[email protected]

مقدمة:

في ظل التنافس الدولي المتصاعد للسيطرة على سواحل البحر الأحمر، تبرز الموانئ السودانية كإحدى أهم الأهداف الاستراتيجية لمختلف الدول، بما في ذلك الصين عبر مشروع "طريق الحرير" ومطامع أخرى من دول إقليمية وعالمية تسعى لتعزيز نفوذها التجاري والعسكري. وسط هذه الأجواء، تتعالى الأصوات التي تهاجم إدارة الموانئ المحلية، متهمة إياها بالفشل والفساد، بالإضافة إلى حملات منظمة تهدف لتشويه صورة شعب البجا الأصيل الذي كانت ولا تزال الموانئ السودانية في أرضه منذ نشأتها.

هذه الاتهامات، التي تفتقر لأدلة موثوقة، تثير الشكوك حول وجود دوافع سياسية واقتصادية خفية تسعى لتهيئة الأجواء أمام الاستثمارات الأجنبية. فهل هذه الانتقادات تعكس واقعًا بائسًا، أم أنها جزء من مخطط خبيث يستهدف إفشال الإدارة المحلية وتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب؟

1. الطريق البري والميناء الجنوبي بين تعنت حكومة قحت ورفض البجا:

خلال فترة حكومة قحت، شهدت الموانئ السودانية والطريق البري احتجاجات واسعة قادها شعب البجا بسبب تعنت الحكومة في محاولة فرض المسار الإريتري في اتفاقية محاصصة جوبا، وكذلك استمرارها في نهج نظام الإنقاذ بمحاولات خصخصة الموانئ وتسليمها لشركات أجنبية، مثل الشركة الفلبينية الإماراتية. هذه المحاولات لم تقتصر فقط على خصخصة الموانئ، بل امتدت إلى مساعٍ لبيع مرسى أبو عمامة لأسامة داؤود، صديق حمدوك، وتحويله إلى ميناء إماراتي، مما أثار غضب البجا الذين أدركوا بوضوح خطورة هذه المخططات على سيادة السودان.

ما يُثير الاستغراب هو الربط المتعمد بين احتجاجات البجا وإغلاقهم للطريق القومي والموانئ باعتصام القصر والانقلاب، وهو ما روج له إعلام قحت، إلى جانب الإعلام الإريتري وهيئة موانئ أبو ظبي. والحقيقة التي تم تجاهلها عمدًا أن البجا لم يشاركوا في اعتصام القصر، بل كان المشاركون فيه هم بعض الإريتريين عن طريق الأمين داويد وجماعته، مما يكشف حجم التضليل الذي تمارسه هذه الجهات لتشويه موقف البجا الرافض لخصخصة الموانئ.

---

2. خبث التشويه الممنهج ضد البجا:

إن الاتهامات التي تروج لها بعض الجهات بسرقة أمتعة المسافرين وتهديدهم، مع التركيز على أن معظم العمال ينتمون لمكونات شعب البجا، تعكس نية مبيتة لتشويه صورة هذا الشعب الأصيل المعروف عبر التاريخ بأمانته ونزاهته. الموانئ السودانية، التي أنشئت على أرض البجا منذ القدم، لم يسجل التاريخ أي حوادث تقدح في أمانتهم أو نزاهتهم، مما يجعل هذه الاتهامات تبدو كحملة مدروسة تستهدف إضعاف موقفهم الرافض لبيع الموانئ أو تأجيرها لجهات أجنبية.

إن محاولة تحييد أهلنا البجا عبر هذه الحملات الخبيثة لا تهدف فقط إلى إضعاف موقفهم، بل إلى تهيئة الأجواء لتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب تحت ذريعة الفشل المحلي. هذه السياسة تحمل في طياتها أبعادًا خطيرة تسعى إلى إقصاء المكونات الأصيلة للشعب السوداني لصالح أجندات خارجية.

3. الأبعاد السياسية والاستراتيجية: مطامع الاستثمار الأجنبي:

البحر الأحمر يمثل شريانًا استراتيجيًا للتجارة العالمية، والموانئ السودانية تُعد بوابة رئيسية للتجارة الأفريقية. مع دخول الصين بمشروع "طريق الحرير" ومشاركة دول أخرى مثل الإمارات والسعودية، يتزايد التنافس على هذه الموانئ. في هذا السياق، تبرز عدة دوافع سياسية تقف خلف محاولات إفشال الإدارة المحلية، منها:

1. تحجيم الدور الصيني: تسعى بعض الدول الغربية إلى عرقلة النفوذ الصيني المتزايد على الموانئ السودانية، وذلك عبر دعم مشروعات استثمارية بديلة أو تشويه الإدارة المحلية لإجبار الحكومة على اللجوء لمستثمرين أوروبيين أو أمريكيين.

2. تعزيز النفوذ الإقليمي: دول إقليمية، مثل الإمارات والسعودية، ترى في الموانئ السودانية وسيلة لتعزيز نفوذها على البحر الأحمر. لذلك، فإن أي فشل للإدارة المحلية يمثل فرصة سانحة للاستحواذ على هذه الموانئ بعقود طويلة الأجل.

4. ضرورة الرد القانوني الحاسم:

لا يمكن الاكتفاء بالنفي الإعلامي أو الدفاع الضعيف أمام هذه الحملات، بل يجب تبني استراتيجية قانونية حازمة تشمل:

1. فتح بلاغات إشانه سمعة: ينبغي على السلطات السودانية فتح بلاغات إشانه سمعة ضد كل من يروج لمحتويات تسيء لشعب البجا أو تشوه سمعة الموانئ السودانية، وفقًا لقوانين المعلوماتية التي لا ترحم من يتعمد نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة.

