العيد في عُمان مناسبة للفرح والتآلف الاجتماعي واستعادة التقاليد العريقة، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، أيضا، لحظة للتعبير الرقمي. ومن أبرز مظاهر العيد اليوم في سلطنة عُمان وسم بات حديث الجميع، وهو #لقطة_عمانية_في_العيد، الذي يبدو أنه ساهم في تغيير الطريقة التي يحتفل بها العُمانيون بالعيد ويشاركون عبرها تجاربهم.

وتحول والوسم، الذي ينشد في كل عيد، من منصة لعرض مظاهر الاحتفال، إلى ظاهرة رقمية تجسد الإبداع العُماني على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو مثال حيٌّ على كيفية استخدام العُمانيين لمنصة «إكس» (تويتر سابقًا) لترويج ثقافتهم وتراثهم، ولكن أكثر من ذلك، لابتكار تقاليد جديدة تشمل الجميع، رجالا ونساء وأشخاصا من ذوي الإعاقة على حد سواء.

اكتسب وسم #لقطة_عمانية_في_العيد زخمه منذ عدة سنوات كوسيلة للعُمانيين لمشاركة لقطات من احتفالاتهم بالعيد. في البداية، كان يُستخدم في الغالب لنشر صور تجمعات العائلات، والأزياء التقليدية، ووجبات العيد الخاصة. لكن بمرور الوقت تحول إلى جزء لا يتجزأ من العيد في عُمان، ينتظره الناس بحماس داخل البلاد وفي أرجاء الخليج العربي. لقد أصبح الوسم بمثابة ألبوم رقمي جماعي يجمع العُمانيين من مختلف المناطق، ما يخلق حالة من الاحتفاء الوطني بالعيد لم يكن من الممكن تحقيقها قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

ما يجعل #لقطة_عمانية_في_العيد مميزًا هو مزجه بين التقاليد والتفاعل الرقمي الحديث. فمن خلال هذا الوسم، يوثق العمانيون احتفالاتهم بالعيد، ويساهمون، في الوقت نفسه، بالحفاظ على التراث وابتكار أساليب جديدة للاحتفال. فالتقاليد العُمانية، مثل إعداد الشواء وارتداء الدشداشة والعباية، وأداء صلاة العيد، تحظى بإبراز واحتفاء واسعين. وفي الوقت ذاته، تنشأ عادات جديدة كالتحديات الإبداعية في التصوير الفوتوغرافي، والتعبيرات الفنية عن فرحة العيد، وحتى سرد القصص الرقمية عن تاريخ العائلات.

وقد أثبت العُمانيون على منصة « إكس» أنهم مبدعون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للترويج الثقافي. فمن خلال الوسم نجحوا في تحويل اللحظات الشخصية إلى ذكريات جماعية، مما ساعد الجميع، حتى من يعيشون في الخارج، على الشعور بالارتباط بوطنهم وبتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. علاوة على ذلك، شجع هذا الوسم الأجيال المختلفة على التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة هادفة، حيث يظهر في العديد من المنشورات كبار السن الذين قد لا يكونون نشطين رقميًا، ما يعكس الروابط بين الأجيال وانتقال التقاليد.

ومن الجوانب البارزة الأخرى في #لقطة_عمانية_في_العيد هو شموليته، حيث يستخدمه العمانيون من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية، بما في ذلك الرجال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة. لقد وفر هذا الوسم منصة للأشخاص ذوي الإعاقة لمشاركة تجاربهم وإبراز دورهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع العُماني. فبعض المنشورات تسلط الضوء على احتفالات العيد المهيأة للجميع، حيث تبذل العائلات والمجتمعات جهودا لضمان أن تشمل الاحتفالات الجميع. بينما تبرز منشورات أخرى إبداعات الفنانين وصناع المحتوى من ذوي الإعاقة، مما يثبت أن الفضاءات الرقمية يمكن أن تكون أدوات تمكين للجميع.

وبطرق عديدة، يعكس نجاح هذا الوسم قوة التماسك المجتمعي في عُمان، فهو لا يقتصر على عرض الصور الجميلة فحسب، بل يتمحور حول المشاركة والفخر الوطني. كما أن التفاعل الكبير مع الوسم كل عام يؤكد على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون قوة توحيدية، تجمع العُمانيين معا بغض النظر عن أماكن وجودهم أو وضعهم الاجتماعي.

إن العيد في عُمان هو احتفال بالأسرة والتقاليد، لكنه في العصر الرقمي أصبح أيضا احتفالا بالإبداع والتواصل. وقد أصبح وسم #لقطة_عمانية_في_العيد جزءا أساسيا من مظاهر العيد، مما يثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تُستخدم ليس فقط لمشاركة التراث الثقافي، بل للمساهمة في تشكيله أيضا. ومن خلال هذا التقليد الرقمي السنوي، أظهر العُمانيون كيف يمكن أن تكون منصة أكس أداة قوية للحفاظ على الثقافة، والابتكار. ومع اقتراب العيد يترقب العُمانيون بفارغ الصبر المشاركة في هذا الحراك الرقمي، مما يضمن استمرار ازدهار التقاليد القديمة والجديدة في عالم رقمي دائم التطور.

