دبي: «الخليج»

أطلق سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خارطة طريق استراتيجية تهدف إلى أن تصبح هيئة كهرباء ومياه دبي أول مؤسسة خدماتية قائمة على الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها الأساسية. جاء ذلك خلال فعالية «أسبوع الذكاء الاصطناعي التوليدي» التي نظمتها الهيئة لمناقشة التحول القائم على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الهيئة ومن الشركات العالمية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بما في ذلك «مايكروسوفت» و«آي بي إم» و«سيرفس ناو» و«داتا روبوت».


تضمنت الفعالية، التي استمرت لأربعة أيام في المبنى الرئيسي للهيئة، «مؤتمر أسبوع الذكاء الاصطناعي التوليدي»، الذي استعرض رؤية الهيئة لدمج الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها وخدماتها، كما شارك الحضور في ورش عمل وجلسات نقاشية ومحاضرات تفاعلية في موضوعات متنوعة بما في ذلك التعلم العميق، والشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي، والأتمتة. كما استعرضت الهيئة استراتيجيتها للتحول الرقمي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على رفع الإنتاجية، وتعزيز عملية صنع القرار، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتطوير خدمات مبتكرة تلبي احتياجات المعنيين.
وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «انسجاماً مع رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن نكون في طليعة الأمم التي تتبنى أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع العمل الحكومي، يسعدنا أن نطلق خارطة الطريق الاستراتيجية التي ستمكن الهيئة من أن تصبح أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم قائمة على الذكاء الاصطناعي. وتضمن هذه المبادرة مواكبتنا التطورات الرقمية والتحولات العالمية وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام في قطاعي الطاقة والمياه، حيث تهدف خارطة الطريق إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع العمليات التشغيلية والخدمية بما يعزز الإنتاجية والكفاءة، ويدعم الابتكار والإبداع، انسجاماً مع استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي عبر الاستثمار في الأفراد والقطاعات التي تعتبر جوهرية لنجاحنا.»
وأكد سعيد الطاير حرص الهيئة على تعزيز تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتمكين كوادرها بأحدث الأدوات اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال. ومن خلال شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات التقنية العالمية، تهدف الهيئة إلى توفير برامج تدريبية متقدمة لموظفيها ليكونوا على اطلاع بأحدث التطورات في مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما يسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية والكفاءة والارتقاء بسعادة المعنيين.
سلط المعرض المصاحب لأسبوع الذكاء الاصطناعي التوليدي الضوء على النجاحات التي حققتها الهيئة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تشكل حجر الأساس في تحولها إلى مؤسسة قائمة على الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الإنجازات منصة «رمّاس في العمل» التي تدعم مجموعة واسعة من الخدمات المقدمة عبر مختلف قطاعات الهيئة بما في ذلك الإنتاج (الطاقة والمياه)، ونقل وتوزيع الطاقة، وتطوير الأعمال والتميز، والهندسة المدنية، وخدمات الفواتير، والموارد البشرية والشؤون القانونية. كما نجحت الهيئة في تنفيذ تحسينات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في بوابة «خدماتك» الإلكترونية للموظفين، ومكتب دعم تقنية المعلومات، وإجراءات الحوكمة والامتثال، وسياسات الأمن الإلكتروني. وتمثل هذه الإنجازات الأساس الذي ستبني عليه الهيئة استراتيجيتها لتحقيق رؤيتها في أن تصبح أول جهة خدماتية على مستوى العالم قائمة على الذكاء الاصطناعي بالكامل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات هيئة كهرباء ومياه دبي قائمة على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

موتى يعملون بعد رحيلهم.. إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟

لم يعد الموت نهاية حتمية للصوت، أو المشاعر، أو حتى النصيحة، ففي عالم يتطور بسرعة مذهلة بفضل الذكاء الاصطناعي، قد يعود الجد المتوفى ليحكي لحفيدته كيف يُصلَح صنبور الماء، أو ينصحها بشأن اختيار شريك الحياة.

ويعد ذلك ليس خيالًا علميًا، بل واقع قيد التشكّل تسعى إليه شركات تقنية كبرى وناشئة، بدعم من أبحاث أكاديمية ومبادرات تجارية، في ما يُعرف اليوم بـ"الورثة الرقميين" أو "الأشباح التوليدية".

