واشنطن "د. ب. أ": ركزت تقارير وسائل الإعلام الغربية عن حرب أوكرانيا الجارية على إبراز قدرات الجانب الأوكراني، بينما قللت من قوة الروس. وبالتالي فقد تفاجأ بعض المراقبين من أن مقاتلات "اف16-" التي تبرع بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أوكرانيا كانت غير فعالة في الغالب ضد المقاتلات الروسية من طراز "سوخوي-35"، حيث اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية بصراحة في عام 2023 بأن مقاتلات "اف-16 " "قديمة" و "لا يمكنها مواجهة" الطائرة الحربية الروسية التي تنتمي إلى الجيل الرابع.

وقال المحلل الجيوسياسي والعسكري الأمريكي براندون ويشيرت، المحرر البارز في شؤون الأمن القومي بمجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، في تحليل نشرته المجلة إنه عندما شنت روسيا حربا في أوكرانيا قبل ثلاثة سنوات، تعرضت للسخرية على نطاق واسع في الصحافة الغربية بسبب اعتمادها على معدات ضعيفة ترجع إلى العصر السوفيتي.

وفي الواقع، نتجت إخفاقات الجيش الروسي في الأيام الأولى من الحرب على الأقل جزئيا، عن الاعتماد على هذه المعدات ضد الذخائر الحديثة التي قدمها حلف الناتو إلى أوكرانيا - وأبرزها صاروخ "جافلين". ورأى ويشيرت أنه في جميع الحروب، يعد التكيف أمرا مهما للغاية- وقد قضت روسيا الأعوام الثلاثة الماضية في علاج أوجه القصور في معداتها السوفيتية القديمة وعملت على تعزيزها بعد العديد من الدروس الصعبة التي تعلمتها في ساحات القتال في شرق أوكرانيا. وتتسم الحرب بأنها عملية ديناميكية، وأيا كانت الأنظمة التي يتم استخدامها في بداية الصراع - خاصة إذا استمر هذا الصراع لفترة طويلة مثل الحرب في أوكرانيا - فإن هذا يعني أنه يتعين على الجيش تكييف أنظمته باستمرار بناء على الخبرات التي يكتسبها من ساحة المعركة. وقد فعلت روسيا هذا، إلا أن أوكرانيا، التي تعتمد على أنظمة الناتو الحديثة، لم تفعل ذلك في الغالب - مع نتائج يمكن التنبؤ بها في القتال.

بالإضافة إلى ذلك، ربطت موسكو قاعدتها الصناعية الدفاعية في وقت الحرب بالحاجة إلى التكيف والتطوير المستمر للمعدات. وقد استفادت المقاتلة "سوخوي-35" من هذه التعديلات التي دفعت إليها الدروس المؤلمة التي تعلمتها في ساحات القتال. ويأتي هذا حتى قبل التميز في تصميمها الكلي.

وقال ويشيرت إن الميزة الكبيرة للمقاتلات"سوخوي-35" في القتال تأتي من قدرتها الفائقة على المناورة، والتي لا تضاهيها سوى طائرات غربية قليلة. وأشار أحد قادة حلف الناتو السابقين إلى أن الطائرة الحربية "اف35- لايتنينج" التي تنتمي للجيل الخامس "ستتراجع على الأرجح" إذا اكتشفت مقاتلة "سوخوي-35" على الرغم من أن المقاتلة "اف35-" ستكون قادرة بشكل شبه مؤكد على رؤية "سوخوي-35" أولا، ولكن "سوخوي-35" ستكون قادرة على الأرجح على تفادي أي صواريخ تطلقها "اف35-" عليها، قبل الدخول في معركة جوية من المرجح أن تفوز بها المقاتلة الروسية.

