بدعم محمد بن زايد.. نهضة لا محدودة في المشهد الثقافي الإماراتي
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
يحظى المشهد الثقافي في دولة الإمارات برعاية ودعم لا محدود من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي تولي سياساته وتوجيهاته الحكيمة اهتماماً خاصاً بتعزيز التنمية الثقافية والإبداعية كجزء أصيل من الهوية الإماراتية.
لم يكن اهتمام رئيس الدولة بالمشهد الثقافي عابراً، لكنه راسخاً في النفس ومتجذراً في الفكر، فوسط مجلس عامر بالأدب والثقافة، نشأ الشيخ محمد بن زايد، وتشربت ذائقته منذ الطفولة، محبة الكلمة، والحكمة، والمثل، وتقدير التراث والموروث، ومواكبة جماليات التطور، دون الانسلاخ عن عراقة الماضي وأصالته.
يهتم الشيخ محمد بن زايد بالشعر اهتماماً كبيراً، خاصة الشعر النبطي، ويحرص بشكل متواصل على توفير الدعم للمسابقات الشعرية وغيرها من المناسبات والفعّاليات الثقافية، وذلك من خلال رعايته لها وحضوره بشكل شخصي لعدد كبير منها. بالإضافة إلى ذلك يحرص دائماً على تأكيد التزامه بالأنشطة الثقافية والمبادرات المبتكرة للمجتمع المحلي في المجالين الفني والأدبي.
ومنذ عشرات السنين تعتبر مكرمة الشيخ محمد بن زايد السنوية لشراء مجموعة قيَمة من الكتب والمراجع والمواد التعليمية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ليتم توزيعها على مكتبات مدارس الدولة، مبادرة فريدة تدعم دور النشر المشاركة في المعرض وتدعم قطاع التعليم وتثري مراجع الطلبة وتسهل عليهم تحصيل العلوم والمعارف.
وطالما حرص الشيخ محمد بن زايد على حضور العديد من الفعاليات الثقافية، فضلاً عن دعم واستقطاب المشاريع الثقافية والإبداعية، حيث تواصلت مسيرة النهضة الثقافية في عهده، حتى أصبحت الإمارات منارة تتلألأ في سماء الفكر والمعرفة.
ويتجلى دعم المشهد الثقافي في ما يقدمه مركز أبوظبي للغة العربية من أعمال جليلة؛ تهتم بتشجيع النهوض باللغة العربية في جميع جوانب الحياة: الأكاديمية والثقافية والحياة العامة، وتقديم الدعم للباحثين والمهنيين والناشطين في شتى مجالات الدراسات العربية والشرق أوسطية، وتعزيز الاهتمام بتعلّم اللغة العربية بين الناطقين بها وغير الناطقين بها، وقيادة جهود البحث والتطوير اللغوي والدعم النشط للبحث ونقل المعرفة والإبداع والتأليف والترجمة والنشر.
وقد أسس المركز جائزة الشيخ زايد للكتاب المرموقة؛ لتكريم الأعمال المنشورة باللغة العربية واللغات الأخرى، كما أن المركز أحد الرعاة الرسميين للجائزة العالمية للرواية العربية، إحدى الجوائز الأدبية المهمة في العالم العربي. وينظم المركز المعارض والمؤتمرات البحثية والندوات الأكاديمية والمنتديات العامة الدولية البارزة بصفة دورية، ومنها قمة اللغة العربية ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ولا شك أن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وما تشتمل عليه من متاحف فريدة من نوعها، ومراكز لتعليم الموسيقى، والفنون بأنواعها، تقف شاهدة على مدى التطور الحضاري والثقافي، الذي حمل رايته رئيس الدولة، ومضى على نهج الشيخ زايد، في رسم مسيرة التقدم والازدهار، والانفتاح على ثقافات العالم، انطلاقا من ثقافة إماراتية عريقة، وراسخة.
أما على صعيد الاهتمام بالتراث، فقد ورث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شغفه بالصيد والصيد بالصقور (القنص)، عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتجسد هذا الاهتمام في رعاية العديد من المهرجانات التراثية، مثل مهرجان الشيخ زايد والمعرض الدولي للصيد والفروسية، وغيرها من الفعاليات التي ترسخ حب التراث لدى جميع فئات المجتمع، وتشجعهم على حفظه والاهتمام به وبالسنع الإماراتي.
