منذ اليوم الأول للحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدءا من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دارت آلة الدعاية الإسرائيلية في "حرب نفسية" لا تقل ضراوة عن ما تفعله مدافع الاحتلال وطائراته في مسعى إلى تدمير مصادر الثقة بالمقاومة وانتزاعها من حاضنتها الشعبية، وهو ما قوبل بحرب مضادة استهدفت زعزعة شرعية الاحتلال أمام مواطنيه والرأي العام الدولي على حد سواء.

وشكلت "معركة السرد الدعائي" موضوع ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "تأثيرات سرديات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية في الرأي العام الفلسطيني خلال الحرب على غزة (25 يوليو/تموز- 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024)" ناقش فيها رئيس قسم الإعلام في جامعة المهرة اليمنية عبد الله بخاش أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية وكفاءة الأجهزة الإعلامية للمقاومة الفلسطينية في التصدي لها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحديات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةlist 2 of 2تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواسend of list من التبشير إلى الحرب النفسية

يعود ظهور مصطلح "دعاية" أو "بروباغندا" إلى بداية العقد الثالث من القرن الـ17 مرفقا مع العبارة اللاتينية (Congragatio de propaganda fide) والتي تعني "التجمع لنشر الإيمان"، وهو ما ربط مصطلح الدعاية في البداية مع شكل من أشكال النشاط الديني للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. واكتسبت الكلمة معناها السياسي مع اندلاع الحرب العالمية الأولى.

إعلان

وأصبحت الدعاية أداة للسيطرة والامتثال من قبل القوى الاجتماعية المهيمنة، أو ما يسميه عالم الاجتماع الفرنسي جاك إلول "دعاية الاندماج"، التي توظفها النظم الاجتماعية الحديثة لتشجيع المواطنين على الامتثال للنظام السائد ودعمه، وذلك عبر الصحف والتلفزيون والأفلام والكتب المدرسية واستنادا إلى مجموعة من أدوات الإقناع والمصادر المجهولة.

ويشرح مُنظّر الدعاية السياسية هارولد لاسويل تأثير الدعاية على الجمهور المتلقي بناء على مفاهيم المجتمع الجماهيري أولا وعلى علم نفس الاستجابة للمحفزات ثانيا، فالجمهور هدف مفتوح يمكن للرسالة الإعلامية أن تصيبه بسهولة وتؤثر فيه عبر استهداف محفزات الأفراد الداخلية والتلاعب بآرائهم ومواقفهم والتحكم فيها.

ومع توسع استعمال الدعاية السياسية وظهور السردية والسردية المضادة، نشأ ما يمكن تسميته بالحرب النفسية، وهي "استخدام الدعاية ضد العدو، إلى جانب التدابير العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية، قصد إضعاف معنوياته وكسر إرادته في القتال أو المقاومة، أو تعزيز عزيمة الحلفاء والمقاتلين".

ويرى باحثون أنها بمثابة حرب تدور رحاها بين "مجتمع المواطنين وساحة المعركة المسلحة".

المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استخدم أساليب الدعاية والحرب النفسية مرارا خلال شهور الحرب (الفرنسية) سردية وسردية مضادة.. المقاومة في مواجهة الاحتلال

تركز الدعاية الإسرائيلية على "شرعنة" انتهاكاتها في قطاع غزة، فهي تسعى إلى اكتساب الشرعية الأميركية أولا، والشرعية الدولية ثانيا لإدامة الحرب على القطاع قدر المستطاع وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهي من أجل ذلك تحرص على التموضع في شخصية الأخيار ضد أشرار ما يسمى "الإرهاب الفلسطيني".

ويقول خبير الدعاية الإسرائيلي عمير دوستري إن إسرائيل نفذت إستراتيجيات اتصالية متعددة عبر منصات مختلفة شملت وسائل الإعلام الرقمية ووسائل الإعلام الدولية والتواصل مع المؤثرين والشخصيات العامة على مستوى العالم إلى جانب تقديم الإحاطة للمسؤولين الحكوميين وطلب إزالة المحتوى التحريضي ضدها من وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

ورصد الباحث نواف التميمي مجموعة الأساليب التي استخدمتها إسرائيل لبث دعايتها في المجتمع الدولي، ومن بينها استضافة مؤثرين عالميين وكبار مذيعي التلفزيونات الأميركية وأساتذة جامعات عالمية، وكذلك تدريب طلاب وشخصيات عامة في نحو 90 جامعة في أميركا الشمالية على مناهج تجهزهم لإعادة بث الخطاب الدعائي الإسرائيلي.