وتناولت دراسة حديثة صدرت في نيسان/ أبريل 2025 عن جامعة كولورادو بولدر بالتعاون مع "Google DeepMind"، بعنوان "حوار مع الراحلين"، استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء روبوتات محادثة تُحاكي شخصيات الأموات، بناءً على سجلهم الرقمي.

وتعتمد هذه التكنولوجيا على أرشفة بيانات الشخص: الرسائل، التسجيلات الصوتية، منشورات مواقع التواصل، وحتى مقاطع الفيديو، لتكوين نموذج تفاعلي يُجري محادثات واقعية تحاكي شخصية المتوفى بدقة مذهلة.


وتتيح شركات مثل “HereAfter AI” و“StoryFile” و“Re;memory” دخلت هذا المجال بقوة.
وعلى سبيل المثال، يستطيع الأشخاص قبل وفاته تسجيل ردود مفصلة على أسئلة متنوعة، ليتم تحويلها بعد وفاته إلى مساعد صوتي يمكن للأقارب التحدث معه عبر الهاتف أو التطبيقات.

وفي كوريا الجنوبية، أطلقت شركة “DeepBrain AI” خدمة تعيد بناء الشخص كاملًا في هيئة مجسّم ثلاثي الأبعاد يتفاعل بالصوت والصورة.

ولا يقتصر التفاعل مع "أشباح رقمية" على الحنين، بل يتعداه إلى وظائف عملية، مثل شرح إجراءات قانونية، تقديم وصفات طعام عائلية، أو حتى إعطاء نصائح مالية، وفي بعض الحالات، يُتوقع أن تصبح هذه النماذج الرقمية مصادر دخل لأسر المتوفين، عبر بيع كتب أو محتوى تم إنتاجه باستخدام شخصياتهم الرقمية.

ويقابل الحماس التقني قلق أخلاقي متزايد، حيث حذر باحثون من جامعة كامبريدج من "العلاقة العاطفية القهرية" التي قد تنشأ بين الأحياء وهذه النماذج، مما يُعقّد عملية الحزن الطبيعي. كما نبّهوا إلى احتمال أن تُستخدم هذه النماذج في إيذاء الآخرين، أو نشر معلومات خاطئة تُنسب زورًا إلى المتوفى.

ويزيد القلق من إمكانيات إساءة الاستخدام التجاري، مثل بث إعلانات موجهة عبر صوت المتوفى، أو اختراق خصوصية العائلات. كما حذّرت تقارير من أن بعض النماذج قد تُنتج "هلوسات ذكائية" – أي معلومات ملفقة لا تستند إلى وقائع، مما قد يشوه إرث الراحل أو يكشف أسرارًا لم يكن يرغب في الإفصاح عنها.


أمام هذه الطفرة التكنولوجية، يبرز سؤال جوهري: من يمتلك حق التحكم في النسخة الرقمية من الشخص بعد وفاته؟ ومن يضمن ألا يُعاد استخدامه ضد إرادته؟ تدعو مؤسسات حقوقية وخبراء قانون إلى وضع أطر تشريعية صارمة لضمان الموافقة المسبقة، والحق في المحو، وعدم استخدام هذه النماذج في الإعلانات أو التلاعب العاطفي.

ومع اتساع انتشار هذه الظاهرة، يبدو أن الموت، كما عرفناه، لم يعد خط النهاية. بل أصبح فصلًا جديدًا تُكتبه خوارزميات، وتعيشه نسخ رقمية قد تنصح، تبتسم، وتشارك… من عالم ما بعد الحياة.

مقالات مشابهة

  • قطر الخيرية تطلق مشروعا لترميم مئات المنازل في سوريا
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • تبدأ من العراق.. قمة بغداد ترسم خارطة طريق جديدة للمنطقة
  • في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نعمل على إلتزام الحكومةبتنفيذ خارطة الطريق التي تم تقديمها للامم المتحدة
  • الذكاء الاصطناعي لن يُقصي أطباء الأشعة
  • مهرجان كان: الذكاء الاصطناعي مهم في السينما
  • بحضور ترامب وبن زايد.. أبو ظبي تطلق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي
  • موتى يعملون بعد رحيلهم.. إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟
  • عامها الـ7.. ما أبرز الخدمات التي تقدمها مبادرة ”طريق مكة“ للحجاج؟