وفي الواقع، تؤكد الشركة المصنعة للمقاتلة"سوخوي-35" على أنه لا توجد حدود لزوايا الهجوم في الطائرة. وقال ويشيرت إنه على الرغم من ذلك فإن الاشتباكات الافتراضية بين مقاتلتين من طرازي"سوخوي-35" و"اف-35 " غير ذي صلة إلى حد كبير بحرب أوكرانيا. وتبقى الحقيقة أن مقاتلة"سوخوي-35" هي لاعب قوي في الجو، بغض النظر عن رغبات الغربيين. أما بالنسبة للحمولة، فإن حزمة أسلحة "سوخوي-35" جديرة بالذكر، حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخا قصير المدى، بزيادة أربعة صواريخ عن المقاتلة "اف22- رابتور". بالإضافة إلى ذلك، يمكن تزويدها بأربعة صواريخ "ار 37 ام"، والتي يحتوي كل منها على رأس حربي يزن 60 كيلوجراما. ويمكن للصواريخ أن تصل إلى سرعة مذهلة تبلغ "6 ماخ" وتضرب الأهداف على بعد 248 ميلا. وهناك أيضا مدفع 30 مليمتر آلى قوي من طراز "جريازيف-شيبونوف جي اس اتش- 301" يحمل 150 طلقة. واعتبر ويشيرت أنه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها ضد الدفاعات الجوية الأوكرانية، فإن المقاتلة "سوخوي-35" لديها نظام حرب إلكترونية من طراز "كينيرتي ال 175 ام خيبيني- ام"، مما يجعل من الصعب على صواريخ العدو اكتشاف وتتبع "سوخوي-35" أثناء تحليقها فوق أراضي العدو.

وبين هذا النظام وسرعة "سوخوي35-" ومزايا زاوية الهجوم، لا يزال من الصعب إسقاط هذه الطائرة. ويرى ويشيرت أنه على الرغم من كل الضجة في وسائل الإعلام الغربية حول مدى سوء مقاتلات "سوخوي-35" الروسية، لم يتم إسقاط سوى ما يترواح بين 7 و13 مقاتلة من منها بشكل إجمالي، على الرغم من تقارير سابقة ذكرت أن أوكرانيا أسقطت العشرات من تلك المقاتلات.

وتظهر مراجعة سريعة لعدة مصادر غربية وأخرى مرتبطة بروسيا أن أسطول روسيا من مقاتلات "سوخوي-35" والذي كان يبلغ 120 مقاتلة بدأت بها روسيا الحرب، بلغت نسبة الخسائر به 11% على الأكثر. وبعبارة أخرى، تعد بيانات أوكرانيا المتعلقة بنسبة خسارة مقاتلات "سوخوي-35" الروسية متفائلة للغاية.

ولذلك، يتعين على المحللين أن يكونوا أكثر حذرا عند تقييم مقاتلات "سوخوي-35"، فإذا كانت حقا غير فعالة، لماذا سيشتري الجيش الروسي عشرات المقاتلات الإضافية منها؟ واختتم ويشيرت تحليله بالقول إنه قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على مقطع فيديو تم نشره مؤخرا على الإنترنت للخطوط الأمامية في كورسك، حيث كان القتال بين القوات الأوكرانية والروسية هو الأكثر شدة. ويظهر الفيديو كيف استخدم الجيش الروسي مقاتلات "سوخوي35-" بفعالية كبيرة ضد الأوكرانيين على الأرض. وسيكون الاستراتيجيون الغربيون حمقى إذا قللوا من شأن هذه الطائرة الحربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على الرغم من سوخوی 35

إقرأ أيضاً:

الكابتن «الثور» محلل رياضي مبدع

 

 

