سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية بعنوان اتجاهات التكنولوجيا: مستقبل النقل.

و أشار التقرير إلى أن قطاع النقل شهد تحولات هائلة عبر العصور، بدءًا من العجلة إلى عصر البخار، ثم الطيران واستكشاف الفضاء، اليوم، يقف العالم على أعتاب تحول جذري جديد مدفوع باتجاهين رئيسيين هما الاستدامة والرقمنة.

وأوضح أن المركبات الكهربائية والأنظمة الذاتية والبنية التحتية الذكية والخدمات اللوجستية الرقمية لم تعد مجرد مفاهيم مستقبلية، بل أصبحت حقيقة تتوسع تدريجيًا، مما جعل النقل أكثر ذكاءً، استدامةً وشمولية.

وأظهر التقرير هذه التوجهات والابتكارات التي تعيد تشكيل وسائل النقل عبر البر والبحر والجو وحتى الفضاء، مع تسليط الضوء على دور الملكية الفكرية في دعم هذه التغيرات، مشيراً إلى أن الملكية الفكرية تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار داخل قطاع النقل، حيث يكشف تحليل البيانات أن أكثر من 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل قد نُشرت منذ عام 2000، بمعدل نمو يفوق بكثير التقنيات التقليدية. ولفت إلى أن هذا النمو المتسارع يعكس أهمية حماية الأفكار الجديدة، وهو ما يسهم في تحفيز الاستثمار ودعم استراتيجيات التطوير. فمستقبل النقل لا يتمثل فقط في تطوير وسائل جديدة، بل في إعادة تشكيل المنظومة ككل، بما في ذلك كيفية تفاعل الإنسان مع وسائل النقل والتكنولوجيا الحديثة.

وأوضح التقرير أن هناك أربعة محاور تقنية رئيسة تشكل مستقبل النقل، أولها الدفع المستدام، والذي يشمل أنظمة الدفع الكهربائية وخلايا الوقود الهيدروجيني والوقود البديل، وهي ضرورية لخفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أما المحور الثاني هو الأتمتة والاقتصاد الدائري، حيث تلعب الروبوتات الصناعية والمصانع الذكية والتصنيع الإضافي دورًا أساسيًا في جعل الإنتاج أكثر كفاءة وتقليل الهدر البيئي.

في حين، يتمثل المحور الثالث في الاتصالات والأمان، من خلال الاعتماد على شبكات الجيل الخامس والقيادة الذاتية والمركبات المتصلة والبنية التحتية الذكية، مما يعزز السلامة ويسهم في إدارة حركة المرور بشكل أكثر ذكاءً.

أما المحور الرابع، الذي يتعلق بتقنيات واجهة التفاعل بين الإنسان والآلة (Human- Machine Interface)، حيث تسهم تقنيات مثل شاشات اللمس، والتعرف على الصوت والوجه، والواقع المعزز في جعل النقل أكثر تفاعلية وسهولة للمستخدمين.

وأشار التقرير إلى أن النقل البري هو الأكثر هيمنة على الابتكارات، حيث يحتوي على أكثر من 3.5 أضعاف عدد براءات الاختراع مقارنة بالنقل البحري والجوي والفضائي مجتمعة. كما تحتل الصين، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، وألمانيا المراتب الأولى في تسجيل براءات الاختراع، حيث تمثل هذه الدول أكثر من 90% من الابتكارات المسجلة في قطاع النقل.

وأضاف التقرير أن براءات الدفع المستدام شهدت تطورًا ملحوظًا، بفضل التوسع في تبني المركبات الكهربائية وتطوير بطاريات الحالة الصلبة. أما في مجال النقل الجوي، فتتركز الجهود على الوقود المستدام والتنقل الجوي الحضري.

ونوه بأن النقل البحري يشهد تحولًا نحو تطوير الموانئ الذكية واستخدام وقود بديل مثل الأمونيا، أما قطاع النقل الفضائي، فهو يشهد تقدمًا في مجالات التصنيع الإضافي واستخدام تقنية سلاسل الكتل لتحسين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

وبين أن قطاع النقل يواجه تحديات معقدة، تشمل القضايا التنظيمية وحماية البيانات وتطوير البنية التحتية وتحقيق الاستدامة البيئية. رغم ذلك، فإن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص هائلة لإعادة تصميم أنظمة النقل بطرق أكثر كفاءة واستدامة.

و يشدد التقرير على أهمية التعاون الدولي بين الشركات والحكومات والمبتكرين لضمان تطوير وسائل نقل تدعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وما بعدها.

ويستشرف التقرير المستقبل ويؤكد أنه بحلول عام 2030، ستصبح تقنيات النقل المستدام والرقمي أكثر انتشارًا، مع تحقيق تقدم كبير في المركبات الكهربائية والتنقل الجوي الحضري والذكاء الاصطناعي في إدارة المرور. أما بعد عام 2030، فمن المتوقع أن تتحقق بعض الرؤى الطموحة مثل النقل الفضائي المتكرر، والقطارات الفائقة السرعة، والتواصل الفوري بين المركبات والبنية التحتية، مما سيعيد تشكيل أنماط الحياة والعمل في العالم.

