تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشعلت نهاية الحرب الأهلية السورية التي استمرت ١٣ عامًا موجة أمل لدى ملايين النازحين السوريين الذين يتوقون للعودة إلى ديارهم. ومع ذلك، يجد العديد من السوريين أن منازلهم لم تعد موجودة أو تحولت إلى أنقاض. الواقع على الأرض قاتم، ووعد إعادة بناء الوطن يثبت أنه أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.


نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً حول هذه القضية، ذكرت فيه: عادت لبنى لبعد، مع زوجها وابنها الصغير، إلى حي القابون بدمشق. وبينما كان منزل العائلة لا يزال قائمًا، فقد تعرض للنهب وجُرّد من جميع محتوياته وخدماته. وجدت العائلة نفسها محظوظة مقارنةً بآخرين عادوا ليجدوا منازلهم مدمرة في مكانها. إن الدمار الذي خلفته سنوات الحرب، لا سيما في مناطق مثل القابون، جعل مهمة إعادة البناء بعيدة المنال ومُرهقة. فالعديد من المنازل، بما فيها منزل لبعد، لم تعد صالحة للسكن دون إصلاحات جوهرية.
إن حجم الدمار في سوريا مُذهل. إذ يُقدر أن ٣٢٨٠٠٠ منزل قد دُمرت أو تضررت بشدة، بينما يعاني ما بين ٦٠٠ ألف إلى مليون منزل آخر من أضرار متوسطة إلى طفيفة، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام ٢٠٢٢.

 وتفاقمت الخسائر على البنية التحتية والمساكن في سوريا جراء آثار زلزال عام ٢٠٢٣ المدمر الذي تسبب في دمار إضافي في أجزاء من الشمال الغربي.
ومع ذلك، ورغم الدمار الهائل، فإن بعض السوريين، مثل خلود الصغير وسمير جالوت، مصممون على العودة، حتى إلى مبانٍ دُمّرت بالكامل. وأكدت خلود الصغير، التي عادت لتجد جدارًا واحدًا فقط من منزلها قائمًا، عزمها على إعادة إعماره فورًا، وقالت: "سأنصب خيمةً وأنام هنا. المهم أن أعود إلى منزلي". وبالمثل، جالوت، الذي دمرت الحرب منزله في مخيم اليرموك، يُصلح ببطء حطام منزله السابق، على أمل أن يجعله صالحًا للسكن لعائلته. 
ومع تقديرات بخسائر فادحة في المساكن وحدها تُقدّر بنحو ١٣ مليار دولار، وغياب خطط واضحة من الحكومة السورية حول كيفية معالجة جهود إعادة الإعمار الضخمة، يبقى الطريق إلى الأمام غير واضح. فالحكومة السورية، التي لا تزال تُصارع عدم الاستقرار الاقتصادي والمخاوف الأمنية، لم تُبدِ بعدُ خطةً ملموسةً لدعم إعادة الإعمار أو توفير الموارد اللازمة للمواطنين العائدين. كما أن الواقع يُشير إلى أن العديد من اللاجئين، الذين أسسوا حياة جديدة في الخارج أو في مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن، يترددون في العودة دون ضمانات بإعادة بناء منازلهم ومجتمعاتهم. ولذلك، فإن العودة إلى الوطن في الوقت الحالي لا تزال بالنسبة للعديد من السوريين رحلةً يشوبها عدم اليقين والدمار، والمهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء المنازل والأهم: إعادة بناء نسيج المجتمع نفسه.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوريا السوريين النازحين إعادة بناء

إقرأ أيضاً:

عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنساني

حمص-سانا

وصلت بعد ظهر اليوم إلى كراج البولمان الشمالي في مدينة حمص، دفعة جديدة من العائلات السورية اللاجئة العائدة من لبنان، في إطار المرحلة الأولى من خطة العودة المنظمة التي تنفذها الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع الحكومة السورية، وسط مشهد امتزجت فيه الدموع بالفرح والأمل بالحنين.

ضمّت القافلة المؤلفة من حافلتين سبع عائلات، أي 39 شخصاً، أنهوا سنوات من اللجوء في لبنان وعادوا إلى أحياء مختلفة في محافظة حمص، محملين بذكريات الغربة وأحلام العودة والاستقرار.

