بوابة الوفد:
2025-05-30@23:40:08 GMT

السينما واستعادة روح ثورة 1919

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

شاهدت مؤخرا فيلم «كيرة والجن»، بعد عرضه على إحدى المنصات التلفزيونية، والذى يحكى جانبا هاما من تاريخ مصر خلال الاحتلال البريطانى، وكيف غيرت ثورة 1919 حياة الناس، وكيف طورت أفكارهم، وتصوراتهم بشأن الحياة.

وفى الحقيقة، فإننى لم أكن أتصور أن هناك عملًا سينمائيًا يمكن أن يقدم بعض أحداث ثورة 1919 الخالدة بهذه الحيوية والإثارة، حتى شاهدت الفيلم الذى عمل جميع المشاركين فيه بشكل احترافى.

بالطبع أعجبنى الفيلم، قصة، وأداءً، وإخراجًا، وديكورًا، وموسيقى، وشعرت بألفة حقيقية مع الأحداث التى سبق وقرأت الكثير عنها فى كتب التاريخ.

غير أن أفضل ما شعرت به بعد المشاهدة هو أن هذا العمل يقيم جسرًا قويًا بين الأجيال الجديدة المنبعثة فى حقبة ما بعد العولمة، والتطور التكنولوجى، ومواقع التواصل الاجتماعى، وبين ماض عظيم تعرض لتشويه وتهميش متعمد طال عدة سنوات حتى توارى ذكر كثير من العظماء والأبطال الذين قدموا تضحيات عظيمة من أجل مصر.

لقد كنت أشعر بالأسف الشديد من نفور كثير من الشبان من التاريخ المصرى الحديث، وشيوع حالة من اللامبالاة تجاهه، تحت تصور ذائع يقول إن دراسة التاريخ ومعرفته لا تفيد ولا تضر. وقطعًا فإن الأمم العظيمة تتعلم من دروس التاريخ ما ينير لها حاضرها ومستقبلها.

ولا شك أن الفيلم أعادنى روحا وعقلا إلى استذكار سير مناضلين عظماء كافحوا وضحوا فى سبيل الوفد، ووصلتنا سيرهم بدءا بالزعيم سعد زغلول، ومذكراته الرائعة والماتعة، ومرورا بسير ومذكرات عبدالرحمن فهمى، وعريان سعد يوسف، وأمين فخرى عبدالنور، وغيرهم.

تذكرت أيضا أن تاريخنا يُمكن أن يقدم بصورة جذابة ورائعة إن تخلى مدونوه عن أغراضهم وتوجهاتهم المسبقة، وكتبوا باستقلالية وتجرد مُنحين الجوانب العاطفية جانبا. لقد كان من المؤسف أن التدوينات الأولى لتاريخ ثورة 1919 تمت فيما بعد ثورة يوليو 1952، وكان واضحا أن هناك رغبة قوية لدى صناع القرار فى تشويه الثورة ووصفها دائما بالفشل، وإنكار آثارها على الإنسان جيلا بعد آخر. وربما كان ذلك دافعا لتوليد حالة نفور شديدة سادت لدى قطاع كبير من المثقفين تجاه التاريخ المدون والذى وصفه البعض بالتاريخ المدرسى.

لقد كان الفيلم بمثابة رسالة قوية دالة على عمق الوحدة الوطنية، وإيمان الناس بضرورة التحرر من أى احتلال أو هيمنة أجنبية. إن أبناء البلد الواحد يتكاتفون دوما صفا واحدا أمام كل خطر خارجى، وينبذون صراعاتهم وينحون خلافاتهم جانبا.

وبعيدا عن التاريخ فإن الفيلم يؤكد لنا أن الفن هو أقوى أداة تأثير فى الناس، وأن فنونًا عظيمة مثل الموسيقى، السينما، والدراما يُمكن أن تُغير عقول وسلوكيات البشر، وتعيد بناء تصوراتهم بشأن القضايا الكبرى.

ومادامت مصر تمتلك كوادر فنية وإبداعية عظيمة تشكل طيفا من أطياف القوى الناعمة للبلاد وقدراتها  فى التأثير الحضارى فيما حولها من مجتمعات وشعوب، فإن توظيف القوى الناعمة واستغلالها بالشكل الأمثل ضرورة من ضرورات التأثير الإقليمى.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كيرة والجن

إقرأ أيضاً:

سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة

ضمن جلسات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، نُظّمت جلسة حوارية مع نجم السينما الهندية سيف علي خان، أدارها الإعلامي أنس بوخش، وتناولت دور السينما كوسيلة فعّالة للقوة الناعمة، وأثرها في نقل الثقافات وتعزيز التواصل بين الشعوب.
وأكد خان خلال الحوار أن السينما تُعد من أبرز أدوات تصدير الهوية الثقافية، إذ تُمكّن الدول من مشاركة تراثها وفنونها ومعتقداتها وجمالها مع العالم، وقال: «أرى السينما كقوة ناعمة تستطيع كل دولة من خلالها أن تُعبّر عن نفسها وتنقل قيمها وهويتها الحضارية».
ولفت نجم بوليوود إلى أن تأثير السينما لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد إلى الحياة اليومية للناس، وذكر مثالاً على ذلك بقوله: «كنت أتحدث مع شخص في دبي، وأخبرني بأنه رغم كونه عربياً، فقد أقام نوعاً من الطقوس الهندية في حفل زفافه، إذ ارتدت العروس الساري، وتم تشغيل الموسيقى الهندية، هذا يعني أننا نجحنا في تصدير ثقافتنا من خلال الأفلام، ويُعبر كثيراً عنّا كأمة».
وشدّد خان على أن الفن، بما في ذلك السينما، يُعد انعكاساً صادقاً لروح الأمة، مضيفاً: «عندما نشاهد فيلماً حقيقياً على منصة مثل نتفليكس، فإننا نعيش تجربة ثقافية جديدة، ونرى كيف يعيش الناس في أماكن أخرى. الفيلم الصادق يشبه السفر، لأنه ينقل روح المكان وأصالته».
كما تطرق نجم بوليود إلى انتشار مفهوم «القوة الناعمة» بشكل متزايد في الحديث عن السينما، معتبراً أن التحولات العالمية الراهنة تبرز أهمية هذا النوع من التأثير الثقافي. وقال:«أصبحنا نسمع كثيراً عن مصطلح القوة الناعمة في سياق السينما، ومع كل ما يحدث في العالم اليوم، أعتقد أنه من الضروري أن نكون واعين بأهميتها ودورها المتنامي».
وفي ختام حديثه، وجه خان نصيحة إلى صنّاع الأفلام، داعياً إياهم إلى الحفاظ على الخصوصية الثقافية والأصالة في أعمالهم، قائلاً: «أفضل ما يمكن أن يقدمه الفنان هو أن يبقى وفيّاً لثقافته. إذا سألني أحد الأجانب عن فيلم هندي أنصحه بمشاهدته، فلن أرشّح له فيلماً تم تصويره في نيويورك أو لندن، بل بعمل فني ينبض بالحياة في قلب بلادنا، لأنه الأكثر صدقاً وتمثيلاً لهويتنا».

مقالات مشابهة

  • طلال أبو غزالة: قرار توقيف رياض سلامة سابقة قضائية واستعادة لكرامة المودعين
  • في بيروت.. ثورة ضدّ التوك توك (فيديو)
  • ياسر إبراهيم: زيزو إضافة قوية للأهلي.. وتعلمت في القلعة الحمراء قيما عظيمة
  • مجلس الوحدة الاقتصادية: مصر تشهد عصر نهضة وبناء ونماء وانجازات عظيمة فى عهد الرئيس السيسي
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من فعاليات المعرض والمؤتمر العالمي للمرافق 2025
  • إنريكي المدرب العنيد وقائد ثورة سان جرمان
  • سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة
  • أيام عظيمة بدأت.. فضل العشر الأوائل من ذي الحجة ولماذا ينتظرها المسلمون؟
  • سوريا تعتزم توقيع اتفاقية مع 4 شركات بشأن الكهرباء.. ووزير يعد بـبشريات عظيمة
  • سلام من الامارات: المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين