الزمالك يكشف حقيقة إصابة صلاح الدين مصدق
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
قال الدكتور محمد أسامة رئيس الجهاز الطبي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك إن تغيير المغربي صلاح الدين مصدق مدافع الأبيض بين في مباراة مودرن سبورت في دور الـ16 لكأس مصر، وجهة نظر فنية للبرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني.
وأضاف رئيس الجهاز الطبي فى الزمالك أن صلاح الدين مصدق لم يتعرض لأي إصابة في لقاء مودرن سبورت بكأس مصر.
وكان الجهاز الفني فى الزمالك استبدل صلاح الدين مصدق مع بداية الشوط الثاني لمباراة مودرن سبورت التي أقيمت مساء الأمس.
وتأهل الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك لدور الثمانية لبطولة كأس مصر بعد الفوز على مودرن سبورت بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت بينهما على ستاد القاهرة الدولي، في إطار مباريات دور الـ16 للبطولة، ليلتقي الأبيض مع سموحة في الدور التالي.
أوضح خالد الغندور لاعب الزمالك السابق، حظوظ الفارس الأبيض، في المنافسة على بطولة الدوري المصري هذا الموسم مع الثنائي الأهلي وبيراميدز.
وانتهت مرحلة الدور الأول من منافسات بطولة الدوري المصري الممتاز، حيث يتصدر بيراميدز الترتيب برصيد 42 نقطة، ويأتي الأهلي ثانيًا برصيد 39 نقطة، بينما يتواجد الزمالك في المركز الثالث بـ 32 نقطة.
وقال الغندور خلال تصريحات لبرنامج "ملعب أون" المذاع على "قناة أون سبورت": "الزمالك أصبح بعيدًا عن المنافسة هذا الموسم على لقب بطولة الدوري".
وأضاف: "الزمالك هينافس على المركز الثالث أو الرابع هذا الموسم، متبقي 8 مباريات في المرحلة النهائية من الدوري وبيراميدز متفوق بـ 10 نقاط، والأهلي بـ 7".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزمالك مودرن سبورت صلاح الدين مصدق المزيد صلاح الدین مصدق مودرن سبورت
إقرأ أيضاً:
خطة صلاح الدين الذكية في القدس
مثل سقوط القدس في يد الصليبيين سنة 1099، جرحا غائرا في جسد الأمة الإسلامية، لما رافقه من مذابح مروعة وتشويه لمعالم المدينة المقدسة.
وظل حلم استعادتها حيا في ضمير المسلمين قرابة قرن من الزمان، حتى شاء الله أن يهيئ رجلا جمع بين الفروسية والسياسة والإيمان، هو السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. وقد جاء فتحه بيت المقدس في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1187 تتويجا لمعركة حطين، وما تلاها من انتصارات، فكان حدثا مفصليا في التاريخ الإسلامي والإنساني على السواء.
حين أشرقت شمس يوم السبت 4 يوليو/تموز 1187، على سهل حطين، كان الصليبيون يجرون أذيال هزيمتهم، وقد أُبيد معظم فرسانهم، وأُسر ملكهم غي دي لوزينيان ومعه كبار النبلاء.
شكلت هذه المعركة نقطة تحول جذري؛ فالقوة الصليبية التي كانت تهدد عمق بلاد المسلمين انهارت فجأة، وفُتح الطريق أمام صلاح الدين نحو استعادة المدن تباعا.
غير أن السلطان لم يندفع مباشرة إلى القدس، بل انشغل أولا بتأمين مدن الساحل مثل عكا، ويافا، وعسقلان. فقد أدرك أن السيطرة على الموانئ ضرورة ملحة؛ لأن الفرنجة قد يستقدمون جيوشا جديدة من وراء البحر. هكذا برز بعد حطين نضج صلاح الدين الإستراتيجي؛ إذ لم يكن تحرير القدس مجرد حماسة دينية، بل عملية عسكرية محكمة الإعداد.