2. تطبيق قوانين المعلوماتية بحزم: يتوجب على السلطات المعنية ملاحقة ومحاسبة كل من يصنع محتوى مسيء لأي من مكونات السودان، وتفعيل العقوبات المنصوص عليها في قوانين الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية دون تردد.

3. بيانات رسمية لرد الاتهامات: إصدار بيانات رسمية من إدارة الموانئ والجهات السيادية في السودان للرد على هذه الاتهامات بنزاهة وشفافية، مع تقديم الأدلة التي تدحض هذه الشائعات.

خاتمة:

الموانئ السودانية تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والسيادة، وتسليمها لمستثمرين أجانب تحت ضغط الانتقادات الداخلية وحملات التشويه ليس حلاً مستدامًا. على الحكومة السودانية أن تدرك أن الحفاظ على هذه الموانئ يتطلب خطة استراتيجية توازن بين حاجتها للاستثمارات وبين حماية سيادتها الوطنية.

إن محاولة تشويه صورة شعب البجا، الذين لطالما عرفوا بأمانتهم ورفضهم القاطع لبيع الموانئ، تكشف حجم التآمر والخبث السياسي الذي يسعى لتحييد الأصوات الوطنية المخلصة. الرد الأمثل يتمثل في التماسك الوطني والتمسك بسيادة السودان على موانئه، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد كل من يسعى لتشويه صورة المكونات الأصيلة للشعب السوداني.

#لا_لبيع_موانئ_السودان #ضد_التشويه_الممنهج #سيادة_سودانية_لااستثمار أجنبي
#لا_لإقصاء_البجا #ضد_المؤامرات_الخارجية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الموانئ السودانیة الإدارة المحلیة شعب البجا على هذه

إقرأ أيضاً:

اختتام المرحلة الثالثة من برنامج الشهادة التخصصية في الإدارة المحلية بإبراء

اختتمت في ولاية إبراء أعمال المرحلة الثالثة من برنامج «الشهادة التخصصية في الإدارة المحلية العمانية 2025»، التي خُصصت هذا العام لمقرر «الاقتصاد اللامركزي»، وقدمه الدكتور يوسف بن محمد الريامي على مدى يومين، مستهدفًا كوادر الإدارة المحلية من الفئات الفنية والتخصصية والخدمات المعاونة.

يأتي البرنامج ضمن مبادرات التأهيل القيادي التي تنفذها محافظة شمال الشرقية، في إطار تعزيز كفاءة الكوادر الوطنية وتمكينها من أدوات الإدارة الحديثة، بما يواكب توجهات «رؤية عمان 2040».

وتناول البرنامج المفاهيم الأساسية للاقتصاد وتطوره في السياق العماني، مع تسليط الضوء على التوجهات الاقتصادية لـ«رؤية عُمان 2040»، وأهم مرتكزاتها، وأبرز التحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى دور الاقتصاد اللامركزي في دعم استقلالية المحافظات، وتمكينها من إدارة شؤونها الاقتصادية والتنموية بكفاءة ومرونة.

كما اشتمل البرنامج على محاور عدة مثل الاقتصاد الرقمي، والسلوكي، والدائري، واستعراض مفهوم الاقتصاد اللامركزي، ودور المؤسسات الاقتصادية المحلية، وسبل تعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى تقديم نماذج واقعية من المحافظات وتحليل آليات التمكين الاقتصادي للمجتمعات المحلية.

وقدّمت المدربة عذاري الداؤدية ورشة تفاعلية بعنوان «اشحن طاقتك»، تناولت خلالها أهم المهارات والقدرات الذاتية التي تعزز من قدرة الموظف على التكيّف الإيجابي مع ضغوط العمل والبيئة المؤسسية المحيطة، وذلك ضمن البرنامج المصاحب لفعاليات المرحلة التدريبية.

وقد شهد البرنامج تفاعلًا كبيرا من المشاركين، من خلال نقاشات موسعة وتطبيقات عملية ودراسات حالة، إلى جانب اختبار تقويمي ختامي لقياس مستوى الاستيعاب.

وفي ختام البرنامج، أشاد المدير العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية، بتفاعل المشاركين والتزامهم، مؤكدًا أهمية استمرار هذه البرامج النوعية لإعداد كوادر وطنية قادرة على اتخاذ وصناعة القرار المحلي برؤية اقتصادية متجددة.

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: تشويه صورة البرلمان.. معركة على شرعية التمثيل
  • وزير البترول: توطين الصناعات المحلية في مقدمة أولويات الحكومة
  • حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي
  • مصطفى بكري: «تنظيم الإخوان الإرهابي وراء حملات تشويه صورة مصر والتظاهرات أمام السفارات»
  • أقوى مما تتخيلون .. مصطفى بكري يردّ على حملة تشويه صورة مصر
  • تعرف على أبرز أقوال الصحف السودانية اليوم
  • نائب: بيان الخارجية في توقيته.. ومحاولات تشويه موقف مصر تسقط أمام الحقائق
  • اختتام المرحلة الثالثة من برنامج الشهادة التخصصية في الإدارة المحلية بإبراء
  • مصر تستهجن الدعاية المغرضة التي تستهدف تشويه دورها الداعم لـ القضية الفلسطينية
  • مصر تستهجن الدعاية المغرضة التي تستهدف تشويه دورها الداعم للقضية الفلسطينية