المحلل السياسي الأميركي بين شابيرو ألّف كتاب "فخ حماس.. لماذا لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" (غيتي)

 

وبالمقابل، نشر الباحثان نيسيا روبنشتاين ونتانيل فلامر دراسة حول الحرب النفسية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل في الفترة ما بين عامي 2007 و2014 وتوصلا إلى أن الحركة مارست "حربا نفسية إسقاطية" تعكس معتقدات الحركة نفسها بدلا من استهداف الثقافة الشعبية للجمهور الإسرائيلي، وهو ما قلل من فاعلية الحرب النفسية التي شنتها حماس ضد إسرائيل.

لكن حماس طورت من أساليبها الدعائية في الفترة ما بين 2014 و2023 كما خلص إلى ذلك الباحثان في دراسة أخرى رصدا فيها استثمار الحركة للثقافة الشعبية الإسرائيلية وإعادة صياغتها "بشكل متقدم ومثير للإعجاب"، رغم أنها لم تحقق أي اختراق فعلي في وعي المجتمع الإسرائيلي، بسبب ما سمياه تجاوز الثقافة الإسرائيلية مرحلة تأثير الدعاية.

وخلص باحثون إسرائيليون آخرون مثل غابرييل فايمان ودانا فايمان ساكس إلى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان "غزوا بريا لآلاف المسلحين باتجاه المجتمعات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش" ولكنه كان في الآن ذاته "بداية لغزو نفسي صادم" نفذته حركة تعرف بأنها "إحدى أكثر المنظمات خبرة في مجال الدعاية والحرب النفسية"، وهو ما وُصف بالحرب الجسدية النفسية المزدوجة.

ولم تتأخر إسرائيل كثيرا في التعامل مع "هجوم حماس الدعائي"، فقد وجد التحليل النوعي الذي أجراه الباحث باسم الطويسي أن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام العالمية كانت متصدرة على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، لكنها سرعان ما بدأت بالخفوت بعد ظهور رواية مناقضة تماما على منصات الإعلام الرقمية، خاصة بعد قصف المستشفى المعمداني في غزة.

حرب غزة.. أو ملحمة الحرب النفسية

تميز بحث بخاش حول تأثير سرديات الدعاية الإسرائيلية، باعتماده على مسح أجراه لآراء نحو 40 مشاركا من الجمهور الفلسطيني العام، خلال الفترة الممتدة من 25 يوليو/تموز إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حول حملات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية التي تعرضوا لها.

إعلان

وتصدر كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -الذي استقال لاحقا- قائمة مصادر الدعاية الإسرائيلية الأكثر استهدافا للرأي العام الفلسطيني، وهما إلى جانب منصبيها في الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، يرأسان اثنين من أكبر أحزاب اليمين الإسرائيلي، ويعرفان بتصريحاتهما العنصرية المعادية للعرب والفلسطينيين.

ورأى 68% من المشاركين في الاستطلاع أن القنوات الأميركية كانت قناة الدعاية الأكثر توظيفا في حملات الدعاية الإسرائيلية، فيما جاءت منصات التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، تليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فوسائل إعلام عربية، ثم المشاهير والشخصيات المشهورة.

وتكشف نتائج الدراسة أن التهجير والقتل والعنف المفرط والتجويع والحصار وافتعال الأزمات وإثارة الرعب والتخويف وتدمير المساكن كان لها دور أكثر تأثيرا وفاعلية في الحرب النفسية الإسرائيلية من شيطنة المقاومة والتضليل والإسقاط النفسي والتحريض على إثارة الفتنة وغيرها من أساليب الدعاية الأخرى.

المقاومة نشرت العديد من المقاطع المصورة للأسرى الإسرائيليين في إطار الحرب النفسية التي استهدفت الجمهور الإسرائيلي (مواقع التواصل)

 

وفضل المشاركون في الدراسة التعامل مع الدعاية الإسرائيلية بمزيج من الإستراتيجيات الاتصالية، تتضمن الأخذ بسياسة الهجوم المضاد مع تكثيف الضغط الإعلامي لإحراز تفوق على مصادر الدعاية الإسرائيلية وتحقيق الفعل الاستباقي وتفكيك الفكر الصهيوني وراء حملات الدعاية الإسرائيلية.

وأكد نحو 70% من المشاركين رضاهم على أداء المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة الفلسطينية، وأبدوا ثقتهم في نجاعتها أمام الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الرأي العام الفلسطيني، فقد كان أداء إعلام المقاومة -حسب نتائج الدراسة- مستمرا ومنتظما وكان خطابها الاتصالي صادقا وواقعيا وفعالا، مما حقق تفوقا في الكفاءة الاتصالية على أجهزة الدعاية الإسرائيلية الموجهة.

