نص المحاضرة الرمضانية الـ 11 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
الثورة نت/..
نص المحاضرة الرمضانية الـ 11 لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 11 رمضان 1446هـ:
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
استكملنا العرض القرآني لمقامٍ من أهم المقامات، التي وردت في القرآن الكريم، لنبي الله وخليله ورسوله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، في الدعوة لقومه إلى عبادة الله، والتوحيد لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفي السعي إلى نسف الشرك، وكان هناك الكثير من الدروس والعبر، التي راعينا فيها- أيضاً- الاختصار؛ لنصل إلى الاستفادة- أيضاً- من المقامات الأخرى.
في ذلك المقام المهم والمفيد، نلحظ أن نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ” حقق نتائج مهمة:
– في مقدمتها: كسر الحاجز الكبير، الذي كان ما بينه وبين أن يبدأ معهم مشوار الدعوة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والإبلاغ لرسالة الله، والدعوة إلى التوحيد لله.
– ولفت أنظارهم إلى مبدأ التوحيد.
– وكذلك سعى لنسف الشرك من أذهانهم كمعتقد، من خلال ترسيخ مبدأ الكمال المطلق لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأنه المبدأ الأساس في الاستحقاق للألوهية.
– وقام بعملية استعراض تَأَمُّلي، في قصة التَّأمُّل للكوكب، وللقمر، وللشمس، ووصل بهم إلى أن بهتوا؛ لأنهم لا يمتلكون الحُجَّة لرد ما عرضه عليهم من البراهين النَيِّرة، والحجج الواضحة، التي آتاه الله إياها.
لكنَّ تَشَبُّثَهم الشديد، واعتيادهم على حالة الشرك، يحتاج إلى المزيد من المقامات، والتَّرقِّي في الاستدلال، وفي قوة الموقف.
يعرض لنا القرآن الكريم في (سورة الشعراء) مقاماً آخر، يتميز بالصراحة أكثر من المقام السابق، وهذا في سياق التَّرقِّي، وفي توسيع نطاق الاستدلال ومضامينه، وفي قوة الموقف أكثر؛ لِمَا لذلك من أهمية في زجرهم عمَّا هم عليه من الشرك، وكذلك باستخدام أسلوب المساءلة، التي تستنطق الحقيقة، وتلجئهم إلى الاعتراف بها، يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في (سورة الشعراء):
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الشعراء:69-104].
هذا هو التعقيب للقصة، كما فيما قبلها وبعدها من القصص في (سورة الشعراء): {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
في هذا المقام نجد أشياء كثيرة، عظيمة، ومهمة، ومفيدة، في الاستدلال والسعي لهدايتهم. في جوهر هذا الاستدلال في هذه القصة يُركِّز على افتقار الإنسان إلى الله تعالى، وارتباطه به في كل أساسيات وجوده وحياته.
الإنسان في خلقه، ووجوده، وحياته، وهدايته، وغذائه، ورزقه، وأجله، مفتقرٌ في ذلك كله إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومحتاجٌ إليه، ولا مصدر له في ذلك إلَّا الله، وفي جلب النفع، وفي دفع الضر، وفي النعم كلها، إضافةً إلى مستقبل الإنسان الأبدي والكبير والمهم في الآخرة، فلماذا يتَّجه بالعبادة إلى غير الله تعالى، ويتولاه بديلاً عن التولي لله تعالى، والله هو الذي يملك من الإنسان، ويملك للإنسان، ما لا يملكه إلَّا هو، وأنعم على الإنسان بما لم ينعم به عليه غيره؟!
وهذه مسألة مهمة؛ لأن الدافع الكبير في مسألة العبادة، والتَّوجُّه بالعبادة، هي: هذه الحالة من الافتقار، والشعور بالعجز والحاجة، والارتباط من خلال احتياجات الإنسان ومتطلبات حياته بناءً على ذلك؛ فهو يتَّجه بالعبادة بناءً على ذلك.
نبدأ بالحديث على ضوء هذه القصة المهمة والمفيدة.
