الجزيرة:
2025-05-16@18:14:29 GMT

هل يؤثر النشاط الشمسي في حدوث الزلازل؟

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

هل يؤثر النشاط الشمسي في حدوث الزلازل؟

لطالما سعى العلماء إلى فهم العوامل المؤثرة على الزلازل من أجل تحسين القدرة على التنبؤ بها. وقد أشارت دراسات سابقة إلى وجود علاقة تربط بين النشاط الشمسي والزلازل، وغالبًا ما ربطت هذا التأثير بقوى المد والجزر أو التفاعلات الكهرومغناطيسية مع قشرة الأرض ونواتها.

في دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة "كايوس" التابعة لمعهد الفيزياء الأميركي، توصل باحثون من جامعة تسوكوبا والمعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا الصناعية المتقدمة في اليابان إلى أن الحرارة القادمة من الشمس قد تلعب دورًا سببيًا في النشاط الزلزالي على الأرض.

ويقول ماثيوس جونكويرا، المؤلف الرئيسي للدراسة الحديثة، والباحث في هندسة النظم والمعلومات بجامعة تسوكوبا في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "يركز عملنا على إثبات وجود علاقة سببية، وعدم الاقتصار على الربط بين الحرارة الشمسية والزلازل على الأرض".

إلى الآن لم يجد الباحثون طريقة للتنبؤ بالزلازل (شترستوك) علاقة محتملة

في الدراسة الجديدة، اعتمد الباحثون على تحليل بيانات زلزالية وسجلات النشاط الشمسي إلى جانب بيانات درجات حرارة سطح الأرض. وتبين أن إدراج درجات الحرارة في النماذج الرياضية يُحسن دقة التنبؤات، خاصة للزلازل الضحلة.

تطرح الدراسة تساؤلات عن الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها الحرارة الشمسية على النشاط الزلزالي، رغم عدم وضوح الآلية الدقيقة بعد. يوضح جونكويرا: "قد تحدث هذه العلاقة بطرق مختلفة، ولم تُحدد ورقتنا البحثية العلاقة بدقة، لعدم كفاية البيانات".

ويضيف "أحد الاحتمالات هو أن الحرارة الشمسية تؤثر على درجات حرارة السطح، والتي بدورها تؤثر على أنماط هطول الأمطار وحركة المياه الجوفية، والتي يمكن أن تؤثر بدورها على ضغط المسام على طول خطوط الصدع".

إعلان

وتدعم الدراسة هذه الفرضية عبر مجموعة من الأدلة، منها الاختلافات الموسمية في النشاط الزلزالي، وزيادة دقة التنبؤ بالزلازل عند إدراج درجة حرارة السطح كمتغير مستقل.

ويقول جونكويرا: "عند بحثنا في مشكلة التنبؤ بالزلازل، صادفنا العديد من المقالات البحثية التي تتناول تفاعل الشمس والأجسام الخارجية الأخرى مع الزلازل على الأرض. لكننا لاحظنا أن عددا قليلا منها تناول المشكلة من منظور الأنظمة الديناميكية، لذا اعتقدنا أننا قادرون على القيام بذلك، وربما نجد بعض النتائج المثيرة للاهتمام. ونعتقد أن الأمر كان مثمرًا للغاية".

يمكن أن تساهم حرارة الشمس في تغيير ظروف القشرة الأرضية بطرق قد تؤثر على النشاط الزلزالي (الفرنسية) تأثير التغير المناخي

تواجه الدراسة تحديات أخرى تتعلق بتأثير عوامل مثل النشاط البشري والتغيرات المناخية، والتي قد تزيد من صعوبة التنبؤ. ويضيف جونكويرا: "أحد القيود الرئيسية هو عدم قدرتنا على تحديد الآلية الفيزيائية الرئيسية التي تؤثر بها الحرارة الشمسية على الزلازل. ستكون هذه المعرفة ضرورية لتحسين نماذج التنبؤ الحديثة الحالية بشكل أفضل".

ويضيف: "قد تُؤثّر العوامل الخارجية التي تُؤثّر على أنماط درجات حرارة السطح على أنماط الزلازل أيضًا. هذا ما تُشير إليه دراستنا. وعليه، يُمكن اعتبار تغير المناخ عنصرًا يُفاقم عدم اليقين بشأن أنماط الزلازل المُستقبلية، مما يزيد من صعوبة التنبؤ".

