لبنان ٢٤:
2025-10-14@01:34:39 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

عاش الجنوب، في ساعةٍ متقدمة من مساء أمس، أجواءَ الحرب التي كانت سائدة قبل وقفِ إطلاق النار.

قرابة الثلاثون غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، في رسالةٍ بالنار واضحة، مفادها أنه بالنسبة إلى إسرائيل، جنوب الليطاني وشمال الليطاني سواء، ولا تمييز سوى في أذهان البعض، وليس لدى إسرائيل التي تعتبر ان ورقةَ أتفاقِ وقف النار لا تحددُ جنوب الليطاني فقط ، ومَن يتمسك بهذه القراءة، "هي مشكلته".



واليوم أغارت إسرائيل على موقع في خربة سلم ما أدى إلى سقوط مواطنٍ قالت إنه من حزب الله. 

في السياق ذاته، ترقبٌ لِما سيقوله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء غد. 

في سوريا، في اليوم الثالث على أحداث الساحل السوري، لم تعد كلمةُ معارك تنطبق على ما يجري، فالطرفُ الثاني في المواجهات: المجموعات التابعة لنظام الأسد، انكفأ بعدما سيطرت قواتُ النظام، لكن عمليةَ السيطرة لم تحدث من دون انتهاكاتٍ وإعداماتٍ طاولت المئات.

وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام  قالتا اليوم إنهما تحاولان استعادةَ الهدوء والنظام ومنعَ أي انتهاكاتٍ ضد المدنيين في المنطقة الساحلية. وأقر مسؤولون سوريون بوقوع "انتهاكات" خلال العملية، وألقوا باللوم فيها على حشود غير منظمة من المدنيين والمقاتلين الذين سعوا إما إلى دعم قوات الأمن الرسمية أو ارتكابِ جرائم وسط فوضى القتال.

وقال مصدر في وزارة الدفاع لوسائل إعلام رسمية إنه جرى إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل وذلك لضبطِ المخالفات ومنعِ التجاوزات وعودةِ الاستقرار تدريجيا إلى المنطقة. فيما الصليب الأحمر في سوريا طالب بوصولٍ آمن للمسعفين إلى مناطق المواجهات.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

ارتفاع ملحوظ سجله مقياس العدوانية الاسرائيلية ازاء لبنان خلال هذين اليومين. فبعد اقتحام مئات المستوطنين برعاية جيشهم لقبر الشيخ العبّاد الواقع داخل الأراضي اللبنانية حيث أمضوا نهارهم هناك بالأمس جاءت الغارات العنيفة التي نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي ليلاً على عدد من المناطق في الجنوب.

أما اليوم فسجلت الاعتداءات غارة من مسيّرة على سيارة بين خربة سلم والصوانة ما أدى الى سقوط شهيد وجريح. أضف الى كل هذه الانتهاكات توسيع قوات العدو المنطقة الحدودية المحتلة وتجاوُزَها النقاط الخمس عبر إنشاء مناطق عازلة تمتد مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية وقد رصدت الـ NBN هذه القوات وهي تعمل على تغيير المعالم وقضم مساحاتٍ حرجية وطرقات وتلال كما تمنع السكان من العودة الى بلداتهم والوصول الى منازلهم وأرزاقهم وتَحُولُ دون التنقل الآمن للمواطنين على بعض الطرقات .... هذا التمادي هو بمثابة أوسعِ استباحةٍ للسيادة اللبنانية واكبرِ انتهاكٍ لاتفاق وقف اطلاق النار وهو برسم رُعاة هذا الاتفاق ولجنة المراقبة الخماسية والمجتمع الدولي الذين بات المطلوب منهم أفعالاً لا أقوالاً.

في سوريا كانت الأفعال دمويةً خلال اليومين الأخيرين .... صحيح ان الهدوء الحذر عاد اليوم الى مدن الساحل لكن الصحيح أن المواجهات تخللتها مجازر ذات صبغة طائفية يَنْدَى لها الجبين وطالت سكان قرى عدة في أرياف اللاذقية وطرطوس وغيرهما وشارك في ارتكابها مسلحون متشددون من دول بعيدة. وقد اعترفت السلطات السورية بهذه المجازر بطريقة غير مباشرة قائلة إنها ناجمة عن أخطاء فردية .... وعلى الموجة نفسها قال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إن على قوى الأمن عدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل.

