موقع 24:
2025-06-03@16:20:18 GMT

الهدنة بين التفاؤل والغضب

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

الهدنة بين التفاؤل والغضب

ثمة فارق كبير بين التفاؤل الأمريكي والغضب الإسرائيلي بشأن المفاوضات المتعلقة باتفاق هدنة غزة، وهو فارق يوضح المسافة بين مصالح دولة عظمى كالولايات المتحدة من المؤكد أنها أكبر بكثير من مصالح شخص يحاول اختطاف «دولة» بكاملها وتوظيفها في خدمة منفعته الذاتية، كما هو الحال بالنسبة لنتنياهو.

لم يكن الدخول الأمريكي على خط التفاوض المباشر مع حركة «حماس» التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة «إرهابية»، سوى التعبير الأوضح عن حالة الإحباط واليأس من المماطلة والألاعيب والمناورات التي يستخدمها نتانياهو، والتي طالت أكثر مما ينبغي، في التعامل مع ملف المفاوضات واتفاق هدنة غزة.


كما أنه يأتي استجابة للنداءات التي يوجهها أهالي الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومعهم جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي الذي لم يعد يثق بنتانياهو وبات يتوجه مباشرة إلى الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب. وفوق هذا وذاك، يبعث إصرار نتانياهو على العودة للخيار العسكري واستئناف الحرب، رغم عدم جدواه، برسائل مقلقة للإدارة الأمريكية.
ثمة تحذيرات إسرائيلية كثيرة من استئناف الحرب، منها ما يتعلق بعدم استعداد الجيش ورغبته في استئنافها، ومنها ما يتعلق بأهداف الحرب نفسها التي لم تتحقق على مدار 15 شهراً، وما إذا كانت ستؤدي إلى تدمير القدرات الفلسطينية، أو إعادة من تبقى من الرهائن الأحياء. وبالتالي فقد تبلورت قناعة لدى معظم الإسرائيليين بأن الهدف الحقيقي من العودة للحرب هو إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف للحفاظ على الائتلاف الحكومي لأطول فترة ممكنة. وبطبيعة الحال، لا يمكن إسقاط هدف تهجير الفلسطينيين، حتى ولو بذريعة تنفيذ خطة ترامب، لكنه خيار ثبت فشله، وزاد من تمسك الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم، وهو يتناقض مع رغبة إدارة ترامب المعلنة في إخماد نيران الحروب.
ومن نافلة القول أن اللجوء إلى تهجير الفلسطينيين بالقوة، سواء إلى مصر أو الأردن أو أي مكان سيؤدي إلى اشتعال المنطقة وخلق حالة من الفوضى، وإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية. ومن هذا المنطلق، عندما تلجأ الإدارة الأمريكية إلى هذا النوع من التفاوض، فإنها ترغب في تجاوز الألاعيب والمناورات التي يستخدمها نتانياهو، والحفاظ على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتستكشف، في الوقت نفسه، أساليب ووسائل جديدة لحل أزمة الرهائن وربما ما هو أبعد من ذلك. وتشير العروض «السخية» التي تلقتها الإدارة الأمريكية من نوع هدنة طويلة وصفقة تبادل شاملة وإمكانية نزع سلاح غزة في إطار مسار سياسي، وبغض النظر عن صحتها من عدمه، إلى إمكانية فتح الباب أمام الحوار من دون انتظار نتانياهو وفريقه التفاوضي.
وفي خضم هذه المغامرة التفاوضية، ربما يتجلى التفاؤل الأمريكي، ليس فقط في «أنسنة الأعداء»، وإنما في إمكانية إيجاد حل حقيقي لأزمة الرهائن في غضون أسابيع. لكنه بالمقابل يثير غضباً إسرائيلياً ومخاوف جدية من قفزة أمريكية فوق رأس نتانياهو والمفاوضين الإسرائيليين، قد تؤدي إلى التوصل لاتفاق لا يستطيعون معارضته.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة

إقرأ أيضاً:

نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية

آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 12:35 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية، مستغلاً انشغال العالم بحربه على قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه السياسة من شأنها أن تهدد الاستقرار الإقليمي وتضعف آفاق السلام.ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن صحيفة «هآرتس» أن نتانياهو يعمل بهدوء مسرّعاً عملية ضم الضفة بحكم الأمر الواقع، مشيرة إلى أن جهود حكومته بدأت حتى قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، لكنها استمرت بوتيرة أسرع تحت «ستار الحرب»، مكتسبة زخماً أكبر بعد عودة دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا.في غياب إعلان رسمي بالضم، تبذل حكومة نتانياهو قصارى جهدها للإشارة إلى نيتها ضم الضفة التي يقطنها أكثر من مليوني فلسطيني، إلى إسرائيل. وتشير «هآرتس» إلى الخطوات الأخيرة نحو ضم كامل الضفة، مثل الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، والسعي لشرعنة البؤر الاستيطانية، وتوسيع الطرق التي تخترق الضفة وتُرسّخ السيطرة الإسرائيلية.وقالت الصحيفة إن كل تلك التحركات كانت بالتوازي، وهي جميعها جزء من استراتيجية موحدة أوسع نطاقاً، مشيرة في المقابل إلى أن هذه الاستراتيجية لا تشمل منح الفلسطينيين في هذه المناطق الجنسية الإسرائيلية أو الحقوق المدنية أو حق التصويت.كما لفتت «هآرتس» إلى إشارة «رمزية» تؤكد مضي حكومة نتانياهو بمخططها، بعد منعها وفداً يضم وزراء خارجية عرباً من زيارة مدينة رام الله، والتي كانت تمثل دفعة إقليمية متجددة نحو حل الدولتين، معتبرة أن المنع الإسرائيلي أكد أن تل أبيب لم تعد تكترث حتى بالحفاظ على المظاهر الدبلوماسية لإخفاء سعيها لضم الضفة.وخلُصت الصحيفة إلى أن خطط نتانياهو المتسارعة لضم الضفة ستؤدي إلى صِدام مع حكومات أوروبية وعربية، كما ستُهدد بتقويض إنجازات ترامب في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي في إسرائيل يهاجم أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.. تقاريرهم متهورة
  • نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية
  • كيف ساعدت الشركة الأمريكية باستهداف الفلسطينيين قرب المساعدات؟
  • تقرير: ارتباك داخل الإدارة الأمريكية يوقف مؤقتاً العقوبات على إيران
  • مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية ينظم لقاء على شرف أسقف أبراشية وسط الغرب الأمريكي
  • حماس تسعى لإدخال تعديلات على مقترح الهدنة الأمريكي
  • لجان المقاومة : نحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية جريمة إبادة الجائعين في غزة
  • الخارجية الأمريكية: رفع العلم الأمريكي لأول مرة منذ 2012 فوق دار إقامة السفير في دمشق لحظة فارقة
  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • الخارجية الأمريكية لـعربي21: هذه أسباب دعمنا للحكومة السورية الجديدة