تحدي تيك توك يتسبب بإصابة طفلة بحروق خطيرة ودخولها غيبوبة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
في حادثة مأساوية جديدة مرتبطة بـ"تحديات" شبكات التواصل الاجتماعي، تعرضت الطفلة الأميركية سكارليت سيلبي، البالغة من العمر (7 سنوات)، لحروق خطيرة أدخلتها في غيبوبة اصطناعية، بعد محاولتها تنفيذ تحدٍ شائع على "تيك توك".
التحدي المثير للجدل كان يتضمن تجميد لعبة إسفنجية من نوع "نيدو كيوب" طوال الليل، ثم وضعها في الميكرويف بهدف جعلها أكثر مرونة، كما شاهدت في مقاطع فيديو منتشرة على الإنترنت.
والدها جوش سيلبي سمع صراخها المفزع وهرع لمساعدتها، لكن الصدمة كانت شديدة عندما رأى جلد ابنته مغطى بمادة لزجة ملتصقة به كالصمغ الحارق.
وصف الأب، البالغ من العمر (44 عاما)، اللحظة المروعة بقوله، "حدث كل شيء بسرعة مرعبة. سمعت صراخها، وكان صراخا لم أسمعه من قبل. كانت تحترق ولم أستطع فعل شيء سوى محاولة إزالة المادة عنها".
Girl, 7, in coma with horrific burns after TikTok challenge causes toy explosion https://t.co/BFWzz0bSyK pic.twitter.com/E2Z47A9yEA
— New York Post (@nypost) March 17, 2025
تم نقل سكارليت إلى المستشفى على الفور، حيث قرر الأطباء وضعها في غيبوبة اصطناعية لمدة 3 أيام خوفا من تأثير الحروق على مجرى الهواء. وخلال فترة علاجها، خضعت للتغذية بأنبوب خاص بسبب الحروق الشديدة التي أصابت شفتيها. وعلى الرغم من تحسن حالتها، لا تزال تواجه احتمال الحاجة إلى ترقيع جلدي بسبب عمق الحروق وآثارها الواضحة.
إعلان تحدٍ خطير وتحذيرات عاجلةوكانت تحديات مماثلة انتشرت على منصتي "تيك توك" و"يوتيوب"، حيث يجمد المشاركون مكعبات "نيدو"، ثم يسخنوها في الميكرويف لثوانٍ، ظنا منهم أنها ستصبح أكثر ليونة ومرونة. لكن العلماء والخبراء الطبيين يحذرون من أن هذه الألعاب مصنوعة من مادة مطاطية تحتوي على كحول البولي فينيل، وهي مادة يمكن أن تتسبب في انفجارات حرارية خطيرة عند تسخينها بسبب زيادة الضغط داخلها.
إثر الحادث، دعت أسرة سكارليت إلى حظر ألعاب "نيدو" والتخلص منها فورا، ووجهت نداء عاجلا للآباء بمراقبة أطفالهم ومنعهم من تجربة تحديات الإنترنت الخطيرة. كما أصدرت الشركة المصنعة لألعاب "نيدو"، "شيلينغ تويز"، بيانا تحذيريا على موقعها الإلكتروني، شددت فيه على عدم وضع هذه الألعاب في الميكرويف أو تجميدها، لما قد تسببه من مخاطر جسدية جسيمة.
من جهتها، أكدت منصة "تيك توك" أنها لا تسمح بالتحديات الخطرة أو المحتوى الذي يشجع على السلوكيات المؤذية. وأوضحت أنها طورت تقنيات ذكاء اصطناعي لمراقبة المحتوى المرتبط بالوسوم الخطيرة، لإزالته قبل أن يتسبب في أذى لمستخدميها، خاصة صغار السن. ومع ذلك، لا تزال هناك مطالبات بمزيد من الإجراءات الوقائية والرقابة المشددة على التحديات المنتشرة عبر المنصة.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، ففي أبريل/نيسان 2024، أصيب الفتى كوري روبر (12 عاما) من أريزونا بحروق في جميع أنحاء جسده عندما حاول تنفيذ تحدٍ آخر على "تيك توك"، يتضمن إشعال الكحول المحمر، إلا أن التجربة انتهت بكارثة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان تیک توک
إقرأ أيضاً:
البعثة الأممية: أحداث طرابلس.. تحدي وفرصة
شهدت عواصم عدة في الخارج، ومدن متعددة في الداخل لقاءات جمعت بين المبعوث الخاص لليبيا، هانا تيتيه، والنائبة ومسؤلة الملف السياسي، ستيفاني خوري، بمسؤولين وساسة وأعيان نشطاء، دار النقاش فيها حول الأزمة الليبية والانسداد السياسي على المستوى القطري، والأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الأسبوعين الماضيين.