في قطاع غزة المبالغة الاسرائيلية في التهديدات على حالها. وبحسب وسائل الاعلام العبرية فإن المستوى السياسي طلب من الجيش الاستعداد للانتقال الى القتال في غضون أيام أو أسابيع لكن هذا التوجه يواجه عقباتٍ ومصاعبَ على ما اكد محللون وخبراء صهاينة.
مصاعب من نوع آخر تواجه المفاوضات غير المباشرة بين العدو الاسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية بوساطة اميركية وقطرية ومصرية.
لكن القاهرة - التي تستقبل حالياً وفداً من حركة حماس - اكدت ان اتصالات مكثفة تجري من اجل توفير الضمانات اللازمة للانتقال الى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار.

مقدمة تلفزيون "المنار"

عدوان صهيوني متواصل وغارات وارتقاء شهداء، ولا من يرتقي بالموقف الوطني إلى حد لجم هذا العدو بأي طريقة اراد. خلف الدولة أعلنت المقاومة وأهلها الوقوف، على ان الموقف الصهيوني المتمادي والخطير لم يغير شيئاً من أداء الدولة اللبنانية.

غارات ليلية هي الأعنف منذ وقف اطلاق النار على قرى جنوبية، وغارة صباحية استهدفت سيارة قرب خربة سلم أدت لارتقاء شهيد، وما زلنا نعوّل على لجنة خماسية وشكوى أممية، بل يعمل البعض للتبرير للإسرائيلي فعله وعدوانه. حتى هؤلاء لم تُحرّكهم زيارات المستوطنين الدينية الى مقامات مزعومة داخل الأراضي اللبنانية.. فاين السيادة والسياديون؟

انها ذروة فشل اللجنة الخماسية والحلول الدبلوماسية الكاذبة بحسب رئيس الجمهورية الأسبق العماد اميل لحود، في حين أن المنطق السيادي كما شرعة الأمم المتحدة يمنحان اللبنانيين حق الدفاع عن النفس – كما قال ..

بعنوان الدفاع عن النفس يتحرك اهل الساحل السوري الواقعون تحت حرب تصفية عرقية ومذهبية كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان – المعارض لحكومات النظام السابق على الدوام. فمن أدخل سوريا وشعبها بهذه الدوامة؟ وأين شعارات الحكم الجديد عن وحدة البلاد واحترام التعددية وحقوق الأقليات؟ وأين رعاته الاقليميون والدوليون؟ وأين كل المنظمات الدولية من هذه المذبحة الحقيقية؟

في الحقيقة الغزاوية ان المقاومة وأهلها عند تعهداتهم تجاه اتفاقية وقف اطلاق النار الذي يخرقه المحتل وسيده الأميركي ويعملان على تهديمه، فيما يد الفلسطينيين بالمقابل على الزناد، وهم مستعدون المواجهة كل الاحتمالات.

اما الشعب اليمني الحامل هم إخوته الفلسطينيين وقضيتهم، فقد امهل عبر قائده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي العدو الصهيوني وسيده الأميركي أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة والسماح بإدخال المساعدات، وإلا عاودت القوات اليمنية فرض الحصار البحري على الاحتلال.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الواقعُ اللبناني مقسومٌ راهناً بين مشهدَين:
المشهد الاول: احتلالٌ اسرائيلي مستدام، خروقاتٌ يوميةٌ للسيادة، خطرٌ داهمٌ بفعل الاحداث السورية، ركودٌ اقتصاديٌّ مستمر، وانهيارٌ ماليٌّ مكرَّس.
والمشهد الثاني: تحرّكٌ خجولٌ في ملف الجنوب، شبهُ تجاهلٍ للوضع في سوريا، واقرارٌ بمرسوم لموازنة نجيب ميقاتي اللاإصلاحية، المرهِقةِ للناس بالرسوم.

أما بين المشهدَين، فإحباطٌ شعبيٌّ يتنامى، وخيبةُ أملٍ تكبُرُ يوماً بعد يوم، في مقابل الوعودِ الفضفاضة، التي توحي المؤشراتُ الأولية بأنها لن تكون قابلةً للتحقيق. فتشكيلُ الحكومة لم يكن إنجازاً، خصوصاً بالشكل الذي رست عليه.

