بعد الجدل الذي أحدثه مسلسل معاوية في الفترة الماضية، واختلاف الكثيرين في مسألة حرمانية تجسيد الصحابة في المسلسلات الدرامية، علق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، قائلا: «الأنبياء ليسوا مجرد شخصيات تاريخية، بل هم موحى إليهم، لافتا إلى أن الممثل يستطيع أن يُجسّد الغضب أو الفرح لأنه شعر بهما، مستدركا: لكن.

. .هل جرب الوحي حتى يجسده؟ بالطبع لا!».

وأكد «جمعة»، خلال حلقة اليوم من برنامج «نور الدين والدنيا» على فضائية «cbc»، أن الرأي الشرعي في مسألة تجسيد الأنبياء أو الصحابة الكرام في عمل فني يعرض على الفضائيات، مؤكداً أن تمثيل الأنبياء وكبار صحابة النبي، صلى الله عليه وسلم، لا يجوز بأي حال من الأحوال.

وتابع: «لا يستطيع أي ممثل تجسيد الأنبياء أو الصحابة الكبار مثل «أبي بكر، عمر، عثمان، وعلي رضي الله عنهم، لأن لهم خصوصية لا يمكن تقليدها أو تمثيلها بدقة».

مسلسل معاوية

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: ولهذا، لا يجوز تصوير الإله في التمثيل، ولا الأنبياء، ولا الصحابة الكبار، فالمسألة ليست مجرد أداء تمثيلي، بل تتعلق بخصوصية معينة.

ولفت إلى أن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري ألّف كتابًا بعنوان «إقامة الدليل على حرمة التمثيل»، يؤكد فيه أن تمثيل الأنبياء لا يجوز بأي حال من الأحوال.، مضيفاً أن مجمع البحوث الإسلامية أيضًا أقرّ بأنه لا يجوز إطلاقًا تمثيل الأنبياء.

اقرأ أيضاًبعد انتقادات.. مؤلف مسلسل «معاوية»: لا نهدف للترويج لرواية معينة

أثار جدلا ويناقش أحداثا تاريخية مهمة.. موعد عرض الحلقة الثانية من مسلسل «معاوية» والقنوات الناقلة

طارق العريان يكشف أسباب خروج مسلسل «معاوية» من رمضان 2023 «فيديو»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: علي جمعة مسلسل معاوية برنامج نور الدين والدنيا لا یجوز

إقرأ أيضاً:

الوراثة السياسية: سرطان السلطة من معاوية إلى اليوم

10 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة:

محمد عبد الجبار الشبوط

الوراثة السياسية ليست مجرّد خلل في التداول السلمي للسلطة، بل هي جريمة كبرى بحق المجتمع، واعتداء سافر على جوهر الفكرة السياسية الحديثة التي تقوم على الإرادة الشعبية، والكفاءة، والمساءلة. في العراق، كما في معظم العالم العربي، تحولت الوراثة السياسية إلى مرض عضال ينهش جسد الدولة، ويتغذى على دماء الشعب وثرواته.

من معاوية إلى أحفاد السياسة

أول من دشّن هذا النهج المسموم في التاريخ الإسلامي هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، الذي حوّل الخلافة من نظامٍ يقوم على الشورى والاختيار – مهما كانت شوائب تطبيقه – إلى مُلكٍ عضوض قائم على التوريث العائلي. بهذا الفعل، فتح بابًا واسعًا أمام الاستبداد، وجعل السلطة ميراثًا شخصيًا يُورَّث كما تُورَّث العقارات والمزارع، لا أمانةً تُحمَّل على الكتف لأداء الحق وخدمة الناس.

منذ تلك اللحظة، سارت أجيال من الحكّام في ركاب الوراثة، حتى صارت قاعدةً غير مكتوبة: من يحكم اليوم يورّث غدًا، ولو على أنقاض وطنٍ كامل.

الوراثة السياسية في العراق المعاصر

في عراق ما بعد 2003، عادت الوراثة السياسية بوجهٍ فجّ، وإن اختلفت شعاراتها. ما بين أحزاب إسلامية تزعم أنها تدافع عن القيم، وأحزاب علمانية ترفع راية الحداثة، تتكرر الصورة ذاتها: أبناء وأصهار وإخوة وزوجات يعتلون المناصب، أو يسيطرون على مفاصل القرار، لمجرّد أنهم ينتمون إلى “العائلة الحاكمة” داخل الحزب أو الكيان السياسي.

بهذا، تحوّلت بعض الأحزاب إلى إقطاعيات سياسية، تحكمها روابط الدم بدل الكفاءة، وتُدار بقرارات العائلة بدل البرامج الوطنية.

لماذا الوراثة السياسية خطر حضاري؟
1. تدمير مبدأ المساواة: الوراثة تجعل السلطة امتيازًا وراثيًا بدل أن تكون حقًا عامًا لكل مواطن.
2. إلغاء المنافسة السياسية: حين تحكم العائلة، تُقصى الكفاءات وتُهمَّش الأصوات الجديدة.
3. إعادة إنتاج الفساد: الوراثة تخلق شبكات مغلقة تحمي المصالح العائلية على حساب المصلحة العامة.
4. قتل الأمل بالتغيير: حين يدرك المواطن أن الحاكم سيورّث السلطة لابنه، يزول الإيمان بالتداول السلمي.

الخروج من الحلقة الجهنمية

القضاء على الوراثة السياسية يتطلب:
• دستور واضح يمنع التوريث السياسي والحزبي.
• قوانين أحزاب ديمقراطية تفرض الانتخاب الداخلي الحرّ والشفاف.
• وعي شعبي يرفض التصويت لأي مرشح يركب حصان العائلة بدل حصان الكفاءة.

الوراثة السياسية ليست قدرًا محتومًا، لكنها ستبقى جاثمة ما لم تُكسر بالوعي، والقانون، والموقف الشعبي الحاسم. فلا معاوية جديد، ولا ملكًا عضوضًا آخر، ولو غلّف نفسه براية الدين أو قناع الحداثة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بفستان أحمر لافت.. أحدث ظهور لـ سيرين عبد النور
  • بفستان لافت.. أحدث ظهور لـ رانيا منصور
  • إلهام علي تحتضن سيدة مسنة وتستقبلها بالقبلات والأخيرة: وضحى مثلتي أحسن تمثيل.. فيديو
  • هل يجوز الزواج من تارك الصلاة؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها
  • هل تمنحك الحرارة الشديدة إجازة رسمية؟.. قانون العمل الجديد يحسم الجدل
  • مدرب مارسيليا يحسم الجدل حول المنافسة بين غويري وأوباميانغ
  • سعر فستان ياسمين صبري يثير الجدل .. لن تصدق
  • الوراثة السياسية: سرطان السلطة من معاوية إلى اليوم
  • حشود غفيرة تستقبل أبطال شارع الأعشى في أبها.. فيديو