جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@17:31:19 GMT

لطائف رمضان

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

لطائف رمضان

 

 

عيسى الغساني

في عمر الإنسان تمضي الحياة من النشأة الأولى بمراحل الخلق والتكوين المادي إلى حضور ذلك المولود إلى عالم البشر أو الدنيا أو عالم الماديات، وتقدم له الأم في السنتين الأولى والثانية أو أقل، الغذاء الذي به تنمو خلايا ذلك الجسد الصغير، الذي لا يعبر عن نفسه عندما يشعر بالجوع أو الألم إلا بالبكاء، وفي تلك الفترة من العمر يقال بأن الروح تحتفظ بنقائها إذ لاتزال غير قابلة للتلوث بالعالم الخارجي بما فيه من تضاد وتناقضات.

وينمو ذلك الجسد الصغير ويصبح إنساناً تحركه الرغبات والشهوات ومطامع ومطامح، لكن تتوق نفسه بوعي وبدون وعي إلى مرحلة الصفاء والنقاء الروحي، إذ نقاء الإنسان وصفاء سريرته هو الأصل وما بعد ذلك حادث أو طارئ، ولكل المجتمعات البشرية تجاربها الروحية في استعادت ذلك النقاء والصفاء.

 ورمضان رحلة روحية ذات أبعاد تستحق أن يراها من يحيها، بعين المنطق، فإذا تجلت لك المعرفة تحققت لك الغاية ونلت المراد فمن أبصر بعين الحكمة رأى اليقين.

رمضان تزكية للنفس والروح فالامتناع الظاهري عن الطعام والشراب يحدث تغييرا جوهريا لوظائف الجسد، وبه تكون الأفكار تحلية للقلب بالصفات المحمودة، والامتناع له وجه آخر وهو أنه بقليل من زاد الدنيا (الطعام) وكثر من صفاء العقل وتجلي الروح وفيض من الصبر والرحمة والصدق تبدأ رحلة نحو تزكية النفس.

رمضان يفك التعلق بالحواس والغرائز فيبحر الصائم في ممارسة روحية، إذ ترك الأكل والشرب ينقل كل الحواس والمشاعر فبعد عدد من الساعات وفقا للبحوث يستخدم الجسم الكيتونات كمصدر للطاقة وبذلك يحفز BDNF وهو بروتين يعزز المرونة العصبية والتفكير الإبداعي ويرفع مستوي التركيز وصفا الذهن.

والصيام يقلل من الدوبامين الناتج عن الطعام والسكريات مما يجعل الاستجابة للمحفزات الخارجية محدودا، فتنشأ حالة من الهدوء العقلي والاتجاه نحو الداخل وسكون الأفكار السطحية. ومع انخفاض طاقة الجسم يقل الانشغال بالحاجات المادية ويتوجه العقل نحو القيم الروحية، فالصيام تدريب على تأجيل الرغبات وضبط للنفس وبذلك يتعزز ما يسمى بالتحكم المعرفي والعاطفي، فيكون الحوار الداخلي بين الإنسان وذاته الآتي "جسدي قادر علي الامتناع عن الماديات، والآن صحتي الجسدية أفضل وذهني صاف ومتوقد وأنا الآن في أفضل لحظات السعادة والاستقرار عناية الله ولطفه يحفني بفضله وعظيم جوده"، وهذه مناجاة.

عندما يتوقف الجسد عن الطعام والشراب، يصفو الفكر، وتترك الشوائب، ويتوازن الإنسان، أفاض الله على الجميع بلطائف الشهر الفضيل، ولتغشى الرحمات والبركات لرمضان الإنسانية جمعاء. آمين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بسبب فاتورة الطعام.. رجل و3 سيدات يعتدون بالضرب على عامل بمطعم

كشفت الأجهزة الأمنية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن قيام عدد من الأشخاص بالتعدى على أحد العاملين بمطعم بالغربية.

القبض على بائع تحرش بأجنبيتان في الجماليةنزل راجل كبير من أجل فتاة.. القبض على سائق سيارة ميكروباص بالمنيا

بالفحص تبين أنه بتاريخ 7 الجاري تبلغ لمركز شرطة طنطا بالغربية من (عامل بمطعم "مصاب بكدمات وسحجات") بأنه أثناء تواجده بالمطعم محل عمله حدثت خلافات بينه وبين (رجل ، و3 سيدات) حول ثمن بعض المأكولات، قاموا على إثرها بالتعدى عليه بالضرب وإحداث إصابته المشار إليها.

 أمكن تحديد وضبط مرتكبي الواقعة (مقيمون بدائرة قسم شرطة ثان طنطا) .. وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة لذات السبب.

 تم اتخاذ الإجراءات القانونية.



 

طباعة شارك الأجهزة الأمنية التواصل الإجتماعى مطعم

مقالات مشابهة

  • 7 أطعمة تمد الجسم بالمغنيسيوم أفضل من المكملات
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق
  • بسبب فاتورة الطعام.. رجل و3 سيدات يعتدون بالضرب على عامل بمطعم
  • معتقلو فلسطين أكشن يواصلون إضرابهم عن الطعام في السجون البريطانية
  • الفلفل الأحمر الحار يسرع الحرق ويحسن عملية التمثيل الغذائي
  • المحامي صبرة يبدأ إضرابًا عن الطعام داخل زنزانته وسط صمت نقابة المحامين
  • أيهما أفضل الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟ أمين الفتوى يجيب
  • أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب
  • القومي للمرأة يزور مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان
  • دراسة: المشي بعد تناول الطعام مباشرة يقلل مستويات السكر في الدم