رسائل اليمن للعدوان الأمريكي في ذكرى غزوة بدر
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
يمانيون../
تتطور الأحداث في اليمن والمنطقة بشكل متسارع، في ظل التخبط الأمريكي بقيادة المجرم ترامب، وتعاطيه السلبي مع الكثير من الملفات الساخنة.
يختار ترامب طريقَ المواجهة مع اليمن، منطلقًا من خيار القوة الصُّلبة، واللجوء إلى العمل العسكري، معتقدًا أنه خيار سيجلب له الانتصار، ويقدمه كمنجز للشعب الأمريكي، ولحلفاء أمريكا، دون أن يلتفتَ إلى الدروس السابقة لمن سبقه من الرؤساء في البيت الأبيض.
وبشكل مفاجئ، أعلنت واشنطن عدوانًا جديدًا على اليمن في 15 مارس 2025، وهو العدوان الثالث على اليمن، حَيثُ كان الأول مفاجئًا في 26 مارس 2015م، بينما كان الثاني متوقعًا في 12 يناير 2023م، بالتوازي مع دخول اليمن في معركة “طوفان الأقصى” إسنادًا لغزة.
لكن ما يميز هذا العدوان الجديد عن البقية، أنه واضح وبيِّنٌ كالشمس في رابعة النهار؛ فالأمريكي هو المعتدي جهارًا وعلانية، والشعب اليمني ليست لديه شبهة، أَو التباس، أَو شكوك في هُوية المعتدي عليه، مثلما حدث في 2015م، حينما تبنَّت السعوديّة العدوان الأمريكي، وأعلنت الانضمام إليه مع الإمارات وتحالف كبير مؤلَّف من عدة دول، إضافة إلى ذلك أن أمريكا هذه المرة لم تتمكّن حتى من إقناع البريطانيين بالانضمام إليها، وهذه هي تجربة استثنائية للأمريكيين، فكما هو معروف أن استراتيجيتهم في العدوان على الدول تأتي في إطار تحالفات، وليس بشكل منفرد.
هذا السنوات العشر المتتالية، كانت كفيلةً بإقناع أي نظام داخل البيت الأبيض، بعدم المغامرة العسكرية مع اليمن؛ لأَنَّه خيار فاشل، حَيثُ لم تفلح الجهود الأمريكية السابقة، في تحقيق انتصار على اليمن، رغم الظروف التي كان يمر بها من ضعف في قدراته العسكرية، وعدم استقراره سياسيًّا، واجتماعيًّا، وأمنيًّا، وعلى كافة المستويات.
على كُـلٍّ، نبقى في الحدث الأهم، وهو العدوان الأمريكي الجديد على بلدنا، فالمجرم ترامب، يعتقد أنه سيجبر اليمنيين من خلال استخدامه للقوة على الاستسلام والتراجع، وأن الضربات على اليمن ستخيف الإيرانيين، ومحور المقاومة، وستجعلهم يقدمون الكثير من التنازلات، لكن ووفقًا للمؤشرات، فَــإنَّ الرياح تجري بما لا يشتهي ترامب، ومن خلال النتائج الأولى لهذا العدوان، يمكن الخروج بثلاث رسائلَ مهمة وجّهها اليمن إلى العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي.
أولًا: الرسالة السياسية:
جاءت هذه الرسالة من أعلى مستوى، وبلسان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أكّـد أن العدوانَ الأمريكي الجديد لن يخيفَ الشعبَ اليمني، ولن يجبره على التراجع في موقفه المساند لغزة.
وفي أول رسالة للعدو الأمريكي، قال السيد القائد: “حاملة الطائرات، والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفًا لنا”، مؤكّـدًا أن “قرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه”.
وفيما يتعلق بالتعاطي اليمني مع العدوّ الإسرائيلي أوضح السيد القائد أن موقف الشعب اليمني مشرِّف، ولن يقبل اليمن بإخضاع المنطقة للاستباحة الإسرائيلية.
ولعل أبرز الرسائل التي وردت في خطابَينِ مهمين للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يوم السادس عشر والسابع عشر من رمضان هو التأكيد على نقطتين مهمتين:- الأولى تتعلق بالعدوّ الإسرائيلي، مفادها: “لا يمكن أن نتفرج على مجاعة الشعب الفلسطيني وأن يكون موقفنا عند هذا المستوى”؛ ما يعني أن الموقف لن يقتصر على منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإنما سينتقل اليمن إلى خيارات أُخرى، قد تكون باستهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية، وهو الأقرب للتحليل.
أما فيما يتعلق بالعدوان الأمريكي على اليمن، فأكّـد السيد القائد في أهم رسالته “سننتقلُ إلى خيارات تصعيدية إضافية وسنواجه التصعيد بالتصعيد”، وقد أوضح أن الخياراتِ الإضافيةَ ستكونُ مزعجةً ومؤلمةً للعدو الأمريكي، لكن لم تتضح بعد هذه الخيارات.
ثانيًا: الرسالةُ العسكرية:
وبموازاة الموقف السياسي الثوري الواضح لليمن في تعاطيه مع العدوان الأمريكي على اليمن، والحصار الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، تعمل القوات المسلحة اليمنية، على تطبيقها على أرض الواقع؛ فالمجاهدون من الجيش اليمني يخوضون ملحمة أُسطورية، واشتباكًا غيرَ عادي مع حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس هاري ترومان) والقطع الحربية التابعة لها في البحر الأحمر، وقد اضطرت هذه الحاملةُ للهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر، وبمسافة 1300 كم عن المياه الإقليمية اليمنية، وهذا أعاق من حركة الطيران، وأحبط المخطّط الواسع للعدوان على اليمن.
لا يستبعد أن تكون القوات المسلحة اليمنية قد لجأت إلى استهداف طائرات العدوّ، بمنظومات دفاعية جوية متطورة، وهذا ما لمح إليه القادةُ العسكريون الأمريكيون، وهذا إن حدث بالفعل، فسيعقد مسار العدوان على اليمن، وسيجبره على التراجع؛ ما يضيف انتصارًا وإنجازًا جديدًا لليمن، وهزيمة وإخفاقًا جديدًا لأمريكا.
ثالثًا: الرسالة الشعبيّة:
وفي ظل تناغم الموقف الرسمي والعسكري، يأتي الموقف الشعبي لأحرار اليمن من خلال الخروج في مسيرات مليونية في ميدان السبعين بصنعاء وعموم محافظات الجمهورية، ليتوج الموقف، ويشكل حالة من التلاقي والوحدة، والانسجام بين الشعب وقيادته العسكرية والثورية والسياسية.
هذا التكامل في وحدة الموقف، هو الحصنُ المنيع لليمن ضد المؤامرات الخارجية، حَيثُ شكّل الصمودُ اليماني على مدى 10 سنوات مضت حائطَ صدٍّ لكل محاولات اختراق السيادة، وأفشل العدوان وتحالفه ومرتزِقته في تحقيق انتصارات على الأرض، وهو أَيْـضًا سيمضي باليمن نحوَ العزة والكرامة والنهوض في المستقبل.
وأمامَ كُـلّ هذه المعطيات، فَــإنَّ المجرمَ ترامب في ورطة حقيقية، فهو بالتأكيد لن يجلبَ الانتصارَ على اليمنيين، وهزيمته ستشكل ضربةً موجعةً لإدارته، ولحلفائه في المنطقة وعلى رأسهم السعوديّ والإماراتي، وأدواتهم من المرتزِقة اليمنيين، وهي فاتحةُ خير لليمن لتحرير أرضه من المحتلّين ومن دنس العملاء.
