دخلت تركيا بقوة على خطّ ملف غزة، بعدما قرّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضمّ أنقرة كذراع ثالثة ضمن مثلث الوساطة إلى جانب قطر ومصر، رغم أن علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي شبه مقطوعة.

وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية، سمدار بيري، أنّ: "العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل قد جُمّدت، وتراجعت حركة البضائع والزيارات المدنية بشكل كبير، خاصّة بعد أن أوقفت الخطوط الجوية التركية جميع رحلاتها إلى مطار بن غوريون مع بداية الحرب، فيما تتردّد أنباء عن نية أنقرة استئناف تلك الرحلات قريبا".



وأضافت الكاتبة في المقال الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ: "التغيير بدأ الشهر الماضي حين استضاف ترامب، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في البيت الأبيض، وأشاد به قائلا: إنه صارم، لكنني معجب به، من الواضح أنه عنيد"، مشيرة إلى أنّ: "هذا الإطراء أثار اهتماما في القدس، التي تملك خبرة طويلة في التعامل مع أردوغان وفريقه المقربين".

ولفتت بيري إلى أن من بين هؤلاء المقربين إبراهيم كالين، الذي كان الذراع الأيمن لأردوغان قبل أن يُعيّن رئيسا لجهاز الاستخبارات التركية، ويُعرف بعلاقاته الواسعة مع مسؤولين إسرائيليين، حيث شوهد في شرم الشيخ وهو يعانق اللواء المتقاعد، نيتسان ألون، رئيس وحدة المفقودين في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت أنّ: "كالين مطّلع على تفاصيل القضية المعقدة، ومن اللافت أنه لم يطالب بالإفراج عن القيادي الفلسطيني، مروان البرغوثي، رغم أنّ الصحف التركية تصفه بخليفة محتمل للرئيس محمود عباس".

وأشارت الكاتبة إلى أنّ: "تركيا، بعد أن بادرت للوساطة، لا تنوي الانسحاب من المشهد، إذ يستعد أردوغان لإرسال ممثلين إلى كل لجنة لإعادة إعمار غزة، وتوجيه عمال أتراك عاطلين عن العمل للمشاركة في خطط الإعمار، ما من شأنه أن يعرقل مشاريع مشابهة لمصر".

وأوضحت أنّ: "الرئيس التركي لا يتردد في توجيه انتقادات حادة لإسرائيل"، مؤكدة في الوقت نفسه: "التزامه بحركة حماس وعلاقاته معها معلنة ومعروفة".

وأضافت بيري أن تركيا قد تصبح الملاذ الجديد لقيادة حماس في حال طردهم من قطر، موضحة أن عددا من كوادر الحركة من الرتب الدنيا موجودون بالفعل في أنقرة وإسطنبول، ويتنقلون بين قطر وتركيا حاملين رسائل تصل إلى مكتب الرئيس التركي وأجهزة الاستخبارات.

كما نقلت الكاتبة عن أردوغان اتهامه لدولة الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك التزاماتها في غزة، وتوجيهه انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن "إسرائيل تنكث بالتزاماتها بمزاعم واهية، لكننا سنحرص على ألا تكرر ذلك".


وأضافت بيري بأنّ: "أردوغان يعتبر أن ترامب هو من سيحدد الجهة التي ستحكم غزة بعد الحرب، وأن تركيا لا تنوي الانسحاب من هذا الملف، بينما يجوب عناصر حماس شوارع القطاع حاملين أسلحتهم دون أن يُطلب منهم تسليمها، في وقت تستعد فيه أنقرة للمشاركة في خطة: اليوم التالي".

وختمت الكاتبة الإسرائيلية، مقالها، بالإشارة إلى أنّ: "تركيا، التي تصف حماس بأنها "حركة مقاومة شرعية"، تواصل تعزيز حضورها في غزة وعلاقاتها المتوترة مع إسرائيل، مؤكدة أن أنقرة حتى الآن "دخلت بقوة وهي تحقق انتصارات"، وليس من المرجح أن يسعى أردوغان إلى تحسين علاقاته مع تل أبيب، خصوصا طالما يواصل ترامب وصفه بأنه: الشخص الذي يُعجبني رأيه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية تركيا غزة ترامب أردوغان الفلسطيني تركيا فلسطين أردوغان غزة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تركيا الملاذ المحتمل لنيكولاس مادورو إذا اضطر للخروج من فنزويلا

أنقرة (زمان التركية) – نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن تركيا تُعدّ الوجهة الأكثر ترجيحًا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في حال اضطراره إلى مغادرة البلاد.