القدس قبيل الفتحتجمع المصادر اللاتينية على أن القدس عاشت حالة من الذعر عقب حطين. فقد امتلأت شوارعها باللاجئين الفارين من المدن الساقطة، وتكدست النساء والأطفال في الكنائس والأديرة. أما الرجال القادرون على القتال فكانوا قلة.
في هذه الأجواء ظهر باليان دي إبلين، وهو أحد البارونات الذين وقعوا في الأسر بعد حطين، ثم أطلق صلاح الدين سراحه بشرط مغادرة فلسطين إلى صور.
غير أن بطريرك القدس هيراكليوس توسل إليه البقاء للدفاع عن المدينة، فأفتاه الكهنة بإسقاط القسم الذي أعطاه للسلطان. وهكذا عاد باليان إلى القدس على رأس 60 فارسا فقط، في حين كان عليه أن يقود آلاف المدنيين المرتعبين.
إعلانتصف روايات فرنجية كيف تحولت المدينة إلى مسرح من الطقوس الغريبة: فتيات يطفن في الشوارع وقد حلقن رؤوسهن، رجال يسيرون حفاة وهم ينوحون، وجموع تصرخ أمام الصلبان تستغيث. وبدل أن تعزز هذه الطقوس المعنويات، زادت من حالة الانهيار النفسي وأشعرت الناس بدنو الكارثة.
في 15 سبتمبر/أيلول 1187، وصل صلاح الدين بجيشه إلى أسوار القدس، وضرب معسكره في عين سلوان جنوب المدينة، ثم ارتقى جبل المكبر، وألقى نظرة على الأقصى الذي اشتاق إليه المسلمون عقودا. هناك أقام صلاة الجمعة، ودعا الجيش للثبات، ثم أمر بالحصار.
دار السلطان حول الأسوار خمسة أيام ليتبين مواضع الضعف، فاختار الهجوم من الشمال عند باب العمود، حيث الأرض منبسطة. نُصبت المجانيق ودوت صيحات التكبير، وانهمرت السهام والحجارة على الأسوار. في المقابل، حاول الصليبيون الصمود بإصلاح النقوب، وإشعال النار في أبراج الحصار، لكن تفوق المسلمين العددي واللوجيستي كان حاسما.
استمر القتال ثلاثة أيام بلياليها، أُحدث خلالها أكثر من نقب كبير. وحين بدا سقوط المدينة وشيكا، أرسل البطريرك وباليان رسلهما يطلبان الصلح. في البداية رفض صلاح الدين مصرا على الاقتحام، لكن العلماء أشاروا عليه بقبول الفداء، وحقن الدماء، فاستجاب.
وباستطاعتنا تلخيص مشهد ما قبل الفتح وفق المصادر الأجنبية، بالتالي:
معركة حطين قضت على فرسان وجنود الدول اللاتينية، ولجأت الفلول إلى المدن الساحلية المحصنة، خاصة صور. خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب 1187، اجتاح صلاح الدين البلدات والمدن المتبقية، وعسكر منتصف سبتمبر/أيلول حول القدس. حُوصرت القدس بالكامل، وأطلقت السهام من كل جانب، وسط ضجيج الأبواق الذي رافق تقدم الجيش المسلم. اندلعت المعركة لمدة أسبوعين، مع قصف مستمر بالمجانيق، وتمكن المسلمون من إحداث 43 ثغرة في الأسوار باستخدام الحطب والنار لتوهينها. أمر صلاح الدين بنصب المجانيق، وحشد 10 آلاف فارس و10 آلاف مشاة مدرعين، وبدأ اقتحام الأسوار من عدة نقاط. حاول المدافعون الصليبيون مقاومة الاحتلال، لكنهم انهزموا أمام الانضباط والتكتيك العسكري للجيش المسلم. حاول باليان دي إبلين جمع المسيحيين للنجاة بطرق طقسية، إلا أن ضغط المسلمين وفوراتهم الإستراتيجية أجبراه على التفاوض مع صلاح الدين.المفاوضات وشروط الاستسلام
تولى باليان بنفسه التفاوض مع السلطان. يروي المؤرخون أنه هدد بقتل سكان المدينة وحرق المقدسات إذا أصر المسلمون على الاقتحام بالقوة. غير أن صلاح الدين لم ينخدع بالتهديد، بل رد بثقة: "أما نحن فما نرضى أن ندخلها إلا كما دخلها عمر بن الخطاب، بالصلح والأمان".
