نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا أكد كاتبه أن الأميركيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي.
وفي المقال الذي كتبه الصحفي الأميركي ديفيد والاس ويلز، فإن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة.
وتساءل "هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟".
اغتيال كينيديومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأميركية الأسبوع الماضي.
ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، إلا أن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة.
ووصف والاس ويلز في مقاله الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة.
وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة في عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا في العديد من أرجاء العالم يفوق وزارة الخارجية أهمية.
إعلانووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى الكثير من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأميركية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض.
عصر ذهبيوأكد كاتب المقال أن الأميركيين يعيشون الآن في العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة "كيو أنون"، وصيغ نمطية من قبيل "الدولة العميقة" و "روسيا غيت".
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك -برأي ولاس ويلز- إلى أن الواقع في السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة.
وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لملايير البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج.
ومع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأميركية.
على أن القصة الأكبر -كما ورد في المقال- تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك، الذي عُين في الحكومة الأميركية الحالية ولم يُنتخب.
فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي.
إعلانوفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية.
ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية، على حد تعبير المقال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات نظریة المؤامرة
إقرأ أيضاً:
قصة حب أميركية.. الوجه الرومانسي لعائلة كينيدي يعود للواجهة
يعود المنتج رايان ميرفي لإطلاق الموسم الخامس من سلسلة المسلسلات الشهيرة "القصص الأميركية" (American Story)، التي تستعرض أحداثا واقعية شكلت ملامح المجتمع الأميركي على مدار عقود. وقد تنوعت السلسلة في نسخها السابقة بين التوثيق الرياضي، كما في "قصة رياضية أميركية" (American Sports Story) التي تناولت السير الذاتية لأبرز الرياضيين في الولايات المتحدة، والدراما الجنائية في "قصة جريمة أميركية" (American Crime Story) التي أعادت تسليط الضوء على قضايا شهيرة هزت الرأي العام الأميركي.
كما ضمت السلسلة أعمالا خيالية بارزة، من أشهرها "قصة رعب أميركية" (American Horror Story)، التي شاركت في بطولتها نجمتا البوب والتلفزيون، ليدي غاغا وكيم كارداشيان، في مواسم مختلفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في فيلم "عبر الجدران".. الفقراء الذين لا يستحقون السترlist 2 of 2"عالم الديناصورات: إحياء"… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائيةend of listأما النسخة المرتقبة، فستحمل طابعا رومانسيا واقعيا، إذ تركز على قصص الحب الشهيرة في التاريخ الأميركي، مستعرضة علاقات شكلت وعي الجماهير وتأثرت بالسياق السياسي والاجتماعي، لتكون هذه السلسلة بمثابة استحضار لعاطفة عاشت في ظل الأضواء والضغوط.
قصة الحب الأشهر في عائلة كينيدييستعرض الموسم الأول من سلسلة "قصة الحب الأميركية" (American Love Story)، الذي يُطرح في فبراير/شباط المقبل تزامنا مع عيد الحب، عبر منصتي "هولو" و"ديزني+"، واحدة من أشهر قصص الحب والزواج في التاريخ الأميركي الحديث، والتي دارت أحداثها في تسعينيات القرن الماضي.
يركز الموسم على العلاقة التي جمعت بين جون كينيدي جونيور، نجل الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي والسيدة جاكلين كينيدي، وبين كارولين بيسيت، الموظفة البسيطة في قسم العلاقات العامة لدى دار الأزياء العالمية كالفن كلاين.
وتُعد هذه القصة مادة درامية ثرية، بدءا من لقاء الثنائي، وصولا إلى حفل زفافهما الشهير الذي أُقيم بسرية تامة في ولاية جورجيا عام 1996، لدرجة أن وسائل الإعلام لم تعلم بأمر الزواج إلا بعد إعلانه رسميا في نهاية سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
First look at Paul Kelly and Sarah Pidgeon as JFK Jr. and Carolyn Bessette in Ryan Murphy’s ‘AMERICAN LOVE STORY.’
Set to premiere February, 2026 on FX. pic.twitter.com/W5B5YwRTbF
— Film Updates (@FilmUpdates) June 13, 2025
إعلانواجهت علاقة جون كينيدي جونيور وكارولين بيسيت تحديات جمة، كان أبرزها سعي جون إلى السير على خُطا والده والدخول إلى عالم السياسة، ما جعله محط أنظار الإعلام والجمهور الأميركي، في حين كانت كارولين تنفر من الأضواء وتحرص دائما على الابتعاد عن الصحافة وعدسات المصورين. وتفاقمت الضغوط مع تدخلات متكررة من عائلة كينيدي في حياتهما الخاصة، الأمر الذي تسبب في خلافات بين الزوجين، دفعتهما إلى اللجوء للعلاج الزوجي في محاولة للحفاظ على توازن علاقتهما.
لكن القصة التي بدت كأنها خرجت من رواية رومانسية، انتهت على نحو مأساوي في عام 1999، حين تحطمت الطائرة الخاصة التي كانت تقل الثنائي أثناء توجههما لحضور حفل زفاف أحد أفراد العائلة، روري كينيدي، في جزيرة مارثا فينيارد، ما أسفر عن وفاتهما معا. وقد شبّهت الصحافة الأميركية نهاية هذه العلاقة بقصة روميو وجولييت، لما حملته من حب عميق وخاتمة حزينة.
ويُعد هذا العمل أول معالجة درامية تفصيلية لهذه الزيجة الشهيرة، بعد أن تناولتها سابقا بعض الأعمال الوثائقية، أبرزها مسلسل "زفاف جون كينيدي جونيور وكارولين بيسيت: الشرائط المفقودة"، الذي استعرض لقطات نادرة من حياتهما معا.
بعد تسريب صور من موقع التصوير في ولاية نيويورك إلى وسائل الإعلام، عقب انطلاق تصوير المسلسل في يونيو/حزيران الماضي، تكشّف أخيرا طاقم تمثيل الموسم الجديد بعد فترة طويلة من التكهنات. ويؤدي بول كيلي دور جون كينيدي جونيور، بينما تجسد سارة بيدجن شخصية كارولين بيسيت، في حين تؤدي النجمة ناعومي واتس دور جاكلين كينيدي، وقد لفتت الأنظار وأثارت إعجاب الجمهور بعد انتشار صورها بفضل التشابه الكبير في ملامحها مع السيدة الأولى في مراحل عمرها المتقدمة.
ويضم فريق العمل أيضا غريس غومر في دور كارولين كينيدي، ابنة الرئيس الراحل، وأليساندرو نيفولا الذي يلعب دور مصمم الأزياء الأميركي الشهير كالفن كلاين.
كتب النص الدرامي للموسم رايان ميرفي، فيما تولى الإخراج ماكس وينكلر، الذي سبق أن شارك في إخراج بعض حلقات الموسم الأول من السلسلة.
يُذكر أن سلسلة "قصص أميركية" (American Story) قد حصدت مئات الجوائز من أبرز المحافل الفنية العالمية، من بينها جوائز الغولدن غلوب والإيمي.