إذا تأكدت العلاقة بين النشاط الشمسي والزلازل، فقد يكون لهذا تأثيرات مباشرة على سياسات التأهب للكوارث. ويتوقع جونكويرا، أن يؤدي ذلك إلى تركيز الجهود البحثية على جمع وتحليل بيانات دقيقة عن الشمس ودرجات حرارة سطحها، مما قد يسهم في تطوير نماذج أكثر دقة لفهم تأثير درجات حرارة الأرض على الزلازل.

هل نجحنا في التنبؤ بالزلازل؟

في ظل الاهتمام المتزايد بمحاولة التنبؤ بالزلازل، ظهرت بعض الادعاءات غير المثبتة علميًا، مثل تلك التي يطرحها الباحث الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي يدّعي القدرة على التنبؤ بالزلازل بناءً على محاذاة كواكب مجموعتنا الشمسية.

إعلان

يعلق جونكويرا على هذا الموضوع بحذر، قائلاً: "سيكون من الصعب قول أي شيء دون إلقاء نظرة فاحصة على أعماله ودراساته أولاً، لذلك لن أتمكن من تقديم إجابة وافية عن هذا السؤال في الإطار الزمني المناسب. ولكن هناك بالتأكيد ميزة في مثل هذه الفرضية، وينبغي التحقيق فيها بالمنهج العلمي المناسب".

ويضيف جونكويرا، أنه ما دامت الأجرام السماوية كالشمس ذات تأثير علمي يمكن إثباته على الزلازل، فربما المزيد من البيانات التي تتعلق بالكواكب تكون مفيدة أيضًا، لكن هذا لا يعني صحة استنتاجات الباحث الهولندي باعتبارها عاملًا أساسيًا مؤثرًا على النشاط الزلزالي، فالفارق بين التأثير الشمسي وتأثير الكواكب شديد الضخامة.

رغم النتائج الواعدة، يقر الباحثون بوجود تحديات تعترض التطبيق العملي لنهج تضمين الحرارة الشمسية في التنبؤ بالزلازل. وعن مدى موثوقية هذه النماذج مقارنة بأساليب التنبؤ التقليدية، يقول جونكويرا: "صحيح أن نتائجنا تُشير إلى أن نماذج التنبؤ بالزلازل الحديثة يُمكن أن تستفيد من تضمين معلومات النشاط الشمسي ودرجة حرارة السطح، ولكن لا يُمكننا الجزم بمدى تحسّن هذه النماذج في حال تطبيق ذلك".

ربما تمتد تأثيرات الشمس إلى أعماق غير متوقعة، حيث يمكن أن تساهم حرارتها في تغيير ظروف القشرة الأرضية بطرق قد تؤثر على النشاط الزلزالي. وبينما لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم هذه العلاقة بدقة، فإن النتائج الحالية تفتح آفاقًا جديدة في مجال التنبؤ بالزلازل. وإذا تم تأكيد هذه الفرضيات، فقد نشهد تغييرات جوهرية في أساليب التحذير المبكر والتأهب للكوارث الطبيعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان على النشاط الزلزالی التنبؤ بالزلازل الحرارة الشمسیة النشاط الشمسی حرارة السطح حرارة الشمس درجات حرارة على الزلازل تؤثر على یمکن أن التی ت

إقرأ أيضاً:

سبب حدوث زلزال القاهرة اليوم.. هل هناك توابع له؟

هل هناك توابع للزلزال؟.. بعد شعور سكان القاهرة الكبرى، ومعظم محافظات الوجه البحري، بهزة أرضية في تمام الساعة الواحدة و54 دقيقة بعد منتصف الليل، أصاب المواطنون حالة من الذعر، وازدادت التساؤلات حول وجود أي توابع لهذا الزلزال، وما سبب حدوثه؟.

ونستعرض لكم في السطور التالية، التفاصيل المتعلقة بالزلزال الذي تأثرت به مصر، وهل هناك توابع للزلزال؟.

سبب حدوث زلزال القاهرة

ما سبب حدوث الزلزال في مصر اليوم؟

أوضح الدكتور طه رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت اليونانية، كان قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر ويقع على بعد حوالي 631 كم من شمال مدينة رشيد في البحر المتوسط.

وقال رابح، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي كريم الخولي عبر قناة «إكسترا نيوز»: «عمق الزلزال كان كبيرا، وهو ما أدى إلى شعور المواطنين به داخل مصر».

وأضاف: «الزلزال متوسط وليس قويا، ولكن عمقه أدى إلى إحساس المواطنين بالهزة الأرضية، رغم بُعده عن اليابسة».