وتم تتويج المشهد الثقافي عام 2019 عندما تم إطلاق استراتيجية أبوظبي للصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال أجندة ثقافية امتدت لـ 5 سنوات، ونجحت في خلق بيئة ملائمة لازدهار الصناعات الثقافية والإبداعية، وأصبحت الامارات حاضنة عالمية للمواهب الإبداعية ومركزاً إقليمياً رائداً في إنتاج وتصدير المحتوى الثقافي والإبداعي.
بأحرف خالدة يسجل التاريخ كلمات الشيخ محمد بن زايد التي يقول فيها:" نحن في دولة الإمارات نعدُّ العلم والثقافة جزءًا لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها ".
ولا شك أن التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة في الإمارات، وفرَت الرعاية والدعم غير المحدود للكتاب والأدباء والفنانين والعاملين بالمجال الثقافي الإماراتي.
وخلال هذه البيئة الصحية والملائمة، غدت أبوظبي محطة لأهم المؤتمرات والفعاليات الثقافية، مثل "القمة الثقافية" ومعرض فن أبوظبي، كما ساهمت توجيهات الشيخ محمد بن زايد ومتابعته، في دعم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مما حقق نقلة نوعية، جعلت المعرض يتصدر المشهد الثقافي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
ومضت الإمارات بتسجيل عناصر من التراث الوطني على القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، مثل الصقارة والسدو والعيالة والتغرودة والقهوة والمجلس والعازي والرزفة، كما أدرجت العديد من مواقع العين التاريخية على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، مثل جبل حفيت وهيلي وبدع بنت سعود والعديد من الواحات في مدينة العين تحديداً.
وتعتبر الإمارات من أهم أعضاء التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، التي تم إنشاءها أثناء المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، الذي عقد في أبوظبي في ديسمبر 2016م، ونص على إطلاق تحالف دولي جديد، وإنشاء صندوق دعم للبرامج والمشروعات الرامية إلى حماية التراث الثقافي، وكذلك خلق شبكة دولية من الملاجئ؛ لصون الممتلكات الثقافية المعرّضة للخطر .
وقد صُنِّفَت الإمارات في المرتبة السادسة على قائمة أكبر الدول المانحة لمنظمة اليونسكو، بالإضافة إلى مبادراتها في مجال التعليم والثقافة والعلوم .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية محمد بن زايد الثقافیة والإبداعیة الشیخ محمد بن زاید المشهد الثقافی الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي الأول» يفتتح مقره الجديد في لندن
لندن - أبوظبي (الاتحاد)
أعلن بنك أبوظبي الأول، البنك العالمي لدولة الإمارات وأكبر بنك في دولة الإمارات وأحد أكبر المؤسسات المالية وأكثرها أماناً في العالم، عن الافتتاح الرسمي لمقره الجديد في لندن.
وتشكل هذه الخطوة إنجازاً استراتيجياً للبنك، حيث تتوّج مسيرته الطويلة في المملكة المتحدة الممتدة لقرابة خمسة عقود، وتؤكد التزامه المستمر بتعزيز حضوره في مدينة لندن التي تُعد من أبرز المراكز المالية العالمية.
وافتتحت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، المقر الجديد رسمياً بحضور معالي الشيخ محمد بن سيف آل نهيان، نائب رئيس مجلس الإدارة في بنك أبوظبي الأول، ومعالي الدكتور سلطان الجابر عضو مجلس إدارة البنك، ومنصور بالهول سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة ودوغلاس ألكسندر، وزير الدولة للسياسات التجارية والأمن الاقتصادي في المملكة المتحدة كما شارك في الافتتاح عضوا مجلس إدارة البنك الشيخ أحمد محمد سلطان الظاهري، ومحمد ثاني مرشد غنام الرميثي، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة من دولة الإمارات والمملكة المتحدة.