تبدأ القصة في هذا المقام بقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}[الشعراء:69]، نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، الذي يلتقي الجميع على تعظيمه، وعلى رمزيته، بما في ذلك المشركون من العرب، وفي مقدمتهم: قريش، الذين هم من نسل نبي الله إسماعيل بن إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، فتلاوة نبأه عليهم (هذا الخبر المهم والمفيد) له أهميته، يعني:
– من حيث رمزية وتعظيم إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ” لديهم، إلى درجة أنهم يدَّعون الانتماء إلى نهجه.
– ومن حيث الإيضاح لحقيقة ما كان عليه نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”.
– ومن حيث ما تضمنه هذا الخبر في تفاصيله، من براهين عظيمة، مقنعة، وحجج دامغة، ودلائل واضحة على بطلان الشرك.
ولـذلك يأتي الأمر للنبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” وهو في أداء مهمته، في إبلاغ الرسالة الإلهية، وإنقاذ الناس من الشرك، ودعوتهم إلى الإيمان بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبوحدانيته، وبالعبادة له، يأتي الأمر له: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ}؛ لِمَا لهذا من أهمية وتأثير، وإقامةٍ للحُجَّة عليهم.
نجد في هذه الآيات المباركة، أن نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ” استخدم أسلوب الاستنطاق للحقيقة، والمساءلة، التي تلجئهم إلى الاعتراف بها، فاتَّجه إليهم، ويتَّضح أنه اتَّجه إليهم في حال اجتماعٍ لهم، إمَّا أن يكون ذلك في المعبد الذي فيه أصنامهم ويجتمعون فيه، أو في مقام هم مجتمعون فيه؛ فلـذلك كان يخاطبهم، ويتحاور معهم، ويبيِّن لهم، ويسائلهم في جوٍ جماعي.
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}[الشعراء:70]، ابتدأ معهم بهذا السؤال: (مَا تَعْبُدُونَ؟).
العبـــادة: هي المفهوم الذي يحكم حياة الإنسان ومصيره، وهو المفهوم الذي يحدد طبيعة ونوع علاقتنا مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والعبادة هي في الأساس: الخضوع المعبِّر عن العبودية، وهذا الخضوع المُعَبِّر عن العبودية يأتي له أشكال، يعني: هو ينطلق من حالة نفسية لدى الإنسان، في حالة الخوف، والرجاء، والخضوع، والتذلل، والشعور بالحاجة والافتقار، من واقع الاعتراف بالعبودية، من واقع الشعور بأنه عبد، وهذا الشعور لدى الإنسان بأنه عبد هو شعورٌ فطريٌ راسخ، لا يمكن أن يزول من الإنسان.
الإنسان في تكوينه- كما شرحنا في الدروس الماضية- وفي فطرته، وفي واقعه وواقع حياته، يشعر بحاجته إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبأنه عبدٌ، استمدَّ وجوده في هذه الحياة، ويستمدُّ كل النعم عليه في هذه الحياة، ومتطلبات حياته الأساسية، من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فالعبادة هي هذا الشعور، هذا الخضوع المُعبِّر عن العبودية، والذي يترجمه الإنسان في أشكال عملية، يُعبِّر بها عن هذا الخضوع، ويتَّوجه بما هو عبادة، بما يُعبِّر به عن كونه عبداً.
فالإنسان هو- في الأساس وفي واقع الحال- هو عبدٌ لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مهما فعل، لا يخرجه ذلك عن كونه عبداً لله، يعني: ليس باستطاعتك أن تنتزع ملكية الله لك وتتخلص منها، لا يمكنك ذلك، مهما يكن فأنت- في واقع الحال- عبدٌ لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هو المالك لك، هو الذي خلقك، هو الذي ربَّاك، هو المنعم عليك، وهو المالك لك، والمالك لكل ما في السماوات والأرض، وهو ربُّ العالمين، فهو ربُّك “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
لكن الإنسان عندما يتَّجه بالعبادة لغير الله هو في حالة ضلال، ضلال رهيب، وفي حالة تَنَكُرٍ تامٍ لأكبر الحقائق، وللحقِّ العظيم، وتعدٍ تجاه حدٍ مهم في الحقِّ الذي هو حقٌّ لله تعالى؛ لأن العبادة هي حقٌّ لله تعالى، فعندما ينحرف الإنسان بالعبادة لغير الله هو يتعدى على هذا الحق؛ فلـذلك هو يظلم نفسه، وهو يتنكر للحق، وهو يسيء إلى نفسه، لكنه لا يشطب بذلك الحقيقة، التي هي حقيقة راسخة لا يمكن شطبها.
