لجريدة عمان:
2025-06-26@08:50:00 GMT

تسُرُّك الأخبارُ

تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT

لا الموقف اليتيم، ولا الثاني ولا الثالث أن يصادف أحدنا، أو يسمع عن قصص ومواقف حدثت «حتى زمن قريب»، أن هناك من تسمر في وسط المجلس الذي يضم المئات من الحضور، موجها عتابًا شديدًا وقاسيًا على أصحاب المكان فقط لأنهم لم يسألوه عن الأخبار والعلوم، وهو الآت من البعيد البعيد، حيث يعد ذلك تقصيرًا في حقه كضيف، وتقليلًا من شأنه كفرد له شخصية اعتبارية بغض النظر عن المستوى الاجتماعي، وهذا عرف اجتماعي شديد الحساسية، ولذلك يعمل له الحسابات الدقيقة، وإن نظر إليه البعض حديثًا أنه ليس بالأهمية ذاتها، حتى تنتفخ لأجله الأوداج، وتشتد الأعصاب، ولعل مبرر ما كان على هذه الحالة، وهم كبار السن على وجه الخصوص، أن هذه الممارسة هي جزء لا يتجزأ من قيم المجتمع العماني المخضب بالود والتعاون والتآزر والتكاتف، التي لا يجب التنازل عنها، وكانت تشكل أهمية كبيرة لنقل الأخبار والأحداث بين البلدان، في زمن لم تكن هناك وسائل للتواصل كما هو الحال اليوم، الذي استغنى فيه الفرد عن أخذ العلوم والأخبار عن طريق الأفراد، حيث تعددت وسائل التواصل وتنوعت.

ولكن على الرغم من أن تلك اللحظة التي يتبادل فيها طرفان «شيء علوم، شيء خبر» إلا أنها حملت شيئًا من اللفظ الجميل، ومن الاستعارات، وشيئًا من المحسنات البديعية التي لا يتقنها الكثيرون أيضًا، من ذلك: سؤال أحدهما: «شيء علوم؟»، ورد الآخر: «كفيت الهموم»، وكذلك سؤال الأول: «شيء خبر؟»، ورد الثاني: «غدير صافي»، فالمتمعن في مثل هذه الردود، أن الطرف الثاني يحاول إعطاء صورة جميلة لواقع الحال، وأن الحياة في سياقاتها المعتادة، حيث لا خوف يستدعي استنفارًا للواقع، ولا توقعًا يوجب استشراف ما لا يود أحد وقوعه، وهذه حنكة وحكمة تجلت عبر أفق التعامل بين أبناء المجتمع العماني، وإلا كيف يتم استحضار مثل هذه الصور الذهنية البالغة الأهمية والتقدير عبر هذه المحسنات المعنوية وبهذا الأسلوب الجميل والعميق في الوقت نفسه؟

ومع ذلك، هناك من لا يزال يحرص كثيرًا على عدم إهمال هذه العادة، ويرى فيها شيئًا من الالتزام المعنوي للقيم ذاتها التي لا تزال تؤرخ لأبناء المجتمع التأصيل الحضاري الممتد، فالمسألة ليست فقط معرفة أخبار وعلوم، وماذا حدث؟ بل المسألة أعمق من ذلك بكثير، وبالتالي فالحرص على كثير من القيم السامية والخاصة بالمجتمع العماني فيها تحييد هذا المجتمع عن التماهي في مجموعة من القيم الواردة إليه من كل حدب وصوب، خاصة وأن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تشهد انفتاحًا اجتماعيًا، لن نتجاوز في المقولة إن قلنا إنه انفتاح غير مسبوق، وذلك انعكاس لواقع الحال لدى كل المجتمعات الإنسانية التي تتداخل مع بعضها، وتندمج في مكوناتها العلائقية من غير تسييس، أو توجيه، حيث إن الأمر فارض نفسه بالضرورة الزمنية، وإن تعنت المكان قليلًا لخصوصيته الجغرافية، كما هي الصورة الذهنية المترسخة عند البعض.

«تَسُرُّكَ الأخبار»: هنا ليس ضرورة اجتماعية ملحة، أو ضرورة معرفية مقدرة؛ لأن المجتمع وبما يشهده من «تنقلات» وممارسات سلوكية فيها الكثير من المستورد، لم يعد هو ذلك المجتمع المتموضع على كثير من قيمه العمانية الخاصة قبل عشرين عامًا على سبيل المثال، بما في ذلك تطور وسائل التواصل في العصر الحديث، فالأجيال تعيش تراكمات معرفية، وسلوكية سريعة يعفيها عن الالتزام الاجتماعي «الحاد» وإن لم تتمكن من أن تؤرخ لنفسها منهجًا يمكن اعتماده لـ«رتم» الحياة السريع جدًا، وذلك انعكاسًا لأدواتها المتجددة، وأساليب حياتها المتنوعة، ومستويات التبدل في قناعاتها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

آبل غاضبة من ملصقات تكشف تفوق هواتف منافسة بسبب منهجية اختبار مشكوك فيها

شهدت الساحة التقنية مؤخراً جدلاً واسعاً بعد انتشار ملصقات تسويقية وأخبار تشير إلى تفوق هواتف منافسة على أجهزة آيفون في اختبارات الأداء، ما أثار غضب شركة آبل التي شككت في منهجية هذه الاختبارات.

