يمانيون:
2025-06-23@10:01:06 GMT

وإن عدتم عدنا

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

وإن عدتم عدنا

توفيق الآنسي

لا غرابة أن يعود العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي إلى حرب الإبادة والحصار والتجويع والدمار في غزة وفلسطين، فهم لا عهد لهم ولا ميثاق، وقد أخبرنا القرآن بذلك في قوله تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).

ولا غرابة أن يتفنَّن العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي في حربه الشاملة على غزة وفلسطين، فقد شجعهم على ذلك تخاذل أهل الحق عن حقهم وسكوتهم عن مقدساتهم وحرماتهم.

ولا غرابة أن تتخاذل وتسكت وتتفرَّج الأنظمة العربية دون أن تحَرّك ساكنًا، فهم أشد كفرًا ونفاقًا، وقد أخبرنا القرآن بذلك في قوله تعالى: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فهم لا دين لهم ولا إنسانية فيهم.

ولا غرابة أن يقف ويصمد ويضحي اليمن في مساندته لغزة وفلسطين بكل ما يملك؛ لأَنَّهم أهل الإيمان والحكمة، فهم من قال عنهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”.

فلم تكن حرب الإبادة التي يشنها العدوّ الصهيوني على غزة وفلسطين هذه الأيّام إلا امتدادا لسلسلة الجرائم التي ارتكبها منذ اغتصاب الأرض المباركة، مدعومًا بآلة القتل الأمريكية التي لا تتوقف عن تزويده بالسلاح والحماية السياسية. فما يحدث اليوم من مجازر وحصار وتجويع ليس جديدًا، بل هو تكرار لحلقات سابقة من العدوان، ولكن هذه المرة بعنف أشد وإجرام أوضح، في ظل عالم أعمى وأصم عن آهات الضحايا وصرخات المستضعفين.

لكن كما كان للعدو عودته في الإجرام، فَــإنَّ للأحرار عودتهم في المقاومة، فمن غزة التي لم تنكسر إلى اليمن الصامد، تتجلى معادلة “وإن عدتم عدنا” في أوضح صورها.

فاليمن ثابت على العهد رغم الحصار والتآمر، ورغم العدوان الأمريكي المباشر الذي استهدفه عقابًا له على موقفه المشرف في مساندة إخوانه في غزة وفلسطين، فلم يتغير موقفه قيد أنملة. فصواريخ اليمن ومسيراته اليوم ليست إلا ترجمة حقيقية لموقف ثابت لم يتغير منذ أن بدأت المعركة مع المحتلّ الصهيوني.

فلطالما توهمت أمريكا والغرب أن سياسة التهديدات والعقوبات يمكن أن ترهب الأحرار، لكن اليمن أثبت العكس. فسواء جاءت التهديدات من واشنطن أَو تل أبيب، وسواء صرَّح بها السفاح نتنياهو أَو الطاغية ترامب، فَــإنَّها لا تزيد اليمنيين إلا يقينًا بأن موقفهم في الاتّجاه الصحيح.

فرغم عدوانهم على اليمن، فَــإنَّ الشعب اليمني يقولها بكل وضوح: “إن كان دعمنا لغزة وفلسطين يعني حربكم علينا، فمرحبًا بالحرب، ولن نتراجع عن موقفنا”.

إنه الموقف الذي ينطلق من الهُوية الإيمانية الصُّلبة، فمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”، لا يمكن أن يكونوا إلا في مقدمة الصفوف دفاعًا عن الأُمَّــة ومقدساتها.

فما يفعله اليمن اليوم من ضربات حيدرية يؤكّـد أن زمن العربدة الصهيونية قد انتهى، وأن “إسرائيل” لم تعد قادرة على التحَرّك بحرية كما في السابق.

فهي رسالة واضحة لكل الطغاة: إن كانت حربكم وحصاركم على غزة مُستمرّة، فَــإنَّ ساحة المعركة ستتسع، وإن كان دعمكم للكيان الصهيوني بلا حدود، فَــإنَّ مقاومة الأحرار من أبناء هذه الأُمَّــة لهذا العدوان ستكون أَيْـضًا بلا حدود.