مسيرة نمو
ويعود تواجد بنك أبوظبي الأول في العاصمة البريطانية إلى عام 1977، عندما افتتح بنك أبوظبي الوطني، وهو الاسم الذي كان يُعرف به البنك سابقاً، أول فرع لبنك إماراتي من منطقة الخليج في المملكة المتحدة ومنذ ذلك الحين، واصل البنك مسيرة نموه في المملكة ليصبح فرعاً أساسياً في شبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، التي تشمل حالياً أكثر من 20 سوقاً حول العالم، وتشكل مدينة لندن ركيزة مهمة لاستراتيجية البنك الدولية وتقديم الخدمات للعملاء من المؤسسات والأفراد، والمساهمة في تعزيز تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود وتحفيز الابتكار المالي.
ويعكس الموقع الجديد الكائن في «20 بيركلي سكوير» في منطقة مايفير، الوجهة الراقية التي تُعرف بعراقتها ومكانتها الدبلوماسية المرموقة، التزام البنك المستمر بتقديم تجربة متميزة للعملاء قائمة على الثقة، ويضم المقر الجديد مساحات توفر بيئة مثالية تدعم الخدمات المصرفية الخاصة، واستشارات الشركات، وتقديم الحلول المالية، كما تعكس رؤية بنك أبوظبي الأول الطموحة في الجمع بين التمويل والابتكار والخدمة الراقية تحت سقف واحد، ويستفيد العملاء من حلول متكاملة تربطهم بشبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، فضلاً عن حضوره القوي والمتميّز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتُقدم الخدمات المصرفية الخاصة مجموعة شاملة من الحلول المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد ذوي الثروات الكبيرة، وتشمل تخطيط الثروات، وإدارة المحافظ الاستثمارية، وخدمات مكاتب العائلات، كل ذلك في سياق تجربة رقمية سلسة تعكس أعلى معايير التميّز.
تطور مستمر
و قالت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول: استهل بنك أبوظبي الأول مسيرته في المملكة المتحدة عام 1977، عندما أسس أول فرع لبنك خليجي في المملكة. وعلى مدار 48 عاماً، شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة تطوراً كبيراً ونما حجم التبادل التجاري بين البلدين بقوة ليصل اليوم إلى 24.3 مليار جنيه إسترليني.
وأضافت الرستماني: يمثل افتتاح مكاتبنا الجديدة في لندن خطوة أخرى في مسيرة البنك المتنامية، ويشكل قاعدة استراتيجية تساهم في تشكيل مستقبل القطاع المالي، والجمع بين الرؤى العالمية والخبرات الإقليمية، إلى جانب تعزيز الابتكار لإنشاء شراكات بناءة ومستدامة، وستبقى المملكة المتحدة إحدى الأسواق الاستراتيجية بالنسبة لنا، بينما نواصل تعزيز حضورنا الدولي وتوسيع نطاق تفاعلنا مع العملاء، وسيظل تركيزنا الأساسي خلال المرحلة المقبلة على تقديم خدمات تساهم في تعزيز عجلة النمو العالمي وازدهار أحد أبرز المراكز المالية في العالم.
وتربط المملكة المتحدة ودولة الإمارات علاقات فريدة طويلة الأمد تقوم على الثقة والتبادل التجاري والتطلعات المشتركة وقد رسخت دولة الإمارات مكانتها كشريك تجاري رئيسي للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنشط أكثر من 5000 شركة بريطانية في الدولة، إلى جانب التعاون المتزايد في مجالات التمويل والطاقة النظيفة والابتكار ويتجلى الدور المتنامي لبنك أبوظبي الأول في هذه العلاقة الثنائية عبر عدة إنجازات بارزة، من بينها إدراج صكوك وسندات بقيمة 1.1 مليار دولار في بورصة لندن عام 2023، إلى جانب توسّع قاعدة الإيرادات الدولية للبنك، حيث أصبحت العمليات الدولية تمثّل اليوم 17% من إجمالي دخل المجموعة.
وبالتزامن مع افتتاح المقر الجديد، أطلق بنك أبوظبي الأول مبادرة ثقافية تسلّط الضوء على الروابط الإبداعية والثقافية المشتركة بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات وتشمل الحملة أعمالاً سينمائية فنية وسرداً تفاعلياً مؤثراً لمفاهيم الهوية والابتكار والإرث، بما يعكس القيم المشتركة بين البلدين، ويؤكد دور الفنون في بناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة.