قصة قصيرة من وحي واقع السودان السرويالي بعنوان (الوعد والوعيد)
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
كتب د. محمد عبد الحميد
لم يسمع في حياته قط جملة (ضَعْ القلم) التي تصطك لها آنذان الطلاب والتلاميذ وتشملهم بنوع من التوتر عندما يطلقها الأساتذة إيذانا بنهاية الزمن المقرر للإمتحان.
إرتقى المنبر ليخطب في الجمع. إنتصبت قامته المديدة. وجهه ناتئ العظام، متنافر القسمات. يمتد طولياً ليعطيه شبهاً فائقاً بوجه بيغاسوس فرس الميثولوجيا الإغريقية المُجنح.
قال واعداً بتمهيد السبيل للحكومة التي يزمع تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها قواته:(إن ماكينات طباعة العملة جاهزة، وكذلك ماكينات طباعة الجواز).
أخذت الهمهمات تتعالى وسط الجمع المنتشي بالوعود. وصلت كلماته لخبير الحكمانية على الهواء، فهوت به سبعين خريفاً في قيعان الجهالة.
أردف متوعداً وقد أخذت يده اليسرى تمتد على طول ربطة العنق التي كان يرتديها:(سوف لن ألبس هذه الكرفتة مجدداً) دوت في القاعة موجة تصفيق حار.... كأن ربطة العنق كانت أحد مقومات مهنته في السلك الدبلوماسي. أو كأنما إعتاد عليها و يتمخطر بها في دهاليز المحاكم كمحامي. أو كأنما أجرى بها صفقات مالية على منصة المصارف والبنوك.
إرتفعت وتيرة الحماسة وسط الجمع، وتصاعدت لدرجة كادت تخرج بهم عن وقارهم، ومع نبرات صوته الآخذة في الإرتفاع، واصل فاصله الإستعراضي بالقول : (سوف أتخلى عن الكرفتة وأحرر كل مّن يقع الآن تحت قبضة الإسلاميين في مختلف الولايات إن كانوا في كسلا أو القضارف أو البحر الأحمر أو نهر النيل أو الشمالية).
تعالت من الجمع صرخة إستحسان وصاح إثنان منهما والنشوة تكاد تمتلك أقطار قلبيهما، فتردد في جنبات القاعة شعار الإسلاميين الأثير (الله اكبر ... الله أكبر).
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هاني رمزي: خلاف مع محمد رمضان سبب رحيلي عن الأهلي.. ومتحفظ على الطريقة التي رحلت بها
أكد هاني رمزي نجم النادي الأهلي السابق، أن تجربة عمله في لجنة الاسكاوتنج بالنادي الأهلي كانت جيدة للغاية، كما أن بداية عمل اللجنة بالكامل كانت من "الصفر"، وتم وضع قاعدة بيانات جيدة في الوقت الحالي تضم العديد من اللاعبين، مشيرًا إلى أن اللجنة كانت تضم عناصر جيدة، وأي تجربة يكون فيها ايجابيات وسلبيات، لكنه سعيد بوضع أساس جيد للاسكاوتنج داخل القلعة الحمراء.
هاني رمزي: "خلاف في وجهات النظر" مع محمد رمضان سبب رحيلي عن الأهلي.. ومتحفظ على الطريقة التي رحلت بهاوقال رمزي في تصريحات عبر برنامج بلس 90 مع أمير هشام: النادي الأهلي أصبح لديه مخططات جيدة بشأن استراتيجية المستقبل، خصوصا أن الأهلي لديه اكاديميات وهناك نادي "دلفي" في دوري الدرجة الأولى، وفرق الشباب والناشئين، وقمنا بوضع قاعدة بيانات لعدد من الدوريات التي نستطيع شراء عقود لاعبين منها مثل السويدي والدنماركي والبلجيكي والتركي، وقمنا بعمل علاقات جيدة.
وأضاف: خلال رحلة غانا ونيجيريا وساحل العاج، اكتسبنا علاقات جيدة رغم الانتقادات التي تعرضنا لها، ومنها وكيل جراديشار الذي يرتبط بعلاقات جيدة أيضا مع الأندية التركية، وتم الاتفاق معه على امكانية إقامة بروتوكولات تعاون.
وأكمل: اسم النادي الأهلي خلال رحلات الاسكاوتنج كان موجود وبقوة، واكتسبنا علاقات مع فرق ومسئولين في تلك الدول الافريقية، وتم تقديم مقترحات على إقامة اكاديميات للأهلي في غانا ونيجيريا.
وزاد: قمنا بتقديم أسماء معينة مثل صامويل اوبونج وريندوف، وقدمنا لهم رؤية بأن هؤلاء اللاعبين يحتاجون لتجارب معينة للتطور، وتم عرضهم على مدربي القطاع وخضعوا للمعايشة لمدة 10 أيام، تحت قيادة بدر رجب ومحمد شوقي ووليد سليمان، والثلاثي المسؤول وافقوا على التعاقد معهم. والجزء الذي ينقص معظم الأندية هي عملية التطوير لهؤلاء العناصر، والأهلي ينقصه برنامج تطوير في قطاع الناشئين بالكامل، ولذلك تصعيد اللاعبين يكون صعب للفريق الأول.
وتابع: حتى بالنسبة لاعارة اللاعبين، لا بد من انتقالهم لأندية تساعدهم على المشاركة المستمرة، لاكتساب الخبرات والتطور، وكان من ضمن الأسماء المعروضة أيضا، كان عبدالعزيز عيسي لاعب دريمز الغاني، وتم تأجيل البت في موقفه، لكنه ذهب لاحقا لنادي برشلونة الذي ارسله لفريق الشباب.
وأضاف: اتمنى أن تأخذ إدارة النادي الأهلي خطوة لإقامة اكاديميات في إفريقيا، وخلال رحلتي في غانا شاهدنا اكاديمية خاصة لنادي يوفنتوس الإيطالي، ولا بد من وضع استراتيجية لاكتشاف المواهب عن طريق تلك الاكاديميات.
أكمل: قمت بعقد اجتماعات مع بعض الأشخاص التي تم ترشيحها للعمل في لجنة الاسكاوتنج، لم نكن سوى 4 أفراد، ورحلت عن اللجنة بسبب خلاف في وجهات النظر مع محمد رمضان المدير الرياضي السابق، ولن أذكر الأسباب، كان هناك تحفظ على (سيستم العمل) والرؤية كانت مختلفة بيننا.
وأشار إلى أنه فوجئ بأنه خارج إدارة الاسكاوتنج، ولم يكن هناك تمهيد لهذا الأمر مطلقا، وكنت أعمل جيد في ملف بعض اللاعبين، ولكن فوجئت بانقطاع الاتصال مع محمد رمضان، ثم أبلغني لاحقًا أنني خارج الاسكاوتنج، موضحًا: "التمست العذر لـ رمضان أيضا، لأنه جاء في ظروف صعبة، ولدي تحفظ على طريقة رحيلي بشكل أو بآخر، كان المفترض أن يكون رحيلي بشكل أكثر احتراما".
وأتم: محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي لديه ضغوط كثيرة، وكان يتصل بي كثيرا للسؤال حول بعض الأمور، منها لاعبين مميزين كي ينضموا للأهلي، وأنا واحد من أبناء الأهلي الذي وقف بجانبي كثيرًا.. وقدمت العديد من الأفكار وعرضت رؤيتي على بعض الأمور، منها ما تم تنفيذه بالفعل.
Ali