إعلان

 

[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من خلال هذا الرابط]

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الحرب النفسیة الإسرائیلیة الدعایة الإسرائیلیة الدعایة الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول وسائل الإعلام وهو ما

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: العدوان الإسرائيلي مستمر منذ 20 شهراً ومجازره تكشف فشل الرهانات وتسقط أوهام التسوية

يمانيون/ خاص

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الإسرائيلي الوحشي والإجرامي لا يزال مستمراً بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً، في واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخ الصراع، مشيراً إلى أن جرائم العدو الإسرائيلي في الأسبوع الجاري وحده أسفرت عن أكثر من 2400 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضح السيد القائد، في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن نسبة الإبادة بين سكان القطاع بلغت نحو 9%، وهي نسبة عالية وغير مسبوقة حتى بالمقارنة مع الحروب الكبرى في العصر الحديث.

 

مصائد الموت وتجويع ممنهج.. إبادة تحت غطاء “المساعدات”

وخلال كلمته، أشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي، وبالشراكة مع الإدارة الأمريكية، ينفذ سياسة إبادة مزدوجة عبر التجويع والقتل، مؤكدًا أن ما يسمى بـ”مراكز توزيع المساعدات” تحولت إلى مصائد موت ومراكز للإعدام الجماعي.

وقال: “العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي سعوا لتحويل توزيع المساعدات إلى وسيلة إبادة؛ فما إن يجتمع الجائعون من أبناء الشعب الفلسطيني حتى يتم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر، في مشاهد مأساوية تجسّد بشاعة الجريمة”.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة منذ أكثر من 100 يوم، ليُجبر السكان على اللجوء إلى مراكزه التي صارت أدوات للإعدام لا للإغاثة.

 

استهداف متواصل للقدس والمسجد الأقصى

واستعرض السيد القائد الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على القدس والمسجد الأقصى، موضحًا أن الصهاينة يواصلون الاقتحامات اليومية وأداء الطقوس التلمودية والرقصات المستفزة، بالتزامن مع حملات التهويد الواسعة، وهدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي في أحياء القدس مثل الشيخ جراح، وسلوان، والعيساوية، وجبل المكبر.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي كثف من تحركاته للسيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس يهودي، ضمن محاولاته المستمرة لطمس المعالم الإسلامية.

الضفة المحتلة تحت القمع اليومي

وأكد السيد القائد أن جرائم العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستمرة يومياً، وتشمل القتل والاختطاف، وهدم البيوت، وتجريف الأراضي، ومصادرتها، واغتصابها، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.

لا خيار إلا المقاومة… وفشل رهانات التسوية

وجدد السيد القائد التأكيد أن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح والفعال والوحيد، مضيفاً أن الرضوخ لأي خيارات أخرى ليس سوى استسلام وضياع وخسارة شاملة.

وأشاد بصمود المجاهدين في غزة، الذين يواجهون العدو الإسرائيلي ببسالة عالية، مشيراً إلى أن كتائب القسام نفذت أكثر من 16 عملية نوعية في الأسبوع الجاري، شملت استهداف آليات ومواقع عسكرية، إضافة إلى عمليات قنص مباشرة.

كما أشار إلى الكمائن المحكمة التي ألحقت خسائر مباشرة في صفوف العدو، مؤكدًا أن حصيلة خسائر العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع تظهر فاعلية المقاومة وثبات المجاهدين.

ونوّه إلى الدور المهم الذي قامت به سرايا القدس في إطلاق رشقات صاروخية على مدينة عسقلان، إلى جانب مشاركة بقية فصائل المقاومة في التصدي البطولي للعدوان.

ولفت إلى أن فشل العدو في حسم المعركة ميدانيًا دفعه للاستعانة بخونة وعصابات إجرامية في محاولة بائسة لتحقيق مكاسب على الأرض.

 

تصعيد في لبنان وسوريا.. والمقاومة ضمانة أمن وسيادة

وتطرّق السيد القائد إلى التصعيد الإسرائيلي في لبنان، موضحًا أن العدو نفذ غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى، في إطار اعتداءاته المتكررة، ما يدل على أن رهانات التسوية سقطت بالكامل، وأن المقاومة أصبحت الضمانة الحقيقية للدفاع عن لبنان.

ودعا اللبنانيين إلى التكاتف خلف المقاومة، وخصوصًا حزب الله، لما يمثله من حصن ضد العدوان.

أما في سوريا، فقد أشار إلى أن العدو الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفاً مدفعياً، إلى جانب عمليات توغل وتجريف لأراضٍ زراعية، ما يعد خرقاً فاضحًا للسيادة السورية.

