أزمة الدراما العُمانية ودور المسرح
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
أحمد الرحبي
من باب الإنصاف القول بداية إنَّ النشاط الفني الدرامي في عُمان خلال مسيرة أكثر من خمسة عقود، خلق تراكمًا لا بأس به، مُقارنة بالمدة الطويلة التي استغرقها هذا التراكم؛ سواء على مستوى بروز الممثلين العُمانيين، والذين أصبح البعض منهم نجومًا لهم ثقلهم على الساحة العُمانية ولهم حضورهم في الجوار الخليجي، أو على مستوى الأعمال الدرامية، حيث استطاعت الدراما العُمانية إنجاز أعمال درامية حققت حضورًا شعبيًا محليًا.
لكن أبعد من ذلك، لا بُد من القول أيضًا إن الدراما العُمانية لم تتحرك خطوة من مكانها، لم تتطور ولم تتجاوز المفهوم العفوي والتلقائي الخام والمدرسي في الأداء والتمثيل الذي ظل يؤدى في الأعمال الفنية الدرامية العُمانية هكذا كيفما اتفق، بدون جهد في التجسيد أو بذل جهد ملموس من الممثل لمحاولة تقمص الشخصية التي يؤديها، لقد تميزت مشاركة الممثلين في الأعمال الفنية على طول الخط، كما هو واضح من مستوى الأداء الفني لهم، بالاعتباطية والاستسهال وهو الأمر ربما الذي سيطر على فهمنا للأداء الدرامي وحتى في الاشتغال به كمجال فني، في السلطنة.
مشكلة الدراما العُمانية تتمثل في أنها لم تستطع أن تفرض نفسها في الساحة العُمانية كمؤسسة إنتاج فاعل، تُقدِّم منتجًا حقيقيًا موثوقًا؛ فهي لم ترتبط بالاستثمار الطموح فيما يخص الأعمال الفنية والتمثيل، وهي ليس لها ما يُعرف بـ"وسط فني" حقيقي على سبيل المثال، وظلَّت على الهامش بإنتاج موسمي لا يزيد عن عملين أو ثلاثة أعمال فنية في السنة؛ لذلك فإنَّ التمثيل والأداء لم يتطورا؛ إذ لم يتحول التمثيل إلى مهنة يحرص صاحبها على التطوير والإجادة فيها، وما عدا الصف الأول من النجوم في الدراما العُمانية الذين يشكلون الرعيل الأول فيها، لم يترسخ حضور أجيال جديدة من الممثلين، لذلك نجد في كل عمل فني جديد، يجري الاستعانة بوجوه جديدة يتم إخضاعهم لاختبار مُخفَّف في التمثيل كمعيارٍ لاعتماد مشاركتهم في الأدوار، وهو إجراء لا يكفي ولا يحل المشكلة بقدر ما يفاقمها، ما لم تربط المتقدم للتمثيل بتجربة مسبقة في الأداء الفني، أو حد أدنى من الخبرة أو الاطلاع أو الثقافة فيما يخص التمثيل، فإن اختبار التمثيل أقصى ما يظهره في المتقدم للاختبار هو التلقائية والثقة بالنفس، وما اجتمعت التلقائية مع الثقة بالنفس، إلا وأنتجتا، مع غياب الموهبة الفنية، كل غث وسمج في أداء الممثل وحركاته الجسدية، فيكون لا هو أفاد ولا هو استفاد من تجربته التي خاض غمارها في التمثيل.
في المقابل، نجد خشبة المسرح تمثل ورشة كبيرة لصقل مواهب الممثلين والفنانين؛ بما يجعلهم يملكون الفرصة المباشرة في الظهور أمام أعين النظارة، من أجل بعث طاقاتهم الفنية وامتحانها واختبارها أمام جمهور المسرح، وليس أصدق من جمهور المسرح الذي إن قال حسناً، فهو حسن، وإن قال سيئاً، فهو سيئ. ولكون المسرح رافعة قوية للتمثيل والأداء الفني، فقد شكَّل منطلقًا فنيًا وانطلاقة لأغلب الفنانين في الوطن العربي، بداية من الشكل البسيط لمفهوم المسرح، وهو المسرح المدرسي.
وبالنظر إلى أنَّ التمثيل والأداء الفني خرج من عباءة المسرح وأن على خشبته تطور أوائل الممثلين والفنانين العُمانيين وصقلوا موهبتهم الفنية، ودائمًا ما ارتبطت الفترة الزاهية للدراما العُمانية بالمسرح؛ كونه ورشة التدريب والتجريب التي أنتجت أوائل الممثلين في السلطنة.
لذا نجد أن الحل والعلاج لضعف الدراما العُمانية، وللخروج بها من عثرتها التي طالت، هو العودة إلى الاهتمام بالمسرح، وإعطائه مساحة كوسيلة تثقيفية وتعليمية في المجتمع، والاستعانة به كورشة كبيرة، في تطوير وصقل المفاهيم الجمالية والفنية في حياتنا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحمد السعدني يتصدر تريند المسلسلات قبل عرض "لا ترد ولا تستبدل"
في خطوة مثيرة وجذبت اهتمام الجمهور، تصدر الفنان أحمد السعدني ترندات مواقع التواصل الاجتماعي قبيل عرض أولى حلقات مسلسله الجديد "لا ترد ولا تستبدل"، المقرر عرضه على منصة شاهد. حيث نشر السعدني عبر حسابه على إنستغرام صورة تجمعه بالفنانة دينا الشربيني من كواليس العمل، وعلق عليها: "الليله ١١ مساء إن شاء الله على شاهد عرض أول ٣ حلقات من مسلسل لا ترد ولا تستبدل"، لتشتعل التوقعات حول الأحداث القادمة.
المسلسل ينتمي إلى الدراما الاجتماعية المشوقة، حيث تتشابك العلاقات داخل أسرة تواجه أزمات متراكمة وصراعات قديمة، لتخرج إلى السطح في ظل ظهور أزمة صحية مفاجئة تقلب الموازين وتكشف خبايا الأسرار المدفونة. هذا الطابع التشويقي والاجتماعي أضفى على العمل جرعة كبيرة من الفضول لدى المتابعين الذين ينتظرون معرفة مصير الشخصيات وتطور الصراعات.
أبطال مسلسل لا ترد ولا تستبدل
يشارك في بطولة العمل إلى جانب أحمد السعدني كل من دينا الشربيني، حسن مالك، فدوى عابد، صدقي صخر، وحنان سليمان، فيما تتولى الإخراج المخرجة مريم أبو عوف التي سبق لها تقديم أعمال ناجحة جمعت بين الطابع الاجتماعي والتشويقي، ما يزيد من ثقة الجمهور في جودة هذا العمل.
الجمهور يبدو متحمسًا لمتابعة العمل من أولى حلقاته الثلاث، وهو ما يعكس قوة الترويج والصدى الكبير الذي أحدثته صور كواليس العمل، إذ أبدى العديد من متابعي السعدني والشربيني على إنستغرام إعجابهم بالتجربة الفنية والتعاون بينهما، مع توقعات بأن يصبح المسلسل حديث السوشيال ميديا خلال الأيام القادمة.
مسلسل "لا ترد ولا تستبدل" يبدو وكأنه يقدّم توليفة فريدة من الدراما الأسرية المشحونة بالتشويق والمفاجآت، وهو ما يجعل عشاق الدراما الاجتماعية في ترقب دائم لمعرفة تفاصيل الأحداث وتطورها في الحلقات المقبلة، خصوصًا بعد أن أكد نجوم العمل على أن كل حلقة تحمل منعطفات جديدة ستشد انتباه المشاهدين.