المسيرة| أحمد داوود
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی السید القائد على الیمن
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية في زمن التلغرام.. رسائل نووية علنية وتهديدات متبادلة
تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تصعيدًا غير مسبوق، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحريك غواصتين نوويتين إلى مواقع قريبة من المياه الروسية، في خطوة وصفها بأنها “تحذير ضروري”، ردًا على تصريحات نارية من دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وصفتها واشنطن بـ”المتهورة والاستفزازية”.
وفي منشور على منصته “تروث سوشال”، صرح ترامب أن “الكلمات لها تبعات”، مضيفًا أن الوقت قد حان للرد بوضوح، في إشارة إلى روسيا التي وصفها بـ”أرض خطيرة”. ويأتي هذا التصعيد قبل أيام من المهلة التي حددها ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تنتهي في 8 أغسطس الجاري، وسط تهديدات بفرض عقوبات شاملة على الاقتصاد الروسي تشمل قطاعي الطاقة والمصارف.
في المقابل، صعد ميدفيديف من لهجته، وقال في منشور على “تليغرام”: “روسيا ليست إيران أو إسرائيل، ومن يلعب بالنار ستحترق يده أولًا”. وأضاف أن المواجهة أصبحت مباشرة مع من يحرّك أوكرانيا، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فاعتمد لهجة أكثر تحفظًا، مؤكدًا أن الحوار مع واشنطن ممكن “لكن ليس وفق الشروط الأمريكية، بل بناءً على الوقائع الميدانية”، في إشارة إلى العمليات الجارية شرق أوكرانيا حول مدينة تشاسيف يار، التي لا تزال كييف تؤكد سيطرتها عليها رغم التقدم الروسي.
تحركات رمزية أم رسائل ردع حقيقية؟
التحرك الأمريكي أثار انقسامًا بين المحللين، حيث وصفه البعض بأنه ذو طابع رمزي أكثر من كونه عملياتيًا. واعتبر هانس كريستنسن، مدير قسم المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، أن الغواصات النووية الأمريكية منتشرة أصلًا ضمن منظومة الردع، بينما وصف داريل كيمبال، رئيس جمعية مراقبة الأسلحة، تصريحات ترامب بـ”غير المسؤولة”، محذرًا من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال رسائل نووية قد يؤدي إلى تفلت خطير في الحسابات العسكرية.
في موسكو، رأى الخبير أندريه كورتونوف أن ما يجري هو “تصعيد إعلامي يخدم أهدافًا انتخابية داخلية” لدى ترامب، دون أن يستبعد وجود مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن بعيدًا عن الأضواء.
انعكاسات اقتصادية وتصاعد مخاوف أوروبية
على الجانب الاقتصادي، توقعت وكالة “رويترز” تراجعًا في قيمة الروبل بنسبة قد تصل إلى 20% خلال عام، في حال فرض العقوبات الأمريكية الجديدة، مع احتمال تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 100 روبل. وأشارت التقديرات إلى أن البنك المركزي الروسي قد يضطر إلى وقف دورة التيسير النقدي مؤقتًا.
أوروبيًا، دعت بروكسل إلى ضبط النفس، حيث حذر مفوض السياسة الخارجية جوزيب بوريل من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية رغم التصعيد.
الأنظار نحو 8 أغسطس: ثلاث سيناريوهات محتملة
بحسب مراقبين، فإن مصير المهلة التي حددتها واشنطن لموسكو قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة، مع ترجيح أحد السيناريوهات التالية:
فرض عقوبات اقتصادية شاملة تطال شركاء روسيا التجاريين.
تقليص التعاون العسكري مع حلفاء واشنطن في أوروبا الشرقية.
تصعيد عسكري مباشر عبر إعادة انتشار القوات الأمريكية في دول كفنلندا وبولندا.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تبدو المسارات مفتوحة بين الدبلوماسية المحدودة، والتصعيد الحذر، والتوتر الذي بات يدار من على منصات التواصل بدل قنوات التفاوض التقليدية.