الاحتلال يوسع توغله في غزة عبر ثلاثة محاور وسط تصعيد عسكري مستمر
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع استئناف عدوانه العسكري على قطاع غزة منذ الثلاثاء الماضي، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في ثلاثة محاور رئيسية داخل القطاع، مستهدفاً مناطق حيوية وسط تصعيد غير مسبوق. وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن التوغلات الإسرائيلية شملت محور نتساريم وسط القطاع وصولاً إلى شارع صلاح الدين، إضافة إلى منطقة مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوباً، وشمال غرب بلدة بيت لاهيا شمالاً، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز السيطرة الميدانية وقطع أوصال القطاع.
محور نتساريم.. إعادة فرض العزل بين شمال وجنوب القطاع
في محور نتساريم، توغلت القوات الإسرائيلية من الجهة الشرقية حتى شارع صلاح الدين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه. ووفقاً لوكالة "الأناضول"، لم تتوسع القوات باتجاه الغرب، لكنها استمرت في استهداف أي تحركات على شارع الرشيد الساحلي، مما أدى عملياً إلى إعادة فصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنشأ محور نتساريم في نوفمبر 2023، خلال المراحل الأولى من عدوانه على غزة، لعزل محافظتي غزة والشمال عن باقي أجزاء القطاع.
ويمتد المحور من الحدود الشرقية لغزة حتى شاطئ البحر غرباً، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين. ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة في فبراير الماضي كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، فإن عودتها إلى المحور تعكس نوايا الاحتلال في استعادة سيطرته على المنطقة وعزل الشمال مجدداً.
محور رفح.. تقدم محدود وسط تدمير للبنية التحتية
في موازاة العمليات في نتساريم، واصلت القوات الإسرائيلية تحركاتها داخل مدينة رفح، تحديداً في محور فيلادلفيا، حيث بدأ الجيش عملية برية في حي الشابورة القريب من المحور.
وأكدت تقارير ميدانية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تدمير واسعة للبنية التحتية في الحي، بينما بقيت تحركاتها في المنطقة محدودة.
محور فيلادلفيا، الذي يقع جنوب قطاع غزة، يعد خطاً عسكرياً استراتيجياً تسيطر عليه إسرائيل ويمثل نحو ثلث مساحة مدينة رفح.
ورغم ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن تحركاته تهدف إلى ملاحقة مجموعات مسلحة، فإن القصف المكثف وعمليات الهدم تشير إلى استراتيجية أوسع لفرض سيطرة دائمة على المنطقة.
محور بيت لاهيا.. تصعيد ميداني ونزوح جماعي
أما في شمال القطاع، فقد بدأ جيش الاحتلال، الخميس، عملية برية جديدة على ساحل منطقة بيت لاهيا، ترافق معها قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف معظم أحياء القطاع. وفي صباح الجمعة، وسّعت القوات الإسرائيلية توغلها بشكل محدود، لكن دون تقدم كبير داخل البلدة نفسها.
ورغم ذلك، أبدى سكان بيت لاهيا مخاوفهم من تصعيد العدوان الإسرائيلي، حيث شهدت المنطقة حركة نزوح جماعية خشية تعرضها لمصير مماثل لما حدث في شمال غزة خلال الشهور الماضية، حيث حوّلت الغارات الإسرائيلية المناطق السكنية إلى أكوام من الركام، بينما واجه السكان الذين بقوا هناك حصاراً خانقاً أدى إلى مجاعة حصدت أرواح العديد من المدنيين.
التداعيات الإنسانية وتصاعد المخاوف الدولية
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، حيث تعاني المناطق المستهدفة من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية. ويخشى المراقبون من أن تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى موجات نزوح إضافية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون ظروفاً كارثية منذ بدء العدوان.
وبينما تتواصل الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة، فإن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى تصعيد عسكري طويل الأمد، قد يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسرائيلي الإنسانية القوات الإسرائیلیة محور نتساریم بیت لاهیا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الاثنين الموافق 2 يونيو 2025، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية وغير مسبوقة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتضييق الخناق على السكان المدنيين.
وأوضح المكتب أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تسببت في تقليص المناطق الآمنة للسكان إلى أقل من 18% فقط من مساحة القطاع، حيث أصبحت بقية المناطق إما تحت سيطرة قوات الاحتلال بشكل مباشر أو مناطق إخلاء تتعرض لقصف مستمر، ما جعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودانوأشار تقرير "أوتشا" إلى استمرار موجات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث نزح نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وسط أوضاع معيشية صعبة للغاية، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وذكرت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث يتواصل القصف في جميع أنحاء القطاع، مع التركيز بشكل خاص على شمال غزة، الذي شهد إخلاء آخر مستشفى يعمل جزئيًا بسبب الهجمات المستمرة.
وأكدت "أوتشا" أن العملية الإنسانية في غزة تواجه واحدة من أصعب التحديات في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى القطاع، حيث سمح خلال الأسبوعين الماضيين بدخول كميات قليلة جدًا من الإمدادات، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "نقطة في بحر الاحتياجات".
وأضاف التقرير أن هذه المساعدات الضئيلة، التي وصلت إلى القطاع، لم يتمكن الشركاء الإنسانيون من توزيعها على السكان بشكل كافٍ، بسبب القيود التي تفرضها قوات الاحتلال، وانعدام الأمن في المناطق المستهدفة، حيث جرى نهب العديد من الشحنات من قبل سكان يائسين يبحثون عن الغذاء والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.
وفي ظل هذا الوضع الإنساني المتفاقم، تتواصل النداءات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مع دعوات لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.