وأوضح المسؤول أن «تركيا هي المكان الأمثل لمادورو؛ لأنه يثق بالرئيس رجب طيب أردوغان، وأردوغان يحتفظ بعلاقات جيدة مع الرئيس دونالد ترامب»، مؤكدًا أن هذه السيناريوهات تخضع للدراسة الدقيقة في واشنطن.

وعند إعلان مادورو نفسه فائزًا في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية في يوليو 2024، وهي الانتخابات التي اعتبرتها الولايات المتحدة وأكثر من خمسين دولة أخرى مزورة، وكان أردوغان من الزعماء القلائل عالميًا الذين هنأوا مادورو علنًا بالفوز، مما عزز الروابط الوثيقة بين الرجلين.

وأشار خبراء ومسؤولون أمريكيون إلى أن أي صفقة نفي محتملة إلى تركيا ستشمل ضمانات بعدم تسليم مادورو إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه اتهامات خطيرة بالاتجار بالمخدرات والإرهاب والفساد، ومكافأة قدرها 50 مليون دولار معلنة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

ويوم الجمعة ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن ترامب أجرى قبل أسبوع مكاملة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، تطرّقت لإمكانية عقد اجتماع في واشنطن.

ولطالما نقلت فنزويلا كميات كبيرة من ذهبها إلى تركيا على مدى السنوات الماضية، مما يعني أن لمادورو وعائلته ودائرته المقربة ثروة وشبكة دعم مالي واقتصادي جاهزة هناك. كما أن التعاون التركي-الفنزويلي في مجال استخراج الذهب وتكريره جعل أنقرة شريكًا استراتيجيًا لكاراكاس.

من جهته، يواصل مادورو نفي أي نية لمغادرة البلاد، ويؤكد في كل مناسبة أنه «سيحمي الأرض الفنزويلية المقدسة من أي عدوان إمبريالي» ولن يتخلى عن واجباته.

في المقابل، كرر الرئيس ترامب عزمه على إنهاء حكم مادورو «بالطريقة السهلة أو الصعبة»، وقد أمر بنشر قوات بحرية وجوية أمريكية إضافية في منطقة البحر الكاريبي لتأكيد جدية الموقف الأمريكي.

ويرى محللون أن مزايا تركيا تفوق روسيا والصين وإيران وكوبا جاذبية بالنسبة لمادورو، لأنها توفر له الأمان مع الحفاظ على ماء الوجه لجميع الأطراف. وفي هذا السياق، قال سونر جاغابتاي، خبير السياسة التركية في معهد واشنطن: “تركيا وجهة مثالية لترامب ولمادورو معًا؛ مادورو يظل في مأمن، وترامب لا يظهر بمظهر المهزوم”.

وبذلك، تبرز تركيا كحل وسط محتمل يُنهي الأزمة الفنزويلية دون اللجوء إلى صدام عسكري أو إحراج سياسي كبير لأي من اللاعبين الرئيسيين.

Tags: أردوغانتركيافنزويلامادورو:

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي يلمح بنفي مادورو إلى تركيا أو إيران!
  • البابا ليون الرابع عشر يغادر تركيا
  • جماعة الإخوان ومحاولة إعادة التواصل مع واشنطن.. هل ينجح التنظيم في استعادة نفوذه؟
  • يديعوت أحرونوت: لا تقدم على الإطلاق في مسألة نزع سلاح "حماس"
  • شائعات مواعدة كاتي بيري وجاستن ترودو تثير الجدل
  • تركيا: إنهاء تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية للسوريين
  • تركيا الملاذ المحتمل لنيكولاس مادورو إذا اضطر للخروج من فنزويلا
  • سفير السودان في أنقرة يضع نائب وزير الخارجية التركي في صورة الأحداث الدامية في الفاشر ويطالب تركيا بتصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية
  • مسعد بولس: تصنيف الإخوان قرار جيد جدا ولا يرتبط مباشرة بصراع السودان
  • تركيا.. فيديو أسلوب استقبال أردوغان للبابا لاون وتحية مرحبا عسكر