جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@22:13:50 GMT

قرأ كتابين.. وأفتى!

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

قرأ كتابين.. وأفتى!

 

 

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

 

"الوصية لطلبة العلم أن يتفقَّهوا في الدين، وأن يتعاونوا على البِرِّ والتقوى، وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه، وأن ينشروا العلم بين الناس، أينما كانوا" الشيخ ابن باز.

 

*****

لا شك أن طلب العلم أمر مفيد للإنسان، والتفكر بالتعلم والدراية والمعرفة، ولعل أهم العلوم التي يحسن البدء بها والتفكر بها ودراستها هي العلوم الشرعية، من خلال الدراسة والقراءة لطلبة العلم ومشايخه الثقات، وفي ذلك خير كثير للمسلم، إذ قال تعالى: "وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأنعام: 155)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (مُتفق عليه).

وطالب العلم الشرعي من ذوي الثقة يرجع إليه العديد من الناس للسؤال عما يجهلون من أمور دينهم، وفي هذا فضل عظيم ففيه تيسير للناس ونشر للعلم بطريقة عملية، وبالطبع لن يأتي الناس إلا الموثوق به أخلاقيا و علميا ولا نزكي على الله أحدا، وهنا أركز على المكانة العالية التي يفترض أن يتبوأها طالب العلم الشرعي اجتماعيًا بين عامة الناس، وبما يكلفه ذلك من مسئولية جسيمة؛ حيث العديد من الناس يربط بعض أمورهم الهامة من أحوال خاصة وما يتعلق بالعبادات و كذلك في مسائل المواريث ومصالحهم الدنيوية كأعمال التجارة والتعاملات وفقا لأجوبة الشيخ طالب العلم حول الحلال والحرام في هذه الأمور، وحتى مع تطور وسائل الاتصالات ما تزال مكانة طالب العلم الشرعي راسخة.

إنما وبناءً على ما سبق ونظرًا لأهمية الفتوى أو المشورة الشرعية، فهنا يفترض وجود شيخ أو طالب علم على كفاءة في تقدير الموقف ذو الصلة ببعض الأمور، حتى تكون الفكرة لديه واضحة ومن خلال هذا الوضوح بإمكانه تحديد الصح والخطأ والحلال والحرام، أي يتحرى الصحة فيما يقول، ويقوم بقياس الوضع بشكل دقيق، حتى يتيقن من الإجابة عن أي سؤال أو طلب فتوى، أو يلجأ للاعتذار على طريقة كفى الله المؤمنين القتال، ويقول المثل الشائع: من قال لا أدري فقد أفتى!

طالب العلم الشرعي الموثوق والذي يجتهد لخدمة دينه وخدمة الناس من خلال إبداء المشورة الشرعية، تجده ينفتح على طل جديد من متطورات العلم والتكنولوجيا ووسائل العصر المعاصر، حتى تكون لديه نبذة و فكرة تامة عما يجري من تطورات وذلك من خلال تواصله مع المختصين حتى يستطيع ربط ما يحصل مع مسائل الشرع ويتتبع مُستحداث العلم أيضا من خلال المختصين الثقات، وهذا ديدن طالب العلم الشرعي، حتى تكون الأمور في محلها ومتثبتة وواضحة للجميع وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود عبر البحث العلمي البحث.

يتذكر المتابعون ما حصل عندما تم تحريم "الستالايت" في بداية ظهوره؛ بل ووصم من يضع الستالايت بمنزله بأبشع الصفات، وكذلك الهاتف النقال الذي به الكاميرا، وما حصل بشأنه، وأيضا ما حدث حول قيادة المرأة للسيارة وتبعات ذلك، لك أن تتصور طالب علم يحرم كل ما سبق ثم تجده يحللها بعد ذلك، ليس بسبب فتوى علمية شرعية، إنما بسبب قرارات حكومية أتاحت هذه الأمور للناس وأهمها قيادة المرأة للسيارة!

القصة ليست هكذا فقط؛ بل عندنا في الكويت هناك من يُحرِّم "القرقيعان" وهي عادة تتجدد في رمضان تتعلق بالأطفال؛ حيث يقوم الأطفال بالتجول عبر البيوت القريبة بأهازيج يغنونها حاملين أكياسا حيث يأخذون القرقيعان من أهل البيوت والقرقيعان عبارة عن حلويات ومكسرات متنوعة، وتوقيت هذه العادة في منتصف الشهر الكريم بعد صلاة التراويح. وحدث أنه في السنوات الماضية وحتى الآن على ما اظن أن بعض طلبة العلم الشرعي حرَّموا هذه العادة لأسباب عديدة، وأيضا العديد من طلبة العلم الشرعي اعتبروا الموضوع لا يخرج عن اللهو المباح، وما تزال الاختلافات حول ذلك!

طالب العلم الشرعي يفترض فيه سعة الأفق، وفهم الأمر الواقع وتطورات الحياة، و التيقن من أي مسألة بسؤال المختصين بها علميا حتى تتكون الصورة أمامه كاملة، لأن هناك الكثير من المسائل المعقدة التي تحتاج البحث من خلال مختصيها وعلمائها الثقات الذين يعينون طالب العلم الشرعي بإعطاء نبذة وفكرة واضحة لا لبس فيها، حتى يتمكن من خدمة دينه و تنوير الناس السائلين، ليس معقولا أن يأتي حديث عهد بالعلم الشرعي ويجيب عن المسائل الشرعية ذات الجدل، وبدون أساس علمي فقط بناء على قاعدة سد الذرائع ودرء المفاسد!