 تعود جذور الأزمة إلى تحديثات في أدوات القياس مثل Geekbench 6، والتي أظهرت نتائج متباينة بين هواتف آيفون وهواتف أندرويد الرائدة، خاصة سلسلة Galaxy S23 Ultra من سامسونج مقارنة بـ iPhone 14 Pro، حيث سجلت أجهزة آبل تفوقاً أكبر في نتائج الاختبارات الجديدة، ما دفع مستخدمي أندرويد وبعض الجهات التسويقية إلى التشكيك في حيادية منهجية الاختبار واتهامها بالانحياز لصالح آبل.

اتهامات متبادلة حول التلاعب بالاختبارات

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم بأن آبل قد تدخلت أو أثرت على مطوري برامج الاختبار لتحسين نتائجها مقارنة بالمنافسين، خاصة بعد أن أظهرت النسخ الجديدة من Geekbench زيادة الفجوة في الأداء لصالح آيفون. 

لكن مصادر تقنية أكدت أن هذه الاتهامات لا تستند إلى أدلة، وأن تحديث أدوات القياس جاء لمواكبة التطورات في عتاد الأجهزة والتركيز على تقنيات حديثة مثل التعلم الآلي والواقع المعزز، ما قد يفسر تغير النتائج دون وجود تلاعب مباشر.

ردود فعل الشركات المنافسة

لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تشهد فيها آبل انتقادات بسبب منهجية المقارنة مع المنافسين. ففي واقعة سابقة، واجهت الشركة هجوماً من شركات مثل سامسونج وHTC وRIM بعد أن عرضت آبل في مؤتمر صحفي مشاكل في استقبال الإشارة لدى هواتفهم، في محاولة لتبرير مشاكل الإشارة في آيفون.

 الشركات المنافسة رفضت هذه المقارنات ووصفتها بأنها محرفة للحقائق وتهدف لتحويل الأنظار عن مشاكل آبل التقنية، وأكدت أن اختبارات آبل لا تعكس الاستخدام الواقعي أو ظروف التشغيل الفعلية للهواتف.

موقف آبل من الجدل الدائر

آبل بدورها رفضت الاتهامات بالتلاعب أو التأثير على نتائج الاختبارات، واعتبرت أن التغييرات في أدوات القياس تهدف إلى تقديم صورة أكثر دقة عن أداء الهواتف في المهام الحديثة، وأن الفروقات في النتائج تعكس التطور الحقيقي في معالجاتها وليس انحيازاً منهجياً. 

وتؤكد الشركة أن أي مقارنة تقنية يجب أن تستند إلى معايير شفافة وموحدة تأخذ في الاعتبار الاستخدام الفعلي للمستهلكين، وليس فقط الأرقام النظرية أو نتائج اختبارات محددة قد تكون عرضة للتأويل.

خلاصة المشهد التقني

تتواصل حالة الجدل بين آبل ومنافسيها حول مصداقية اختبارات الأداء، في ظل تصاعد الحملات التسويقية التي تعتمد على نتائج هذه الاختبارات لإبراز تفوق منتج على آخر. 

وتبقى مسألة منهجية القياس والشفافية في عرض النتائج نقطة خلاف رئيسية تشغل الرأي العام التقني وتؤثر بشكل مباشر على ثقة المستهلكين في العلامات التجارية الكبرى.

طباعة شارك آبل iPhone 14 Pro سامسونج

مقالات مشابهة

  • عيني فيها قطع.. تدهور الحالة الصحية لـ إيناس عز الدين بسبب خطأ طبي
  • القسام تنشر صورة ناقلة جند إسرائيلية بخانيونس.. قُتل فيها 7 جنود
  • منصة قوى توضح الحالات التي لا يجوز فيها نقل الموظفين غير السعوديين
  • ميسي: رونالدو ليس صديقي
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • اليوم.. مسرحية زمكان وعرض الحال ضمن مهرجان فرق الأقاليم
  • الدولار ينتعش عقب الضربة الأمريكية على إيران.. فهل يدوم الحال؟
  • آبل غاضبة من ملصقات تكشف تفوق هواتف منافسة بسبب منهجية اختبار مشكوك فيها
  • 3 حالات يحق فيها للمالك طرد المستأجر بقانون الإيجار القديم
  • نشر أولى صور مرصد فيرا روبين لمجرات بعيدة ومناطق تكوّنت فيها النجوم