دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ مستوى الطعام في كثيرٍ من المطاعم والكافتيريات يحتاج إلى رقابة، وإلى تصنيف، وإلى تسعير – ولو على مستوى الهواة – لأن كثيرًا من المطاعم تسترخص الخامات، ولا تستعين بطباخين ذوي خبرة، اعتمادًا على أن الزبون يأكل ويدفع ويمشي في كل الأحوال، وينتهي الأمر.
وهذا أسلوب تتبعه المطاعم ذات الاسم المعروف على وجه الخصوص، فالزبون يأتي على السمعة ويأخذ “المقلب”، ولا من شاف ولا من دري – كما يقولون – ثم ينصرف إلى حال سبيله حانقًا ناقمًا على هذا الغش العلني.
ولكن لا وقت لدى الكثيرين للشكوى، ولا رغبة لدى الكثيرين في الدخول في مسارات الشكوى والمواجهات، وإنما يكتفي الكثيرون بعدم العودة إلى ذلك المطعم مرةً أخرى. والبعض لا يعرف أصلًا أين يتجه بشكواه.
وبذلك تستمر المطاعم اللئيمة – المشهورة وعديمة الاسم على حد سواء – في استغلال الزبائن، دون أن تعبأ بانصرافهم عنها رويدًا رويدًا، لأنها تكسب أموالًا أكثر بكثير مما تنفقه على المطعم الخرب، العديم القيمة فعليًا.
ولا تهتم هذه المطاعم بسمعة السياحة، ولا بسمعة أحد، حتى سمعتها ذاتها! لا شيء يهم تلك المطاعم والكافتيريات سوى غش الناس والاستيلاء على أموالهم بسهولة ويُسر، خاصةً مع استخدام عمالة الأطفال التي لا تكلّف إلا النزر القليل من النفقات.
والله أعلم بالظروف الصحية للعاملين في تلك المطاعم، والله أعلم بمدى ملاءمة المكان والأدوات المستخدمة في إعداد هذا الطعام الرديء.
ولا تُصدر تلك المطاعم فواتير، ولا شيئًا يوثق ما تفعله، بل تكتفي بالحصول على الأموال “الحرام” التي يسدّدها الزبائن المخدوعون في غيبةٍ من الرقابة المناسبة.
لا يكفي أبدًا الحصول على تصريح بإنشاء المطعم، وإنما تلزم الرقابة الصحية، والرقابة على مستوى الطعام المُقدَّم، بل وتصنيف المطاعم والكافتيريات – وفقًا للقواعد الدولية المتعارف عليها في هذا المجال – ليعلم الناس إلى أين يتجهون بأموالهم، من أجل الحصول على سلعة جيدة وخدمة مناسبة، مقابل الأسعار الرهيبة التي يرددها الناس الآن على وجه الخصوص، وفي هذه الظروف الاقتصادية والمادية الغريبة.
Tags: المطاعم
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: المطاعم
إقرأ أيضاً:
فلسطينيو الـ 48 يشرعون في إضراب عن الطعام رفضا لتجويع غزة
دعت لجنة المتابعة العليا لقضايا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، كافة الجاليات والفلسطينيين حول العالم، لتنفيذ فعاليات، بالتزامن مع الإضراب عن الطعام، الذي ستنفذه احتجاجا على تجويع سكان قطاع غزة والمجازر المرتكبة بحقهم.
وأشارت اللجنة إلى أن الإضراب سيبدأ يوم الأحد المقبل، ويستمبر حتى الثلاثاء، في مدينة يافا المحتلة، وسيختتم بتظاهرة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب.
وقالت اللجنة في بيانها: "إن مشاهد الموت جوعا في غزة يجب أن تستفز وتستنفر كل من عنده ذرة من الانتماء إلى البشرية"، مؤكدة أن هذه المبادرة تأتي لتسليط الضوء على "الكارثة الرهيبة" التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع جراء سياسة الاحتلال الهادفة إلى القضاء على مقومات الحياة الأساسية.
وشددت اللجنة على أن "ممارسات الاحتلال والقتل اليومي والتهجير، والتفاقم الخطير لسياسة التجويع تستوجب استنفارا واسعا في كل أنحاء العالم لتجنيد الرأي العام، والضغط على الحكومات لوقف الحرب ورفع الحصار".
ودعا رئيس اللجنة محمد بركة، الفلسطينيين حول العالم، إلى تنظيم فعاليات بالتزامن مع أيام الإضراب، وحشد قطاعات المجتمع الدولي للضغط على الحكومات، لرفع المعاناة على الفور عن قطاع غزة.