العبادة ترتبط بحالة الخوف، بحالة الرجاء، بحالة المحبة، بحالة التعظيم، في أرقى وأعلى مستوياتها، يعني: الإنسان في أخوف ما ينبغي أن يكون عليه من الخوف، أرجى ما ينبغي أن يكون عليه من الرجاء، حالة الطاعة المطلقة التي هي فوق كل طاعة، المحبة في أعلى مستوى من المحبة، في هذا كله يجب أن يكون متوجهاً بذلك في إطار العبادة- في من يعبده- إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” الإله الحق، فإذا اتَّجه بهذه الحالات: في أعلى مستوى من الخوف، أعلى مستوى من الرجاء، أعلى مستوى من المحبة، الطاعة المطلقة التي هي فوق كل طاعة، إلى غير الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ فهو يتَّجه لتعبيد نفسه لغير الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ثم تأتي الحالة العملية بالنسبة للإنسان في مواقفه، في اتِّجاهه في مسيرة حياته، بناءً على ذلك.
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}[الشعراء:70]، كما قلنا: لأن العنوان الأهم هو هذا العنوان: العبادة، هو الذي يحكم حياة الإنسان، مصيره، يحدد نوع علاقته بالله، طبيعة علاقته بالله، ينبغي أن تكون هكذا: أن نتوجَّه بالعبادة إليه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وحده؛ لأننا عبيده.
لماذا يسألهم؟ هو يعرف أنهم يعبدون الأصنام، لا إشكال عنده في ذلك، لكنه يتوجَّه إليهم بهذا السؤال؛ لأن الجواب- بنفسه- إذا أجابوا بالجواب المطابق للسؤال، فجوابهم- بنفسه- يتضمن الاعتراف بالحقيقة المهمة، وهي: أنهم يتوجَّهون بالعبادة إلى من ليس جديراً بها، ولا يستحقها، وليست له، فحالة الشرك حالة باطلة.
{مَا تَعْبُدُونَ}[الشعراء:70]، السؤال- بنفسه- يتضمن معنى الاستنكار والتحقير، لما يعبدونه من دون الله.
إجابتهم، سيتضح لنا من خلالها أنهم حاولوا التَّهّرُّب من الجواب المطابق للسؤال، وهي: أن يفصحوا عن مَاهِيَّة تلك الأصنام، أن يقولوا مثلاً: يعبدون أصناماً، إن كانت من الحجر، يقولون: [من الحجارة، منحوتة، نحتناها، أو اشتريناها]؛ أو من النحاس، أن يتحدثوا عن مَاهِيَّتِها، ومما هي مصنوعةٌ منه؛ لكنهم تَهَرَّبوا من الإجابة عن السؤال بمقتضاه، واتَّجهوا إلى الحديث عن عبادتهم لتلك الأصنام: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}[الشعراء:71]، يؤكِّدون ما هم عليه من التعظيم لها.
وفي جوابهم يواجهون ما تضمنه معنى سؤاله من معنى التحقير، وكذلك ما تضمنه من الاستنكار، فهم يعبِّرون عن اعتزازهم وتعظيمهم لها، واعتزازهم بعبادتها: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}[الشعراء:71]، (الظُلُول): البقاء في النهار لديها، في أوقات مُعَيَّنة من النهار، (عَاكِفِينَ): العكوف عليها هو الملازمة، والإقبال عليها بالتعظيم، والطقوس العبادية التي كانت معتادةً لديهم، يعني: كان لديهم مثل ما لدينا- مثلاً- في الإسلام في عبادتنا لله: (صلاة، دعاء…)، لديهم طقوس أخرى يُعبِّرون بها عن ذلك، ويتضرَّعون إليها، يُقدِّمون لها القرابين… إلى غير ذلك.
مسألة العبادة بطقوس مُعَيَّنة، يعني: إقبال على أذكار مُعَيَّنة، إقبال على دعاء، على تَضَرُّع، هي جانبٌ مهم من مجالات العبادة، وهي جزءٌ أساسيٌ مما هو معتادٌ وما هو قائمٌ أصلاً في مسألة العبادة.
