إيران تلغي "شرطة الآداب": استجابة شعبية أم مناورة سياسية أمام الضغوط الخارجية؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها إيران خارجيًا، جاء إعلان إلغاء دوريات "شرطة الآداب" ليثير تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة، وما إذا كانت استجابة حقيقية للمطالب الشعبية أم أنها تأتي في إطار استراتيجية أوسع لاحتواء التوترات الداخلية وتخفيف الضغط الدولي.
أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، محمد باقر قاليباف، عبر منصة "إكس"، أن قانون "العفاف والحجاب" قد تم تعديله، مؤكدًا أن "دوريات الآداب" أُلغيت بالكامل.
وأضاف: "قانون الحجاب كان معمولًا به قبل إقرار التعديلات الجديدة، وبالتالي لا يوجد أي فراغ قانوني في هذا المجال. وكان من الضروري اعتماد قانون يعالج الجوانب المختلفة، سواء الإيجابية أو السلبية".
وأوضح أن التعديلات تهدف إلى تغيير آلية التعامل مع ملف الحجاب وتحقيق توافق داخلي حوله، في خطوة تسعى من خلالها الحكومة إلى إدارة الملف بحذر في ظل الأوضاع المتوترة.
وجاء هذا القرار في وقت تواجه فيه إيران تحديات متعددة، حيث تصاعدت الضغوط الخارجية مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران، وتكثيف التهديدات العسكرية، سواء بشكل مباشر أو عبر حلفائه في المنطقة.
وتسعى واشنطن إلى فرض اتفاق ملزم على إيران لمنعها من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عسكرية، حيث شدد ترامب مرارًا على ضرورة عدم امتلاك طهران لسلاح نووي.
Relatedإيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووياجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكيةالتريث و"الفحص الكامل" سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسالة ترامب؟وقد وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا لإعادة تفعيل سياسة "الضغوط القصوى"، مستهدفًا خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على طهران، ويفتح الباب أمام اضطرابات داخلية نتيجة ارتفاع الأسعار المتسارع وتنامي الشعور بعدم الاستقرار السياسي.
"شرطة الآداب" ونقطة التحول التي دفعت نحو التغييريُعد قانون الحجاب الإلزامي في إيران من أكثر القوانين المثيرة للجدل منذ فرضه عقب الثورة الإسلامية عام 1979. ورغم وجود محاولات سابقة لإعادة النظر في أسلوب تطبيقه، فإن الحدث الذي غيّر مسار الجدل كان مقتل الشابة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022، خلال احتجازها لدى شرطة الآداب في طهران بتهمة "عدم ارتداء الحجاب بشكل مناسب".
أدى مقتلها إلى اندلاع احتجاجات غير مسبوقة استمرت لأشهر، رافقتها مواجهات مع قوات الأمن، ومطالبات بإصلاحات سياسية واجتماعية أوسع. التحركات الاحتجاجية لم تكن معزولة عن السياق السياسي العام، بل جاءت في وقت تصاعد فيه الغضب الشعبي نتيجة الأزمات الاقتصادية والتوترات الإقليمية التي تلقي بظلالها على الداخل الإيراني.
ويُذكر أن دوريات "شرطة الآداب" أُنشئت رسميًا عام 2005 خلال حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد، وكانت مسؤولة عن فرض قوانين الحجاب الإلزامي في الأماكن العامة، حيث كانت النساء المخالفات عرضة لعقوبات قاسية تراوحت بين السجن لفترات تصل إلى 10 سنوات، والغرامات المالية الباهظة التي تجاوزت 8500 دولار أمريكي، وحتى الجلد في بعض الحالات.
ما انعكاس هذة الخطوة على الاستقرار الداخلي للبلاد؟رغم أن إلغاء "دوريات الآداب" يبدو ظاهريًا استجابة لمطالب المحتجين، فإن توقيته يطرح تساؤلات حول دوافع الحكومة الإيرانية الحقيقية وراء اتخاذه. فإيران اليوم تواجه وضعًا داخليًا حساسًا مع استمرار الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يزيد من احتمالات اندلاع اضطرابات شعبية جديدة.
ويُنظر إلى هذا القرار على أنه محاولة لاحتواء الغضب الشعبي عبر تقديم تنازلات محسوبة، دون أن يعني ذلك بالضرورة تغييرًا جوهريًا في سياسات الدولة تجاه الحريات المدنية. ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تكتيكًا سياسيًا تسعى من خلاله الحكومة إلى تهدئة الداخل، مع إبقاء قبضتها على السلطة. لكن في المقابل، ينظر آخرون إلى الخطوة بإيجابية، وبأمل أن تتلوها خخطوات أخرى تعزز المسار الانفتاحي الذي تظهره السلطات في الآونة الأخيرة.
وفي حين يُعتبر هذا القرار مكسبًا للمتظاهرين الذين طالبوا مرارًا بإلغاء "دوريات الآداب"، حيث يعكس قدرة الضغط الشعبي على تحقيق تغييرات، حتى وإن كانت تدريجية، لا يُنظر إلى هذه الخطوة بالضرورة على أنها مؤشر على نية النظام الإيراني تنفيذ إصلاحات أوسع، بل يُعتقد أنها تأتي في سياق تقديم تنازلات محدودة لمنع اندلاع اضطرابات داخلية، لا سيما في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.
ويُرجح بعض المحللين أن يكون إلغاء "دوريات الآداب" جزءًا من استراتيجية حكومية لإظهار مرونة سياسية تهدف إلى احتواء أي احتجاجات جديدة، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الأمريكية وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، التي تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني.
وبالنظر إلى أن هذه التحديات تزيد من احتمالات نشوب اضطرابات داخلية، يُعتقد أن النظام يسعى إلى تفادي موجة احتجاجات أشد عنفًا مما شهدته البلاد عام 2022، عبر تقديم تعديلات اجتماعية دون المساس بجوهر بنيته السلطوية.
وعلى المستوى الدولي، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها قد تكون محاولة لتحسين صورة إيران، خاصة بعد الانتقادات الواسعة التي تعرضت لها بسبب ممارسات شرطة الآداب، والتي وثّقتها العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي أظهرت العنف ضد النساء.
ورغم أهمية هذا القرار، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان يمثل إصلاحًا جوهريًا أم مجرد تعديل في أسلوب تطبيق القوانين، إذ لا يزال قانون الحجاب الإلزامي قائمًا، وقد يتم استبدال "دوريات الآداب" بآليات أخرى لمراقبة الامتثال للقواعد المفروضة.
وبالمحصلة، يرى كثير من النشطاء أن الإصلاح الحقيقي يتطلب تغييرات أعمق في سياسات الدولة تجاه الحريات المدنية وحقوق المرأة، وليس فقط إلغاء جهاز أمني محدد. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية والتوترات الإقليمية، يبقى مستقبل الحريات في إيران مرهونًا بمدى قدرة النظام على الموازنة بين مطالب الداخل وضغوط الخارج.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية برج إيفل مغطى بحجاب إسلامي.. فيديو دعائي يثير جدلاً واسعاً في فرنسا إيران ترفض تشديد الإجراءات على فرض الحجاب.. هل خافت من الاحتجاجات أم أن لبزشكيان يد خفية؟ اعتقال طالبة اعتدت على معلمتها لطلبها خلع الحجاب في مدرسة شمال فرنسا تمسكا بالعلمانية مهسا أميني محمد باقر قاليبافإيرانالولايات المتحدة الأمريكيةالحجابمظاهرات في إيرانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي حركة حماس دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي حركة حماس مهسا أميني محمد باقر قاليباف إيران الولايات المتحدة الأمريكية الحجاب مظاهرات في إيران دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي حركة حماس إسرائيل بنيامين نتنياهو غزة إتفاقية سلام فلاديمير بوتين صاروخ دوریات الآداب قانون الحجاب شرطة الآداب یعرض الآنNext هذا القرار مهسا أمینی هذه الخطوة فی إیران
إقرأ أيضاً:
تشغيل الجيل الخامس في مصر.. ما هي مزايا 5G وهل هاتفك يدعمه؟
الجيل الخامس.. أعلنت مصر رسميًا دخولها عصر الجيل الخامس 5G من شبكات المحمول، في خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتحقيق التحول الرقمي الشامل، ويعد إطلاق خدمات 5G نقطة تحول رئيسية في قطاع الاتصالات، حيث توفر الشبكة سرعات إنترنت غير مسبوقة، وزمن استجابة منخفض، مع دعم واسع لتقنيات المستقبل.
ما هو الجيل الخامس 5G؟الجيل الخامس هو أحدث جيل من شبكات الاتصالات اللاسلكية، ويقدم سرعة تحميل وتنزيل تفوق الجيل الرابع (4G) بما يصل إلى 100 ضعف، وزمن استجابة قد يصل إلى أقل من 1 مللي ثانية، وتتيح هذه المزايا تنفيذ تطبيقات متقدمة مثل الجراحة عن بُعد، والسيارات ذاتية القيادة، والتحكم الآني في الأجهزة، وغيرها.
مزايا شبكة الجيل الخامس في مصر1- سرعة تحميل فائقة تصل إلى 10-20 جيجابت/ثانية.
2- زمن استجابة لحظي يقترب من 1 مللي ثانية.
3- إمكانية توصيل مليون جهاز لكل كم² دون تدهور في جودة الشبكة.
4- بنية أساسية لتقنيات المستقبل مثل الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء (IoT).
5- دعم المدن الذكية وربط مليارات الأجهزة في وقت واحد.
6- تطوير قطاعات حيوية مثل الصناعة، الزراعة، التعليم، والنقل.
هل هاتفي يدعم 5G؟ليست جميع الهواتف تدعم شبكة 5G، لكن الأجهزة الحديثة المزودة بمودم 5G يمكنها الاتصال بالشبكة، إذ يجب التأكد من دعم الهاتف للخدمة، وتحديث نظام التشغيل، وأن تكون الشريحة مفعلة للجيل الخامس عبر شركة الاتصالات.
كيفية تفعيل 5G في مصر- على هواتف أندرويد: من إعدادات الشبكة > اختيار الشريحة > تفعيل «5G Preferred».
- على آيفون (iPhone 12 أو أحدث): من الإعدادات > Mobile Data > Voice & Data > اختيار «5G On» أو «5G Auto».
- بث فيديو بجودة 4K و8K دون تأخير.
- ألعاب أونلاين بلا «لاج» أو تقطيع.
- مكالمات فيديو أكثر استقرارًا في المناطق المزدحمة.
- تشغيل تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي بسلاسة.
- ربط أجهزة المنزل الذكي والأجهزة القابلة للارتداء في منظومة واحدة.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يشهد حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول في مصر
هل يدعم هاتفك خدمة الجيل الخامس 5G؟
طريقة تفعيل خدمة الجيل الخامس 5G على هواتف الآيفون والأندرويد