وبتُّ التعيينات لملء الشواغر لن يكون إنجازاً، بل شأنٌ روتينيٌّ يحدث في مستهل كلِّ عهدٍ رئاسي، ويدخل في صلبِ صلاحيات كلِّ حكومةٍ وواجباتِها. فالمطلوبُ من الحكم الحالي اكبرُ من كل ذلك بكثير، وحجمُه من حجم كل الشعارات التي رُفِعت منذ تشرين الاول 2019. أما اذا كان كلُّ الهدفِ اليوم هو العودة الى ما قبل 17 تشرين الذي اطاح بالدولة، فلماذا دمّرنا ما كان قائماً، وحطّمنا ما كان يمكن البناءُ عليه، طالما تحقيقُ الاهداف الكبرى حالياً ليس متاحاً، تماماً كما أسرَّ مسؤولٌ كبير إلى أحد النواب الذين سألوه عن سبب عدمِ فتحِ باب الموازنة على مصراعَيه لإقرارها إصلاحيةً تستقطب ثقة اللبنانيين والعالم، المتوثّب لدعم  لبنان، في مرحلة ما بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

من الجنوب الى ايران: الهدوء الحذر سيد الموقف. فاسرائيل تواصل تهديداتها كلاميا، واعتداءاتِها عمليا... بنيامين نتنانياهو يقرع طبول الحرب من جديد ، معلنا انه يستعد للحرب المقبلة وانه سيحارب بقوة على سبع جبهات. بالتوازي واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها جنوبا، فاستهدفت مواطنين في بلدة خربة سلم ، زعمت اسرائيل ان احدَهما عنصرٌ في حزب الله ، يعمل على اعمار بنية تحتية لمصلحة انشطة الحزب في الجنوب.

في هذا الوقت رد الامام الخامنئي على الرسالة التي ذكر الرئيس الاميركي انه بعث بها الى ايران ، فاكد ان طهران ليست في وارد القبول بالمطالب الاميركية ، وانها لن تتفاوض تحت ضغط اي دولة تمارس البلطجة.  فهل تفعلها ايران وتواصل سياسة َ الرفض حتى النهاية ، ام انها تمارس كالعادة سياسة حافة الهاوية ، و سترضخ في اللحظة الاخيرة للمطالب الاميركية ، فـتـُنـقـذ رأسَها الموضوع على المقصلة ، بعدما خسرت معظم اذرعتها في المنطقة؟

مقدمة تلفزيون "الجديد"