توابع زلزال القاهرة

هل هناك توابع للزلزال؟

وأما بخصوص توابع الزلزال الذي ضرب مصر اليوم، فتابع «رابح».: «بالتأكيد لازم يكون له توابع، ولكن نحن نتابع ونرى تفاصيل التوابع».

ما آخر زلزال تعرضت له مصر؟

يذكر أن آخر زلزال تعرضت له مصر، كان في 2025، عندما شعر سكان القاهرة خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 25 فبراير 2025، بهزة أرضية، وهو ما أكدته محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد، والتى أعلنت تسجيل هزة أرضية على بعد 6 كيلومتر شمال غرب حلوان.

توابع الزلزال

ما هي توابع الزلزال؟

توابع الزلزال، هي الهزات الأرضية التي تحدث بعد أي زلزال كبير، وتكون قوية خلال الـ 48 ساعة عقب الزلزال الأول وقد تستمر لأسابيع وربما لسنوات في بعض الحالات، وتبدأ قوة التوابع، بدرجة أقل من قوة الزلزال الأول، أي من المتوقع أن تحدث هزة أرضية تابعة للزلازل الذي ضرب جزيرة كريت صباح اليوم بقوة 5 درجات.

هل من الممكن أن تكون قوة التوابع أقوى من الزلزال الأول؟

وكان روجر موسون، الباحث الفخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، قد قال سابقًا في مقابلة DW: «قد تفوق قوة توابع الزلزال شدة الزلزال الرئيسي».

أسباب حدوث الزلازل

ما هي أسباب حدوث الزلازل؟

تتعدد أسباب حدوث الزلازل، منها:

- الصفائح التكتونية وهي أحد الأسباب الرئيسية للزلازل، وتحدث بسبب تحرك صفيحتان عندما تصطدما بقشرة الأرض أو تبتعدان عن بعضهما البعض، فقد يتسببان في حدوث احتكاك قد يتسبب في حدوث نشاط زلزالي.

- النشاط البركاني، فعندما تطلق كميات كبيرة من الطاقة وتشق الصخور المنصهرة طريقها عبر قشرة الأرض وتخرج من البراكين، تؤدي لحدوث موجات زلزالية.

- الانهيارات الأرضية والانهيارات الثلجية وتؤدي إلى حدوث زلازل عندما تنزلق مساحات كبيرة من الأرض فجأة إلى أسفل المنحدر بسبب وفرة المياه أو عدم الاستقرار في الأرض، وتحدث الزلازل أيضاً بسبب الانهيارات الجليدية التي يمكن أن تخلق موجات زلزالية.

- الأنشطة البشرية مثل التعدين وبناء السدود والتنقيب عن النفط والغاز تسبب الزلازل في بعض المناطق.

كيفية التعامل مع الزلزال

كيف يتم التعامل مع الزلازل؟

ينصح عند حدوث الزلازل، أن تتبع النصائح التالية، لضمان السلامة، ومحاولة تفادي أي خسائر، وهي:

- الاحتماء تحت أثاث متين مثل طاولة أو مكتب متين لحماية نفسك من الأجسام المتساقطة.

- الابتعاد عن النوافذ والأشياء القابلة للسقوط.

- عدم استخدام المصاعد فقد تتعطل أو تتعرض لأضرار.

- البقاء في مكانك حتى انتهاء الاهتزاز.

- تجنب الكابلات الكهربائية.

- الحرص على حماية الرأس بدرجة أولى، أو النصف العلوي من الجسم.

اقرأ أيضاً"البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر

بعد قليل.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة والمحافظات المجاورة

مقالات مشابهة

  • فلكية جدة: الانفجارات الشمسية لا تؤثر في درجة حرارة الأرض
  • دراسة تؤكد أن درجة حرارة الغرفة تؤثر على جودة النوم
  • توقعات مرعبة لعالم الزلازل الهولندي خلال 3 أيام متتالية | فيديو
  • بسمة وهبة تهاجم مدّعي التنبؤ بالزلازل: خرافات لا تستند إلى علم
  • هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟.. آخر التطورات بعد زلزال فجر اليوم
  • خبير زلازل يطمئن المصريين: الزلزال الأخير لم يؤثر على مصر والإجراءات الوقائية مستمرة
  • المعهد القومي للبحوث: الزلزال استمر 6 ثوانٍ ولم يؤثر على مصر
  • رئيس قسم الزلازل: لا يمكن التنبؤ بالزلازل عالميًا.. والأوضاع في مصر مستقرة
  • البحوث الفلكية: الزلزال استمر 6 ثواني ولم يؤثر على مصر
  • سبب حدوث زلزال القاهرة اليوم.. هل هناك توابع له؟