وأشار التقرير في ختامه إلى أن مستقبل النقل لا يقتصر على تحسين وسائل التنقل فحسب، بل يمتد إلى إعادة تصور التفاعل البشري مع المدن والبيئة والاقتصاد العالمي. فالابتكار في النقل هو مفتاح أساسي لتحقيق الاستدامة والرقمنة، مما يجعل أنظمة النقل أكثر أمانًا، كفاءة، وشمولية للجميع.

اقرأ أيضاًمستقبل قطاع البناء في مصر.. معلومات الوزراء يستعرض توقعات شركة BMI التابعة لوكالة فيتش

معلومات الوزراء يحتفي بنماذج مشرفة من القيادات النسائية المساهمة في تحقيق أهداف المركز

معلومات الوزراء يطلق سلسلة فيديوهات لإبراز جهود التحالف الوطني والعمل الأهلي في رمضان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية اليابان معلومات الوزراء الصين الولايات المتحدة الأمريكية مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء قطاع النقل معلومات الوزراء مستقبل النقل قطاع النقل إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضًا بغزة جراء تأخر الإجلاء الطبي

جنيف - صفا قالت منظمة الصحة العالمية إن 1092 مريضًا في قطاع غزة تُوفوا أثناء انتظار الإجلاء الطبي بين يوليو/تموز 2024 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين. ورجّح ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن، في تصريح للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة، أن يكون هذا الرقم أقل من العدد الحقيقي لمَن تُوفوا بسبب عدم إجلائهم من غزة لتلقي العلاج في الخارج. وأكد أن منظمة الصحة العالمية "دعت المزيد من الدول إلى استقبال مرضى من غزة، وعودة عمليات الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية". وأشار إلى أن 18 من أصل 36 مستشفى و43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة كانت تعمل بشكل جزئي، وكان هناك نقص حاد في الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية اللازمة لعلاج أمراض القلب، وغيرها من الأمراض. وأوضح أن غزة تشهد تحسنًا طفيفًا في توافر الرعاية الصحية، إلا أنها لا تزال تعاني من تدهور حاد ونقص مستمر في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى. وأضاف أن 50% من مستشفيات غزة تعمل جزئيًا، لكنه أشار إلى عدم تمكن الوصول إلى المستشفيات بالنسبة لـ 37 ألف شخص في شمال غزة. وأشار إلى أن المنظمة حاولت إنشاء مركز رعاية صحية في مستشفى الشهيد كمال عدوان، "لكن للأسف، مُنعنا من بدء هذا العمل"، وبدلًا من ذلك، حددت المنظمة موقعًا قريبًا في بيت لاهيا، وسيبدأ العمل قريبًا لتفعيل الخدمات هناك. أما في مدينة غزة، ذكر ممثل المنظمة أن مستشفى الشفاء عاد للعمل، بشكل جزئي، كمستشفى رعاية صحية من الدرجة الثالثة، مع تشغيل العديد من الخدمات. وأضاف أن المنظمة دعمت تجديد محطة تحلية المياه التابعة للمستشفى، مما مكّن خدمات غسيل الكلى من العمل بكامل طاقتها. وشدد على وجود نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية والأدوية الأساسية في جميع المجالات الحيوية، بما في ذلك علاج أمراض القلب، وزراعة الكلى، وغسيل الكلى، وجراحة العظام، والعلاج الكيميائي، وغيرها. وذكر أن 50% من الأدوية المدرجة في قائمة الأدوية الأساسية إما معدومة أو شبه معدومة. وقال إن فصل الشتاء البارد والممطر يجعل الناس أكثر عرضة للأمراض في ظل تدهور أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل حاد، وظروف الإيواء المزرية. وأضاف أن آلاف العائلات تلجأ إلى مناطق ساحلية منخفضة أو مليئة بالأنقاض، تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي والحواجز الواقية، فيما زادت العاصفة "بايرون" التي ضربت غزة بقوة من معاناة العائلات النازحة أصلًا. وتابع أن الظروف الشتوية، إلى جانب سوء خدمات المياه والصرف الصحي، من المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة. 

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضًا بغزة جراء تأخر الإجلاء الطبي
  • النقل توفر وسائل دفع متنوعة وعملية بشبكة المترو والقطار الكهربائي
  • في كلمته بمؤتمر «مستقبل أكثر استدامة».. محمد العلي: هندسة الحلول وصناعة الأثر الحقيقي
  • الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • التقرير المبدئي وضح وفاتها بسبب الضرب المبرح.. محامي عروس المنوفية يوضح تقرير الطب الشرعي
  • تقدم ملحوظ في أعمال تنفيذ مشروع المرحلة الأولى من مترو الإسكندرية
  • تقرير: ساحل العاجل ترغب بنشر طائرات تجسس أميركية ضد الإرهاب
  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • محافظة الجيزة توقّع بروتوكولًا للتوسع في تشغيل «السكوتر الكهربائي–الرابيت» لتعميم وسائل النقل الذكية