عالم أزهري: الجن والشياطين مخلوقات موجودة بلا سلطان على الإنسان
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، ان الجن والشياطين، جزء من العالم الغيبي الذي لا يعلم حقيقته إلا الله، وقد دل القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وإجماع العلماء، على وجودهم، لكنهم ليسوا كما يعتقد البعض كائنات مرعبة أو تمتلك سلطة على الإنسان.
وأشار خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن العداوة بين الشيطان والإنسان بدأت منذ خلق آدم، عندما رفض إبليس السجود له حسدًا وكبرًا، وقال: “أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين”.
ونوه بأن إبليس تعهد بإضلال بني آدم وقال لله سبحانه وتعالى: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين"، لكن الله سبحانه وتعالى بيّن لنا في القرآن أن الشيطان لا يستطيع السيطرة على عباد الله المخلصين، حيث قال تعالى: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان".
وأوضح أن الشيطان ليس له قدرة على تخويف الإنسان أو إيذائه جسديًا، بل كل تأثيره يكون من خلال الوسوسة وتزيين المعاصي، كما قال الله تعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم".
وفيما يخص الجن قال إن الآراء، اختلفت فى أصلهم، حيث ذكر الإمام الحسن البصري أن الجن نسلهم يعود إلى إبليس، بينما رأى عبد الله بن عباس أن أصل الجن يُعرف باسم "الجان"، وإبليس فقط هو أبو الشياطين.
وبين أن الفرق الجن والشيطان هو أن الجن منهم المؤمن والكافر، أما الشياطين فهم كفار جميعًا.
وذكر أن الجن مخلوق ضعيف ايضا ، وليس له سلطان على الإنسان، مستشهدًا بقوله تعالى: "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا"، مشيرًا إلى أن التحصن بذكر الله والإيمان يحمي الإنسان تمامًا من أي وسوسة أو ضرر.
طرد الشيطانجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن من أراد طرد الشياطين والجن من بيته فعليه بقراءة والاستماع إلى سورة البقرة، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» (رواه مسلم).
وفي حديث آخر عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (رواه مسلم في صحيحه، صلاة المسافرين/ 1337). والمقصود بـ"البطلة" هنا هم السحرة.
دعاء يخلصك من الشيطانجاء في الأذكار المأثورة هذا الدعاء القوي لطرد الشيطان:
«اللهم إنك سلطت علينا عدوًا عليمًا بعيوبنا، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، اللهم أيِّسه منا كما أيستَه من رحمتك، وقنِّطه منا كما قنَّطته من عفوك، وباعِد بيننا وبينه كما باعدتَ بينه وبين رحمتك وجنتك، بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم».
وكذلك هذا الدعاء:
«اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم احفظني من مكايد الشيطان»، مع الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بالله من وساوس الشيطان، حتى أثناء الصلاة.
«بسم الله ذي الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء الله كان، أعوذ بالله من الشيطان»، فمن دعا بهذا الدعاء حفظه الله من شر الشيطان طوال يومه وليلته.
كما أن قراءة آية الكرسي عند النوم تحمي الإنسان من اقتراب الشيطان منه، وهي:
«اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
ومن الأدعية المهمة كذلك:
«أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفثه ونفخه»، فهذا الدعاء يحفظ الإنسان من وساوس الشيطان وشروره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيطان الشياطين إبليس الجن طرد الشيطان المزيد من الشیطان
إقرأ أيضاً:
عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
كشف الشيخ أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن مفهوم الوسطية في الإسلام، موضحًا أن الوسطية تعني أن يكون المسلم متوازنًا لا يميل إلى الغلو أو التشدّد، وفي الوقت نفسه لا ينحرف نحو الانفلات أو عدم الالتزام، مشيرًا إلى أن الأمة الإسلامية ميزتها أنها أمة وسط بين طرفين، تمارس دينها دون عداء مع الحياة ومع الآخرين، وتستفيد من نعم الله ونتائج جهود البشر بما لا يخالف الشريعة.
وأضاف أحمد المشد خلال لقائه مع محمد جوهر وأحمد دياب ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن الوسطية تشمل فهم الدين بشكل صحيح بحيث يكون الإنسان متدينًا وملتزمًا، لكنه في الوقت نفسه متفاعل مع مجتمعه ومستفيد من الكون الذي خلقه الله، مشددًا على أن الالتزام الديني لا يعني التعالي أو منع الاستفادة من الأشياء الطيبة في الحياة، بل يجب التمييز بين ما أحله الله وما حرمه، مع توخي الحذر من الفهم الخاطئ الذي قد يستغل رغبة الإنسان في التقرب إلى الله لتقديم صورة مشوهة عن الدين.
التمييز بين الطيب والخبيثوأوضح المشد أن فهم الوسطية يعني أن يكون الإنسان واعيًا لهدفه في الحياة ووظيفته في هذا الكون، وأن يتعامل مع الدنيا بصدر مفتوح مستفيدًا من كل ما هو طيب، ومتجنبًا ما حرم الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"، مؤكدًا أن التمييز بين الطيب والخبيث هو أساس الفهم الصحيح للدين، وأن على المسلم أن يحذر من أي تفسير خاطئ يستغل رغبته في الاقتراب من الله لتحقيق مآرب شخصية أو لتقديم صورة مغلوطة عن التعاليم الدينية.