فكما قال الله تعالى: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)، فهذا وعد الله للمستكبرين، وهذا وعد الأحرار للظالمين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: غزة وفلسطین ف ــإن

إقرأ أيضاً:

تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي لإسرائيل

خرج عشرات الماليزيين في تظاهرة حاشدة أمام السفارة الأميركية في كوالالمبور، رفضاً للدعم الأميركي لإسرائيل وتضامناً مع فلسطين وإيران. ورفع المحتجون شعارات تُندد بالاحتلال الإسرائيلي وتُحذر من مؤامرة أميركية قد تفجّر حرباً عالمية ثالثة. اعلان

شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور، يوم الجمعة، تظاهرة حاشدة نظّمها العشرات من المحتجين عقب صلاة الجمعة، تنديداً بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس في غزة، واستنكاراً للهجمات الإسرائيلية على إيران.

وسار المتظاهرون باتجاه السفارة الأميركية، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء "الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين" واعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد كُتِب على بعض الشعارات بالإنكليزية: "حرّروا فلسطين، أوقفوا الاحتلال الإسرائيلي"، فيما حمل آخرون صوراً لقائد فيلق القدس الإيراني الراحل قاسم سليماني، في تعبير واضح عن تضامنهم مع طهران.

Relatedحرب الأرقام الثقيلة بين إيران وإسرائيل: حين تفوق كلفة الدفاع ثمن الهجوممهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق بترامب؟ ولأوروبا أيضا صوت يُسمع وسط ضجيج الحرب بين إيران وإسرائيل.. جهودٌ لنزع فتيل الانفجار

وشهدت التظاهرة مشاركة لافتة لعازفي الطبول الذين أضفوا على المشهد إيقاعاً حماسياً، كما ألقى عدد من الناشطين كلمات تحفيزية وسط تصفيق الحشود. ووقف رئيس مجلس الشورى الماليزي للمنظمات الإسلامية، محمد عزمي عبد الحميد، مخاطباً الإعلام بعبارات تعكس الغضب الشعبي من السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

ومن بين المتظاهرين، قال الطالب الماليزي رِضوان حسين، في تصريح لوسائل الإعلام: "ما إذا كانت هذه الأزمة ستتطور إلى حرب عالمية ثالثة أم لا، يعتمد على رد فعل الولايات المتحدة. رغم أن واشنطن تعلن عدم نيتها دخول الحرب، إلا أننا نرى تحركات تُظهر وجود جهود غير مباشرة لدعم إسرائيل، ويبدو أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء."

وفي ظل الحشود الغاضبة، انتشر عناصر الشرطة الماليزية لحفظ النظام وتأمين المسيرة التي جرت دون تسجيل حوادث تذكر.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • القومي الإسلامي: العدوان على إيران وفلسطين يؤكد وحدة المشروع الاستعماري
  • الإمام “القاسم الرسي”.. نواة “آل محمد” في اليمن ومرجعاً لسائر الطوائف الإسلامية في عصره
  • علماء اليمن يؤكدون على وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزةَ وتأييد إيران في مواجهة العدوان
  • لقاء موسع لعلماء اليمن يؤكد وجوب الجهاد في سبيل الله لمواجهة أعداء الأمة
  • ايران وفلسطين محور نقاش محادثات عطاف مع نظيره الأردني
  • ماذا يمكن لحلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق فعله إذا دخلت أميركا الحرب؟
  • عطوان يكشف مفعول اعلان اليمن .. حال دخلت امريكا الحرب
  • قائد أركان كتائب القسام يعبر عن الفخر بموقف اليمن البطولي في نصرة غزة
  • تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي لإسرائيل
  • الصدر: الصهاينة ضربوا إيران ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن بقرار من ترامب