الزراعة (سُنبُلَاتٍ خُضْر)
رمضانيات (٧)
…
الزراعة بكل اشكالها من الضروريات البشرية لإنتاج الغذاء للإنسان اولا ثم للحيوانات التي يتغذى عليها الإنسان ولغيرها ايضا. وهي ضرورة للتوازن البيئي لإنتاج الأوكسجين ولامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وهي مصدر اساس في كثير من الصناعات المختلفة ومنها بعض الملبوسات.
وباهتمام الإسلام بالزراعة وردت إشارات متعددة في القران الكريم تعزز هذه الضروريات والقيام بالزراعة والحفاظ عليها.
نحن مطالبون بضرورة القيام بالزراعه، لأنها ضرورة، فلاَّ نَدَعَ مساحة خالية دون زراعة، ولا يرتبط الأمر بمساحتها ووعورتها، فلكل ما يناسبه. كما يجب علينا المحافظة على الأشجار في الشوارع والغابات والمزارع والحدائق العامة وعدم الاعتداء عليها، بل المبادرة بحمايتها بالسقاية والرعاية بشكل فردي وجماعي، في الحديث الشريف ( إِنْ قَامَت السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ «نخلة صغيرة أو شتلة»، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ). حتى في الحروب جاءت وصية الخليفة ابي بكر رضي الله عنه للجيش ( ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة).
تقوم البلديات بزراعة الشوارع والساحات بأشجار مختلفة بقصد تحقيق المقاصد المختلفة خاصة المتعلقة بالجمال، وقد ورد ذكر اللون الاخضر في القران ثمان مرات منها الاية الكريمة (وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) للدلالة على الزراعة والغطاء النباتي. بلدية اربد الكبرى جعلت رويتها تنص على : مدينة خضراء ذكية…، للدلالة على اهمية التشجير وحماية المناخ، وقد أطلقت مشروعا لزراعة مليون شجرة تم انجاز اكثر من ١٥٪ منه، وجعلته شاملا لكل الأراضي والشوارع بما فيها بيوت المواطنين؛ تعطيهم الأشتال المثمرة وغيرها مقابل التعهد بزراعتها ورعايتها، وتقوم بحملات لذلك في الشوارع والحدائق لإيمانها بأهمية ذلك شرعا وتنظيما وتحقيقا لرؤيتها ( من غرس شجرةً، كان له من الأجر عند الله بقدر ما أخرجت تلك الشجرة).
مقالات ذات صلة بين ادراج المولات الكهربائية وادراج المستشفيات 2025/03/17تتعرض تلك الجهود للاعتداءات المتكررة، مما يؤخر تحقيق الاهداف بسبب أعمال عبث مختلفة، ولا تستطيع البلدية الرقابة المستمرة على ذلك؛ لذا لا بد ان يتعاونّ المواطنون بالرقابة والرعاية لها، وكم هو جميل ان يبادر الناس بزراعة ما يمكن زراعته من أراضيهم وحول بيوتهم، فهذا فعل مطلوب وان كان صغيرا، فشجرة واحدة في كل بيت على سبيل المثال تعني مئات الاف الاشجار في المدينة وما حولها.
في شهر رمضان مناسبة عظيمة لتذكير الناس بذلك، والقيام به فلا زال هناك متسع للزراعة، والبلدية ترحب باي طلبات او مبادرات للزراعة.
وتقبل الله صيامكم وعملكم بالقيام بالزراعة مهما كانت قليلة.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
بروميثيوس.. كيف قاد خطأ علمي إلى قطع أقدم شجرة عرفها العالم؟
في واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في تاريخ العلوم الطبيعية، تحولت دراسة أكاديمية اعتيادية إلى واقعة مفصلية انتهت بفقدان أقدم شجرة موثقة في العالم دون قصد، قطعت شجرة صنوبر شوكي نادرة عرفت لاحقا باسم «بروميثيوس»، لتصبح قصتها رمزا عالميا لخطأ علمي غير نظرتنا إلى حماية التراث الطبيعي وحدود التدخل البشري في النظم البيئية العتيقة.
لم يكن قطع شجرة بروميثيوس نتيجة إهمال أو تخريب متعمد، بل جاء نتيجة خطأ في التقدير والمنهج العلمي.
ففي ستينيات القرن الماضي، لم تكن تتوفر تقنيات دقيقة وغير تدميرية لتحديد أعمار أشجار الصنوبر الشوكي، ما دفع الباحث الأمريكي دونالد آر. كوري إلى اتباع أسلوب بحثي تقليدي يعتمد على أخذ مقطع عرضي كامل من الشجرة لدراسة حلقات النمو.
آنذاك، كان الاعتقاد السائد أن هذه الأشجار، رغم قِدمها، ليست نادرة إلى درجة تستدعي حماية استثنائية، وهو ما مهّد لاتخاذ قرار لم يكن أحد يدرك عواقبه لاحقًا.
روايات متباينة حول سبب القطعتضاربت الروايات حول السبب المباشر لقطع الشجرة؛ فبعض المصادر تشير إلى أن مثقاب كوري انكسر داخل الجذع أثناء محاولة أخذ عينة، فيما تقول روايات أخرى إن الباحث رأى أن الحصول على مقطع عرضي كامل أمر لا غنى عنه لتحقيق دقة علمية أكبر.
في جميع الأحوال، حصل كوري على تصريح رسمي من إدارة الغابات الأمريكية، وقام بقطع الشجرة دون أن يعلم أنه يتعامل مع حالة فريدة في تاريخ علم الأشجار.
الحقيقة تظهر بعد فوات الأوانلم تتكشف القيمة الحقيقية لشجرة بروميثيوس إلا بعد قطعها فبعد تحليل المقطع الخشبي، أمضى كوري نحو أسبوع كامل في عد حلقات النمو باستخدام عدسة مكبرة، لتظهر النتيجة الصادمة 4862 حلقة نمو.
وبما أن أشجار الصنوبر الشوكي التي تنمو في البيئات القاسية لا تشكل حلقة نمو كل عام، قدر العلماء عمر الشجرة بما يتراوح بين 4900 و5000 عام، لتتضح الحقيقة المؤلمة لم تكن بروميثيوس مجرد شجرة معمّرة، بل أقدم شجرة موثقة في عصرها الحديث.
سر العمر الطويل لأشجار الصنوبر الشوكيتنمو أشجار الصنوبر الشوكي في حوض «غريت باسين» ببطء شديد، ولا يتجاوز ارتفاعها عادة ستة أمتار، لكنها تمتلك قدرة استثنائية على تحمل الظروف البيئية القاسية كما يمكن لأجزاء كبيرة منها أن تموت دون أن يؤثر ذلك على بقاء الشجرة ككل.
هذه الخصائص، بحسب موقع IFLScience، هي السر وراء أعمارها المديدة وقدرتها الفريدة على الصمود لآلاف السنين في بيئات شبه مستحيلة.
إرث علمي غير سياسات الحمايةشكلت حادثة بروميثيوس نقطة تحول في تعامل العلماء والسلطات مع الأشجار المعمرة، وأسهمت في سن سياسات أكثر صرامة لحماية هذا النوع من الأشجار داخل الأراضي الفيدرالية الأمريكية.
ورغم أن ما تبقى من بروميثيوس اليوم لا يتجاوز جذعا صامتا، فإن قصتها لا تزال حية، تذكر العالم بأن الخطأ العلمي لا يكون دائمًا في النوايا، بل أحيانا في التقدير، وأن بعض خسائر الطبيعة لا يمكن تعويضها مهما كانت دوافع العلم نبيلة.