في فصلِه الاول اهتزَّ عرشُ النظامِ في سوريا واستعادت هيئةُ تحريرِ الشام بعضَ ماضيها لكنَّ الرئيس احمد الشرع الذي خاصَمَ الماضي لم يعمِّمْ هذه الخصومةَ على كاملِ فصائلِه.. فوقَعَت عملياتُ القتلِ والتنكيلِ والتصفيات في اسوأِ صُوَرِها منذ الاطاحةِ بنظام الاسد عائلاتٌ بأكملها تمّت تصفيتُها, شبابٌ هَرَب الى الأوديةِ والبساتين.. واستغاثاتٌ عبر وسائلِ التواصلِ الاجتماعي للواقِعين تحت الخطرِ من الطائفةِ العلوية في الساحل السوري ومنذُ بَدءِ حلَقةِ النار فإنَّ الادارةَ السورية تَتهم فلولَ نظامِ الاسد بافتعالِ الصراع وتتوعَّدُ بالسيطرة والمحاسبة، فيما تُظهِرُ مشاهدُ العنفِ أنَّ ما يجري في المدن الساحلية تنفذُه مجموعاتٌ مسلحة تحملُ السَّحنةَ نفسَها لميليشات التطرفِ وقطعِ الرؤوس وفي سياق ردِّها تحدثتِ الادارةُ السورية عن مجموعاتٍ غيرِ منضبطة، لكنها قالت إنَّ قواتِها حَققت تقدماً ميدانياً أعادت فيه السيطرةَ على مناطقَ شهِدت اعتداءاتٍ غادرة على الأمنِ العام، وأضافت أنها نَفذت عملياتِ تطويقٍ مُحْكَمة ضَيَّقَت فيها الخِناقَ على ما تبَقَّى من عناصرِ "الفلول" وأكدت وَزارةُ الدفاع السورية أنَّ الأوضاعَ في منطقةِ الساحل أصبحت تحت السيطرةِ الكاملة، مشيرةً إلى أنّ قواتِها تواصلُ التعاملَ مع ما تبَقَّى من بؤرٍ للمجرمين وتقومُ بتسليمِ المتورطينَ إلى الجهاتِ المختصة وأصدرت أمراً مَنعت فيه الاقترابَ من أيِّ منزلٍ أو التعرضَ لأيِّ شخصٍ داخلَ منزلِه إلا وَفقَ توجيهاتِ ضباطِ الجيش لكلٍّ روايتُه عن سَيَلانِ الدَّمِ المستجِد, لكنَّ سوريا أُثْخِنت من الرواياتِ الدموية التي تأتيها في كلِّ مرةٍ معَ رُعاتِها الإقليميين والدوليين فالبلدُ الذي يكادُ ينعمُ بمرحلةِ ما بعدَ نظامِ الاسد وَجَد سكانُ ساحلِه أنهم وُضِعوا على حدِّ السيف وفي قلب حربٍ اعتَقَدوا بأنها أصبحت وراءَهم وحدَها اسرائيل تراقِبُ المشهدَ بغِبطةٍ وحُبور وقد تتطوعُ للحماية كحالِ حمايتِها دروزَ الجَولان واحتلالِها مناطقَ واسعةً من الجنوب السوري وحِيالَ هذا الخطرِ دعا شيخُ عقلِ طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حِكمَت الهَجَري إلى وقفِ العملياتِ العسكرية في الساحل السوري، معربًا عن رفضِه القتلَ الممنهج وناشد الجميعَ الاحتكامَ إلى القانونِ والأصولِ والأعرافِ الدولية، التي تَمنعُ قتلَ الأبرياءِ والمدنيين، والمذنِبُ يحاسَبُ تحتَ مِظلةِ القانونِ والقضاءِ والعدل، بعيداً عن لغةِ العنفِ والانتقام. على السواحلِ السياسيةِ اللبنانية.. الوطنُ غارِقٌ في سيول التعييناتِ من دون حسمِها مداولاتٌ خلفَ الجدرانِ في الأسماءِ المقتَرَحة، صمتٌ رسمي عن كلِّ ما عداها من قضايا مُلِحة واهمُّها الخروقاتُ الاسرائيلية التي باتت يوميةً ل‍لبنان ولا شيءَ سيتحركُ لبنانياً قبل استطلاعِ الأجواءِ الأميركية الأُسبوعَ المقبل، فيما لفَتَ أنَّ الرئيس دونالد ترامب اختار اميركياً من أصلٍ لبناني سفيراً جديداً في بيروت، ميشال عيسى رجلُ أعمالٍ وخبيرٌ ماليّ، اللاعبُ المتمرِّسُ في رياضة الغولف سيلعبُ مع اللبنانيين "رياضة ترامب" بما لها من قواعدَ ومعاييرَ جديدةٍ في الشرق الاوسط غيرَ أنَّ التعييناتِ ستكون قد سَلكت طريقَها الى الإدارا ت قبل تسلُّمِ عيسى مَهامَّه , ومن المتوقع ان تَشهدَ مناقشاتُ التعييناتِ بقطاعاتِها كافةً على سخونةٍ سياسية تَشتدُّ وتيرتُها عند تقاطُعِ المُتحف - الأمن العام. ومن خارج أصولِ التعيين وأَعرافِه والخاضِعِ بعضُها لهيئاتِ الرقابةِ والتفتيشِ ومجلسِ الخِدمة المدنية، فإنَّ رئيسَ مجلس النواب نبيه بري دَخَل الى التعيينات شريكاً مضارِباً مقترِحاً أسماءً من خزائنِ الفساد كما دَرَجتِ العادة ومنذُ رفضِه اسم لميا مبيض فإنَّ الشخصياتِ التي يطرحُها رئيسُ المجلس  غالباً ما "تسوّد الوجوه" وهو اليومَ يكررُ اقتراحاتِه في لقاء العشرينَ دقيقةً مع رئيسِ الجمهورية جوزاف عون. فهل سيكونُ بري ثالثاً بين رئيسين مقرِّرَينِ في التعيينات ؟ وما هو دورُ رئيسِ المجلس في مِلفٍّ تختصُّ به رئاستا الجمهوريةِ والحكومة والهيئاتُ الرقابية ؟فعلى مَرِّ العهود منذ اربعين عاماً يَختصُّ الرئيس بري باختيارِ الرجلِ غيرِ المناسب في المكانِ الذي يناسبُه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف اطلاق النار مقدمة تلفزیون الساحل السوری فی سوریا خربة سلم التی ت

إقرأ أيضاً:

سكة القدس-يافا.. مشروع ربط بين الساحل الفلسطيني والمدينة المقدسة

خط سكة حديدية افتتح في القرن الـ19 ليربط بين مدينتي القدس ويافا الفلسطينيتين، بطول يبلغ نحو 87 كيلومترا. 