ملفان حيويان مثلا أجندة الاجتماعات، الأول هو مخرجات اللجنة الاستشارية التي كلفتها البعثة بإعداد مقترح معالجة الاختناقات التي يواجهها المسار السياسي الليبي، والثاني التطورات الخطيرة التي شهدتها العاصمة منذ مقتل عبدالغني الككلي، آمر جهاز الدعم والاستقرار، وما تبعه من مواجهات مسلحة ومظاهرات وأعمال شغب.
الملفان يتعانقان ويمسك أحدهما بتلابيب الاخر. إذ يبدو أن البعثة تتخوف من تصاعد التوتر في طرابلس وانتقاله إلى مواجهات مسلحة واسعة، قد تقطع الطريق على ما تعتبره البعثة إنجازا، وهو مخرجات اللجنة الاستشارية. فالوضع في العاصمة ما يزال متقد، وهناك ضمن جبهتي النزاع أطراف ترى أن الحل هو المواجهة ومعركة كسر العظم، وهذا ما يقلق البعثة ويجعلها تقف على أطراف أرجلها لنزع فتيل النزاع.
بالمقابل، قد تجد البعثة الأممية في التدافع الذي شهدته العاصمة طرابلس وشارك فيه قوى سياسية وعسكرية من مدن أخرى، وتحول إلى وسيلة ضغط على أطراف عدة، فرصة لتحريك المائد الراكد وضرب الجمود السياسي في مقتل.
بولس لم يفصل في مضامين الرؤية المتكاملة، لكنه أعطى إشارات سريعة منها أنها عملية ومتوازنة، وتشمل جميع الأطراف، ولا تقصي أحد، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن إشارة الجميع ربما تذهب إلى التيارات السياسية (فبراير، كرامة، سبتمبر...الخ) وليس بالضروري من يمثلونها أو يشكلون رأس هرم تيارها، وهذه مسألة في غاية الأهمية إن صحت ونجحت الإدارة الأمريكية في تمريها.من غير المستبعد أن تنظر البعثة إلى حراك العاصمة، بداية من الضغط لتقليص نفوذ القوى والأجهزة التي تنافس سلطات الحكومة، ثم الضغط على الحكومة نفسها، كفرصة للتقدم خطوة إلى الأمام سياسيا، ولا يستبعد أيضا أن تكون البعثة قد التقطت إشارة تداعيات التسريبات المتعلقة بالنائب إبراهيم الدرسي، والموقف الدولي منه، خاصة محكمة الجنايات الدولية، لتوظفها لإحداث اختراق في الشرق والتقدم خطوة في ملف التسوية السياسية.
صحيح أن هناك فرصة تبرق من بين غيوم التأزيم، وأن أطراف الأزمة على المستوى القطري، في الغرب والشرق، في وضع حرج نسبيا، مما يساعد على تذليل بعض الصعوبات، لكن البعثة ما تزال غير مؤهلة بشكل منفرد لاستغلال الحالة في شقها الإيجابي، إذ لم تقدم البعثة ولو بشكل موجز تصورا لتفكيك الخلافات القائمة حول الأساس القانوني للمضي إلى الأمام في المسار السياسي، وكيفية معالجة الخلاف حول الحكومة، وألية اختيار بديل عنها، وهنا قد يكون نشاط البعثة انعكاس لفعل أكثر ثقلا.
عديد المراقبين والمتابعين للشأن الليبي، محليا، يتطلعون لتدخل ريادي حاسم للإدارة الأمريكية، عبر التحرك في مسارين، التغيير الحكومي، والتوافق على الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات، وذلك تماهيا مع تصريح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، الذي أكد رفض استمرار حالة الجمود السياسي الراهنة، وأفصح عن اتجاه الإدارة الأمريكية لتطوير رؤية متكاملة لحل الأزمة الليبية.
بولس لم يفصل في مضامين الرؤية المتكاملة، لكنه أعطى إشارات سريعة منها أنها عملية ومتوازنة، وتشمل جميع الأطراف، ولا تقصي أحد، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن إشارة الجميع ربما تذهب إلى التيارات السياسية (فبراير، كرامة، سبتمبر...الخ) وليس بالضروري من يمثلونها أو يشكلون رأس هرم تيارها، وهذه مسألة في غاية الأهمية إن صحت ونجحت الإدارة الأمريكية في تمريها.
في ظل الإرادة الأمريكية، يصبح حراك البعثة تمهيدي، وسيكون لتلك الاجتماعات أثرها إذا تماهت مع "الرؤية الأمريكية"، كما أن التغيير الذي يراد للخطة الأمريكية أن تحدثه سيتوقف على المعادلة الدولية والاقليمية التي تفرض التوازن على المستوى المحلي، بمعنى أن هناك حاجدة للفصل بين الطبقة السياسية المتنفذة وحلفائها الاقليميين والدوليين، والحديث هنا يخص روسيا وتركيا ومصر، والذي قد لا يكون هينا، والبديل عن ذلك هو الدخول على خط الأزمة الليبية بعد تفاهمات مع الاطراف الدولية والاقليمية المتدخلة في الملف الليبي.