وساهمت جهات إنسانية دولية ومحلية، منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والصليب الأحمر اللبناني، في تسهيل الإجراءات، إلى جانب جمعية رعاية الطفل التي رافقت العائدين إلى منازلهم وقدّمت الدعم في النقل والرعاية الصحية.

وعبر العائدون عن مشاعرهم بكلمات مؤثرة، حيث قالت “أم محمد”: “تعبنا في الغربة، والوجع الحقيقي كان البعد عن تراب الوطن. حتى لو كان بيتي مهدماً، سأشعر بالطمأنينة حين أرى حجارة جدرانه.” كما قال “أبو خالد”: “أولادي بحاجة إلى وطن وجذور، وهذه العودة بداية جديدة لنا.”

وعلى الرغم من بساطة المشهد، فإن دفء الاستقبال ومظاهر الدعم المحلية بثّت الطمأنينة في نفوس اللاجئين، الذين طالما حلموا بلحظة العودة.

وواجه آلاف السوريين لسنوات ظروف اللجوء الصعبة في دول الجوار، باحثين عن الأمان بعيداً عن وطنهم، ومع تزايد التعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية، بدأت خطوات عملية لتنفيذ خطة العودة الطوعية والمنظمة للاجئين، وهذه الدفعة تمثل بداية جديدة للعائلات التي اختارت الرجوع إلى جذورها، على أمل استعادة الاستقرار وإعادة بناء ما تهدم.

العائلات السورية اللاجئة العائدة من لبنان اللاجئين السوريين حمص 2025-07-29suhaسابق محافظ حمص يتفقد مستشفى القصير الميداني ويعلن افتتاحه خلال أسبوعين انظر ايضاً مشروع تأهيل جسر الرستن في ريف حمص.. شريان رئيسي يصل شمال سوريا بجنوبها



آخر الأخبار 2025-07-29محافظ حمص يتفقد مستشفى القصير الميداني ويعلن افتتاحه خلال أسبوعين 2025-07-29مدير عام مصرف التوفير: مستمرون بتقديم عدد من الخدمات المالية والمصرفية 2025-07-29باراك: نقدر بشدّة مساعي الحوار البناء لتعزيز التكامل والوحدة في سوريا 2025-07-29التعليم العالي والعدل في سوريا توقعان اتفاقية لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي 2025-07-29انطلاق فعاليات بازار “أياد منتجة” في دمشق بمشاركة 35 سيدة من مختلف المحافظات 2025-07-29الصحة السورية تدرس آلية توحيد تسعيرة الأدوية 2025-07-29سوريا تشارك لأول مرة في أولمبياد العلوم النووية INSO بماليزيا 2025-07-29ملك الأردن: سيادة سوريا واستقرارها أمر مهم لأمن المنطقة 2025-07-29المواصلات الطرقية تبحث تطوير أنظمة التعداد المروري عبر ورشة عمل متخصصة 2025-07-29مجلس الوزراء السعودي يشيد بنتائج زيارة الوفد السعودي إلى سوريا

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • انطلاق المرحلة الأولى من خطة عودة النازحين السوريين
  • لبنان يطلق المرحلة الأولى من خطة عودة اللاجئين السوريين
  • بشأن إعادة الإعمار... هذا ما أكدته الجزائر للبنان
  • عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنساني
  • تحركات عربية في نيويورك لوقف العدوان على غزة وإطلاق خطة إعادة الإعمار
  • مصر وقطر والأردن والسعودية توحد المواقف في نيويورك لدعم غزة وتفعيل خطة إعادة الإعمار
  • مندوبة الولايات المتحدة تؤكد ضرورة دعم ومساعدة الحكومة السورية للانتصار في الحرب على الإرهاب
  • هيئة الاستثمار السورية تبحث مع شركات التطوير العقاري سبل تعزيز دورها في مرحلة إعادة الإعمار
  • حمزة: تلقينا حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة إضافة إلى مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية وهو ما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبر عن قدرات سوريا وتنوعها
  • الاتصالات السورية تطلق مبادرة “شبكة المستثمرين السوريين”