التجار والباعة في مرمى الاتهامات باستغلال رمضان لرفع الأسعار
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
8 مارس، 2025
بغداد/المسلة: مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تواجه الأسواق العراقية تحديات اقتصادية متزايدة نتيجة تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي. هذا التراجع أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الأساسية والمواد المستوردة، مما أثار قلق المواطنين حول قدرتهم على تلبية احتياجاتهم خلال الشهر الفضيل.
وشهدت الأسواق المحلية ارتفاعات متتالية في أسعار المواد الغذائية، حيث ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 36% مقارنة بعام 2020، ليصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 25 ألف دينار. كما ارتفعت أسعار الأسماك بنسبة 38%، والألبان بنسبة 30%، مما يزيد من الأعباء المالية على الأسر العراقية.
وتُعزى هذه الارتفاعات إلى تذبذب سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي. في تعاملات الأسبوع الماضي، تراجع سعر الدولار في بغداد إلى 1504 دينارات عند الشراء من 1500 دينار مساء اليوم السابق، كما انخفض سعر البيع إلى 1497 دينارًا من 1490 دينارًا.
وهذا التذبذب أثر بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين.
في هذا السياق، تبادل التجار والباعة الاتهامات حول استغلال المناسبات لرفع الأسعار. يؤكد بعض التجار أن ارتفاع الأسعار ناتج عن زيادة تكاليف الاستيراد بسبب تراجع قيمة الدينار، بينما يتهمهم المستهلكون بالجشع واستغلال الظروف لزيادة أرباحهم. وفي النهاية، يبقى المواطن هو المتضرر الأكبر من هذه الأوضاع.
وعلى الرغم من هذه التحديات، شهدت بعض القطاعات انتعاشًا ملحوظًا في المبيعات. فقد ارتفعت مبيعات المنتجات الرمضانية والعطور والبخور مع اقتراب الشهر الفضيل، حيث يسعى المواطنون للحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم بالرغم من الصعوبات الاقتصادية.
وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تعزيز إجراءاتها لمتابعة أسعار المواد الغذائية والتجار من خلال مديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية. تهدف هذه الخطوات إلى الحد من التلاعب بالأسعار وضمان توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين خلال شهر رمضان.
بالإضافة إلى ذلك، دعا البرلمان العراقي الحكومة إلى تفعيل قانون حماية المنتج المحلي ومتابعة أسعار السلع المستوردة، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى دخل الفرد العراقي. تهدف هذه الدعوات إلى دعم السوق المحلية وتقليل الاعتماد على السلع المستوردة التي تتأثر بتقلبات سعر الصرف.
ومع استمرار الضغوط الاقتصادية التي ترافق شهر رمضان كل عام، تبقى آمال المواطنين معلقة بتحقيق استقرار حقيقي في الأسواق. يأمل العراقيون أن تسهم الإجراءات الحكومية في كبح جماح الأسعار وتخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم، ليتمكنوا من استقبال الشهر الفضيل بروحانية وطمأنينة.
في هذا السياق، يتطلع المواطنون إلى دور أكبر للجهات الرقابية في مراقبة الأسواق وضبط الأسعار، بالإضافة إلى تعزيز الدعم للطبقات الفقيرة والمتوسطة من خلال برامج اجتماعية واقتصادية فعّالة. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين العرض والطلب، وضمان استقرار سعر الصرف لتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.
مع اقتراب شهر رمضان، يأمل العراقيون في أن تكون هذه الفترة فرصة لتعزيز التضامن الاجتماعي والتكاتف بين مختلف فئات المجتمع، للتغلب على التحديات الاقتصادية وتجاوز الصعوبات المعيشية. يبقى الأمل معقودًا على جهود مشتركة من الحكومة والمواطنين والتجار لتحقيق استقرار اقتصادي ينعكس إيجابًا على حياة الجميع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: شهر رمضان دینار ا
إقرأ أيضاً:
مع قرب حلول عيد الأضحى.. مواصلة فعاليات مبادرة «كلنا واحد» بأرخص الأسعار
واصلت وزارة الداخلية فعاليات المرحلة الـ 27 من مبادرة «كلنا واحد»، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أطلقتها في 25 مايو الجاري، وتستمر حتى نهاية شهر يونيو المقبل، وذلك تزامنا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وتستهدف المرحلة الـ 27 من مبادرة «كلنا واحد»، توفير كافة مستلزمات الأسرة المصرية من السلع الغذائية وغير الغذائية بجودة عالية وبأسعار مخفضة، بنسبة تصل إلى 40%، وذلك بالتنسيق مع مختلف قطاعات الوزارة، ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية.
وأوضحت وزارة الداخلية أن المبادرة تهدف إلى توفير السلع بجودة عالية وأسعار مخفضة بالمنافذ والسرادقات الموضحة على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية (moi.gov.eg)، لافتة إلى أنه تم التوسع في أعداد الشركات والسلاسل التجارية المشاركة في المبادرة، من خلال إضافة أسواق تجارية كبرى، وموردي اللحوم والخضار والفاكهة، لتوفير كافة السلع الغذائية وغير الغذائية، فضلا عن الزيادة الاستثنائية في أعداد المنافذ، لتصبح 2633 منفذا وسرادقا وسلسلة تجارية بمختلف محافظات الجمهورية، بالتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة.
وأشارت إلى أنه سيتم أيضا إطلاق قوافل سيارات مجمعة لبيع السلع والمنتجات الغذائية بالمناطق الأكثر احتياجا بنطاق محافظات «القاهرة - الجيزة - القليوبية»، فضلا عن التنسيق مع 44 من الأماكن الترفيهية «دور السينما - ملاهي الأطفال»، لتقديم نسب خصم تصل إلى 20% بمختلف محافظات الجمهورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكذلك التنسيق مع شركة «النساجون الشرقيون» لاستمرار توفير منتجاتها للمواطنين، من خلال 248 فرعا بنسبة تخفيض تصل إلى 70%.
وتابعت وزارة الداخلية أنه سيتم توفير كافة السلع الغذائية وغير الغذائية بأسعار مخفضة، من خلال 1100 منفذ ثابت ومتحرك بالميادين والشوارع الرئيسية، وقوافل السيارات الخاصة بمنظومة «أمان» التابعة للوزارة، والموضحة على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية (moi.gov.eg).
يأتي ذلك في إطار استمرار جهود وزارة الداخلية لرفع الأعباء عن كاهل المواطنين، وانطلاقا من المسئولية المجتمعية للوزارة، الهادفة إلى المساهمة في تقديم كافة أوجه الرعاية الإنسانية والاجتماعية للمواطنين.
اقرأ أيضاًلعنة الميراث تلاحق الأحفاد.. ماذا قالت الدكتورة نوال الدجوي في دعوى الحجر؟
فرص عمل وهمية بالخارج.. سقوط المتهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بالشرقية