 

الدعم الأمريكي والتخاذل العربي: تغذية مباشرة للجرائم

وشدّد السيد القائد على أن الشراكة الأمريكية هي المحرّك الأساسي للعدوان الإسرائيلي، وتمنحه الغطاء السياسي والعسكري لمواصلة المجازر.

وأشار إلى أن التخاذل العربي والإسلامي هو عامل محوري في استمرار الإبادة، حيث أن معظم الأنظمة العربية لا تقدم أي دعم حقيقي، بل يُصنف بعضها حركات المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.

وقال: “الأمة في تخاذلها تفرط في مسؤولية إنسانية ودينية، وتهدد أمنها ودينها ومصالحها، كما أن تجاهل المخاطر غير مبرر، لأن بوسع الأمة أن تقدم الكثير.”

وأضاف أن هذا التفريط له عواقب حتمية، وله آثار على واقع الشعوب كما على حساباتهم الإيمانية والأخلاقية، مؤكداً الحاجة إلى تربية إيمانية تُعيد الثقة بالله والتحرك الجاد.

 

الحج محطة تربوية فقدت أثرها

وأكد السيد القائد أن فريضة الحج يجب أن تستعيد فاعليتها كمحطة تربوية وإيمانية، معبّرًا عن أسفه لأن أداءها اليوم بات باردًا ومنفصلًا عن أهدافه، مما أفقده أثره في توحيد الأمة ورفع معنوياتها.

مضيفاً أن عيد الأضحى يمثل درساً في التسليم لله والثقة بتوجيهاته، وهو ما تحتاجه الأمة بشدة في ظل ما تعانيه من أزمات وانحرافات، داعيًا إلى جعل المناسبات الدينية محطات للبناء الإيماني والتربوي، واستعادة العلاقة الصحيحة مع الله.

ودعا قائد الثورة إلى إحياء مقاصد الحج وعيد الأضحى بما يساهم في تربية الأمة واستنهاضها، مشيراً إلى أن الفراغ الروحي والابتعاد عن هدى الله هو ما أوصل الأمة إلى واقعها المؤلم.

 

 

نكسة حزيران… دروس لم تُستفد منها

واستعرض السيد القائد ذكرى نكسة حزيران 1967، معتبراً أنها محطة يجب التوقف عندها لاستخلاص العبر، حيث خسر العرب خلال ستة أيام فقط بقية فلسطين وأجزاء من أراض عربية أخرى رغم تفوقهم العسكري حينها.

وانتقد التحول العكسي في المواقف العربية، حيث أعلنوا لاءات الخرطوم الثلاث (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف)، ثم اتجهوا عكسها تماماً.

وقال إن العرب لم يعملوا على معالجة أسباب الهزيمة، ولم يدعموا خيار المقاومة بجدية، رغم ما أثبتته التجربة من نجاحات كبيرة حققتها المقاومة في فلسطين ولبنان.

 

المقاومة درس عملي.. والدعم الصادق لها واجب حتمي

وأكد السيد القائد أن المقاومة في غزة تمثل نموذجاً ناجحاً وفعالاً يجب دعمه بكل السبل، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي فشل في القضاء عليها رغم مرور أكثر من 600 يوم على العدوان، ورغم تفوقه العسكري والدعم الأمريكي الكبير.

ولفت إلى أن الجيوش العربية انهزمت في 6 أيام، بينما غزة المحاصرة صمدت لأكثر من 600 يوم، في مشهد يفضح التخاذل العربي ويعزز شرعية المقاومة.

 

الغرب يغطي جرائم العدو الإسرائيلي بإجراءات رمزية

وأشار السيد القائد إلى أن بعض الدول الغربية تحاول التغطية على موقفها المخزي ببعض الإجراءات الرمزية، كما هو الحال مع بريطانيا التي لها الدور الأكبر في مأساة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الإجراءات الجادة المطلوبة هي وقف التعاون العسكري مع العدو الإسرائيلي، وفرض المقاطعة الاقتصادية والسياسية، لا الاكتفاء بالشعارات أو الإدانات المحدودة.

مقالات مشابهة

  • موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران
  • أبرز القيادات التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية على إيران
  • مزيان يُحذر من حملة السطو الممنهجة التي تقودها أطراف معينة للمساس بكينونة الجزائر
  • السيد القائد: العدوان الإسرائيلي مستمر منذ 20 شهراً ومجازره تكشف فشل الرهانات وتسقط أوهام التسوية
  • هآرتس: غريتا ثونبرغ عرّت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقالها
  • الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمد
  • غزة.. عزف على أوتار المقاومة وسط دمار الحرب والحصار
  • FT: تحول في الرأي العام الإسرائيلي تجاه حرب غزة
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • كاتبة إسرائيلية: نعيش ضغوطا نفسية هائلة بسبب الحرب