الإنسان لديه الاحتياج الروحي كحاجة فطرية فيه، يعني: يحتاج إلى أن يتوجَّه بخضوعه، بخشوعه، بدعائه، بِتَضرُّعِه، بطلبه، إلى من يعتقد أنه جديرٌ بذلك، في الأساس هي فطرة توجِّهنا إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، لكنَّ الإنسان هو ينحرف عن فطرته، ينحرف عن فطرته.
هذه الحاجة الروحية، في شرع الله، وفي نهج الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ما يُوجِّهها في الاتِّجاه الصحيح إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهي مصدر مهم جدًّا للشعور بالسكينة، والشعور بالاطمئنان؛ لأنها- كما قلنا- حاجة فطرية. الإنسان في مقام العبادة هو يتضرع إلى الله، ويقبل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويتوجَّه إليه بالذكر، بالمناجاة… بأشكال العبادة، كحالة الصلاة لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبذلك هو يُحِسّ بالطمأنينة، يُحِسّ أنه قريبٌ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأنه يحظى أيضاً من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” برعايته، أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عليمٌ بحاله ذلك، وأن ذلك يُقَرِّبه إلى رعاية الله أكثر، ويحظى من خلاله بالقرب من الله أكثر.
هذه الحالة الفطرية ذات أهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ ولـذلك من نعمة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أن فتح لعباده فيها آفاقاً واسعة، يأتي دور الصلاة بشكلٍ أساسيٍ في هذا الجانب، دور الدعاء بشكلٍ أساسيٍ في ذلك، والإنسان إذا ابتعد عن هذا الجانب؛ يشعر بقسوة القلب، يشعر بحالة الجفاف الروحي، الجفاف الروحي له سلبيات كبيرة تنعكس على نفسية الإنسان، في سلوكه، في قلقه، في اضطرابه، في توتره الشديد الدائم… في أشكال كثيرة، تُبعد الإنسان حتى عن مشاعره الإنسانية.
ولـذلك فهذا يلفت نظرنا إلى أهمية هذه المسألة، وإنما هم كانوا ينحرفون في اتِّجاه خاطئ، واتِّجاه باطل، عندما يتوجَّهون بتلك الطقوس الباطلة إلى أصنامهم.
الأصنــام، من الواضح أنَّها لا تملك لهم ما يطلبونه منها ويعبدونها لأجله، في عبادتهم لها، في تضرعهم، في دعائهم، يعني: لا تملك لهم لا نفعاً، ولا دفع ضر… ولا أي شيء مما يطلبونه، هي لا تملك حتى الحياة في نفسها، أو القدرة على سماعهم؛ لأنها تماثيل حجرية، أو نحاسية… أو بحسب المادة التي صنعوها منها، هي جمادات لا أكثر.
تَوَجَّه ليسألهم سؤالاً آخر، وهو سؤال مُحرجٌ لهم بشكلٍ كبير: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّون}[الشعراء:72-73]، وهذا سؤال كبير ومحرج بالنسبة لهم، وهم لم يستطيعوا أن يدَّعوا لها أياً من ذلك، يعني: لم يستطيعوا أن يدَّعوا لها أنها تسمعهم، أثناء دعائهم وهم يدعونها، ويتضرَّعون إليها، ويتقرَّبون إليها، ولا أنها تنفعهم، ولا أنها تدفع عنهم الضُرّ، أو تُلحِقهم بالضرر إن لم يتَّجهوا إليها بتلك العبادة الباطلة.
فلـذلك هم لم يجدوا لهم أي حُجَّة ولا برهان، ولجأوا في جوابهم إلى الاستناد إلى مسألة أخرى، إلى اعتبار آخر، ودافع آخر لعبادتهم لها، وهو: العادات والتقاليد الموروثة، والاستناد إلى ما كان عليه آباؤهم في ذلك: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء:74]، فهم حاولوا أن يستندوا إلى ذلك، وأن يُقَدِّسوا ما كان عليه آباؤهم في ذلك.
