بالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة، سجلت منظمات دولية وهيئات رسمية فلسطينية تصاعدا في حدة الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، خلال شهر رمضان المبارك، بشكل فاق حجم الانتهاكات في الشهر الفضيل في سنوات سابقة، وخاصة سياسة هدم المنازل والمنشآت.

فإلى جانب القتل الذي راح ضحيته نحو 940 شهيدا، واصل الاحتلال هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين، كما لم يتوقف عند منع فلسطينيي الضفة من الوصول إلى المسجد الأقصى، إنما زاد على ذلك باقتحامات واسعة طالت 10 مساجد، دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل وخصوصيته لدى المسلمين.

وأرجع باحث ميداني مختص في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية تزايد عمليات الهدم في رمضان إلى عدة أسباب أساسها قرار سياسي في ظل وجود حكومة متطرفة.

وبالتزامن مع عمليات الهدم، استمر الاحتلال في انتهاكاته بالضفة، إذ قتل منذ بداية الشهر 14 فلسطينيا وأصاب واعتقل العشرات، وفق وزارة الصحة ومصادر رسمية فلسطينية والأمم المتحدة.

عائلة فلسطينية نازحة تقضي رمضان في منزل مهدم بالضفة الغربية (رويترز) هدم برمضان

وفق تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد شهدت الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان "زيادة حادة في عمليات الهدم التي طالت منشآت الفلسطينيين بالمقارنة مع السنوات السابقة".

إعلان

وجاء في التقرير الذي يغطي الفترة من 4 إلى 10 مارس/آذار الجاري (4-10 رمضان) أن عدد المنشآت التي هُدمت خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان في العام 2025 وعددها 71 منشأة، بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل أو هدمت على أساس عقابي (تستهدف غالبا منازل ذوي منفذي العمليات)، فاق عدد المنشآت التي هُدمت خلال شهر رمضان كله في العام 2024 وكان عددها 69 منشأة، ومجموع المنشآت التي هُدمت في الأشهر الثلاثة التي سبقت الشهر الفضيل من العام 2021 وحتى العام 2023 وعددها 32 منشأة.

وتفرض سلطات الاحتلال على فلسطينيي القدس أو سكان المنطة "ج"، التي تسيطر عليها وتقدر بنحو 61% من مساحة الضفة الغربية، الحصول على تراخيص بناء من قبلها، لكنه إجراء من شبه المستحيل الحصول عليه، وفق الأمم المتحدة.

وجرت 10 من عمليات الهدم في القدس، منها 7 استهدفت مساكن مأهولة وأسفرت عن تهجير 21 فلسطينيا وتضرر 14 آخرين، وفق المصدر نفسه.

يقول المكتب الأممي "دأبت السلطات الإسرائيلية على الحدّ من عمليات الهدم خلال شهر رمضان، ولكن منذ العام 2024 شهدت عمليات الهدم ارتفاعًا حادًا".

وإجمالا هدمت سلطات الاحتلال 115 منشأة فلسطينية، منها 21 منزلا مأهولا، منذ مطلع الشهر الفصيل وحتى الـ25 من الشهر ذاته، مما أسفر عن تهجير 80 فلسطينيا وتضرر 2420 آخرين.

ولا تشمل هذه الأرقام عمليات التدمير المستمرة في مخيمات شمالي الضفة الغربية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي والتي أدت إلى تهجير أكثر من 41 ألف مواطن فلسطيني، حيث أعلنت قوات الاحتلال خلال رمضان نيتها هدم 66 منزلا في مخيم جنين وحده، تضاف لمئات المنازل المدمرة كليا أو جزئيا.

عوامل الزيادة

في تفسيره لتزايد عمليات الهدم برمضان، يقول الباحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي راجح تلاحمة للجزيرة نت إن الموضوع "سياسي بالدرجة الأولى" وله علاقة بتشكيلية الحكومة الإسرائيلية الحالية، وجاءت تنفيذا لما صرح به وزير المالية بتسلئيل سموترتيش بأنه سيهدم أكثر مما يبنيه الفلسطينيون.

إعلان

وأضاف أن عمليات الهدم الواردة في معطيات الأمم المتحدة تتساوق مع ما يعلنه الاحتلال، ومع ما يفرضه على الأرض من إجراءات تحول دون حماية المنازل ومنع عمليات الهدم، بل تسرعها.

وتابع أن الحاصلين على إخطارات وأوامر هدم ليس أمامهم سوى المحاكم الإسرائيلية للاعتراض، حيث كانوا يلجؤون إليها لتأجيل عملية الهدم ربما لسنوات، لكن في ظل الحكومة الحالية فإن إجراءات وقوانين جديدة تحول دون كسب الوقت أو بقاء الناس في بيوتهم وحمايتها.

وتابع أن أي محام يترافع عن المتضررين بات يصطدم بإجراءات وظروف تحول دون تمكنه من إنقاذ المنازل في الوقت المناسب، فتقوم الجهات التنفيذية بالهدم وتهجير السكان ومنع إعادة البناء.