تابعت مؤخرا العديد من مقاطع الفيديو التي يتحفنا بها الكابتن سفيان محمد الثور على قناته الخاصة، والتي يتناول ويقدم فيها تحليلات فنية وتكتيكية دقيقة ومفيدة حول مجالات عديدة في العمل الرياضي، حيث يطرح أفكارًا وتحليلات رياضية تشخيصية واقعية وراقية للمباريات والمنافسات الرياضية وعن الواقع الرياضي المحلي والدولي.
يعد الكابتن سفيان محمد الثور واحدا من أبرز الشخصيات الرياضية في اليمن، حيث جمع بين مسيرته الكروية المميزة وتحليلاته الفنية الرائعة وبذلك ظهر بشخصية فريدة عن بقية الرياضيين، لقد لعب الثور في صفوف النادي الاهلي الصنعاني والمنتخب اليمني في نهاية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وحقق العديد من الإنجازات والنجاحات.
بعد اعتزاله اللعب، اتجه الكابتن الثور إلى التحليل الفني الرياضي من خلال مشاركاته ومداخلاته مع القنوات الفضائية لتشخيص العمل الرياضي وتقييم المباريات واللاعبين، وقدم مؤخرا العديد من الفيديوهات التحليلية الرائعة على قناته ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كونه يمتلك مخزونا معرفيا كبيرا في مجال كرة القدم، ويقدم تحليلات فنية رائعة تستند إلى خبرته الطويلة في الملاعب ومتابعته المستمرة للشأن الرياضي محليا ودوليا وأصبح مرجعا رياضيا مهما للعديد من اللاعبين والمدربين والمتابعين للرياضة في اليمن.
يتميز الكابتن الثور بمواهب فذة في التحليل الفني وأسلوب الطرح الذي يعتمد على الجانب التاريخي والمهني في مجال كرة القدم، حيث يقدم تحليلات وصفية دقيقة وتسلسلاً تاريخياً رائعاً لكرة القدم وهذه الثقافة العالية تسهم في إثراء المشاهد الرياضي اليمني من خلال تحليلاته الفنية الرائعة، ولما يمتلكه الكابتن الثور من خلفية رياضية غنية تمكنه من تقديم تحليلات فنية وتكتيكية دقيقة.
لم يستكن الرياضي الكبير سفيان الثور، بل شغل نفسه في المطالعة والقراءة والمتابعة منذ اعتزاله اللعب وهذا ما أكسبه ثقافة عالية وقدرة على تقديم تحليلات رياضية دقيقة ومفيدة، حيث يقدم قراءات فنية وتكتيكية عن الرياضة المحلية والإقليمية والدولية في قناة رياضية على اليوتيوب، ويطرح أفكارا وتحليلات رياضية تشخيصية واقعية وراقية عن المباريات والمنافسات الرياضية المحلية والقارية والأوروبية، تجعل من تابعه مرة واحدة يكون حريصا على الاستمرار في الاستمتاع لما يطرحه بسلاسة مطلقة مشفوعة بالأدلة والصور والقصص الجميلة.
يتمتع الثور بشخصية فريدة، تتدفق روحه أخلاقا وثقافة وحبا وإخلاصا للرياضة، حيث يواصل عطاءه الإبداعي طوال حياته وهو بدون أدنى شك يعتبر قدوة للعديد من الشباب والرياضيين، ويعتبر الكابتن الثور في الوقت الحالي أحد أبرز المحللين الرياضيين المحترفين في اليمن، وهنا يجب على القنوات الرياضية والإعلام المهتم بالرياضة المحلية والإقليمية الاستفادة منه والاهتمام بمثل هذه الشخصيات المبدعة وأصحاب الإرث المعرفي الكبير في مجال كرة القدم، بإعطائه حقه من الاهتمام والرعاية لمثل هكذا إبداع.

مقالات مشابهة

  • اتفاق شامل بين أمريكا والاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • نداء لوقف الاقتتال: عرمان يحذر من تكرار كارثة إقليمية
  • خبير اقتصادي:رواتب موظفي الإقليم في خطر لعدم التزام حكومة البارزاني بالإتفاق مع بغداد
  • الكابتن «الثور» محلل رياضي مبدع
  • الحرب الروسية الأوكرانية| هجمات متبادلة بالمسيّرات.. وسقوط 5 قتلى
  • فقد قدرته على المناورة.. حركة الجهاد: الاحتلال هو المنسحب من مفاوضات غزة
  • رئيس أوكرانيا يعترف: نخوض قتالا صعبًا حول بوكروفسك
  • دريجة يصف عرض الدبيبة لواشنطن بـ”الحلم الطويل”.. ويشكك في قدرة التمويل
  • خطيب الجامع الأزهر: الإسلام أولى الوقت والزمان عناية فائقة.. فيديو
  • تم تحديد موعد تسليم المقاتلة التركية قآن.. لا تستطيع تصنيعها سوى أربع دول في العالم