جاء المشروع الفريد في محيطه آنذاك تزامنا مع تصاعد المطامع الاستعمارية الأوروبية في أراضي الدولة العثمانية، التي كانت تعاني من ضعف اقتصادي وسياسي متزايد.

منحت الدولة العثمانية عام 1888 اليهودي يوسف نافون امتياز بناء المشروع، وباعه بدوره إلى مستثمر فرنسي تكفل بإنشاء السكة وإدارتها.

أوقفت السلطات الإسرائيلية لاحقا تشغيل خط القدس-يافا مع استحداث بدائل أخرى، وحولت مسار السكة التاريخية إلى متنزهات ومرافق ترفيهية.

رؤية المشروع

تصاعدت مطامع الدول الاستعمارية في فلسطين بالتزامن مع تراجع قوة الدولة العثمانية في منتصف القرن الـ19، ويعود ذلك إلى أهمية موقعها الإستراتيجي بالنسبة للقوى الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا، على الجانبين الاقتصادي والديني.

وقد شكلت الطريق الواصلة بين القدس وميناء يافا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عنصرا محوريا في الطموحات الاستعمارية تجاه الأراضي الفلسطينية، بسبب أهميتها في رحلات الحجاج المسيحيين إلى بيت المقدس، إلى جانب دورها في دعم طرق التجارة الممتدة نحو الخليج العربي والهند، أبرز المستعمرات الأوروبية آنذاك.

تكررت محاولات تنفيذ مشروع خط سكة حديدية على الأراضي الفلسطينية، إذ سعى المستثمرون مرارا للاستفادة من نظام الامتيازات الذي كانت تمنحه الدولة العثمانية للشركات والأفراد بهدف تشييد مشاريع نوعية داخل أراضيها.

أرسلت بريطانيا عام 1856 بعثة إلى الدولة العثمانية لمناقشة إمكانية إنشاء خط يربط الساحل الشرقي للبحر المتوسط بالخليج العربي، ورغم عدم الموافقة على المشروع حينها، فإنه أسهم في تأسيس وعي استثماري وإستراتيجي بأهمية السكة الحديدية في المنطقة.

قاطرات سكة القدس-يافا صنعت في الولايات المتحدة الأميركية (غيتي)من الفكرة إلى التنفيذ

لفتت البعثة البريطانية انتباه اليهودي الإنجليزي موشيه منتفيوري، الذي عرف بنشاطه في تمكين الاستيطان اليهودي في فلسطين. فبادر إلى طرح فكرة إنشاء خط سكة حديدي يربط بين يافا والقدس تحديدا، وقدمها إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك اللورد هنري جون تمبل، الذي شجع الفكرة.

إعلان

استعان منتفيوري بمهندس ذي خبرة في إنجاز السكة الحديدية الممتدة من القاهرة إلى الإسكندرية، فأشاد بالمشروع بعد إجرائه دراسة موسعة، رغم تخوفات أبداها بسبب وعورة تضاريس فلسطين التي قد تعقد التنفيذ.

ورغم تداول المشروع جديا داخل دوائر الحكومة العثمانية، فإنه لم يحظ بالموافقة النهائية، وذلك لأسباب عدة، أبرزها: تخوف الدولة من توسع النفوذ الأجنبي على أراضيها، وخاصة النفوذ اليهودي، إلى جانب تكلفة المشروع الباهظة، التي تطلبت التزامات مالية وتنفيذية واضحة لم تتوفر في ذلك الوقت.

لم يوقف رفض منتفيوري محاولات المستثمرين الحصول على امتياز إنشاء خط سكة حديدي في فلسطين، إذ برزت لاحقا مبادرات أميركية وأخرى ألمانية وفرنسية، غير أن مسألة التمويل ظلت دائما العائق الأساسي الذي حال دون نيل الموافقة العثمانية.