انتهت المفاوضات إلى اتفاق يقضي بأن يخرج السكان مقابل فديةٍ: عشرة دنانير عن الرجل، خمسة عن المرأة، دينارين عن الطفل. من عجز عن الدفع يصبح عبدا للمسلمين. وأمهلوا أربعين يوما لتسديد الفداء.
لكن ما حدث لاحقا كشف شهامة السلطان؛ إذ لم يتمكن كثير من الفقراء من الدفع، فبادر أمراء المسلمين إلى دفع الفدية عن آلاف منهم، فيما أطلق صلاح الدين بنفسه سراح آلاف آخرين مجانا. وقد بلغ مجموع الخارجين نحو 60 ألفا، فيما لم يزد ما جمعه المسلمون على 40 ألف دينار، وهو مبلغ زهيد قياسا بغنائم الحرب.
إعلانأما البطريرك هيراكليوس، فخرج محملا بالجواهر والذهب على سبعمائة بغل، من دون أن يسدد عن رعيته شيئا، الأمر الذي أثار نقمتها ونقمة المؤرخين الغربيين عليه.
الدخول إلى القدسفي يوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول 1187، دخل المسلمون القدس دخول الفاتحين. لم تسجل المصادر أي مجزرة أو نهب، بل على العكس؛ فقد حُفظت أرواح الناس وأموالهم، وأمّن السلطان خروجهم الكريم. هذا المشهد كان على النقيض تماما مما فعله الصليبيون عند اقتحامهم المدينة سنة 1099، حين ذبحوا نحو 70 ألفا من المسلمين واليهود في الشوارع والمساجد.
توجه صلاح الدين أول ما توجه إلى المسجد الأقصى، فأمر بتنظيفه من الصلبان والتماثيل، وغسلت الصخرة المشرفة بالماء والطيب، وارتفعت تكبيرات الجنود تبشر بعودة قدس الإسلام.
أجلت صلاة الجمعة الأولى إلى 9 أكتوبر/تشرين الأول لضيق الوقت وعدم طهارة المكان، فخطب القاضي محيي الدين بن الزكي خطبة مدوية تحدث فيها عن فضل الجهاد، وعن وعد الله بعودة القدس للمسلمين، فبكى الناس جميعا.
اتسم فتح القدس بسلوك فريد يندر في الحروب. فقد أعطى صلاح الدين مهلة رحيمة للمغادرة، وسمح للنساء بالبحث في الأسرى عن أزواجهن، وأعان الأرامل بالمال. كما أطلق سراح عائلة باليان رغم نكثه العهد، وشيعهم بحرس حتى وصلوا صور سالمين.
أما المسيحيون الشرقيون من سكان القدس، فقد ترك لهم السلطان حرية البقاء وممارسة شعائرهم، وأعاد تنظيم وضع كنيسة القيامة بحيث تفتح أمام الحجاج من كل الطوائف وفق نظام عادل، وهو النظام الذي ما زال معمولا به إلى اليوم.
وقد بلغت شهرة هذه المواقف الآفاق حتى إن بعض المؤرخين الغربيين وصفوا صلاح الدين بـ"الملك العادل"، ورأوا فيه نموذجا للفروسية الذي يعلو على فرسانهم أنفسهم.