د. نجمة بنت جعفر الزدجالية أكاديمية في جامعة السلطان قابوس

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الع مانیون یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكومات

أكدت المفوضية الأوروبية اليوم أن حظر وسائل التواصل الاجتماعي على القُصّر يقع ضمن صلاحيات الدول الأعضاء، فاتحةً الباب أمام فرنسا لتطبيق دعوة ماكرون بحظر من هم دون 15 وتشديد القيود على بيع السكاكين عبر الإنترنت للقاصرين. اعلان

غداة تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه سيمنع وسائل التواصل عن الأطفال دون سن الخامسة عشرة بعد حادثة طعن في إحدى المدارس الفرنسية، أكدت المفوضية الأوروبية الأربعاء أن قرار منع القُصّر من استخدام تلك المنصات يعود إلى الحكومات الوطنية، ما يفتح المجال أمام باريس لتطبيق حظر على المستخدمين دون سن 15 عامًا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى حظر فوري لاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال دون 15 عامًا رداً على مقتل مساعدة تدريس في مدرسة ثانوية بضواحي باريس جراء عملية طعن.

وفي مقابلة مع قناة "فرانس 2"، قال ماكرون: "لا يمكننا الانتظار"، مشيرًا إلى ضرورة التحرك السريع لحماية الأطفال والحد من المخاطر المرتبطة باستخدام الإنترنت.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس رينيه: "حظر واسع النطاق لوسائل التواصل الاجتماعي ليس ضمن اختصاص المفوضية، ولا هو الاتجاه الذي نتجه إليه، إذ إن ذلك يدخل ضمن صلاحيات الدول الأعضاء".

وأشار رينيه إلى أن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها تحديد السن الأدنى لاستخدام المنصات الرقمية بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، شريطة ألا تقل عن 13 عامًا، مع إمكانية معالجة البيانات بموافقة أولياء الأمور.

Relatedهل تُحجب منصة إكس في فرنسا بسبب المحتوى الإباحي؟فرنسا تراجع قوانينها الجنائية بعد فوضى ليلة دوري أبطال أوروباهجوم بسكين في مدرسة فرنسية: اعتقال طالب يبلغ من العمر 15 عامًا بعد طعن مساعدة تربوية حتى الموت

كما أعلن الرئيس الفرنسي عن خطط لفرض نظام التحقق من العمر على المواقع الإلكترونية التي تبيع السكاكين عبر الإنترنت، مشابهًا لما يطبّق حاليًا على المواقع الإباحية.

وأوضح أن "من يبلغ من العمر 15 عامًا لن يتمكن بعد الآن من شراء سكّين عبر الإنترنت"، متعهدًا بفرض عقوبات مالية كبيرة وحظر على هذه الممارسات.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو قد أبدى سابقًا رغبته في اتخاذ إجراءات سريعة لحظر بيع "جميع أنواع السكاكين" للقاصرين.

في وقت لاحق، نشر ماكرون تدوينة على منصة "إكس" (X) جاء فيها: "أنا بصدد حظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 15 عامًا. لدى منصات التواصل الوسائل اللازمة للتحقق من أعمار المستخدمين. إذًا، دعونا نفعل ذلك."

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية تعمل على تصنيف عدد من منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس"، و"ريدديت"، و"بلوسكي"، و"ماستودون" كمنصات إباحية، لدفعها إلى تطبيق نظام التحقق من العمر.

يذكر أن الإجراءات الفرنسية التي تجبر المواقع الإباحية على التحقق من أعمار مستخدميها دخلت حيز التنفيذ في 7 يونيو الجاري، مما دفع موقع Pornhub، أكبر موقع إباحي في العالم، إلى التوقف عن العمل في فرنسا، وارتفع على إثر ذلك الطلب على خدمات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN).

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكومات
  • من يصنع الرداءة والتفاهة وينشرهما في وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • شبيهة ياسمين صبري تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • ماكرون يهدد بحظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
  • خطوة مفاجئة.. ناسا تقلص حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي
  • فيديو زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون ودموع زوجته يثير جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
  • شاهد.. لقطة خيالية من لاعب كرة السلة الصربي نيمانيا نيدوفيتش
  • الوحدة الخفية.. كيف أصبح الشباب وحيدين رغم آلاف المتابعين؟
  • وسائلُ التواصل الاجتماعي وتأثيرُ إدمانها على الصحة النفسيّة وسُلوك الأفراد
  • تامر حسني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بـ فيديو طريفًا لطلب يد فتاة