قوات خاصة أوغندية تنتشر في جوبا وسط تصاعد التوترات بجنوب السودان
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في جنوب السودان، أعلنت أوغندا عن نشر قوات خاصة بالعاصمة جوبا لتعزيز الأمن والاستقرار، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أهلية جديدة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار.
يأتي هذا التحرك في وقت حرج، حيث تواجه البلاد سلسلة من الاشتباكات الدامية والاعتقالات السياسية التي تهدد اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018.
وشهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في أعمال العنف في مناطق متفرقة من جنوب السودان.
ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، أسفرت عن مقتل ضابط وعدد من الجنود.
ووصفت هذه الاشتباكات بأنها الأعنف منذ شهور، مما زاد من المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام.
إضافة إلى ذلك، تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة أثناء تنفيذها مهمة إجلاء إنسانية لإطلاق نار كثيف، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم، معتبرة أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعكس انعدام الأمن المتزايد في البلاد.
إعلان التدخل الأوغنديوفقًا لصحيفة الإندبندنت، فإن التدخل العسكري الأوغندي يعكس قلق كمبالا من تداعيات الأزمة المتفاقمة في جنوب السودان، خاصة أن أي تصعيد قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوغندا، مما يزيد الضغط على الموارد الوطنية ويهدد الاستقرار الداخلي.
في سلسلة منشورات على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أكد نجل الرئيس موسيفيني ورئيس أركان الجيش الأوغندي، موهوزي كاينيروغابا، أن بلاده لن تتسامح مع أي محاولة لإضعاف سلطة الرئيس سلفاكير.
وأضاف "نحن في الجيش الأوغندي لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، وهو فخامة الرئيس سلفاكير… وأي تحرك ضده يُعد إعلان حرب على أوغندا".
يعكس هذا التصريح القوي التزام أوغندا بدعم حكومة سلفاكير، خاصة في ظل العلاقة الوثيقة التي تجمعه بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي يُعد أحد أبرز الداعمين الإقليميين له.
مخاطر انهيار اتفاق السلامعلى الرغم من أن اتفاق السلام الموقع عام 2018 أنهى حربًا أهلية دامية استمرت 5 سنوات وأودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، فإن التوترات السياسية والعسكرية المستمرة تهدد بانهيار هذا الاتفاق وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.
ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فإن عمليات الاعتقال السياسي التي نفذتها حكومة الرئيس سلفاكير ضد وزيرين وعدد من القادة العسكريين الموالين لمشار، إلى جانب المواجهات المسلحة الأخيرة، تعد ضربة قوية لجهود المصالحة، وقد تدفع البلاد نحو صراع جديد يهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
الدعوة لضبط النفسفي ظل هذه التطورات، دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس وحثت جميع الأطراف على العودة إلى طاولة الحوار، محذرة من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى انهيار التقدم السياسي الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة.
كما أكدت مصادر لبي بي سي أن هناك ضغوطًا إقليمية ودولية متزايدة على قادة جنوب السودان للالتزام باتفاق السلام وتجنب التصعيد العسكري، خاصة أن عودة الحرب ستؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المنطقة.
إعلانومع استمرار تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، يبقى مستقبل جنوب السودان غامضًا، إذ تظل البلاد متأرجحة بين إمكانية تعزيز السلام عبر جهود دبلوماسية مكثفة، وبين خطر الانزلاق نحو صراع مسلح قد تكون عواقبه مدمرة على البلاد والمنطقة بأسرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان فی جنوب السودان الرئیس سلفاکیر اتفاق السلام
إقرأ أيضاً:
السودان.. مقتل عشرات الجنود والمهندسين في حقل «هجليج» النفطي
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، عن مقتل العشرات من الجنود من دولة جنوب السودان، إلى جانب مهندسين وعاملين في حقل هجليج النفطي، إثر استهدافهم بطائرة مسيرة من قبل الجيش السوداني.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان رسمي إن الهجوم وقع بعد يوم واحد من سيطرتها على الحقل الاستراتيجي، ووصفت القصف بأنه هجوم إرهابي بطائرة مسيرة من طراز آكانجي التركية الصنع يهدف إلى تدمير المنشأة النفطية الحيوية.
وأضاف البيان أن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المهندسين والعاملين، وعدد من قيادات الإدارة الأهلية، إضافة إلى عشرات الجنود من قوة الحماية والتأمين التابعة لجيش دولة جنوب السودان وقوات الدعم السريع، مع تدمير عدد من المنشآت الحيوية.
وأدان البيان الهجوم، مؤكداً أن هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية وتهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة، واعتبر أن هذه التصرفات تعكس حالة الإحباط والانهيار التي يعانيها الجيش السوداني جراء الهزائم اليومية التي يتعرض لها.
وحذرت قوات الدعم السريع من التهاون مع هذه الاعتداءات، مشددة على أهمية حماية المنشأة النفطية التي تمثل شرياناً اقتصادياً يعتمد عليه شعب جنوب السودان في تصدير نفطه عبر الأراضي السودانية، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل لإدانة هذا الاعتداء ووضع حد للأعمال العدائية التي تنتهك الهدنة الإنسانية المعلنة في 24 نوفمبر.
وشددت القوات على قدرتها على حماية الحقل وتأمين المدنيين والمرافق ضد أي هجمات مستقبلية، محذرة الجيش السوداني من التمادي، ومؤكدة تمسكها بحقها في الرد والدفاع عن النفس ضد أي اعتداء يستهدف قواتها أو المنشآت الحيوية.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت صباح الاثنين سيطرتها على حقل هجليج النفطي الاستراتيجي في ولاية جنوب كردفان بعد انسحاب القوات الحكومية والعاملين من المنطقة يوم الأحد، ويقع الحقل بالقرب من الحدود الجنوبية للسودان، ويضم المنشأة الرئيسية لمعالجة نفط دولة جنوب السودان التي تعتمد بشكل شبه كامل على خطوط الأنابيب العابرة للسودان للتصدير.
ويشكل نفط هجليج مصدرًا حيويًا للإيرادات الحكومية في جنوب السودان وعائدات مهمة بالعملة الصعبة للسودان، حيث يتم نقل الخام عبر خط أنابيب شركة النيل الكبرى للبترول إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وأدت الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تعطيل متكرر لتدفقات نفط جنوب السودان، والتي كانت قبل الصراع تتراوح بين 100 و150 ألف برميل يومياً في المتوسط.
تحطم طائرة شحن عسكرية في بورتسودان ومقتل جميع أفراد طاقمها
تحطمت طائرة شحن عسكرية من طراز “إيل-76” يوم الثلاثاء في السودان أثناء محاولتها الهبوط، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم على متنها، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدرين عسكريين أن الحادث وقع عندما حاولت الطائرة الهبوط في قاعدة “عثمان دقنة” الجوية بمدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، وأضاف المصدر الأول أن التحطم جاء “بعد الإبلاغ عن خلل فني بها”.
وأكد المصدر العسكري الثاني أن جميع أفراد الطاقم لقوا حتفهم، دون تحديد العدد الدقيق للضحايا أو تقديم تفاصيل إضافية عن هوياتهم أو حمولة الطائرة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه السودان اضطرابات وأعمال قتالية بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، كما تزداد أهمية مدينة بورتسودان ومينائها الاستراتيجي في الصراع الجاري، كونها بوابة حيوية لتصدير الموارد وإمدادات الجيش والمساعدات الإنسانية.