شكل عام 1888 نقطة تحول حاسمة في مسار المشروع، حين نجح رجل الأعمال اليهودي يوسف نافون في الحصول على الامتياز بعد جهود استمرت أكثر من 3 سنوات، روج في غضونها للمشروع لدى السلطات العثمانية.

وقد نص الامتياز على إنشاء خط سكة حديدي يربط بين يافا والقدس، مع منح الحق بالتفرع نحو مدينتي نابلس وغزة.

فشل نافون بتمويل المشروع، فباع الامتياز إلى رجل الأعمال الفرنسي برنارد كولاه، بعد أن أظهرت الدراسات الفرنسية أن المشروع مربح اقتصاديا، ومنحت الحكومة الفرنسية نافون وسام الشرف تقديرا لجهوده في تعزيز نفوذها في المنطقة.

مثّل هذا المشروع الرأسمالي تعاونا نادرا بين مصالح اليهود والأوروبيين المسيحيين، في ظل تصاعد المطامع الاستعمارية الأوروبية في فلسطين، إلى جانب تكثيف الهجرة اليهودية إليها في أواخر القرن الـ19.

تدشين السكة

افتتح خط القدس-يافا على مراحل عدة، بدأت في مارس/آذار 1890 عندما دشن محافظ بيت المقدس آنذاك إبراهيم حقي باشا أول محطة للسكة في قرية يازور الفلسطينية، ثم وصل أول قطار إلى محطة القدس في أغسطس/آب 1891، وأقيمت بعد ذلك مراسم رسمية لافتتاح الخط بحلته شبه الكاملة في سبتمبر/أيلول 1892، وسط احتفال مهيب حضره قناصل أجانب ومسؤولون عثمانيون.

المواصفات الفنية

اعتمدت الشركة الفرنسية للأشغال العامة في تنفيذها للمشروع على المواصفات الفرنسية للخطوط الحديدية، إذ بلغ طول الخط نحو 87 كيلومترا، وتكوّن من 176 جسرا، جهز بعضها مصمّمو برج إيفل الفرنسي.

أما القاطرات فصنعت في الولايات المتحدة الأميركية، واتُّبع في تسميتها الأسلوب الأوروبي التقليدي، إذ حملت الأولى اسم يافا والثانية القدس والثالثة اللد، وهكذا على التوالي.

امتاز قياس سكة الحديد في فلسطين بالضيق مقارنة بالمعايير المتبعة في معظم دول العالم، إذ أنشئت بعرض متر واحد فقط بهدف توفير التكاليف. كما شُكلت بمنحنيات ضيقة في بعض المناطق لتتلاءم مع طبيعة التضاريس الفلسطينية المليئة بالمنحدرات والتعرجات.

واعتمد تشغيل القاطرات في البداية على الفحم الحجري المستورد من بريطانيا، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى دفع الدولة العثمانية للاكتفاء بأخشاب الأشجار بدلا عن الفحم المستورد من بريطانيا التي كانت تعاديها آنذاك.

إعلان

لم تقتصر وظيفة السكة الحديدية على نقل الركاب بين يافا والقدس فحسب، بل شملت أيضا نقل البضائع ومواد البناء والمياه، مما أسهم إيجابا في تنشيط الحركة الاقتصادية وتعزيز التطور الحضري في المناطق التي وصل القطار إليها.

ومن جهة أخرى، رافقت إنشاء السكة آثار سلبية عدة على الفلسطينيين، كان أبرزها مصادرة أراضيهم ومساكنهم لإقامة الخط عليها، وحرمان أصحاب الجِمال من مصدر رزقهم في نقل المسافرين بين المدن، إلى جانب معاناة العاملين في شق السكة من ظروف العمل القاسية وتدني الأجور، رغم فقد العديد منهم حياته أثناء تنفيذ الأعمال في المناطق الوعرة.

جزء من مسار سكة الحديد القدس-يافا في قرية بتير (الجزيرة)مسار سكة القدس-يافا

يبدأ القطار مساره بين القدس ويافا برحلة يومية واحدة في كل اتجاه، متوقفا في 8 محطات لصعود الركاب ونزولهم، وهي: يافا واللد والرملة وسجد ودير آبان وبتير والولجة والقدس، إلا أن محطة الولجة بقيت غير مكتملة الإنشاء.