لا أن شك بلادنا تفتخر بطلبة العلم الشرعي الثقات، الذين كانوا وما يزالون هم شمعة الأمة ونبراسها، وهم القدوة للذين يقومون بخدمة الناس بمسائل دينهم، ويتعبون على التعامل مع المسائل المعاصرة لخدمة الدين والناس، نفع الله بهم وزادهم علما.

قال العلامة السعدي رحمه الله: "من تعلم علمًا، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه، فإن انتشار العلم عن العالم من بركته، وأجره الذي ينمى".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خلال مؤتمر التنمية بالشرقية.. 450 طالبًا يقدمون حلولًا مبتكرة للتحديات

أسدل الستار على أعمال النسخة الخامسة من مؤتمر التنمية المستدامة ”من الكلمة إلى الفعل“، الذي نظمت فعالياته إحدى المدارس العالمية الكبرى بمسرح أمانة المنطقة الشرقية، متوجاً جهود 450 طالباً وطالبة بتحويل النظريات الأممية إلى حلول واقعية ملموسة.
وجاء الحفل الختامي ثمرة لشراكة استراتيجية موسعة قادها مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية ”أبصر“، بتوجيه ومتابعة مباشرة من رئيسة أمنائه صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي، وبالتعاون مع إدارة التعليم، والأمانة، وغرفة الشرقية، وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
أخبار متعلقة بمشاركة 60 مفكرًا عالميًا.. انطلاق أعمال مؤتمر الفلسفة في الرياضأعضاء UNIDO يتفقون على "إعلان الرياض" لتعزيز التنمية الصناعية المستدامة عالميًابرعاية ولي العهد.. الرياض تستضيف أعمال مؤتمر التمويل التنموي 9 ديسمبر .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خلال مؤتمر التنمية بالشرقية.. 450 طالبًا يقدمون حلولًا مبتكرة للتحديات - اليوم17 فكرة مشروع مبتكرة لمواجهة التحدياتوأسفر الحراك الطلابي الذي شاركت فيه 19 مدرسة عالمية وحكومية وأهلية عن ولادة أكثر من 17 فكرة مشروع مبتكر، صممها الطلاب بجرأة لمواجهة تحديات تنموية معقدة، متجاوزين مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق الميداني.
وركزت مخرجات المؤتمر على إيجاد معالجات وحلول لقضايا ملحة، تصدرتها ملفات القضاء على الفقر والجوع، وآليات تحقيق جودة التعليم، واستراتيجيات تمكين المرأة، وحلول الطاقة المتجددة، فضلاً عن تعزيز الاقتصاد الصناعي والبنية التحتية.
وشهد الحفل كلمات رسمية لكل من أمين عام مجلس ”أبصر“ لولوة الشمري، ومدير عام التعليم بالنيابة الدكتور عبدالرحمن الزهراني، ومدير المدرسة المنظمة عمر حبشي، أجمعوا فيها على نضج التجربة الطلابية وقدرتها على محاكاة التحديات العالمية.
وفي كلمتها، ربطت لولوة الشمري بين مخرجات المؤتمر والمشاريع الوطنية العملاقة، مؤكدة أن وعي الطلاب يتناغم مع رؤية المملكة 2030، التي ترسخ مبادئ الاستدامة في مشاريع ”نيوم“ و”القدية“ ومبادرات السعودية الخضراء.
وأشارت الشمري إلى التطور النوعي في هذه النسخة، حيث أظهرت المشاريع عمقاً في الفهم وقدرة عالية على ربط العلم بالابتكار، والهوية الوطنية بالمسؤولية العالمية، مما يعكس نجاح الرهان على جيل المستقبل.
واختتم الحدث بتكريم الطلاب أصحاب المشاريع الفائزة وشركاء النجاح، وسط تأكيدات باستمرار هذا الحدث السنوي كمنصة انطلاق حقيقية للأفكار الشابة التي توازن بين احتياجات الإنسان والحفاظ على البيئة ونمو الاقتصاد.

مقالات مشابهة

  • موجة تعاطف واسعة| تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة طالب ستيم بني سويف.. ماذا قالت أسرة أدهم عاطف؟
  • محافظ كفر الشيخ يفتتح تطوير مدرسة الشهيد أبو المجد القاضي بالصافية
  • الأوقاف: زيارة المتنافسين في المسابقة العالمية للقرآن للمتاحف تعزز فهم الحضارة المصرية
  • دين الله وسط.. أمين الإفتاء يحذر من التشدد في إصدار الأحكام والفتاوى
  • 6 خصال تفتح لك أبواب الجنة.. مكارم أخلاق وعد بها النبي
  • فاطمة الزهراء عليها السلام.. سيدة النور وأقرب الناس إلى رسول الله ﷺ
  • القوابعة: قوائم المكلفين بخدمة العلم تعكس تعزيز الروح الوطنية
  • استقبال حافل للنائب الوفدي باسم حجازي خلال جولته الميدانية بقرية " دقلت "
  • 6 خصال تضمن لك الجنة بوعد من النبي.. اغتنمها وداوم على فعلها
  • خلال مؤتمر التنمية بالشرقية.. 450 طالبًا يقدمون حلولًا مبتكرة للتحديات