هل الاضطرابات الأخيرة في تركيا تصب في مصلحة البيت الشيعي بالعراق؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أثارت الاضطرابات السياسية الأخيرة في تركيا تساؤلات حول مدى تأثيرها على المشهد السياسي الإقليمي، وخصوصًا على القوى الشيعية في العراق.
ويرى مراقبون أن أي أزمة سياسية في تركيا قد تنعكس بشكل غير مباشر على موازين القوى في المنطقة، لا سيما في ظل التنافس المستمر بين المحاور الإقليمية والدولية.
المختص في الشؤون السياسية والاستراتيجية مجاشع التميمي أوضح في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "أي قلاقل وأزمات تصب في مصلحة الطرف المعارض، وهو الطرف الإيراني وحلفاؤه"، مشيرًا إلى أن "تركيا لعبت دورًا بارزًا في إسقاط نظام بشار الأسد، الحليف لإيران، وبالتالي فإن قوى الإطار التنسيقي، التي تمثل البيت الشيعي في العراق، قد تشعر بالارتياح لهذا التطور".
وأضاف التميمي أن "التغيير في سوريا جاء بأدوات تركية لكنه في جوهره مشروع دولي تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل، ولذلك لا يُتوقع أن تؤدي التوترات في تركيا إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثامن من كانون الأول 2024".
ولطالما كانت تركيا لاعبًا أساسيًا في الملف السوري، حيث دعمت المعارضة المسلحة وساهمت في تقويض نظام الأسد، مما شكل تهديدًا لمصالح إيران وحلفائها. في المقابل، دعمت إيران النظام السوري وسعت إلى تثبيت نفوذها عبر الفصائل المسلحة والمساعدات العسكرية.
يؤكد التميمي أن "حكماء البيت الشيعي في العراق يدركون أن الأوضاع في تركيا لن تؤدي إلى تغييرات كبيرة على المدى البعيد، بسبب وجود دولة عميقة في تركيا ممثلة بالمؤسسة العسكرية، التي قد تتدخل في الوقت المناسب لإعادة الاستقرار". وأضاف أن "القوى الشيعية العقلانية لا تفكر في استغلال الأوضاع في تركيا، كما أن التظاهرات هناك لن تؤثر بشكل كبير على السياسة الخارجية لأنقرة".
ويشير التميمي إلى أنه "حتى في حال سقوط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن هناك قوى شيعية قد تعتقد أن هذا التطور سيفتح المجال أمام إيران لاستعادة نفوذها في سوريا، إلا أن الواقع يشير إلى أن الدولة العميقة في تركيا، إلى جانب الناتو وإسرائيل والولايات المتحدة، لن تسمح بحدوث ذلك".
وأضاف أن "النفوذ الإيراني في العراق كبير جدًا، وهو أحد الملفات التي تثير قلق الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على أن إيران أو العراق لهما دور مباشر في ما يحدث بتركيا، حيث أن الأزمة هناك نابعة من مشاكل سياسية داخلية مرتبطة بإدارة أردوغان وسعيه للحفاظ على نفوذ حزبه بعد الانتخابات التركية".
يعتقد التميمي أن "أي اضطرابات في الدول الإقليمية الكبرى، مثل تركيا، قد تؤثر إيجابيًا على الوضع في العراق، حيث أن تراجع النفوذ التركي قد يقلل من التحديات التي تواجهها بغداد في إدارة علاقاتها مع أنقرة". وأضاف أن "تركيا لها نفوذ كبير في العراق وهي جزء من المعادلة السياسية والأمنية، وبالتالي فإن أي تراجع في استقرارها الداخلي قد يمنح العراق مساحة أوسع للمناورة في سياساته الإقليمية".
في المجمل، يرى المراقبون أن الأزمة في تركيا لن تؤدي إلى تحولات دراماتيكية في الإقليم، لكن تداعياتها قد تفتح المجال أمام العراق لتعزيز موقعه الإقليمي. ومع ذلك، تبقى المعادلة السياسية مرتبطة بتفاعلات أوسع تشمل اللاعبين الدوليين والإقليميين، وليس فقط الاضطرابات الداخلية في تركيا.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی العراق فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
نائب أمريكي:حان الوقت لتحرير العراق من إيران
آخر تحديث: 10 دجنبر 2025 - 9:33 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- قال النائب الجمهوري جو ويلسون في منشور مطول على منصة “إكس”، “أُقدّر قيادة الرئيس ترمب ومبعوثه الخاص إلى العراق، مارك سافايا، الذي أعلن عن رغبته في إعادة بناء العراق، وأوضح للعراق أن استمرار دعم الميليشيات المدعومة من إيران لن يُقبل”، مردفا بالقول “لقد حان الوقت لتحرير العراق من إيران”، على حد تعبيره.وقرر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق، وهو ثالث مبعوث أميركي إلى العراق، منذ بول بريمر، 2003، وبعد بريت ماكغورك، في مرحلة الحرب ضد داعش عام 2014.وسافايا، وهو رجل أعمال أميركي من أصول عراقية (كلدانية/آشورية) ينحدر من ولاية ميشيغان، برز خلال السنوات الأخيرة بدعمه حملة ترمب الانتخابية وتحركاته في أوساط الجاليات الشرق أوسطية في الولايات المتحدة. ولم يشغل مناصب دبلوماسية سابقة، ما جعل تعيينه مفاجئاً في الأوساط السياسية، لكنه حظي بتأكيد من ترمب بأنه “يمتلك فهماً عميقاً للعراق واتصالات مؤثرة في المنطقة”. وأضاف ويلسون في منشوره أن “أمام العراق فرصة للازدهار إذا غيّر سلوكه”، مشيرا إلى أن الكونغرس مستعد لدعم الرئيس ترمب بأحكام جديدة في قانون تفويض الدفاع الوطني، تشترط على العراق – ولأول مرة على الإطلاق – تقديم المساعدة لقوات الأمن العراقية باتخاذ خطوات حقيقية لوقف دعم الميليشيات المدعومة من إيران”.كما قال ويلسون إنه “لا يزال قانون تفويض الدفاع الوطني يتضمن أحكامًا كنتُ أرعاها لسنوات، تحظر توجيه أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى فيلق (بدر) وأي ميليشيات مدعومة من إيران”. واعتبر النائب الأميركي أن “العراق، يقع تحت السيطرة الإيرانية الكاملة، التي تُدير جيشه وقواته الأمنية التي تضم عددًا من المنظمات الإرهابية المُصنّفة مثل: كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، وقضائه من خلال قضاة فاسدين مثل فائق زيدان، الذي يحكم دائمًا مع إيران، وشرطته التي تُسيطر عليها بالكامل منظمة (بدر)، ونظامه السياسي (الذي يهيمن عليه إطار التنسيق وميليشيات أخرى مدعومة من إيران)” على حد وصفه. ولفت الى أنه “مع هذه الحقائق، يتضح أنه لا يهم من يفوز في الانتخابات أو يُشكّل حكومة، فالبلاد بأكملها مُخترقة بعمق من قِبل إيران، على الرغم من أن غالبية العراقيين من جميع الطوائف يريدون دولةً حرةً ومستقلةً خاليةً من النفوذ الإيراني الخبيث”. وشدد ويلسون على أن “الكونغرس لن يستمر في إصدار شيكاتٍ على بياض إلى الأبد، و على العراق أن يغتنم الفرصة بقيادة الرئيس ترمب والمبعوث الخاص سافايا، وأن يُغيّر سلوكه قبل فوات الأوان”. ونوه النائب الأميركي في منشوره الى أنه “حان الوقت لوقف تمويل الجهات الإيرانية (مثل قوات الحشد الشعبي وغيرها من الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك المصنفة إرهابية) من خلال الميزانية الاتحادية العراقية والبنك المركزي أو عبر وزارة النفط”.“كما يتعين وقف جميع عمليات غسل الأموال والتحويلات المالية إلى إيران وعملائها. ويجب إجراء تدقيق دولي لجميع مبيعات النفط ومنتجات الوقود محليًا ودوليًا، وتدقيق جميع المؤسسات المرتبطة بالنفط، بما في ذلك وزارة النقل ووزارة النفط ووزارة الصناعة والمؤسسات التابعة لها. يجب اتخاذ إجراءات حقيقية لنزع سلاح جميع الميليشيات العميلة لإيران بشكل دائم”، وفقا لويلسون. ومضى النائب الأميركي بالقول إنه “ينبغي للحكومة العراقية والقضاء والجيش والشرطة اتخاذ قرارات سيادية نيابة عن شعبها بدلًا من الانصياع لإملاءات إيران وميليشياتها العميلة وسارقيها”.ونبّه على أنه “ينبغي للعراق مواصلة احترام أمن حكومة إقليم كوردستان، والتوقف عن السماح أو تشجيع الجهات المدعومة من إيران على مهاجمة حكومة الإقليم”.ويتعرض اقليم كوردستان إلى هجمات مستمرة سواء بالصواريخ أم بالطائرات المفخخة الانتحارية تستهدف بنيته التحتية الاقتصادية، وأخرها القصف الذي طال حقل غاز “كورمور” في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو الهجوم الـ11 الذي يستهدف هذا الحقل. ويمد الحقل محطات الطاقة الكهربائية في اقليم كوردستان بالغاز اضافة الى بعض المحافظات الاتحادية القريبة من الإقليم. واختتم ويلسون منشوره قائلا، إن “الرئيس ترامب يسعى إلى بناء مستقبل يسوده السلام والازدهار، قائم على التجارة لا الصراع، لشعوب الشرق الأوسط، ويمكن للعراق أن يكون مثالاً ساطعاً على ذلك، بفضل علاقاته الاقتصادية والدبلوماسية القوية مع الولايات المتحدة والخليج وسوريا وتركيا ودول أخرى”، مشددا على أنه “لا يمكن أن يتحقق هذا إذا استمر العراق في تأدية دور دمية في يد إيران”.