الاستناد إلى ما كان عليه الآباء والأجداد بمفرده ليس بِحُجَّة، ولا ببرهان، يعني: لا يمكن أن يَدُلّ بنفسه فقط على أن ذلك حق، بمجرد أن كان عليه الآباء والأجداد، إذاً فهو حق، لا يمكن لأحد أن يثبت ذلك؛ لأنه هكذا المسألة: إذا كان الاعتبار هذا لوحده، فهو لا يدل على الحق أبداً، المسألة: أن ما كان عليه الآباء والأجداد، إن كان هو في الأساس حق، فلا بأس أن يُتَّبع؛ وإن لم يكن هو بنفسه حق، فمجرد أنهم كانوا عليه لا يحوِّله إلى حق، ولا يجعل منه حقاً وهو في أساسه باطل؛ ولـذلك نجد الفارق:
– بين الاعتزاز بما كان عليه الآباء والأجداد، والاعتزاز بالانتماء إليه إن كان حقاً فعلاً.
– وبين الحالة المختلفة: الاعتزاز والتَّشبُّث به إن كان باطلاً.
فالمسألة ليست مطلقة، يعني: لا ينبغي الاعتزاز مطلقاً، والاستناد إلى ذلك حتى لو لم يكن حقاً، ولا يعني ذلك أنه حينما يكون حقاً ألَّا يكون هناك اعتزاز بالانتماء إليه، واستمرارية، وتأكيد على الثبات في ذلك النهج، فالمسألة تعود في أصلها- كما قلنا- إلى ما عليه ذلك: إن كان حقاً، فهو الأساس؛ إن كان باطلاً، فلا ينبغي، وهذه مسألة مهمة؛ لأننا نجد الفارق مثلاً:
– فيما ذكره الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم عن نبيه يوسف “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، حينما قال: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف:38]، له أن يعتزّ بهذا الانتماء، وبهذا الاتِّباع، وأن يؤكِّد استمراره على ذلك النهج؛ لأنه نهج حق، عليه أنبياء الله وأولياؤه.
– ونجد- مثلاً- في القرآن الكريم حينما يخاطب الله قريشاً، يقول لهم: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج:78]، هذا هو النهج الذي كان عليه أبوكم، لماذا لا تَتَّبِعونه؟ لأن أبوهم هو نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ” الذي كان على الحق، رسول من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، رمزٌ للهداية، رمزٌ للهداية، وليس رمزاً للضلال.
ولذلك نجد أهمية الوعي بهذه المسألة، بمعنى: حينما يكون الآباء والأجداد على نهج الحق، ورموزهم التي اتَّجهوا معها في طريق الحق من الهداة، الذين يهدون بهدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فمن حقنا أن نعتزَّ بانتمائنا إلى نهجهم، وأن نؤكِّد ثباتنا على ذلك النهج، واستمرارنا عليه.
مثلاً: في واقعنا، عندما نقول في اليمن: رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” قال: ((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ))، الآباء والأجداد لهم تاريخٌ عظيم في انتمائهم الإيماني، في اتِّجاههم في طريق الإيمان، لهم أصالة في انتمائهم الإيماني، على مدى الأجيال، وصولاً إلى عصر رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”، وإلى الأنصار، وهناك في هذا الامتداد التاريخي رموزٌ عظماء، اتَّجهوا بشعبنا العزيز في طريق الهداية ونهج الهداية، فهذا الاعتزاز، هذا الانتماء، في مَحَلِّه؛ لأن أصل المسيرة والطريق التي ساروا فيها هي طريق الإيمان؛ إنما نسعى إلى تنقية ما يكون قد أُدْخِل على هذا المسار التاريخي والامتداد، مما يُخالف أصالته، مما يخالف نقاءه، أي شوائب تكون أُدْخِلت من هنا أو هناك لأي فرق الضلال نسعى إلى تنقيتها، هذا الانتماء انتماء أصيل وعظيم، لا إشكال فيه.
لأن البعض- مثلاً- في الهجمة والغزو التكفيري الذي استهدف بلدنا، ويحاول أن يسيء إلى كل هذا الامتداد الأصيل على النهج الإيماني لشعبنا العزيز، إلى عهد رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”، والإيمان به، ويحاول أن يصوِّر للشعب اليمني أن ما كان عليه الآباء والأجداد هو ضلال، يأتي بعض مطاوعة التكفيريين ليستدلوا بمثل هذه الآيات، عمَّا كان عليه الآباء والأجداد، لكنه استدلال في غير مَحَلِّه، كما وضَّحنا بهذا التفصيل.