حركة الإعمار بعد الفتحلم يكتفِ صلاح الدين بتحرير القدس، بل انطلق في مشروع إعمار واسع. فقد لاحظ الخراب الذي خلفه الصليبيون، فباشر بإصلاح الأسوار والأبراج وزيادة تحصين المدينة. كما أعاد المسجد الأقصى إلى مكانته، فعين خطباء وفقهاء ومرتبين لقراءة القرآن ليل نهار.
أمر كذلك بتركيب المنبر الخشبي البديع الذي كان نور الدين زنكي قد أعده قبل وفاته خصوصا لينصب في الأقصى يوم تحريره، فأقيم في مكانه وسط دموع الفرح.
ونشطت حركة البناء، فحولت بعض الأديرة الصليبية إلى مدارس ورباطات، ونشرت الزوايا والخوانق لتعليم القرآن والفقه. حتى السلطان نفسه شوهد يحمل الحجارة بيديه ويشارك العمال، تأسيا برسول الله ﷺ في بناء المسجد النبوي.
أما من الناحية العسكرية، فقد واصل بناء الأبراج وترميم القلاع، واستعمل الأسرى الصليبيين في ذلك، لضمان ألا تسقط المدينة مجددا بيد الغزاة.
كان لفتح القدس وقع الزلزال في أوروبا. فقد صُدم البابوية والملوك حين بلغهم أن المدينة المقدسة في أيدي المسلمين. دوت أجراس الكنائس ونكست الصلبان، وانطلقت الدعوات إلى حملة صليبية جديدة، هي الثالثة، بقيادة ريتشارد قلب الأسد، وفيليب أغسطس، وفريدريك بربروسا.
لكن مهما بلغت قوة تلك الحملة، فإنها لم تستطع أن تنقض إنجاز صلاح الدين، إذ بقيت القدس في أيدي المسلمين، وأضحى السلطان رمزا عالميا للفروسية والنبل. بل إن بعض ملوك الغرب بعد قرون- مثل الإمبراطور الألماني ويلهلم الثاني سنة 1898- وضعوا أكاليل على قبره اعترافا بمكانته.
يظهر من قراءة الفتح الصلاحي أن صلاح الدين لم يكن مجرد قائد عسكري، بل رجل مشروع حضاري. فقد جمع بين العقيدة التي تحركه والشجاعة التي تسنده والسياسة التي ترسم خطاه. أراد أن يحرر القدس لا ليشفي غليلا، بل ليعيدها إلى موقعها الطبيعي كمدينة سلام وملتقى للأديان.
لقد جسد الفتح معنى "الجهاد" باعتباره تحريرا وعدلا، لا عدوانا وانتقاما. ومن هنا ارتبط في الوجدان الإسلامي بالروح الإيمانية، إذ صادف وقوعه يوم 27 رجب، ذكرى الإسراء والمعراج، وكأنما شاء الله أن يرد للمسلمين قبلتهم الأولى في يوم مبارك.
الخاتمةبقي صلاح الدين في القدس شهرا كاملا يرتب شؤونها ويؤمن مواردها ويثبت قواعد الحكم فيها، ثم غادرها إلى مواصلة الجهاد. غير أن إرثه ظل باقيا: مدينة مطهرة من دنس الغزاة، محصنة بأسوار جديدة، مزدانة بالمدارس والزوايا، ومشرفة بالمنبر النوري.
إعلانكان فتح القدس سنة 1187، علامة فارقة في تاريخ العالم؛ فقد برهن أن الأمة، مهما ضعفت، قادرة على النهوض إذا اجتمع الإيمان بالتخطيط، والروح بالعمل. وقدم للعالم صورة ناصعة من التسامح الإسلامي في أبهى معانيه، حتى غدا صلاح الدين رمزا مشتركا يُلهم الشرق والغرب معا.
وهكذا دخل المسلمون القدس دخول رحمة وعدل، لا دخول انتقام وذبح، فكتب الله لهم شرف إعادة المدينة المقدسة إلى حضنها الطبيعي، وبقي الفتح الصلاحي عنوانا خالدا على انتصار العدل على الطغيان، والإنسانية على البربرية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline