اكتشاف رواسب معدنية غنية في أحد أودية الباطنة وجزيرة مصيرة
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
"عمان": يهتم الباحثون في المجال الجيولوجي بدراسة طبقات الأفيوليت وفهم مكوناتها حيث تساعدهم على فهم تاريخ الحيز الجغرافي والطبيعي الذي يتضمنه الأفيوليت ويُعرف بين المتخصصين بأنه جزء من القشرة المحيطة للأرض، ويتموضع على صخور القشرة القارية نتيجة انزياحها بفعل الحركات التكتونية واندماجها مع الجبال؛ لهذا قام الدكتور صبحي نصر من مركز أبحاث علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس بدراسة عملية استكشاف رواسب الكروميت والجوسان المكتشفة حديثًا، وتقييم قيمتها الاقتصادية في مناطق (الباطنة) وجزيرة مصيرة، حيث تم اكتشاف العديد من رواسب هيدروكسيد الحديد جوسان والكروميتيت مؤخرًا في أفيوليت جزيرة مصيرة، وخليط منطقة بطين شرق سلطنة عمان، وذلك من خلال عمليات الاستكشاف الجيولوجي ورسم خرائط الأفيوليت في شرق سلطنة عمان، وهذا يُعد التسجيل الأول للترسبات ذات الشكل العدسي في خليط أوفيوليت الباطنة.
وأظهرت الدراسة التي قامت بها جامعة السلطان قابوس أن صخور الكروميت في وادي موسوا في الباطنة توجد على شكل عدسات صغيرة، يتراوح سمكها بين 3 ـ 10 أمتار، وتتميز بتركيز عالٍ من أكسيد الكروم بنسبة تتراوح بين 45 ـ 50%، مما يجعل تعدينها مجديًا اقتصاديًا، وتُشير التحليلات الجيوكيميائية والبترولية إلى أن هذه الرواسب من النوع العدسي، وتحتوي على حبيبات كروم ذات لون بني محمر، تتحول جزئيًا إلى كروميت أسود.. كما تشير النتائج إلى أن هذه الرواسب تشكلت في منطقة الوشاح نتيجة عملية ذوبان جزئي لبريدوتيت الوشاح الضحل، حيث تم إعادة توزيع حبيبات الكروميت، مما أسهم في تكوين هذه العدسات، وفي هذا السياق، يُقدّر احتياطي الكروميت السطحي في وادي موسوا بحوالي 20 ألف طن، في حين أن عدسات الكروميت الصغيرة الموجودة في دونيت جزيرة مصيرة لا تملك قيمة اقتصادية نظرًا لصغر حجمها.
وكشفت عمليات الاستكشاف والتخريط في صخور أفيولايت مصيرة عن وجود رواسب الجوسان ضمن تسلسل صخور البازلت، وتضمنت هذه الرواسب مناطق شديدة الأكسدة حراريًا وحراريًا مائيًا، وتحتوي على معادن متعددة تشمل الهيماتيت، والليمونيت، والجوتيت، والكلوريت، والإيبيدوت، والكالسيت، والكاولين، والسيرسيت، والإليت، وأظهر التحليل المختبري للعينات أن هذه الصخور تشكلت في بيئة وسط المحيط الهندي، بتركيزات عالية من العناصر الانتقالية والعناصر الأرضية النادرة، وتمت ملاحظة تركيزات مرتفعة من النحاس في مناطق الأكسدة والفيليك.
وأوصت الدراسة بضرورة القيام بعمليات الحفر في منطقة وادي موسوا لتحديد الامتدادات تحت السطحية لرواسب الكروميت وتقدير احتياطياتها بشكل أكثر دقة، مما يسهم في تعزيز الاستفادة من هذه الموارد الغنية، وكذلك بتشجيع عمليات تعدين رواسب الكروميت في وادي موسوا بالنظر إلى ارتفاع تركيز أكسيد الكروم، بينما يُفضل تجنب تعدين عدسات الكروميت الصغيرة الموجودة في دونيت جزيرة مصيرة نظرًا لعدم جدواها الاقتصادية، كما أوصت الدراسة بتنفيذ مسح جيوفيزيائي شامل في مناطق الجوسان بجزيرة مصيرة، وذلك لتقدير احتياطيات النحاس والعناصر الاقتصادية الأخرى، خصوصًا في المناطق المؤكسدة والفيليكية، مما قد يسهم في دعم قطاع التعدين وتطويره محليًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جزیرة مصیرة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أكبر خريطة للكون تمتد عبر 13 مليار سنة.. ماذا حدث؟
في إنجاز علمي هائل، أعلن العلماء عن إعداد أكبر خريطة للكون باستخدام بيانات التلسكوب الفضائي “جيمس ويب”.
أكبر خريطة للكون تمتد عبر 13 مليار سنةوتضم هذه الخريطة حوالي 800,000 مجرة، مرتبة في قطعة ضئيلة جداً من السماء، وتمتد عبر معظم الزمن الكوني، ما يكشف عن بعض المجرات كما كانت في بداية نشوء الكون قبل نحو 13 مليار سنة.
وتم الكشف عن هذه الخريطة يوم الخميس 5 يونيو، في إطار التعاون بين مشروع "COSMOS" لدراسة تطور الكون.
وتغطي الخريطة مساحة صغيرة من السماء تبلغ 0.54 درجة مربعة، أي ما يعادل ثلاث مرات مساحة القمر كما يظهر من الأرض.
التلسكوب الفضائي "جيمس ويباستغرق التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" 255 ساعة لمراقبة هذه المنطقة الفريدة في الفضاء، المعروفة بحقل "COSMOS"، وهي منطقة خالية نسبياً من النجوم وسحب الغاز التي قد تعيق الرؤية.
وبفضل هذه الظروف المثالية، تمكن العلماء من دراسة هذه المنطقة عبر أطوال موجية مختلفة من الضوء.
جاءت نتائج المراقبة لتكشف تفاصيل دقيقة جداً عن الكون تمتد إلى 13.5 مليار سنة مضت، حيث استطاع التلسكوب، المصمم للكشف عن الضوء تحت الأحمر، رصد إشارات ضعيفة يعود مصدرها إلى العصور الأولى للكون، وذلك بسبب تمدد الكون، الذي يحول الضوء المرئي المنبعث من المجرات البعيدة إلى إشعاع تحت الأحمر، ما يعزز قدرة "جيمس ويب" على رصد هذه الإشارات.
ثقوب سوداء ضخمةوبحسب بيانات التلسكوب، تم اكتشاف عدد من المجرات تجاوز التوقعات بحوالى عشرة أضعاف، بالإضافة إلى وجود ثقوب سوداء ضخمة لم يكن من الممكن رصدها حتى بواسطة تلسكوب "هابل".
وتقول كيتلين كيسي، أستاذة الفيزياء في جامعة كاليفورنيا والمشاركة في قيادة مشروع "COSMOS": “منذ أن بدأ تشغيل التلسكوب، كان السؤال الرئيسي هل ستتمكن هذه البيانات من تحدي نموذجنا الكوني؟والمفاجأة الكبرى هي أن عدد المجرات التي نراها على هذه المسافات البعيدة يفوق بشكل كبير ما كنا نتوقعه”.
وتم توفير البيانات الأولية التي جمعها "جيمس ويب" مباشرة للجمهور فور جمعها، لكن نظرًا لتعقيدها، قضى فريق مشروع "COSMOS" عامين في معالجتها وتحويلها إلى خريطة تفاعلية سهلة الوصول.
ويمكن الآن للباحثين الهواة وطلاب الجامعات والجمهور استكشاف هذه البيانات عبر خريطة تفاعلية على الإنترنت، لاستكشاف قلب الكون بأنفسهم.