني يضرب السياحة ويطال قطاعات اقتصادية حيوية في »إسرائيل«:انخفاض عدد السياح إلى الكيان عبر المطارات إلى 401 ألف سائح فقط خلال يناير- أبريل 2025م
أكدت تقارير اقتصادية عبرية جديدة أن عدد السياح القادمين إلى « إسرائيل» خلال الفترة ( يناير – إبريل ) من العام الجاري 2025م انخفض إلى 431 ألف سائح مقارنة بـ1 مليون و 271 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام 2023 م قبل عمليات المقاومة والحصار الجوي، وبنسبة انخفاض بلغت 66 % ، وأشارت التقارير إلى أن عدد السياح الذين وصولوا للكيان عبر المطارات خلال الفترة (يناير – إبريل) 2025 م انخفض إلى 401 ألف سائح فقط ، بالتزامن مع فرض الحصار الجوي من اليمن مقارنة بـ 1 مليون و131 ألف سائح وصلوا عبر المطارات خلال نفس الفترة من العام 2023م ، وبنسبة انخفاض بلغت 64 % ، فيما انخفض عدد السياح الزائرين للكيان -وفق التقارير- من 3 ملايين سائح في العام 2023م إلى 961 ألف سائح فقط في العام 2024م أي بنسبة انخفاض بلغت 68 % ، وهو ما يعكس التأثير الكبير والمباشر الذي خلّفه الحصار الجوي والبحري المفروض من اليمن على الكيان الغاصب ليس فقط على قطاع السياحة ، بل طال العديد من القطاعات الاقتصادية والاستهلاكية الحيوية داخل الكيان المجرم في الأراضي المحتلة.
الثورة / أحمد المالكي
«نداف لاهماني»، المدير التنفيذي لشركة “كنترول” التابعة لمجموعة فينيكس جاما، أكد، أن صناعة السياحة داخل الكيان الصهيوني تواجه تحديات معقدة منذ أسابيع، مشيرًا إلى أن التعافي لا يبدو قريبًا، خاصة مع استمرار غياب شركات طيران كبرى مثل “رايان إير” والخطوط البريطانية عن المطارات الإسرائيلية، وتصاعد أزمة الثقة في السوق.
انخفاض التسوق
وبحسب بيانات “مؤشر فينيكس جاما” لمراقبة حجم مشتريات بطاقات الائتمان، فقد شهد الأسبوع المنتهي في 25 مايو انخفاضا بنسبة 10 % في حجم التسوق المتعلق بالسياحة مقارنة بالأسبوع السابق، ما اعتبر بمثابة “توقف حاد في الطلب”، يعكس تراجعا كبيرًا في الاستهلاك وتغيرا في سلوك المسافرين الإسرائيليين.
كما سجل المؤشر انخفاضا بنسبة 5.8 % في إجمالي حجم المشتريات، وتراجعا بنسبة 4.1 % في متوسط حجم الشراء، وهو ما يدل على تردد واضح لدى الإسرائيليين في الإنفاق على السفر والعطلات. في المقابل، ارتفعت تكلفة الرحلات بنسبة 16 % نتيجة نقص المعروض واحتكار السوق من قبل شركات محلية، ما زاد العبء على المستهلكين.
قطاعات استهلاكية
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع لا يقتصر على قطاع السياحة فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات استهلاكية أخرى، حيث هبطت مبيعات الحواسيب والهواتف بنسبة 12 %، والسلع الكهربائية بنسبة 11 %، بينما بقي قطاع البصريات مستقرا، في مؤشر على تزايد نزعة التقشف في ظل مخاوف اقتصادية وأمنية متنامية.
تدهور حاد
فيما أكدت صحيفة “غلويس” العبرية في تقرير اقتصادي جديد ، أن قطاع السياحة الإسرائيلي، يشهد تدهوراً حاداً ، حيث تراجعت المعاملات المالية المرتبطة بهذا القطاع بنسبة 29.5 % هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م ، وأرجع التقرير هذا التراجع إلى استمرار انسحاب شركات الطيران الأجنبية من الأجواء الإسرائيلية، وتدهور الوضع الأمني، لا سيما بعد سقوط صواريخ قرب مطار “بن غوريون” من اليمن.
وعلى ذات الصعيد أكد موقع «ترافل آند تور وورلد» المتخصص بأخبار السفر والسياحة العالمية: أن الهجوم اليمني على مطار «بن غوريون» كشف عن نقاط ضعف حقيقية في البنية التحتية الجوية المدنية ، وأن الصاروخ اليمني ، كاد أن يصيب برج المراقبة في مطار «بن غوريون» ، وبرغم أنه لم يُصب المحطة مباشرةً، إلا أنه هزّ عالم الطيران، وتسبب في توقف الرحلات الجوية بشكل مفاجئ.
وأوضح الموقع أن الهجوم اليمني لم يكن مجرد حادث كاد أن يُودي بحياة أحد، بل كان بمثابة جرس إنذار، وكان تأثيره فوريًا بانسحاب شركات الطيران ، وأحدث اضطرابًا هائلًا، وجعل السياح يلغون عطلاتهم، وواجه «الإسرائيليون» في الخارج صعوبة في العودة.
وأشار الموقع إلى أن الضربات الصاروخية اليمنية حولت موسم السفر الصيفي في «إسرائيل»، إلى فوضى عارمة، والذي عادةً ما يكون فترة ذروة ، وادى إلى غياب شركات الطيران الأجنبية في «إسرائيل»، وأثر بشدة على «الإسرائيليين» وارتفعت أسعار التذاكر بشكل حاد وتضاءل توافر المقاعد.
واقع معقد
ويرى مراقبون أن الواقع في إسرائيل وفق كل هذه المعطيات يزداد تعقيداً، ويحمّل المواطنون الإسرائيليون ، حكومة نتنياهو مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية وإرعابهم في بيوتهم ولجوئهم إلى مخابئ سفلية هرباً من الصواريخ اليمنية التي تستهدف «إسرائيل» ولا تتمكن قدرات الدفاع الجوي من اعتراضها، وفي حين تواجه الحكومة الإسرائيلية الإرهابية المتطرفة سخطاً شعبياً واسعاً، فإنها مطالبة بتوضيح كيف يمكن للمستهلكين الإسرائيليين السفر لقضاء أيام الصيف في أوروبا وسط أسعار وتكاليف سفر مرتفعة للغاية، خصوصاً بعد فقدانهم طيران “رايان إير” الذي يوفر أسعاراً منخفضة مقارنة بالمنافسين، وهي الشركة التي سبق وأكدت أن صبرها نفد تجاه الإضطرابات الداخلية في «إسرائيل».