وثيقة مهمة

كمثال، لفت راجح تلاحمة إلى تأثير الحواجز المنتشرة في الضفة، موضحا أن "هناك وثيقة مهمة جدا لا يقبل أي ملف اعتراض قانوني لهدم بيت أو منشأة دون توفرها، وهي إخراج قيد "إثبات ملكية الأرض" يصدره الاحتلال، وذلك إما من مقره في مستوطنة بيت إيل قرب رام الله أو معسكر سالم شمالي الضفة".

وأضاف أنه نظرا لتقطيع أوصال الضفة بالحواجز فإن الوصول لهذه المناطق في الوقت المناسب صعب، كما أنه غير آمن، وبالتالي فإن الاحتلال يعرقل إعداد ملف قانوني لأي متضرر.

ومن هناك خلص تلاحمة إلى أن وجود سموترتيش وزيرا في وزارة الجيش وهيمنته على إدارته المدنية، وهي المختصة بشؤون الضفة في الجيش، أسهم في الهيمنة على المنطقة "ج" ومنع البناء الفلسطيني بل زيادة وتيرة الهدم، خلافا للبؤر الاستيطانية غير القانونية التي تحظى بالشرعنة والاعتراف.

وليلة الأحد صادق المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على مقترح لسموترتيش بفصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية تمهيدا للاعتراف باستقلالها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة عملیات الهدم شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

مواجهات خلال اقتحامات واعتداءات للاحتلال والمستوطنين بالضفة

رام الله - صفا

اندلعت مواجهات خلال اقتحامات واعتداءات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر وصباح اليوم الأربعاء، في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، بينما استهدف مقاومون آليات عسكرية في مدينة طوباس.

واقتحمت قوات الاحتلال حي الزغير في بلدة كفر عقب شمال القدس، وداهما عدة منازل.

وأغلقت قوات الاحتلال صباح اليوم، مدخل قرية المغير في رام الله، ومنعت الدخول والخروج من القرية، فيما اعتقلت أربعة مواطنين من مناطق متفرقة في محافظة بيت لحم.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت: مصطفى موسى نواورة من منطقة جبل الموالح، ومحمد رائد زواهرة من الكركفة، ورائد عبد الكريم المذبوح من منطقة الكاريتاس في بيت لحم، وزكريا جمال عويضة من هندازة شرق المدينة، وذلك بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها.

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل في مناطق مختلفة من المحافظة، عرف من أصحابها معتز مزهر، حيث استولت على هاتفه الشخصي، وعيسى أبو عاهور، دون أن يُبلغ عن اعتقالات أخرى.

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال خلال اقتحام قرية تياسير شرق طوباس، تزامنا مع استهداف مقاومين آليات الاحتلال بعبوة ناسفة في بلدة طمون جنوب شرق طوباس.

كما ختطف مستوطن مساء الثلاثاء، أربعة مواطنين من قرية بيت عور الفوقا غرب رام الله.

وقالت مصادر محلية إن مستوطنا اختطف 4 مواطنين قرب البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين في "وادي سليمان" قرب قرية الطيرة المجاورة، بعد الاعتداء عليهم.

وأضافت أن قوات الاحتلال التي تدخلت لحماية المستوطن، اعتدت على مواطنين حاولوا نجدة الشبان المختطفين، وأصابت 4 منهم برضوض، كما اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من الشبان المختطفين وهما خالد منيف سمارة، ومحمد إبراهيم سمارة.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، قرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس، ودفعت بعدد من الآليات العسكرية تجاه المنطقة الجنوبية من القرية، وقامت بعمليات تمشيط في محيط مقبرة القرية وفي حارة الشارع.

كما انتشرت قوة راجلة من جيش الاحتلال وقامت بعمليات تمشيط واسعة في الأراضي الزراعية، مع تواجد طائرتين مسيرتين في أجواء القرية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة في غزة تستلم 30 جثماناً.. اعتقال عشرات الفلسطينيين بالضفة
  • الاحتلال يواصل استيلاءه على أراض بالضفة ويهدم منزلا برام الله
  • إصابات واعتقالات بالضفة والاحتلال يقتحم نابلس وقلقيلية
  • إصابة فلسطينيين في اعتداءات لجيش الاحتلال والمستوطنين بالضفة
  • استشهاد فلسطيني واعتقال 18 بالضفة الغربية
  • مواجهات خلال اقتحامات واعتداءات للاحتلال والمستوطنين بالضفة
  • مواعيد الإجازات الرسمية خلال شهر رمضان لعام 2026
  • قوات الاحتلال تدهم منازل أسرى مفرج عنهم بالضفة.. تفاصيل
  • بن غفير يقتحم الأقصى والاحتلال يحول منازل بالضفة لثكنات عسكرية
  • قوات الاحتلال تدهم منازل أسرى مفرج عنهم بالضفة