بحسب تقرير لموقع "ميدل إيست مونيتور" فإنه قبل أكثر من ثلاثين عامًا، توقعت الاستخبارات البريطانية نمو العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإيران. إلا أنها استبعدت إمكانية تأثير طهران على سياسات حماس، وفقًا لوثائق بريطانية نُشرت مؤخرًا.

وغالبا ما تثار علاقة طهران بحماس، وهي تصنف أحيانا بأنها أحد أذرع إيران بالمنطقة، خصوصا لدى خصوم الحركة سواء عند الاحتلال الإسرائيلي أو الداخل الفلسطيني أو حتى الدول العربية.



في تشرين الأول/ أكتوبر 1992، أي بعد خمس سنوات من انطلاق حركة حماس، زار وفد من الحركة طهران، وأجرى محادثات مع المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي. وخلال المحادثات، أفادت التقارير أن خامنئي أكد مجددًا "التزام إيران برسالتها النبيلة المتمثلة في نشر الثورة في جميع أنحاء العالم بدءًا من فلسطين المحتلة". وخلال هذه الزيارة، أنشأت حماس مكتبًا رسميًا في طهران، برئاسة عماد العلمي، العضو البارز في المكتب السياسي للحركة. وزعم مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية لاحقًا أن إيران قدمت لحماس تمويلًا يقارب 40 مليون دولار، ووافقت على دعم محطة إذاعية تديرها حماس.



بعد أيام من الزيارة، ورد أن أحد قادة حماس صرّح بأن إيران "عرضت الدعم" للانتفاضة الأولى - بين عامي 1987 و1993. كما أشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا للوفد أن القضية الفلسطينية أصبحت الآن "أولويتهم الأولى في المنطقة"، وتوقع المزيد من الاجتماعات بين حماس والقيادة الإيرانية في المستقبل.

سعت كلٌّ من "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية، كلٌّ على حدة، إلى ثني القوى الغربية، بما فيها المملكة المتحدة، عن التعامل مع حماس، محذّرةً من علاقاتها بإيران. لكن الوثائق تكشف أنه بعد مناقشات داخلية شاركت فيها أجهزة الأمن البريطانية، أقرّ قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث بأن "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية "أفرطتا في" الحديث عن الصلة بين حماس وإيران.

في حين أقرّت وزارة الشؤون الاستراتيجية في تقريرها الإحاطي بـ"تحسن جوهري" في العلاقات بين حماس وإيران، إلا أنها خلصت إلى أن "الروابط المتطورة" كانت بالأساس على المستوى السياسي. وفي معرض ردها على شائعات الدعم الإيراني للعمليات العسكرية لحماس، أوضحت الوزارة أنه لا توجد معلومات استخباراتية تؤكد وجود "علاقة خاصة" بين إيران وكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.

وكانت قدرات حماس وعلاقتها بإيران من المواضيع الرئيسية في اجتماع ضم إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابعة لوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، وإدارة تنسيق الأمن، وجهاز المخابرات البريطاني (إم آي 5)، ووزارة الدفاع، وقسم الأبحاث والتحليل.

في تقييمه، خلص مايك مانينغ، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، إلى أنه على الرغم من "محاولات إيران المتزايدة" لممارسة نفوذها على حماس، فمن غير المرجح أن تقبل الحركة بهذا النفوذ. وجادل بأن حماس "من غير المرجح أن تستهدف جهات غير إسرائيلية أو تعمل خارج إسرائيل والأراضي المحتلة"، لأن ذلك من شأنه أن يُهدد بتقويض التعاطف الغربي الذي حظيت به - لا سيما بعد إبعاد "إسرائيل" المثير للجدل لأعضاء من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني إلى لبنان في كانون الأول/ ديسمبر 1992.

ومع ذلك، أوصى مسؤولون أمنيون بريطانيون بمراقبة علاقات حماس وإيران عن كثب. وصرح مانينغ: "على المدى البعيد، اتفق الجميع على أن تزايد الدعم الإيراني وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع السياسي يستدعيان استمرار المراقبة الدقيقة لحماس".

من جهتها حذّرت جانيت هانكوك، رئيسة قسم الدراسات الاستراتيجية في إدارة البحث والتحليل، من العواقب المحتملة لتطور علاقة حماس بإيران. وبينما أقرّت بأن نفوذ إيران على حماس لا يزال "غامضًا"، حذّرت من أنه في حال تعمّق العلاقة، قد "تتطرّف" عناصر داخل حماس و"توسّع نطاق أنشطتها".

في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، زار طهران وفدٌ رفيع المستوى من حماس، برئاسة موسى أبو مرزوق، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك. وخلال هذه الزيارة، عقد الوفد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس ورئيس البرلمان ووزير الخارجية.

أفادت برقية سرية للغاية من السفارة البريطانية من طهران أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي أبلغ أبو مرزوق أن إيران "تتعرض لضغوط لتغيير موقفها" من عملية السلام في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أصرّ ولايتي على أن موقف إيران "غير قابل للتغيير"، واصفًا حلول السلام المقترحة بـ"المشينة"، ومتوقعًا أنها "لن تُثمر".

في 7 كانون الأول/ ديسمبر 1993، أي بعد خمسة أيام من مغادرة وفد حماس، اجتمع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في طهران لمناقشة الزيارة. وأبلغ السفير الألماني الاجتماع أن نائب وزير الخارجية الإيراني، محمود واعظي، أكد أن حماس جاءت إلى إيران "لمجرد محادثات"، مشددًا أن "إيران لا تستطيع ولن تُصدر لهم أوامر". كما أوضح واعظي أن الزيارة لم تكن بمبادرة من إيران، و"لم تقصد أي ميل من جانبها نحو إيران". وفي معرض حديثه عن التغطية الإعلامية الواسعة للزيارة، قال: "من المستحيل في طهران التكتم على مثل هذه الزيارة".



بحلول أواخر كانون الأول/ ديسمبر 1993، سعت وزارة الخارجية والكومنولث إلى تحليل علاقات حماس مع دول الشرق الأوسط، بما فيها إيران. وخلال اجتماع في لندن مع هانكوك، وصف محمد نزال، العضو البارز في حماس، علاقة الحركة بإيران بأنها "خاصة". وأوضح أن علاقات حماس مع إيران "تختلف قليلاً" عن علاقاتها مع الدول العربية، إذ كانت إيران "أول دولة رحبت بحماس" ووفرت لها مكتبًا رسميًا.

وعن تواجد حماس في الدول العربية، قال نزال إن للحركة "تواجداً" في الأردن وسوريا ولبنان والسودان واليمن وبعض دول الخليج، و"بالأساس من خلال التحدث إلى الصحافة".

كما أشار إلى أن حماس كانت "مفيدة" للعديد من الحكومات العربية والإسلامية التي "لم تحب" ياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكداً أن العلاقات مع حماس ساعدت هذه الحكومات على "تعزيز شعبيتها لدى شعوبها من خلال دعم القضية الفلسطينية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية العلاقات حماس إيران إيران حماس علاقات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحریر الفلسطینیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: نقاشات سرية بإسرائيل حول الاستعداد لمواجهة مع إيران

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة 30 مايو 2025، عن نقاشات سرية تجري في إسرائيل مؤخرا حول الاستعداد لاحتمالية حدوث مواجهة مع إيران، سواء بهجوم على طهران أو العكس بشن الأخيرة هجوما ضد تل أبيب.

وتأتي هذه التقارير بينما تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي يستبعد "الحل العسكري" مع طهران.

بينما تفضل إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "الخيار العسكري"، مهما رأت واشنطن أن مسار المفاوضات الجارية "مثمرا".

وادعت الصحيفة أن الوزارات الإسرائيلية عقدت مؤخرا "نقاشا مغلقا وسريا" حول الاستعداد لاحتمال هجوم إسرائيلي على إيران، أو هجوم إيراني على إسرائيل.

وقالت إن مثل هذا الاحتمال قد يحدث "دون سابق إنذار كبير"، على حد وصفها.

وأشارت إلى أنه "بحسب التقييمات التي قدمها المشاركون في النقاشات، والتي مُنع خلالها تواجد الهواتف المحمولة، فإنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، من المتوقع أن تستمر جولة القتال لفترة غير معروفة".

وفي المقابل، تحدثت الصحيفة عن أن النقاشات والتقديرات دارت أيضا حول احتمالية "سقوط آلاف الصواريخ (الإيرانية) الثقيلة في إسرائيل، تزن حوالي 700 كيلوغرام".

ورجحت أن يتسبب الهجوم الإيراني في "تعطل الاقتصاد الإسرائيلي تماما في الأيام القليلة الأولى منه، خلال مدة تراوح بين يومين وأربعة أيام، على أن يعود إلى العمل في حالة الطوارئ".

وفي سياق متصل، تناولت النقاشات السرية - بحسب "معاريف - بحث الاستعدادات المرافقة لمثل هذه الهجمات، بينها ال فتح الفوري لجميع الملاجئ العامة وعددها أكثر من 10 آلاف، وإعداد البنى التحتية والاستجابة لمختلف الاحتياجات، وتحضير مناطق الإجلاء، وزيادة عدد المستشفيات، والاستعدادات الخاصة التي تقوم بها قيادة الجبهة الداخلية".

والأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه حذر نتنياهو من اتخاذ "إجراءات مضادة" من شأنها تعطيل المحادثات النووية مع إيران، في إشارة لأي تصعيد عسكري مع طهران.

وجدد ترامب التأكيد على أن المحادثات مع إيران "تسير بشكل جيد"، وأنه يعتقد بوجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأسابيع المقبلة.

وتتولى سلطنة عمان دور الوساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، لإنهاء خلافات جوهرية تتعلق بالملف النووي الإيراني.

وعقدت 5 جولات من المفاوضات بين طهران وواشنطن، 3 منها في العاصمة العمانية مسقط.

وتسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قانون التجنيد: الحريديون يهددون بإسقاط الحكومة أو تبكير الانتخابات بالاتفاق استطلاع إسرائيلي: أحزاب المعارضة ستحصل على 61 مقعدا بانتخابات مبكرة بن غفير: حان الوقت للدخول بكامل القوة إلى غزة الأكثر قراءة ألمانيا: المساعدات التي دخلت غزة قليلة جدا ومتأخرة تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع فصائل منظمة التحرير في لبنان "المنظمات الأهلية" تُعقّب على سرقة شاحنات تحمل الدقيق إلى قطاع غزة غزة: 60 شهيدا و185 إصابة خلال 24 ساعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نقاشات إسرائيلية سرية استعدادا للمواجهة مع إيران.. قد تحدث دون إنذار
  • ما جديد علاقة حزب الله برئيس الجمهورية؟ مصادر تكشف
  • طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية البرنامج النووي الإيراني كاذب
  • إعلام عبري: نقاشات سرية بإسرائيل حول الاستعداد لمواجهة مع إيران
  • مخابرات النمسا: إيران تقترب من القنبلة النووية… وطهران ترد “ادعاء كاذب”
  • ماذا قالت بريجيت لزوجها الرئيس الفرنسي بعد أن صفعته .. خبير قراءة شفاه يكشف عن الشتيمة !
  • إسرائيل وافقت وحماس تدرس.. ما جديد مقترح ويتكوف؟
  • عاجل. ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًا
  • محظورات داخل اللجان.. ماذا قالت مديرية تعليم مطروح قبل امتحانات الشهادات الإعدادية؟
  • لعنة الميراث تلاحق الأحفاد.. ماذا قالت الدكتورة نوال الدجوي في دعوى الحجر؟