كانت الرحلة تستغرق نحو 3 ساعات من نقطة الانطلاق إلى النهاية، وقد تطول أحيانا في بعض أيام الشتاء، بسبب الأضرار التي كانت تلحق بالسكة جراء الفيضانات وانهيارات الأتربة والحجارة.

وبلغت تكلفة تذكرة الدرجة الأولى 4 دولارات، والثانية 33 سنتا، وكانت تختلف عن الأولى بخلو قاطراتها من المقاعد. ثم في عام 1896 أضيفت درجة ثالثة بأسعار مناسبة لاستقطاب السكان المحليين.

كما تفرع عن خط القدس-يافا خطان آخران، أحدهما يربط حيفا بمدينة نابلس، والآخر يمتد من محطة اللد إلى بئر السبع قرب الحدود المصرية.

ما بعد الحرب العالمية الأولى

دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب حلفائها ضد فرنسا وبريطانيا، مما دفعها إلى مصادرة خط السكة الحديدي -الذي كانت ترأسه شركة فرنسية- واعتقال مديرها، كما استخدمت القاطرات لأغراض عسكرية، مثل نقل الجنود والأسلحة.

وبعد هزيمة العثمانيين في نهاية الحرب وسيطرة الانتداب البريطاني على الأراضي الفلسطينية، اشترى الإنجليز عام 1922 الخط من الشركة الفرنسية، وأنشأوا "شركة خطوط السكك الحديدية الفلسطينية".

وظف الانتداب السكة لتحقيق أهدافه الرامية إلى تكثيف الاستيطان اليهودي في فلسطين، إذ نقل على متنها عددا كبيرا من العائلات اليهودية المهاجرة نحو القدس من مختلف دول العالم، ومن أوروبا بشكل خاص.

جانب من المتنزه الذي أقيم مكان سكة القدس يافا غربي القدس (الجزيرة)

ومع اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد سياسات الانتداب البريطاني الداعمة لاستيلاء المنظمات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، استهدف المقاومون الفلسطينيون خطوط السكة بسلسلة من العمليات التفجيرية، نظرا لاستخدامها في نقل الذخائر العسكرية والجنود البريطانيين، مما دفع سلطات الانتداب إلى تشييد حصون قرب بعض المحطات، وتعزيز الدوريات العسكرية.

وفي يوم 11 يناير/كانون الثاني 1945 فجرت منظمة الإرغون الصهيونية المسلحة مجموعة من محطات السكة الحديدية، وألحقت أضرارا بالغة بها، في عملية عرفت لاحقا باسم "ليلة الجسور".

أعاد الاحتلال الإسرائيلي صيانة سكة القدس- يافا بعد نكبة 1948، لكنه أخضعها لمجموعة من التغييرات، كان أبرزها طمس النقش العثماني "قدس شريف" الكائن على جدار مبنى محطة القدس، والإبقاء على لافتة "أورشليم" التي نصبت في فترة الانتداب البريطاني.

تضاءل نشاط السكة الحديدية تدريجيا بعد افتتاح الطريق الرئيس الذي يربط القدس والساحل الفلسطيني، إلى أن أُلغي عملها يوم 14 أغسطس/آب 1998.

ثم أعادت الحكومة الإسرائيلية تشغيل جزء منها عام 2005، لكن استحداث الخط الكهربائي السريع بين القدس وتل أبيب إلى جانب تطوير شبكة قطارات حديثة، أدى إلى إيقاف العمل بسكة الحديد التاريخية نهائيا.

إعلان

حولت الحكومة في أعقاب ذلك مواقع المحطات التاريخية إلى مقاهٍ ومطاعم ومناطق ترفيهية، كما خصصت بعضها للمشي والركض وركوب الدراجات الهوائية.

مقالات مشابهة

  • مقدمة من مركز الملك سلمان.. إغاثة سعودية جديدة تعبر رفح إلى غزة
  • مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟
  • مقدمات نشرات الأخبار ليوم الإثنين
  • كيف تختار الحذاء المثالي لتجنب آلام القدم والمفاصل؟
  • «هاملت».. أحمد داش يبدأ تصوير مشاهده بفيلمه الجديد
  • سكة القدس-يافا.. مشروع ربط بين الساحل الفلسطيني والمدينة المقدسة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • المرصد السوري: فصل نحو 600 موظف غالبيتهم من الطائفة العلوية في الساحل
  • تقرير أممي: 4 ملايين نازح بسبب الحروب في الساحل الأفريقي