الواقع الصحيح لمن يتَّجهون على أساس هدى الله، ومنهج الله الحق، وامتدادهم عبر الأجيال هو امتداد إيماني أصيل، هو: أن يعتزُّوا بهذا الامتداد الإيماني الأصيل، كما قال نبي الله يوسف “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وهو في مقام محمود، يعني: لم يكن القرآن منتقداً عليه لماذا قال هكذا: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}[يوسف:38].
بينما الحالة التي هي حالة خاطئة هي: الاعتزاز إلى نهج من ليسوا على الحق، من ماضيهم مظلمٌ وباطلٌ وضلال، هذا هو الذي- فعلاً- لا ينبغي الاعتزاز به، ولا التَّشبُّث به، ولا التَّمسُّك به، ولا السير عليه.
ولهذا نجد أيضاً في القرآن الكريم- مثلاً- في هذه المسألة: حينما كان البعض من المشركين يحاولون أن يتشبَّثوا بما هم عليه من شرك برموزهم من المضلين، ومن آبائهم، يقول القرآن: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}[البقرة:170]، يعني: هذه هي المشكلة: أن آباؤهم لم يكونوا (يَعْقِلُونَ شَيْئًا)، (وَلَا يَهْتَدُونَ): ولم يكونوا على هدىً، لو كانوا على هدىً كان لا بأس باتِّباعهم.
هذا يعطينا درساً أيضاً في الموروث الفكري والثقافي للأُمَّة، والمعيار لما هو صحيحٌ في ذلك، لكن- حتى لا نطيل- نكتفي بهذا المقدار.
وَنَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی القرآن الکریم نبی الله إبراهیم أعلى مستوى من م ا ت ع ب د ون الإنسان فی ه بالعبادة ع ل ى آل ه فی الأساس لله تعالى س ب ح ان ه ت ع ال ى إلى الله غیر الله علیه من فی واقع أن یکون لا یمکن من الله التی هی هو الذی على ذلک ع ون ک م ى الله إن کان ا یکون ه إلیه فی ذلک فی هذا فی هذه ة الله
إقرأ أيضاً:
وفد من مؤسسة المرجع فضل الله زار الشيخ عودي مستنكرا الاعتداء عليه
زار العلامة السيد علي فضل الله، يرافقه وفد من مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الشيخ ياسر عودي في منزله للاطمئنان إلى صحته بعد الاعتداء الذي تعرض له في حارة حريك.
وفي تصريح له بعد الزيارة، أدان العلامة فضل الله بشدة هذا الاعتداء الذي استهدف الشيخ عودي، واصفاً إياه بـ"العالم الرسالي" الذي يؤدي دوراً أساسياً في تربية المجتمع على قيم العدالة ومحاربة الفساد والانحراف الأخلاقي والإيماني.
وحذر فضل الله من خطورة مثل هذه الأفعال التي تهدد استقرار الوحدة الداخلية وتغذي بذور الفتن والانقسامات في المجتمع، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة والتحديات المتعددة التي يمر بها البلد على مختلف المستويات.
