أحد علماء الأوقاف: التواضع سر الرفعة وعنوان النبل
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن التواضع هو مفتاح العظمة الحقيقية، وهو السلوك الذي يرفع الإنسان في الدنيا والآخرة، مضيفا أن النبي ﷺ أوصى بضرورة التحلي بالتواضع، حيث قال: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه".
أوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الاثنين، أن التواضع لا يعني التقليل من الذات أو التنازل عن الحقوق، بل هو إدراك بأن الفضل كله لله، وهو ما يجعل الإنسان قريبًا من الله ومن قلوب الناس، مشيرا إلى أن التواضع يجلب الاحترام، ويؤسس لعلاقات قائمة على المودة والتقدير.
أشار الى أن: "التواضع لا ينقص من مكانة الإنسان، بل يزيده رفعة، سواء في العلم أو المال أو القدرات، فمن تواضع لله في علمه زاده الله علمًا، ومن تواضع في ماله زاده الله رزقًا، ومن تواضع في تعامله مع الناس نال محبتهم واحترامهم".
لفت إلى أن التواضع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوقار والاحترام، وهما من الصفات التي تعكس قوة الشخصية وحسن الخلق.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن سيدنا رسول الله كان متواضعًا على رفعة مكانته وعلو قدره، يخفض جناحه للناس ولا يتكبر على أحد، ويجلس بينهم كالواحد منهم، يسلم على الصبيان ويلاعبهم، ويعمل مع أصحابه ويشاركهم، ويعين خادمه ويساعد زوجاته، ويقوم بشؤون نفسه ما وسعه ذلك.
أضاف مركز الأزهر أنه جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرًا من البشر، يَفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. [مسند أحمد]، ولما سئلت: ما كان يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله. [صحيح البخاري].
كان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص83
فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
كان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.
كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.
كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم.
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.
عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.
الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.
تواضع النبيعن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف التواضع المودة وزارة الأوقاف أسامة فخري المزيد رسول الله صلى الله علیه وسلم کان صلى الله علیه وسلم رضی الله
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ناعيا الدكتور مصطفى فياض: كان من كبار علماء عصره
نعى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله، العالمَ الجليلَ والأصوليَّ الكبير، الدكتور مصطفى فياض، أستاذ أصول الفقه، ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، فرع كفر الشيخ، الذي فارق الحياة إلى جوار ربه الكريم، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء.
وأكد مفتي الجمهورية، أن الراحل الكبير كان من كبار علماء عصره، ومن الأعلام الأصوليين الذين حملوا ميراث الأزهر الشريف في أعظم صوره، فأحسن البيان، وأجاد في التكوين، وأوفى للأمانة، وأخلص في أداء رسالته.
أزهري يوجه رسالة لـ سوزي الأردنية بعد النجاح في الثانوية العامة
واعظة بالأزهر: "شاوروهن وخالفوهن" ليست من قول النبي
خطيب الجامع الأزهر: من علامات غضب الله على الإنسان ضياع عمره فيما لا يفيد
نتيجة الثانوية الأزهرية برقم الجلوس.. رابط مباشر لبوابة الأزهر الإلكترونية
وأضاف مفتي الجمهورية “عُرف رحمه الله بعلمه الغزير، ومنهجه المتين، وبصيرته الفقهية والأصولية التي جمعت بين رسوخ التراث وفقه الواقع، فكان مرجعًا علميًّا في مجاله، ومربيًا لجيل من الباحثين والمتخصصين الذين نهلوا من علمه وسمته وخلقه”.
وتقدَّم مفتي الجمهورية بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد، وزملائه وطلابه، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمّده برحمته الواسعة، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام وأهله خير الجزاء، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.