ودعا العلامة فضل الله جميع الحريصين على الاستقرار إلى اتخاذ مواقف حاسمة ورادعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكداً أن اللجوء إلى العنف لحل الخلافات يشكل خطراً على التنوع داخل الوطن والطائفة. وشدد على ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها بعيداً عن أي تدخلات قد تمس بنزاهتها. مواضيع ذات صلة فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات Lebanon 24 فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات 11/06/2025 16:40:46 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 فضل الله: نجدّد دعوتنا للدولة إلى العمل بجديّة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإزالة الاحتلال Lebanon 24 فضل الله: نجدّد دعوتنا للدولة إلى العمل بجديّة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإزالة الاحتلال 11/06/2025 16:40:46 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد من "حزب الله" زار أضرحة الشهداء في صيدا والجوار بمناسبة الأضحى Lebanon 24 وفد من "حزب الله" زار أضرحة الشهداء في صيدا والجوار بمناسبة الأضحى 11/06/2025 16:40:46 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد "الديموقراطية" زار "حزب الله": بالإرادة والصمود قادرون على إفشال أهداف العدوان Lebanon 24 وفد "الديموقراطية" زار "حزب الله": بالإرادة والصمود قادرون على إفشال أهداف العدوان 11/06/2025 16:40:46 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان Lebanon 24 الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان 09:30 | 2025-06-11 11/06/2025 09:30:11 Lebanon 24 Lebanon 24 أن تكون عصريًا من أجل "التريند": لماذا هذا الهوس؟ Lebanon 24 أن تكون عصريًا من أجل "التريند": لماذا هذا الهوس؟ 09:30 | 2025-06-11 11/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 نصار: طلبت من مدّعي عام التمييز فتح تحقيق بالاعتداء على قوات "اليونيفيل" Lebanon 24 نصار: طلبت من مدّعي عام التمييز فتح تحقيق بالاعتداء على قوات "اليونيفيل" 09:23 | 2025-06-11 11/06/2025 09:23:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... حريق كبير قرب مساكن الجيش في منطقة الفوار Lebanon 24 بالفيديو... حريق كبير قرب مساكن الجيش في منطقة الفوار 09:07 | 2025-06-11 11/06/2025 09:07:48 Lebanon 24 Lebanon 24 عون بحث وريزا في عمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان واستقبل مرقص Lebanon 24 عون بحث وريزا في عمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان واستقبل مرقص 09:01 | 2025-06-11 11/06/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد زواجها للمرة الخامسة.. فنانة شهيرة تُفاجئ الجميع بخبر حملها (صورة) Lebanon 24 بعد زواجها للمرة الخامسة.. فنانة شهيرة تُفاجئ الجميع بخبر حملها (صورة) 02:18 | 2025-06-11 11/06/2025 02:18:39 Lebanon 24 Lebanon 24 هل انفصلت دنيا سمير غانم عن زوجها الإعلامي؟ Lebanon 24 هل انفصلت دنيا سمير غانم عن زوجها الإعلامي؟ 04:41 | 2025-06-11 11/06/2025 04:41:01 Lebanon 24 Lebanon 24 غائبة عن الشاشة منذ سنوات طويلة... شاهدوا أحدث إطلالة لزوج نورمان أسعد وإبنها تيجان (فيديو) Lebanon 24 غائبة عن الشاشة منذ سنوات طويلة... شاهدوا أحدث إطلالة لزوج نورمان أسعد وإبنها تيجان (فيديو) 10:23 | 2025-06-10 10/06/2025 10:23:27 Lebanon 24 Lebanon 24 شعرت بتوعك شديد.. إدخال سيرين عبد النور إلى المستشفى إليكم التفاصيل Lebanon 24 شعرت بتوعك شديد.. إدخال سيرين عبد النور إلى المستشفى إليكم التفاصيل 00:47 | 2025-06-11 11/06/2025 12:47:41 Lebanon 24 Lebanon 24 سحب المذيعة عن الشاشة بسبب "التلاعب" Lebanon 24 سحب المذيعة عن الشاشة بسبب "التلاعب" 01:45 | 2025-06-11 11/06/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 09:30 | 2025-06-11 الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان 09:30 | 2025-06-11 أن تكون عصريًا من أجل "التريند": لماذا هذا الهوس؟ 09:23 | 2025-06-11 نصار: طلبت من مدّعي عام التمييز فتح تحقيق بالاعتداء على قوات "اليونيفيل" 09:07 | 2025-06-11 بالفيديو... حريق كبير قرب مساكن الجيش في منطقة الفوار 09:01 | 2025-06-11 عون بحث وريزا في عمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان واستقبل مرقص 09:00 | 2025-06-11 "حكومة المئة ألف ليرة" فيديو أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) 04:21 | 2025-06-11 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) 01:42 | 2025-06-11 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 دموع الأسطورة.. رونالدو يبكي فرحًا بعد التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو) Lebanon 24 دموع الأسطورة.. رونالدو يبكي فرحًا بعد التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو) 01:39 | 2025-06-09 11/06/2025 16:40:46 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24